الأحد، 4 مارس 2012

4

حلا لمشكلة التهديد بقطع المعونة الأمريكية عن مصر
يقول تعالى:" عَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "(216البقرة)؛فلعل التهديد بقطع المعونة الأمريكية عن مصر يكون دافعا للاعتماد على النفس وعدم انتظار أية معونة وهذا غنى عن البيان لأى شخص عاقل لأن الكل يعلم أن جزاء التبعية والاعتماد على الغير سيئ للغاية يتمثل فى تحكم المعتمد عليه فى المعتمد وتعسفه به وذله وتهديده واستغلاله فضلا عن أن المعونة دائما تأتى على هوى المعين لا على هوى المحتاج ولا بديل للاعتماد على النفس لضمان حياة كريمة ، وقد ناديت بالاستقلال والاعتماد على النفس مذ زمن فى كل مجال حتى إنى ناديت بضرورة عمل المرأة واستقلالها عن الاعتماد على زوجها حتى لا تكون تحت رحمته، وعجبت كل العجب لمفكر ينادى بأن نستبدل بالمعونة الأمريكية معونة من الدول العربية الشقيقة الغنية فهو مثال لمن لا يتعلم من أخطائه ولمن يحب أن يعيش تابعا ذليلا مهددا ضعيفا .
إن بلادنا كانت ولا تزال تملك من الموارد ما يفوق موارد أي دولة أخرى لكنها غير مستغلة لسوء إدارتها وقد أوضح ذلك جليا الفلم المصرى"عايز حقى"؛فقد أوضح أن السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا وأنه لا فائدوة من وجود أفضل سلعة لدى أسوأ تاجر .
فى أثناء إعدادى كتابى "إصلاح مصر" لاحظت أن هناك أفكاراً إصلاحية لن تكلف بلادنا مبالغ مطلقاً وستدر ربحا كبيرا للدولة مكتوبة فى الكتب منذ عشرات السنين تدرس على طلابنا فى المدارس والجامعات منذ عشرات السنين وتنفذها الدول المتقدمة منذ عشرات السنين أيضاً وحكومتنا لا تنظر إليها أبداً ، وعموماً أطرح الآن مشروعات سهلة وسريعة التنفيذ ستدر ربحا كبيرا للدولة نتمنى سرعة تنفيذها .
*تطبيق نظام الالتزام
تتجلى أسمى مطالب شعبنا فى توفير وظائف حكومية للشباب ولو تأملنا حال مصر حين كانت توظف كل من يتخرج من شبابها فى الوظائف الحكومية لوجدنا أن ذلك أدى إلى تشغيل أناس ليسوا كفئا للعمل كما أدى إلى زيادة عدد الموظفين عن حاجة العمل مما أدى إلى ضعف رواتبهم وقد أوضح ذلك الفريق أحمد شفيق عندما تولى رياسة وزراء مصر عام 2011وقد قال على باشا الوزير الأعظم للسلطان العثمانى عبد العزيز عام 1871م فى وصاياه:"إن غالبية الموظفين العاملين فى خدمتكم يتقاضون مرتبات هزيلة والنتيجة أن الرجال ذوى الكفاءة والمهارة يتجنبون العمل فى الخدمة العامة مما يجبر حكومتكم العلية على استخدام أنفار محدودى الكفاءة هدفهم الوحيد تحسين وضعهم المالى المتدهور هذا فى الوقت الذى يجب أن يتولى الخدمة المدنية فى الإمبراطورية رجال أكفاء مجتهدون أذكياء لديهم الهمة والرغبة فى العمل "، وفى نظرى الحل الأفضل لتوفير فرص عمل للشباب الأكفاء بأجور عالية ولضمان حسن الإدارة للدولة هو إدارة مرافق الدولة بنظام الالتزام بعدما فشل نظام الإدارة المباشرة فى إدارة مرافق البلاد بسبب الروتين المعقد الذى لا تحتمله المنشآت التجارية لأن معاملات التجارة سريعة ومرنة لا تحتمل الروتين المعقد ، وبعدما فشل أيضا نظام الخصخصة وأهدر ممتلكات البلاد بتراب المال.
ونرى تطبيق نظام التعاقد مع الموظفين بعقود مؤقتة لا بقرارات تعيين مؤبدة لضمان جدية الموظف وعدم استخفافه وتهاونه بالعمل وهذا النظام مطبق فى كبرى الشركات العالمية كشركات الملاحة مثلا ولا يضر بمصلحة العامل ولا بمصلحة صاحب العمل .
*إضافة إلى تطبيق نظام الالتزام فى إدارة مرافق الدولة ومشروعاتها يجب تطبيق نظام تعلق نسبة من دخل الموظف بمدى ربح المشروع حتى يشعر الموظف بمسئولية خطيرة لا محدودة فى تحديد دخله بنفسه وعدم ثبوت دخله وقابليته للتطور والتغير للأحسن وبذلك يبذل قصارى جهده فى العمل بشرط ألا يطبق ذلك فى بعض مرافق الخدمات التى قد يكون ذلك ذريعة فيها لجعل الموظفين يفرضون رسوماً أكثر من المقررة لتحقيق ربح زائد للمرفق لتزويد دخلهم
التزام المرافق العامة عقد إداري يتم بمقتضاه إسناد إدارة أحد المرافق العامة الاقتصادية إلي شخص من أشخاص القانون الخاص سواء كان فردا أو شركة لمدة محدودة لتحقيق غرض الذي أنشئ من أجله و علي مسؤوليته بواسطة أمواله و أعماله، مقابل تحصيل رسوم علي المنتفعين بخدمات المرفق.
- عناصر عقد الامتياز.
و من المسلم به في وقت الحاضر أن عقد امتياز المرافق العامة عقد إداري ذو طبيعة خاصة، إذ أنه يتضمن نوعين من الشروط: شروط تعاقدية و شروط لائحية.
أولا: شروط تعاقدية:
و هي التي تتناول الالتزامات المالية بين مانح الالتزام و الملتزم، و تحكمها قاعدة العقد شريعة المتعاقدين في القانون الخاص( مدة الامتياز و كيفية استرداد المرفق، كيفية تنفيذ أعمال المرفق).
ثانيا: شروط لائحية:
و هي الخاصة بتنظيم المرفق و سيره تؤثر علي المستفيدين من المرفق ( الرسوم التي تحصل عليها الملتزم، شروط الانتفاع بالمرفق).
و لعل التفرقة بين الشروط التعاقدية و اللائحية في عقد الامتياز إنما مرجعها إلي أن الدولة هي المكلفة بإدارة المرافق العامة فإن عهدت إلي الملتزم القيام بذلك، فليس الملتزم في إدارته إلا معاون لها أو نائبا عنها في القيام بوظيفتها، هذه الإنابة لا تعنى التنازل أو التخلي من الدولة عن المرفق كما اقتضت المصلحة ذلك التدخل، و ذلك فإن عقد الامتياز ينشئ في أهم شقيه مركزا لائحيا يتضمن تخويل الملتزم حقوقا مستمدة من السلطة العامة، أما المركز التعاقدي فيعتبر تابعا له و لا يحول دون صدور نصوص لائحية، و أنه ولو أن الشروط اللائحية تتقرر باتفاق مانح الالتزام و الملتزم إلا أن ذلك لا يحرم الدولة من حقها في تعديل المركز التعاقدي.
- آثار عقد الالتزام.
1- آثار عقد الالتزام علي جهة الإدارة:
تتمتع الإدارة بثلاثة حقوق أساسية في مواجهة الملتزم:
أولا: حق المراقبة تنفيذ العقد: طبقا للشروط المتفق عليها، و إجبار الملتزم علي تنفيذ هذه الشروط،
و توقيع عليه الجزاءات عليه إذ اقتضى الأمر، و أهم هذه الجزاءات الغرامة المالية.
ثانيا: حق الإدارة في تعديل الشروط اللائحية في العقد: و خاصة تعديل أسعار الانتفاع بخدمات المرفق، وفقا لمتطلبات المصلحة العامة فنظرا لأن الملتزم غالبا ما يكون من حيث الواقع في مركز احتكاري فإن السلطة العامة تحدد الحد الأقصى للرسوم التي يمكن أن يحصلها، وذلك لكي لا تترك المنتفعين تحت سلطته وتحكمه.
ثالثا: حق الإدارة في استرداد المرفق محل الالتزام قبل انتهاء المدة المقررة، و ذلك بشرائه و تعويض الملتزم عما قد يلحقه من أضرار نتيجة لهذا الاسترداد.
2- آثار عقد الالتزام عي المتعاقد:
أما عن حقوق المتعاقد الملتزم فتتمثل في:
أولا: حقه في تقاضي رسوم المنتفعين بخدمات المرفق العام، بما يضمن له الحصول علي ربح معقول تحمله مسئولية إدارة المرفق.
ثانيا: للمتعاقد الحق في الحصول عل تعويضات مالية من الإدارة مانحة الالتزام لتعويضه عما قد يصيبه من خسائر أو أضرارا نتيجة فرض شروط معينة، أو رسوم محددة عليه، أو بسبب تغير الظروف الاقتصادية بما يحقق التوازن المالي لعقد الالتزام.
- آثار عقد الالتزام علي المنتفعين:
و فيما يتعلق المنتفعين بخدمات المرفق، فإن لهم الحق في:
أولا: الانتفاع بخدمات المرفق العامة علي قدم المساواة دون التفرقة بينهم لأي سبب من الأسباب،
طالما أن شروط الانتفاع بخدمات المرفق قد توافرت فيهم و أنهم قاموا بدفع الرسوم المقررة لهذا الانتفاع.
ثانيا: فإن للمنتفعين الحق في مطالبة الإدارة بالتدخل لإجبار الملتزم علي تنفيذ شروط عقد الالتزام
في حالة إخلاله بهذه الشروط، و عند رفض الإدارة ذلك، فإن لهم حق الالتجاء إلي القضاء الإداري بطلب إلغاء القرار الصادر بعدم التدخل من الإدارة.
- بالنسبة للمنتفعين بخدمات المرفق :-
- حقوق المنتفعين تجاه الادارة :-
يستطيع المنتفع أن يطلب الإدارة بالتدخل لإجبار الملتزم على احترام شروط العقد كما له أن يطالبها بممارسة الرقابة على إدارة الملتزم للمرفق أو التعديل على نظام سير المرفق في كل وقت بما يتفق مع المصلحة العامة دون توقف على رضاء الملتزم نفسه فالإدارة لها الحق بناء على طلب المنتفعين في ان تفرض على ملتزم النقل تسيير عدد من العربات أكبر من الحد الأقصى المتفق عليه ي العقد .
- حقوق المنتفعين تجاه الملتزم :-
تنص المادة 669 من القانون المدني المصري على أن ملتزم المرفق العام يتعهد بمقتضى العقد الذي يبرمه مع عميله بأن يؤدي لهذا العميل على الوجه المألوف الخدمات المقابلة للأجر الذي يقبضه وفقا للشروط المنصوص عليها في عقد الالتزام وملحقاته وللشروط التي نقتضيها طبيعة العمل ما ينظم هذا العمل من قوانين
فهناك قواعد خاصة تنظم علاقة المنفعين بالملتزم وتحدد هذه القواعد حقوق المنتفعين وواجباتهم إزاء الملتزم والمرفق فإذا كان هناك عقد يربط بين الملتزم والمنتفع فإن الطرفين يجب أن يلتزما به ويلاحظ أن هذه العقود تسري عليها القواعد المقررة في القانون الخاص .
-مزايا الالتزام:
1-نخفيف العبء الملقى على كاهل الحكومة خاصة فى ظل تزايد الوظائف التى تقوم بها حاليا.
2-تحرير المرفق العام من الروتين الحكومى المعقد وبالتالى سوف تزيد كفاءة خدماته ويزيد إنتاجه فتزيد ربحيته .
3-سيوفر الكثير من فرص العمل وبرواتب معقولة لا ضئيلة كرواتب الحكومة نظرا لزيادة ربحية المرفق نتيجة تحرره من الروتين الحكومى المعقد.
4-جعل المرفق بعيدا عن التأثر بالاعتبارات السياسية والتيارات الحزبية.
5-فى نهاية عقد الالتزام يعود المرفق بكل أدواته ومنشآته للإدارة فإذا أحسنت استغلاله عاد ذلك عليها بالربح واعتبر موردا جديدا للميزانية العامة .
-الانتقادات الموجهة لنظام الالتزام والرد عليها:
1-يرى البعض أن الملتزم سواء أكان فردا أم شركة يسعى لتحقيق الربح وقد يعمد إلى تحقيق ذلك بطرق غير مشروعة لرفع الأسعار أو تقليل الخدمات سواء من ناحية الكم أو الكيف، ولكننا نرد عليهم بأن الجهة مانحة الالتزام (الحكومة) لها حق تعديل الشروط اللائحية في العقد: و خاصة تعديل أسعار الانتفاع بخدمات المرفق، وفقا لمتطلبات المصلحة العامة.
2-يرى البعض أن الملتزم إذا استعمل فى إدارة المرفق رءوس أموال أجنبية فقد يصعب على الإدارة رقابته على الوجه الأمثل كما قد يؤدى ذلك إلى التدخل الأجنبى فى شئون البلاد ونرد عليهم بأن الجهة مانحة الالتزام (الحكومة) لها حق استرداد المرفق محل الالتزام قبل انتهاء المدة المقررة، و ذلك بشرائه و تعويض الملتزم عما قد يلحقه من أضرار نتيجة لهذا الاسترداد ولها أيضا حق المراقبة على تنفيذ العقد طبقا للشروط المتفق عليها، و إجبار الملتزم علي تنفيذ هذه الشروط، و توقيع عليه الجزاءات عليه إذ اقتضى الأمر، و أهم هذه الجزاءات الغرامة المالية ولها أيضا حق تعديل الشروط اللائحية في العقد: و خاصة تعديل أسعار الانتفاع بخدمات المرفق، وفقا لمتطلبات المصلحة العامة.
3-يرى البعض أن الملتزم قد يكون قويا بحيث يستطيع التأثير على الحكومة على نحو لا يجعلها تقوم بدورها الرقابى المنشود وأن هذا قد ينال من سيادة الدولة ، ونرد عليه بما رددنا به على النقطة السابقة.


القروض العامة للدولة من شعبها
بدلاً من أن تقوم الدولة بالاقتراض من الدول الأجنبية أو المؤسسات الأجنبية ويؤدى ذلك إلى التدخل الأجنبى فى سياسة البلاد أو فرض شروط تعسفية يفضل أن تقترض الدولة من شعبها ولابد لنجاح ذلك بضمان إقبال الشعب على الاكتتاب فى القروض العامة أن تقدم الدولة عدة مزايا كبيرة جداً للمكتتبين فى القرض العام أهمها:
- جعل قيمة السند منخفضة كعشرة جنيهات مثلاً لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من المكتتبين ؛ فحينها سيساهم كل طوائف الشعب من الأطفال والشباب والكبار.
- تخصيص جوائز يانصيب على سندات القروض وقد حققت هذه الميزة نجاحاً كبيراً فى جذب العملاء عندما طبقها المصرف المتحد فى شهادة المليونير والبنك الأهلى المصرى فى شهاداته ذات الجوائز.
– إعفاء السند وأرباحه من الضرائب.
– تقديم فائدة كبيرة على السند أكبر من فوائد شهادات استثمار البنوك .
– عدم قابلية السند للسقوط بالتقادم ولا الحجز عليه فى حدود عدد معين من السندات.
– تقديم ضمان لمواجهة انخفاض قيمة النقود كربط قيمة القرض بعملة تتمتع بالثبات النسبى أو بالمستوى العام للأسعار.
– تقديم شرط السند الأول بالرعاية وهو إعطاء الحق للمكتتب فى الانتفاع بأى شرط أفضل لأى قرض جديد يصدر مستقبلاً .
– الإعلان الجيد المتميز بالسهولة والبساطة والوضوح عن القرض ومزاياه التى ستعود على المواطن وكيف سيكون أفضل لهم من شهادات ادخار البنوك عبر التلفاز والإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة .
– لكن شرط قبول السندات لاستخدامها فى سداد الضرائب والديون الحكومية يجب عدم تطبيقه لأنه يؤدى إلى استهلاك القرض مبكراً .

استثمار النماذج والمستندات الحكومية
عندما تذهب لأى مصلحة حكومية لإجراء أى إجراء تجد الموظف يطلب منك تصوير نماذج ومستندات مطلوبة وملأ البيانات بها فتخرج لتصويرها وطبعاً تختار مكتب تصوير المستندات الأقرب للمصلحة الحكومية الذى بدوره يستغل قربه وحاجة الناس له فينسخ الأوراق بأضعاف الثمن لذا أرى أن تباع المستندات بالمصلحة الحكومية نفسها بحيث يعود ريعها على الحكومة بدلاً من أن تكون ذريعة لاستغلال بعضنا البعض وقد يعترض البعض على رأيى بأن ذلك قد يمكن أحد الموظفين من شراء كل النماذج الموجودة وبيعها بأسعار عالية فى السوق السوداء مثلما حدث قبل ذلك فى الإقرارات الضريبية لكنى أرد عليهم بأن تباع هذه النماذج بسعر تكلفتها وزيادة ربحية ضئيلة ووضع نسخة من النماذج على الإنترنت يسهل على المستخدم الوصول إليها وطبعها ، وحالياً توجد بالفعل بعض النماذج على موقع الحكومة المصرية على الإنترنت وبذلك لن تكون حكراً على أحد ولن يتمكن أى فاسد من بيعها بالسوق السوداء لأن أى شخص إن لم يتمكن من شرائها بسعرها الحقيقى سيتمكن من طبعها ونسخها من على الإنترنت .
وإنى ضد أن يكون توزيع هذه النماذج مجاناً لأن ذلك يؤدى على كثرة أخذ الناس منها دون حاجة فتنفد وتباع بالسوق السوداء وقد اتضح ذلك فى الإقرارات الضريبية التى كانت توزع مجانا ، كما يجب أن تكون بأسعار التكلفة ونسبة ربح ضئيلة لا بسعر رمزى لأن ذلك يؤدى إلى كثرة شرائها دون حاجة فتنفذ وتباع بالسوق السوداء وقد تضح ذلك فى نموذج 2 جند الذى كان يباع بسعر رمزى.
حلاً لمشكلة الباعة الجائلين
حلاً لمشكلة الباعة الجائلين يجب إنشاء سوق بكل مدينة وعمل بطاقة لكل بائع يدخل بها السوق برسم معين وسيدر هذا ربحاً كبيراً للدولة إضافة إلى أنه سيمنع الباعة الجائلين من النصب والاحتيال على الناس لأنهم سيكون لهم مكان محدد خاضع للرقابة والتفتيش وهو السوق ولكن يجب أن يراعى إقامة السوق فى مكان حيوى لا مكان خارج نطاق المدينة لأنه حينها سيكون عديم الجدية وقد حدث ذلك حينما أنشأت الحكومة متكلفة مبالغ طائلة موقفا للقرى بمدينة ملوى بمحافظة المنيا وكان خارج نطاق المدينة فرفض السائقون والركاب التعامل مع هذا الموقف مهما كان الثمن .
*هناك منظمات حكومية لا تؤدى دورها يجب تفعيلها وجعلها تؤدى خدمات للمواطنين فمثلاً المجمع اللغوى فى مصر إذا قوبل بالمجمع اللغوى الأردنى فإن الجمع اللغوى الأردنى يتلقى استفسارات المواطنين اللغوية ويرد عليها مجاناً مثله مثل دار الإفتاء مثلاً لدينا وإذا كانت الخدمات بأجر فستدر دخلاً كبيراً للدولة .
*تحديد الأسعار
لأن تحديد الأسعار يترك للتجار فالطبيعى أن يكون المسيطر هو قوى العرض والطلب لكن للأسف بعد تفشى الفساد فى مجتمعنا أصبح جشع التجار هو ما يحدد الأسعار فيرفعوها بجنون لذا لابد من تدخل الدولة فى تحديد الأسعار فى كل السلع سداً لذريعة الاستغلال ، وإذا أسست الدولة متاجر لكل السلع بما فيها الخضر والفاكهة تدار بطريق الالتزام فيستفيد الناس أيما إفادة وستحقق ربحاً لا حصر له للدولة .
*صعوبة تسجيل الاختراعات
إذا أراد شاب تسجيل اختراع علمى اخترعه يجد إضافة إلى صعوبة الإجراءات وتعقيدها تكلفة كبيرة جداً تصل لأكثر من ألف جنيه لتسجيل اختراع واحد وهو ما يعد تعجيزا لشبابنا يؤدى لعزوف الشباب عن تسجيل اختراعاتهم وخسارتهم إضافة إلى خسارة خزانة الدولة الأموال التى كانت ستكسبها من تسجيل الاختراعات فلو كانت التكلفة مثلاً خمسين جنيهاً للاختراع لسجل شبابنا آلاف الاختراعات يومياًَ و لامتلأت خزانة الدولة برسوم التسجيل .

*بكل صراحة هناك أموال باهظة تنفق فى الندوات والمؤتمرات الشكلية التى لا تثمر شيئاً فى الجامعات والمدارس وأذكر حين كنت طالباً بالإعدادية كانت المدرسة لا تملك مالاً لشراء أدراج خشبية ليجلس عليها الطلاب وكنا نجلس على مقاعد مكسرة وكانت المدرسة تقيم ندوات وتسجلها بالفيديو بنفقات باهظة.
الأهم فالمهم والسنة مطلوبة لكن بعد إتمام الفرائض .
*شكراً للتعليم المفتوح
تطبيق نظام التعليم المفتوح وفتحه لجميع الطلاب كان فكرة رائعة لأنها قدمت خدمة يريدها كل المواطنين بسعر معقول فى متناول الجميع لذا لقت إقبالاً واستحساناً كبيراً من شعبنا وأدرت ربحاً كبيراً للدولة وأرى أن تطبيق هذه الفكرة على الدراسات العليا سيدر ربحاً أكبر ، وأخص أن تبث محاضرات الدراسات العليا على قناة Univ 2 الخاصة بمركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة المتاحة بالقمر الصناعى نايل سات .
*استثمار المدين الجامعية
جميل وجود المدينة الجامعية فى كل جامعة حكومية لتوفير سكن للطلاب لكنها توفر سكناً لعدد محدود جداً من الطلاب ويراعى فيها قلة التكاليف باعتبارها مكافأة للطلاب وتوسط جودة الخدمات ويلجا الطلاب الذين لم ينالوا سكناً بالمدينة الجامعية إلى السكن الخاص فيستأجرون غرفاً فى شقق خاصة بمبالغ طائلة وبلا خدمات ويكسب ملاك تلك الشقق الخاصة ملايين الجنيهات سنوياً من ذلك وبإمكان الحكومة إنشاء مشروع سكن للطلاب المغتربين بكل مدينة وإدارته بنظام الالتزام على أن تشيده على هيئة غرفة بحمام لكل شخص مثلما فعلت الجامعات الخاصة وذلك سيدر ربحاً كبير للدولة ويخدم الطلاب والمغتربين .

*حلاً لأزمة أنابيب البوتاجاز
لحل أزمة أنابيب البوتاجاز وسوء استغلال التجار هذه السلعة يجب أن تنشىء الدولة شركة لتوزيع هذه الأسطوانات بسعر محدد على مستوى الجمهورية وتوصيلها للمنازل بسعر محدد أيضاً بحد أقصى 4 أسطوانات شهرياً لكل أسرة على أن تدار هذه الشركة بنظام الالتزام لأن معظم المشروعات الحكومية فشلت بسبب إدارتها بنظام الإدارة المباشرة المتسم بالروتين المعقد والخصخصة أضاعت مشروعات الدولة وأضاعت الأرباح الطائلة التى كانت ستجنيها الدولة من هذه المشروعات .
*لوسائل النقل
فى وسائل النقل نرى أسوأ استغلال للناس سواء فى التاكسى أو عربات الميكروباص فنجد ساق الميكروباص يحشر الركاب فيه كعلبة السردين لذا يجب اتخاذ قرار جرىء بإلغاء عربات الميكروباص وإحلال محلها شركة أتوبيسات مملوكة للدولة مدارة بنظام الالتزام لا الإدارة المباشرة تجنباً للروتين المعقد وتنتشر هذه الأتوبيسات لتشمل كل الانتقالات بين الأحياء والمدن والقرى فذلك سيدر دخلاً كبيراً للدولة ويريح الناس وقد اتضح ذلك جلياً عندما قام اللواء / أحمد ضياء الدين محافظ المنيا عام 2010م بتوفير أتوبيسات مملوكة للمحافظة لنقل الركاب بين مدن المحافظة فكان الإقبال عليها شديداً ولم يجد سائقو الميكروباص الاستغلاليين راكباً واحداً يلجأ إليهم ليستغلوه .
كما يجب وضع حواجز فى تلك الأتوبيسات ووسائل النقل الأخرى بين كل مقعد والآخر كما هو الحال فى تركياً حالياً سداً لذريعة جلوس أكثر من راكب على مقعد واحد .
ويجب إنشاء شركة مدارة بنظام الالتزام للتاكسى والتريسيكل ووسائل النقل الأخرى ؛ فذلك سيدر ربحاً كبيراًُ للدولة ويخدم الناس .

*نظراً لأن سعر خدمة مياه الشرب ضئيل جداً نجد الناس يستغلونها استغلال سيئاً فى رش الشوارع وهذا عيب توفير الخدمات بأسعار رمزية لمن لا يقدرها ولا يستحقها لذا يجب رفع سعر خدمة مياه الشرب وجعله سعراً معقولاً لا غالياً ولا رمزياً لمنع سوء استغلالها وإهدارها تطبيقاً للقاعدة الفقهية " درأ المفاسد أولى من جلب المصالح " .
* تيسير استخراج الرخصة التجارية
إذا أراد شاب من شبابنا المبتدئين فى التجارة افتتاح مشروع تجارى أو حرفى فى محل تجارى ذى مساحة محدودة يجد أن عليه أعباء إجرائية ومالية لا حدود لها ؛ فيجد أن تكاليف استخراج رخصة تجارية لمحل تجارى لا تقل عن خمسة الآف جنيه فضلاً عن عبء تجهيز المحل التجارى فتكون النتيجة أن يفتح المحل التجارى دون ترخيص ويجرى العمل فيه دون رقابة وهذا الأمر ذائع الانتشار فى بلادنا الأمر الذى يعرض حالنا التجارى للخطر الشديد لذا نناشد السيد وزير التموين بجعل رسوم استخراج الرخص التجارية للمبتدئين الشباب تسدد بالتقسيط إلا دفعة واحدة .

*لأن عصر الكتاب الورقى انتهى يجب أن تكون المكتبات العامة عبارة عن قاعة بها أجهزة حاسوب مخصصة للبحث العلمى ويجب أن تقوم الحكومة برقمنة كل الكتب التى سقطت حقوق مؤلفيها ( حيث يسقط حق المؤلف بعد وفاته بخمسين عاماً ) ويمكن للحكومة إنتاجها على أسطوانات CDوبيعها وحينها ستدر ربحاً كبيراً وقد نجح ذلك فى مشروع الموسوعة الشعرية وحقق ربحاً كبيراً وفى مشروع المكتبة الإسلامية الشاملة ( غير المكتبة الشاملة المجانية ) حيث كان الإقبال عليهما شديداً .
وقد سلكت الدولة هذا المسلك فى مشروع مكتبة الإسكندرية الإلكترونية لكن الملفات التى وضعت على الإنترنت فى هذا المشروع موضوعة بطريقة صعبة لا يسهل على المستخدم استخدامها ويجب أن توضع بطريقة سهلة مثل طربقة المكتبة الشاملة www.shamela.ws ومكتبة المشكاة http://www.almeshkat.net/books/index.php

*لابد من وجود حمامات عامة فى الطرق ؛ حيث ٍيعد هذا أمراً فى منتهى الأهمية فى كل المجتمعات كما أن هذه الحمامات العامة ستجلب ربحاً كبيرا للدولة إذا كانت بأجر .

*استعمال الطوابع والدمغات الورقة اللاصقة بهدف فرض رسوم يثير مشكلة كبيرة لأنها تنفد وفى حالة نفادها تتعطل مصالح الناس كما تؤدى إلى زيادة التكاليف أحياناً فمثلاً يكون الرسم جنيه واحد وتضطر لشراء دمغة فئة جنيهين لعدم وجود دمغة فئة جنيه واحد مثلاً لذا يجب اتباع نظام التخليص بدلاً منه وذلك سيوفر تكاليف طباعة الدمغات والطوابع الورقية اللاصقة فضلاً عن تلافى العيوب السابق ذكرها .
*تسهيل تلقى التبرعات
علمتنى الحياة أن من أراد المساعدة من الناس فعليه أن يساعدهم فى مساعدته والتعاون معه بمعنى أنه يجب عليه إتاحة الفرصة لمن يريد مساعدته وتهيئة كل الظروف الممكنة لذلك.
كثير من الناس يرغب قى التبرع بالقليل من المال لكنه يخجل من الذهاب إلى البنك لإيداع خمسة جنيهات مثلا فى حساب إحدى المؤسسات الخيرية ويخجل أيضا من تسليمها باليد خشية سخرية الناس من قلة المال الذى يريد التبرع به .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تحقرن من المعروف شيئا" ، ويقول أيضا:"خير الصدقة عن ظهر غنى" أى خير الصدقة ما بقى صاحبها بعدها مستغنيا بما بقى معه.
وقد عالجت بعض المؤسسات الخيرية هذه المشكلة ؛ فمثلا مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال أطلقت خدمة التبرع عن طريق الهاتف الجوال حيث يتصل المتبرع برقم محدد وبموجب ذلك يخصم جنيهان مصريان من رصيده عن كل دقيقة لصالح المؤسسة وأطلق هذه الخدمة أيضا بنك الطعام المصرى.
كما أن هناك مؤسسات نفذت أفكارا رائعة فى مجال التبرعات ؛ فمثلا مؤسسة مصر الخير أسست صندوق استثمار باسمها فى بعض البنوك المصرية من خلاله يستطيع المتبرع شراء وثائق فى هذا الصندوق ويقوم الصندوق بالاكتتاب بها ويعود الربح على المؤسسة وبذلك تكون تلك الوثائق صدقة جارية كما أنها تظل فى حوزة المتبرع و يستطيع بيعها متى أراد.
أدعو كل المؤسسات الخيرية إلى تنفيذ هاتين الفكرتين لا سيما المؤسسات الحكومية مثل المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعى.

*استثمار الكتاب الإلكترونى
صرحت دار أمازون للنشر بأن مبيعاتها عام 2010من الكتاب الإلكترونى فاقت مبيعاتها من الكتاب الورقى وهذا معناه أن النشر الإلكترونى أصبح لغة العصر وله مزايا عديدة منها رخص سعر الكتاب وسهولة تخزينه بالنسبة للقارئ وسهولة شرائه من أى مكان فى العالم من الإنترنت ببطاقات الائتمان فهو لا يحتاج إلى توزيع .
لقد أصبح اعتراف دار الكتب المصرية بالكتب الإلكترونية ضرورة لابد من تحقيقها لكنها حتى الآن لا تعتد بالكتاب الإلكترونى فهى لا تعطى رقم إيداع إلا للكتب المنشورة ورقيا فقط وإذا أراد شخص نشر كتابه إلكترونيا عبر دار أمازون أو غيرها من دور النشر الإلكترونية فلن يستطيع استخراج رقم إيداع له بدار الكتب المصرية إلا عند نشره ورقيا ، ولا توجد طريقة أخرى لحفظ حقوق الكتاب سوى إيداعه بدار الكتب ؛ لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه إذا فعدم اعتراف دار الكتب المصرية بالكتاب الإلكترونى يجعل النشر الإلكترونى لايعد نشرا .
عندما يقوم شخص بكتابة بحث أو تأليف كتاب فإنه لا يستطيع حفظ حقوق الملكية الفكرية لكتابه إلا عند نشره فيستخرج له رقم إيداع بدار الكتب المصرية وهذا الرقم لا يستخرج ولا يودع الكتاب بدار الكتب المصرية إلا عند طبعه ونشره ؛حيث يذهب المؤلف أو المعد إلى دار الكتب ومعه ورقة مختومة بخاتم دار النشر أو المطبعة لاستخراج رقم إيداع لكتابه ثم يذهب للمطبعة ومعه رقم الإيداع ليدون على نسخ الكتاب عند طبعه وبعدما يطبع يسلم الكاتب عشر نسخ من الكتاب لدار الكتب المصرية لتودع بها تحت رقم الإيداع المستخرج للكتاب وبذلك يودع الكتاب بدار الكتب المصرية ويكون هذا بمثابة حفظ لحقوق الملكية الفكرية للكتاب كما يعد ترخيصا لبيع الكتاب إذ تمارس عليه الرقابة عقب إيداعه ،لكن هذا النظام المتبع فى مصر لإيداع الكتب تشوبه عيوب كثيرة ؛ فهذه الطريقة تفتح ذريعة لأن يسرق صاحب المطبعة أو دار النشر مادة الكتاب ولا يستطيع المؤلف إثبات حقه فيها لأنه لا يستطيع حفظ حقوق مادة كتابه إلا بعد نشره كما ذكرنا لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه.
ومن العيوب أيضا المشكلة الآتية:
أى باحث أو كاتب عندما يكتب كتابا لا ينشره مباشرة لأنه يريد أن يشترك به فى المسابقات وتشترط معظم المسابقات ألا تكون المادة منشورة من قبل وألا يكون الكاتب قد حصل بها على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة وألا تكون المادة قد فازت بجائزة أخرى من قبل ؛لذا لا يقوم الكاتب الحاذق بنشر كتابه إلا بعد فوزه بمسابقة أو حصوله به على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة ؛ لذا قد يموت المؤلف أو المعد وتكون كتبه غير منشورة لهذا السبب أو لأنه لم يك يملك مالا كافيا لطباعة ونشر كتبه وتضيع على البشرية فرصة الانتفاع بهذه الكتب ، وقد رأيت هذا أمام عينى فقد ألف أستاذى المؤرخ الكبير المهندس أنور الصناديقى العديد من الكتب عن تاريخ مدينتنا العريقة ملوى ولم ينشرها وتوفى –رحمه الله- وكتبه لا تزال غير منشورة وموجودة بمنزله فقط ولم يفكر أحد ورثته بجدية فى طباعتها على حسابه الخاص أو فى عرضها على دور النشر .
حلا لكل المشاكل المذكورة نرجو من دار الكتب أن تتيح إمكانية إيداع الكتب وحفظ حقوقها دون النشر مقابل رسوم ضئيلة أو أن تتاح إمكانية حفظ حقوق الكتب بوحدات الملكية الفكرية بالشهر العقارى مقابل رسوم ضئيلة وسيخدم ذلك الكاتب ويحقق ربحا كبيرا للدولة.


*ولضمان نجاح تنفيذ الأفكار السابقة لابد من تطبيق نظام التفتيش السرى لضمان حسن سير العمل بجميع القاطعات لابد من وجود شرطة سرية تفتش تفتيشاً سرياً متخفياً أما التفتيش عن طريق لجان التفتيش والمفتشين بصورة علنية لا يظهر جدواه مطلقاً وطالما رأيت ذلك حيث يعلم الناس بوجود لجنة تفتيش قبل وصولها ويستعدون أيما استعداد لها ويغطون عيوبهم لحظات التفتيش فقط وبعدها يعود الحال لما كان عليه .
وكى يكون التفتيش السرى صحيحاً لابد من وجود أربعة أشخاص على الأقل يقومون بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء استغلاله سلطته .
لابد من إجراء التفتيش السرى لضمان حسن سير العمل ، ويقول البابا شنودة " قرارات حكيمة قد تصدر ولا تؤدى إلى أية نتيجة بسبب عدم متابعة تنفيذها" .

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 1مارس2012م

كيف تشارك فى الانتخابات المصرية بوعى؟
أولا الانتخاب سيكون ببطاقة الرقم القومى ولا يوجد شىء حاليا اسمه البطاقة الانتخابية ومن معه بطاقة انتخابية من أعوام سابقة فهى ملغاة.
دائرتك هى دائرة عنوانك الموجود ببطاقة رقمك القومى لا أى دائرة أخرى أيا كانت جهة ميلادك أو عملك.
س:كيف أعرف مكان لجنتى؟
ادخل على موقع اللجنة العليا للانتخابات واكتب رقمك القومى فى الحقل المخصص لذلك وسوف ترى مكان لجنتك أو أرسل رقمك القومى فى رسالة sms من محمولك على 5151بتكلفة 15 قرشا فقط وسوف ترسل لك رسالة بها لجنتك أو اتصل بالدليل على رقم 140 وأبلغ الموظف رقم القومى ليخبرك بلجنتك لكن لاحظ أن هذه الخدمة تعمل قبل إجراء الانتخابات بمرحلتك بقليل ؛أى أنها تعمل حاليا على الدوائر الخاصة بالمرحلة الأولى وإذا كنت أنت تابعا لدائرة من دوائر المرحلة الثالثة مثلا واستعملت هذه الخدمة فسيظهر لك عنوان دائرتك فقط لا عنوان لجنتك.أما لو كنت تابعا لدائرة من دوائر المرحلة الأولى واستعملت هذه الخدمة الآن فستظهر لك لجنتك.
عندما ستذهب إلى لجنتك الانتخابية لنمارس حقنك في التصويت، ستعطى للقاضي رئيس اللجنة
بطاقتك الشخصية وتوقع أمام اسمك بالكشف لإثبات حضورك وسيعطيك ورقتين، الورقة الأولى فيها مجموعة من الأسماء ستختار منهم اثنين، أحدهما عمال والآخر فئات أو تختار الاثنين عمال ، لكن لا يصح أن تختار الاتنين فئات ثم تضع هذه الورقة فى صندوقها الخاص الذى سيرشدك إليه القاضى.
الورقة التانية سيكون مكتوبا فيها أسماء قوائم وستختار منها قائمة واحدة فقط ثم تضع هذه الورقة فى صندوقها الخاص الذى سيرشدك إليه القاضى ثم تضع إصبعك فى الحبر الفوسفورى وتخرج.
س: ما هو نظام القوائم؟
نظام القوائم في انتخابات مجلس الشعب الحالية هو نظام القائمة النسبية المغلقة المشروطة والقائمة تضم مجموعة مرشحين عددهم عشرة على الأكثر وعدد المرشحين في القائمة يكون حسب دائرتهم فإذا كانت الدائرة مساحتها كبيرة وعدد سكانها كبيرا تكون القائمة مكونة من عشرة أسماء،
وإذا كانت أصغر وعدد سكانها أقل تكون القائمة مكونة من 8 أسماء فقط، وكل قائمة لها اسم مثلا قائمة حزب س وقائمة ائتلاف ع .
س: ما معنى أن القائمة نسبية؟
مثلاً إذا كان لدينا فى الدائرة 3 قوائمم مرشحة نفسها قائمة اسمها (أ)، وقائمة
اسمها(ب) وقائمة اسمها (ج)..

قائمة (أ) قائمة (ب) قائمة (ج)

اسم المرشح (1) اسم المرشح (1) اسم المرشح (1)
اسم المرشح (2) اسم المرشح (2) اسم المرشح (2)
اسم المرشح (3) اسم المرشح (3) اسم المرشح (3)
اسم المرشح (4) اسم المرشح (4) اسم المرشح (4)
اسم المرشح (5) اسم المرشح (5) اسم المرشح (5)
اسم المرشح (6) اسم المرشح (6) اسم المرشح (6)
اسم المرشح (7) اسم المرشح (7) اسم المرشح (7)
اسم المرشح (8) اسم المرشح (8) اسم المرشح (8)
اسم المرشح (9) اسم المرشح (9) اسم المرشح (9)
اسم المرشح (10) اسم المرشح (10) اسم المرشح (10)

وعدد المواطنين في دائرتك الذين صوتوا في الانتخابات عشرة آلاف صوت (10000) مثلا
بعد نهاية الانتخابات يلاحظ من يقومون بالفرز كم عدد الأصوات الذى حصلت عليه كل دائرة
فلو مثلاً القائمة (أ)حصلت على 3000 صوت أى (30%) من عدد الناخبين في الدائرة
والقائمة (ب) حصلت على 6000 صوت أى (60%) من عدد الناخبين في الدائرة.
والقائمة (ج)حصلت على ألف صوت.أي(10 %) من عدد الناخبين في الدائرة.
فتكون النتيجة كالآتي..
فوز أول 3 مرشحين فقط في القائمة (أ) التى حصلت على 3000 صوت
فوز أول 6 مرشحين فقط في القائمة (ب) التى حصلت على 4000 صوت
فوز أول مرشح فقط في القائمة (ج) التى حصلت على 1000 صوت.
لذلك تسمى القائمة نسبية أى أن نتيجة الفوز توزع بنسب كلما حصدت قائمة نسبة أعلى من الأصوات كلما كان عدد الفائزين فيها أكتر.. وطبعًا الترتيب في أسماء المرشحين داخل القائمة مهم جدًا..
لأن الفائزين في القائمة يكونون بالترتيب مثلما ذكرنا فى المثال الموضح.

وبهذه الطريقة كل قائمة ينجح منها واحد على الأقل.. وهذا يزيد من تمثيل القوائم داخل البرلمان.
س:ما معنى أن القائمة مشروطة؟

معناه أن هناك شروطا لابد أن تحقق في كل قائمة.
الشرط الأول :أن كل قائمة تكون فيها مرشحة (امرأة) على الأٌقل.أى أنه لا يجوز وجود قائمة كل المرشحين فيها من الرجال.
الشرط الثاني.:إذا كانت القوائم المرشحة على مستوى الجمهورية ثلاث قوائم فقط كاللاتى ذكرناهن قائمة (أ)،
وقائمة (ب) ، وقائمة (ج).فلابد أن تحصل كل قائمة منهم على نسبة تصويت 0.5% على مستوى
الجمهورية.أى أنه لابد للقائمة أن يصوت عليها 0.5% من عدد الناخبين على مستوى الجمهورية (وليس 0.5% من عدد الناخبين بالدائرة)لكى تحتسب هذه القائمة وتحصل على مقعد على الأقل،وعدد الناخبين تقريبًا على حسابات اللجنة العليا للانتخابات 100000 (مائة ألف صوت) ...
أى أن القائمون بالفرز سيجمعون النتيجة على مستوى الجمهورية والقائمة التى ستحصل على مائة ألف صوت فأكثر على مستوى الجمهورية ستحسب فى النتخابات ثم ينظرون كم صوتا حصلت عليه القائمة فى كل دائرة ويحتسب عدد الفائزين بالطريقة المذكورة مسبقا.
وإذا قائمة لم تحصل على مائة ألف صوت فأكثر ستشطب هذه القائمة من حسابات الانتخابات.
س:على أى أساس أختار عضو مجلس الشعب؟
أولا يجب أن نفرق بين دور عضو مجلس الشعب ودور المجالس المحلية, ونبدأ باختصاصات المجالس الشعبية المحلية:
– الإشراف والرقابة على المجالس الشعبية المحلية التي تقع في نطاق المجلس أو في المستويات الأدنى والتابعة للمجلس.. بما في ذلك التصديق على قراراتها.
– الرقابة على مختلف المرافق ذات الطابع المحلي التي تخدم أكثر من وحدة محلية في نطاق الوحدة المحلية للمجلس الذي يتولى الرقابة.
– إقرار مشروعات الخطط والموازنات السنوية، ومتابعة تنفيذها وإقرارا مشروعات الحسابات الختامية.
– تحديد وإقرار خطط المشاركة الشعبية بالجهود والإمكانيات الذاتية على مستوى الوحدة المحلية في المشروعات المحلية ومتابعة تنفيذها.
– اقتراح إنشاء مختلف المرافق التي تعود بالنفع العام على الوحدة المحلية.
– تحديد وإقرار القواعد العامة لإدارة واستخدام ممتلكات الوحدة المحلية والتصرف فيها.
– الموافقة على القواعد العامة لتنظيم تعامل أجهزة الوحدة المحلية مع الجماهير في جميع المجالات، وكذلك القواعد اللازمة لتنظيم المرافق العامة المحلية للوحدة المحلية ورفع كفاءتها الإنتاجية.
– اقتراح خطط رفع الكفاءة الإنتاجية.
أما دور عضو مجلس الشعب هو:
أولاُ : الاختصاص التشريعي: من حق كل عضو من أعضاء مجلس الشعب حق إقتراح القوانين التي تحكم علاقات الأفراد بعضهم ببعض أو علاقة الأفراد بالدولة والتصويت عليها.
ثانياُ : عضو مجلس الشعب يراقب أعمال الحكومة: حيث يحق لكل عضو من أعضاء مجلس الشعب في توجيه استجوابات إلي رئيس مجلس الوزراء أو احد الوزراء لمحاسبتهم في الشئون التي تدخل في اختصاصاتهم.
ثالثاُ : مجلس الشعب له حق الولاية العامة علي أموال الدولة: يتولى مجلس الشعب إقرار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، والموازنة العامة للدولة ، ويحدد القانون أحكام موازنات المؤسسات والهيئات العامة وحساباتها ، ويعين القانون قواعد منح المرتبات والمعاشات والتعويضات والإعانات والمكافآت التي تتقرر علي خزانة الدولة ،ويحدد القانون قواعد استغلال الثروة الطبيعية والمرافق العامة.
ويتضح مما سبق أن دور عضو مجلس الشعب رقابي وهو أن يراقب أداء الحكومة.. و أيضا تشريعي حيث يشارك في وضع القوانين.
ولذلك يجب ان نختار عضو مجلس الشعب المناسب على أساس فهمه ووعيه وإدراكه للمصالح العليا للبلاد ومجهوداته لحماية مصالح البلاد لا على أساس خدماته لأهل دائرته فقط ولا على أساس كلامه المعسول .وسأوضح لكم فيما يلى أمثلة لأشخاص سيئى الفهم إذا نظرت إلى أعمالهم نظرة عابرة تظنهم أعقل الناس وإذا حللت أفعالهم بالأدلة والبراهين تجدهم أرعن الناس.
بعد حدوث ثورة 25يناير انتشرت بين الشباب المصرى حملة تنظيف الشوارع ودأب الشباب يجمعون بعضهم البعض ويقسمون أنفسهم مجموعات ويقسمون الشوارع عليهم لينظفوها باجتهاد لا بأس به وطفق خطباء المساجد يحثون الشباب فى خطبهم على المشاركة فى تنظيف الشوارع .
إذا نظرنا إلى تجمع الشباب لتنظيف الشوارع من بعيد فسنراه أمرا رائعا لكننا إذا نظرنا له ببعد أفق وتفكير سليم فسنجده أمرا ضارا للغاية بمجتمعنا المصرى ؛لأن الشباب بذلك يؤدون عملا ليس من عملهم ولا اختصاصهم وبرعونة شديدة يفتحون ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب ومبدأ سد الذرائع موجود فى الشريعة الإسلامية بغرض منع إتاحة فرص لارتكاب المعاصى .
وفى الشريعة الإسلامية أيضا قاعدة فقهية تقول " درأ المفاسد أولى من جلب المصالح"؛ والمفسد المقصود درأه هنا هو فتح ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب.
ومثلا تتجلى أسمى مطالب شعبنا فى توفير وظائف حكومية للشباب ولو تأملنا حال مصر حين كانت توظف كل من يتخرج من شبابها فى الوظائف الحكومية لوجدنا أن ذلك أدى إلى تشغيل أناس ليسوا كفئا للعمل كما أدى إلى زيادة عدد الموظفين عن حاجة العمل مما أدى إلى ضعف رواتبهم وقد أوضح ذلك الفريق أحمد شفيق عندما تولى رياسة وزراء مصر عام 2011وقد قال على باشا الوزير الأعظم للسلطان العثمانى عبد العزيز عام 1871م فى وصاياه:"إن غالبية الموظفين العاملين فى خدمتكم يتقاضون مرتبات هزيلة والنتيجة أن الرجال ذوى الكفاءة والمهارة يتجنبون العمل فى الخدمة العامة مما يجبر حكومتكم العلية على استخدام أنفار محدودى الكفاءة هدفهم الوحيد تحسين وضعهم المالى المتدهور هذا فى الوقت الذى يجب أن يتولى الخدمة المدنية فى الإمبراطورية رجال أكفاء مجتهدون أذكياء لديهم الهمة والرغبة فى العمل "، وفى نظرى الحل الأفضل لتوفير فرص عمل للشباب الأكفاء بأجور عالية ولضمان حسن الإدارة للدولة هو إدارة مرافق الدولة بنظام الالتزام .
ومثال آخر: منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
ورأيت كثيرا من الناس يظنون أن عضو مجلس الشعب الصالح هو من يوفر خدمات لأهل دائرته دون أحقيتهم لها فيكون بثابة الوساطة أو( الكوسة) لهم وقد فعل ذلك فعلا العديد من أعضاء المجلس فى الدورات السابقة .
ما يجب إدراكه الآن والاهتمام والعمل به بجدية هو أن الفساد لا يأتى من المسئولين فقط فصحيح أن فساد السلطة هو التربة الخصبة لفساد الشعب ولكن الشعب هو العامل الأهم فى تحقيق الفساد ونموه لأن الفساد لا ينمو إلا بقبوله والسكوت عليه والتعاون فى تنفيذه لتحقيق المصالح الشخصية دون نظر إلى الصالح العام برعونة وضيق أفق وقصر نظر بالغين وأذكر المثل الشعبى القائل "يا فرعون إيه فرعنك ؟ملقيتش حد يلمنى"و إنى أتساءل بعجب لم لم يثر شعبنا على موظف صغير مرتش أو مقصر فى عمله .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 26 ديسمبر 2011م

لا تنشر كتابك بنفسك
فكرة جميلة فى ظاهرها تجذب وتشد كل من يراها من بعيد وتنال سخط كل من يتفحصها ويراها عن قرب ؛ لأنه يرى حقيقتها وزيفها و أنها مجرد كلام على ورق لا يمكن تنفيذه ؛ لأنه بعيد عن الواقع .
هذه الفكرة يطرحها الأستاذ / رءوف شبايك فى كتابه الذى صدر حديثاً بعنوان "انشر كتابك بنفسك " فنظراً لارتفاع تكاليف نشر الكتب بات كثير من الأفكار والكتابات فى الظلام ولم يخرج إلى النور لعدم وجود المال الكافى لنشره لذا يذكر الأستاذ / رءوف شبايك فى كتابه أنه بإمكان المؤلف أن يطبع نسخة واحدة من كتابه والباقى حسب الطلب وذلك عبر موقع lulu على الشبكة العالمية ولكن لابد من أن يعد المؤلف الكتاب وغلافه بطريقة معينة وعلى برنامج مخصص لذلك غير برنامج Microsoft word ثم يرسله إلى هذا الموقع الإلكترونى ويدفع تكاليف طباعة نسخة واحدة وتوصيلها إلى منزله لهذا الموقع ويعلن عن الكتاب فى هذا الموقع وللقارىء أن يشتريه من الموقع بطريقة توصيل الطلبات للمنازل .
ولهذه الفكرة سخافات لا حدود لها ومعظمها غير مقبول ولا يمكن التماس العذر له ولا علاجه ؛ فأولا لابد من أن يقوم المؤلف بتنسيق الكتاب على برنامج مخصص غير برنامج Microsoft word وهذا أمر غير سهل والعيب الثانى أن الكتاب حين يطبع بهذه الصورة لا يستخرج له رقم إيداع بدار الكتب وبهذا لا يكون قد خرج للنور ولا نشر ولا حفظت حقوق مؤلفه ولا أى شىء قد حدث لأن دار الكتب المصرية حتى الآن لا تعتد بالكتاب الإلكترونى فهى لا تعطى رقم إيداع إلا للكتب المنشورة ورقيا فقط وإذا أراد شخص نشر كتابه إلكترونيا فلن يستطيع استخراج رقم إيداع له بدار الكتب المصرية إلا عند نشره ورقيا ، ولا توجد طريقة أخرى لحفظ حقوق الكتاب سوى إيداعه بدار الكتب ؛ لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه إذن فعدم اعتراف دار الكتب المصرية بالكتاب الإلكترونى يجعل النشر الإلكترونى لايعد نشرا ، والعيب الثالث أن القارىء حين يشترى هذا الكتاب من الموقع الإلكترونى بطريقة توصيل الطلبات للمنازل سيكون ثمنه غالياً جداً ، والعيب الرابع : كما ذكرت مسبقاً أنه بهذه الطريقة لن يستخرج للكتاب رقم إيداع إذاً ما حدث هو طباعة نسخة واحدة من الكتاب وهذا الأمر يمكن تنفيذه فى أى مكتب حاسوب محلى بتكاليف أقل من تكاليف هذا الموقع بمراحل .
ولاح وهم جديد لا يقل سخافة عن الوهم السابق ذكره ألا وهو ما يسمى زعماً بدور النشر الإلكترونية التى ظهرت على الشبكة العالمية بهدف نشر الكتب على هيئة كتب إلكترونية على الشبكة العالمية مثلما تفعل الأستاذة مروة رخا على موقعها الإلكترونى وتظن أنها تقدم خدمة عظيمة للقراء والكتاب وهذا طبعاً لا يعد نشراً لأنه لا يودع الكتب بدار الكتب ولا يوثقها ولا يستخرج لهم رقم إيداع ولا ترقيم دولياً وبذلك تضيع حقوق المؤلف.
أما النشر الإلكترونى الصحيح فهو مثل ما تفعله دار أمازون لأن نشر الكتب إلكترونيا معترف به فى بلادهم ويستخرج له رقم إيداع وتحفظ حقوق المؤلف ويباع الكتاب إلكترونيا ويربح المؤلف ودار النشر منه حيث صرحت دار أمازون للنشر بأن مبيعاتها العام السابق من الكتاب الإلكترونى فاقت مبيعاتها من الكتاب الورقى وهذا معناه أن النشر الإلكترونى أصبح لغة العصر وله مزايا عديدة منها رخص سعر الكتاب وسهولة تخزينه بالنسبة للقارئ وسهولة شرائه من أى مكان فى العالم من الإنترنت ببطاقات الائتمان فهو لا يحتاج إلى توزيع لكن دار أمازون لا تنشر الكتب المطتوبة باللغة العربية .
.
لقد أصبح اعتراف دار الكتب المصرية بالكتب الإلكترونية ضرورة لابد من تحقيقها لكنها حتى الآن لا تعتد بالكتاب الإلكترونى فهى لا تعطى رقم إيداع إلا للكتب المنشورة ورقيا فقط وإذا أراد شخص نشر كتابه إلكترونيا عبر دار أمازون أو غيرها من دور النشر الإلكترونية فلن يستطيع استخراج رقم إيداع له بدار الكتب المصرية إلا عند نشره ورقيا ، ولا توجد طريقة أخرى لحفظ حقوق الكتاب سوى إيداعه بدار الكتب ؛ لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه إذا فعدم اعتراف دار الكتب المصرية بالكتاب الإلكترونى يجعل النشر الإلكترونى لايعد نشرا .
عندما يقوم شخص بكتابة بحث أو تأليف كتاب فإنه لا يستطيع حفظ حقوق الملكية الفكرية لكتابه إلا عند نشره فيستخرج له رقم إيداع بدار الكتب المصرية وهذا الرقم لا يستخرج ولا يودع الكتاب بدار الكتب المصرية إلا عند طبعه ونشره ؛حيث يذهب المؤلف أو المعد إلى دار الكتب ومعه ورقة مختومة بخاتم دار النشر أو المطبعة لاستخراج رقم إيداع لكتابه ثم يذهب للمطبعة ومعه رقم الإيداع ليدون على نسخ الكتاب عند طبعه وبعدما يطبع يسلم الكاتب عشر نسخ من الكتاب لدار الكتب المصرية لتودع بها تحت رقم الإيداع المستخرج للكتاب وبذلك يودع الكتاب بدار الكتب المصرية ويكون هذا بمثابة حفظ لحقوق الملكية الفكرية للكتاب كما يعد ترخيصا لبيع الكتاب إذ تمارس عليه الرقابة عقب إيداعه ،لكن هذا النظام المتبع فى مصر لإيداع الكتب تشوبه عيوب كثيرة ؛ فهذه الطريقة تفتح ذريعة لأن يسرق صاحب المطبعة أو دار النشر مادة الكتاب ولا يستطيع المؤلف إثبات حقه فيها لأنه لا يستطيع حفظ حقوق مادة كتابه إلا بعد نشره كما ذكرنا لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه.
ومن العيوب أيضا المشكلة الآتية:
أى باحث أو كاتب عندما يكتب كتابا لا ينشره مباشرة لأنه يريد أن يشترك به فى المسابقات وتشترط معظم المسابقات ألا تكون المادة منشورة من قبل وألا يكون الكاتب قد حصل بها على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة وألا تكون المادة قد فازت بجائزة أخرى من قبل ؛لذا لا يقوم الكاتب الحاذق بنشر كتابه إلا بعد فوزه بمسابقة أو حصوله به على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة ؛ لذا قد يموت المؤلف أو المعد وتكون كتبه غير منشورة لهذا السبب أو لأنه لم يك يملك مالا كافيا لطباعة ونشر كتبه وتضيع على البشرية فرصة الانتفاع بهذه الكتب ، وقد رأيت هذا أمام عينى فقد ألف أستاذى المؤرخ الكبير المهندس أنور الصناديقى العديد من الكتب عن تاريخ مدينتنا العريقة ملوى ولم ينشرها وتوفى –رحمه الله- وكتبه لا تزال غير منشورة وموجودة بمنزله فقط ولم يفكر أحد ورثته بجدية فى طباعتها على حسابه الخاص أو فى عرضها على دور النشر .
حلا لكل المشاكل المذكورة نرجو من دار الكتب أن تتيح إمكانية إيداع الكتب وحفظ حقوقها دون النشر مقابل رسوم ضئيلة أو أن تتاح إمكانية حفظ حقوق الكتب بوحدات الملكية الفكرية بالشهر العقارى مقابل رسوم ضئيلة.
جدير بالذكر أن كثيرا من الكتاب يعلمون ما ذكرته فى مقالى هذا جيدا لكنهم نشروا بعض كتبهم نشرا إلكترونيا لأسباب عدة منها اليأس من إمكانية النشر الورقى لأن دور النشر كانت فى منذ سنين قليلة تشترى حق النشر من الكاتب وتنشر الكتاب لكن الآن نادرا ما يحدث هذا بسبب قيام شبابنا برفع معظم الكتب المطلوبة من قبل الجمهور على الإنترنت مما يؤدى إلى تحميل الشباب إياها وقراءتها مجانا ولا تبيع دور النشر إلا نسخا قليلة وبالتالى تعد طباعة الكتب فى عصرنا هذا خسارة لدور النشر لذا أعلنت معظم دور النشر إن لم تكن كلها أن من أراد من الكتاب طباعة كتاب فليطبعه على نفقته الخاصة وطبعا لا يستطيع الكاتب طباعة كتبه على نفقته الخاصة وتحمل التكاليف الباهظة وإن استطاع فسيتعرض لخسارة فادحة لنفس سبب خسارة دور النشر.لذا يأس معظم الكتاب من النشر الورقى ولجأوا لعرض كتبهم على الإنترنت لإفادة الناس بها بدلا من بقائها مدفونة واكتفى بعضهم بكتابة عبارة "جميع الحقوق محفوظة للمؤلف" وهم كاذبون -لأن كاتبا لا يستطيع حفظ حقوق كتابه إلا عند طباعته كما ذكرت فى أول المقال-لترهيب لصوص الكلمة من سرقة كتبهم والبعض الآخر لم يخشوا من سرقة حقوق كتبهم لأنهم أيقنوا أن من سيسرقها لن يستطيع استغلالها ؛فلن يستطيع نشرها ورقيا وحفظ حقوقها باسمه للأسباب سالفة الذكر لكنى أرد عليهم بأن هناك من سيستغل هذه الكتب بالاشترالك بها فى المسابقات لكن هناك كتب طبيعتها لا تسمح لها بالاشترالك فى المسابقات وهذه الكتب تستحق العرض على الإنترنت للتعجيل بإفادة الناس دون الخشية من سرقتها ومن هذه الكتب كتابى "مستشارك الخاص" الذى سأعرضه قريبا جدا بإذن الله على الإنترنت.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 2 ديسمبر 2011م

سنة مبارك السيئة
حين قامت ثورة 25 يناير كنت ضدها وكتبت رأيى بكل صراحة ولم يعجب أحدا آنذاك ، لكنى كنت أؤمن بقول د.مصطفى السباعى :"لم تدع الأيام جاهلا إلا أدبته" وقد أثبتت الأيام صحة كلامى .
لقد كنت بعيد النظر أفكر فكرا مستقبليا ؛فقد كنت ضد الثورة لأنى خشيت من افتقاد الشرعية القانونية وهيبة القانون وما سيترتب عليه من نتائج وخيمة وافتقاد الشرعية هنا أقصد به فقدان القانون هيبته بعدم التزام الشعب به رغم أن الشعب هو الذى شرع القانون بسلطته التشريعية المتمثلة فى مجلس الشعب وقد حددت السلطة التشريعية فى دستورنا السابق مدة ولاية رئيس الجمهورية بست سنوات فكيف إذن يطلب الشعب من الرئيس الرحيل قبل انتهاء مدة ولايته القانونية ؟! عارضنى الناس بحجة أن مجلس الشعب كان صوريا ومزيفا وأن من وضع الدستور والقانون هو الرئيس السابق و رددت عليهم بأنه إذا كان مجلس الشعب صوريا ومزيفا ولم نستطع من خلاله تعديل القوانين ولا الدستور فعلينا الانتظار إلى حين انتخابات الرياسة وننتخب من نريده وإذا حدث تزييف فيها نقوم بثورة وحينها سيكون لنا مطلق الحق القانونى فى القيام بثورة أمام المجتمع الدولى والناس أجمعين أما المطالبة برحيل الرئيس قبل انتهاء مدة ولايته فهو أمر ما أخطر نتائجه ودللت على ذلك بحادثة من التاريخ الإسلامى وهى موقف الخليفة عثمان بن عفان حينما تظاهر شعبه أمام مقر خلافته وطالبوه بالرحيل لتسببه فى الفساد فرفض لأن الخلافة ثبتت له بطريق شرعى ولكى لا يسن سنة سيئة بأن كل شعب يغضب من حاكمه يتظاهر ويجبره على الرحيل ، وقبل أن يقتلوه دعا الله قائلا"اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا" وقد لبى الله –سبحانه-طلبه فقد قتل معظمهم فى حرب صفين .
ما كنت أخشاه هو أنه بعد استقالة الرئيس مبارك من الرياسة بسبب هؤلاء المتظاهرين سيسجل التاريخ ذلك وسيدرس للأجيال الجديدة من أبناء شعبنا أن ذلك يعنى أننا نعلم أبناءنا عدم احترام القوانين والدستور ونحثهم على انتهاكها ونعلمهم أن انتهاكها هو الذى أدى إلى النتيجة المرضية ونعلمهم أننا شعب لا يحترم القوانين ولا الدستور يسير بأهوائه يغير ما لا يعجبه من القوانين بالترك وعدم الالتزام والعنف لا بالطريق القانونى .
لقد كنت أدرك بحكم ما أعطانيه الله من حنكة وبعد أفق وبعد نظر خطورة هذا الموقف التاريخى السيىء وكم كنت أتمنى أن يدرك الرئيس مبارك ذلك ولا يترك الحكم إلا عند انتهاء مدة رياسته منعا لحدوث ما ذكرته وأيضا ضمانا لانتقال سلمى للسلطة .
لقد سن الرئيس السابق مبارك برحيله سنة سيئة علمت شعبنا أن يسير بأهوائه يغير ما لا يعجبه من القوانين بالترك وعدم الالتزام والعنف لا بالطريق القانونى وقد تجسد ذلك فى المظاهرات الفئوية التى انهالت على بلادنا بعد رحيل مبارك مباشرة ولم تنته حتى يومنا هذا وأصبحت كل مجموعة من الشعب تتظاهر أمام أى قرار لا يعجبها وطبيعى جدا أن أى قرار يتخذ لا يعجب جميع الأطراف وبذلك ستستمر المظاهرات إلى الأبد فى بلادنا ولا تتعجب حين ترى مدمني المخدرات يتظاهرون قريبا فى ميدان التحرير مطالبين بإباحة تعاطى المخدرات وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية طبيعى أن نتيجتها لن ترضى جميع الأطراف لذا لا تتعجب حين ترى الأطراف الخاسرة تتظاهر بثورة جديدة مطالبين بإعادة الانتخابات واتهامها بالتزوير وهكذا ستعيش بلادنا الجريحة فى تظاهرات متتالية اعتراضا على كل الأمور إثر سنة مبارك السيئة التى سيحاسب عليها أمام الله شديد الحساب حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من سنة سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" .
لابد من وجود ثقة بين المتعاملين حتى يكون تعامل ولابد من وجود احترام للقوانين والتزام بها لتحقق الهدف الذى سنت من أجله فهدف القوانين التى تسن هو حماية تحقيق الاستقامة والصالح العام ؛ فكلمة القانون مأخوذة من الكلمة اليونانية canon التى تعنى العصا المستقيمة، ولتحقيق الاستقامة والصالح العام لابد من احترام القوانين التى سنت والالتزام بها وإن أراد الشعب تعديلها فليعدلها بالطريق القانونى ولا ينتهكها لأن القوانين إذا فقدت احترامها والالتزام بها فقدت قيمتها وأصبحت بلا جدوى وأصبحت الدنيا كالغابة لا فرق؛ وقال تعالى :"واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم "، وقد صدق القول القائل" العامة يتبعون كل زاعق"وقول محمود زيان" العامة لا عقل لها والعامة لفظ ينطبق على قليلى العلم والثقافة وعلى الجماهير و الغوغاء لهذا من أخطر اللحظات فى حياة الأمم والشعوب أوقات الثورة الشعبية العارمة حيث تعم الفوضى والاضطراب وتسير الجموع على غير هدى وتندفع فى لحظة قدرية إلى مصير مجهول فإذا علا صوت هنا أو هناك يندفع الجميع نحوه ويتبعون صاحبه دون تعقل أو روية وهذا شأن العامة والدهماء ممن لا حظ لهم فى ثقافة تمكنهم من وضع الأمور فى نصابها الصحيح ووزنها بميزانها المناسب فيتقبلون كل ما يقال لهم ويسرد عليهم دون نقده وتمييز غثه من ثمينه ولهذا تجدهم يتبعون كل زاعق ".
أقولها بصراحة : من الحمق والسذاجة أن يسلم الإنسان بكل شىء ويصدق أى شىء ويسير وراءه ويؤمن به ويفعله دون أن يتبينه ويفكر فيه ، وقد علم الفيلسوف اليونانى " سقراط " شباب إثينا عدم التسليم بالعادات والتقاليد القديمة دون التفكير فيها فإن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
بعد حدوث ثورة 25يناير انتشرت بين الشباب المصرى حملة تنظيف الشوارع ودأب الشباب يجمعون بعضهم البعض ويقسمون أنفسهم مجموعات ويقسمون الشوارع عليهم لينظفوها باجتهاد لا بأس به وطفق خطباء المساجد يحثون الشباب فى خطبهم على المشاركة فى تنظيف الشوارع .
إذا نظرنا إلى تجمع الشباب لتنظيف الشوارع من بعيد فسنراه أمرا رائعا لكننا إذا نظرنا له ببعد أفق وتفكير سليم فسنجده أمرا ضارا للغاية بمجتمعنا المصرى ؛لأن الشباب بذلك يؤدون عملا ليس من عملهم ولا اختصاصهم وبرعونة شديدة يفتحون ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب ومبدأ سد الذرائع موجود فى الشريعة الإسلامية بغرض منع إتاحة فرص لارتكاب المعاصى .
وفى الشريعة الإسلامية أيضا قاعدة فقهية تقول " درأ المفاسد أولى من جلب المصالح"؛ والمفسد المقصود درأه هنا هو فتح ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب.
ومثلا تتجلى أسمى مطالب شعبنا فى توفير وظائف حكومية للشباب ولو تأملنا حال مصر حين كانت توظف كل من يتخرج من شبابها فى الوظائف الحكومية لوجدنا أن ذلك أدى إلى تشغيل أناس ليسوا كفئا للعمل كما أدى إلى زيادة عدد الموظفين عن حاجة العمل مما أدى إلى ضعف رواتبهم وقد أوضح ذلك الفريق أحمد شفيق عندما تولى رياسة وزراء مصر عام 2011وقد قال على باشا الوزير الأعظم للسلطان العثمانى عبد العزيز عام 1871م فى وصاياه:"إن غالبية الموظفين العاملين فى خدمتكم يتقاضون مرتبات هزيلة والنتيجة أن الرجال ذوى الكفاءة والمهارة يتجنبون العمل فى الخدمة العامة مما يجبر حكومتكم العلية على استخدام أنفار محدودى الكفاءة هدفهم الوحيد تحسين وضعهم المالى المتدهور هذا فى الوقت الذى يجب أن يتولى الخدمة المدنية فى الإمبراطورية رجال أكفاء مجتهدون أذكياء لديهم الهمة والرغبة فى العمل "، وفى نظرى الحل الأفضل لتوفير فرص عمل للشباب الأكفاء بأجور عالية ولضمان حسن الإدارة للدولة هو إدارة مرافق الدولة بنظام الالتزام .
ومثال آخر: منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
من ير اهتمام المصريين فى التظاهر المطالب برحيل الرئيس مبارك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فإننا سنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر لا يملك الموارد الكافية بغنى لكنه أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
لا يزال شعبنا يردد وراء المطربة " شيرين " أغنيتها " بلدنا أمانة فى أيدينا " دون أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ودون أن يفكر فيها ولو للحظة ودون أن يعمل بها أيضاً .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
لنتذكر قول الشاعر " وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم ؟ "
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟ ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
ما يجب إدراكه الآن والاهتمام والعمل به بجدية هو أن الفساد لا يأتى من المسئولين فقط فصحيح أن فساد السلطة هو التربة الخصبة لفساد الشعب ولكن الشعب هو العامل الأهم فى تحقيق الفساد ونموه لأن الفساد لا ينمو إلا بقبوله والسكوت عليه والتعاون فى تنفيذه لتحقيق المصالح الشخصية دون نظر إلى الصالح العام برعونة وضيق أفق وقصر نظر بالغين وأذكر المثل الشعبى القائل "يا فرعون إيه فرعنك ؟ملقيتش حد يلمنى"و إنى أتساءل بعجب لم لم يثر شعبنا على موظف صغير مرتش أو مقصر فى عمله .

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 25نوفمبر 2011م

إصلاح البريد المصرى

أفق يا صندوق توفير البريد
صندوق توفير البريد المصرى يعطى فائدة سنوية على المدخرات أعلى من أى فائدة بنكية عاى أى حساب توفير فى أى بنك مصرى أو فرع لبنك أجنبى فى مصر إضافة إلى مجانية فتح حساب التوفير وعدم وجود رسوم سنوية على عكس البنوك .
بعد ذكر هذه المزايا قد تظن عزيزى القارئ أن صندوق توفير البريد المصرى يتمتع بأكبر عد من المدخرين فى مصر لكن هذا للأسف ليس صحيحا لأنه على قدر المميزات الفائقة التى يتمتع بها الصندوق يحوى عيوبا قاتلة تفسد الانتفاع بمميزاته ؛ فرغم تطور البنوك وتطبيقها نظام السحب الآلى عبر بطاقات Master card و Visa card عبر ماكينات الصرف الآلى ATM وإمكانية الإيداع أيضا عبر ماكينات الإيداع إلا إن هذا الصندوق لا يزال متمسكا بالدفاتر الورقية ومن أراد من عملائه السحب الآلى فتلك خدمة خاصة بنوع آخر من حسابات التوفير فى الصندوق وذلك النوع لا يمكن العميل من السحب إلا عن طريق الماكينات فقط دون إمكانية السحب عبر صراف الصندوق وطبعا هذا عيب قاتل لأن ماكينات السحب لدينا فى مصر غالبا ما تكون معطلة نتيجة سوء استعمال الناس ، أما فى البنوك فيمكن للعميل السحب عبر الماكينات أو من صراف البنك من ذات الحساب على السواء .
أيضا مع تطور البنوك استخدمت نظام الأرقام المسلسلة فى التعامل مع العملاء بمعنى أنك كعميل عند دخولك البنك تخبر الموظف بالعملية التى تريد إجراءها كالسحب أو الإيداع مثلا ورقم الحساب الذى ستودع فيه أو تسحب منه فيعطيك الموظف ورقة عليها رقم مسلسل لك ورقم الحساب الذى ستودع فيه أو تسحب منه وتنتظر جالسا إلى أن يظهر رقمك المسلسل فتذهب للشباك لتنفيذ عمليتك دون الوقوف فى طوابير ومعاناة الزحام لكن للأسف مكاتب البريد لم تطبق هذا النظام وحتى إن أرادت تطبيقه فهى لا تحوى مساحة كافية لوضع مقاعد لانتظار الناس .
من لا يتقدم يتأخر وخسارة كبيرة أن تكون قادرا على أن تتقدم وأن تكون عالما بما ستكسبه من التقدم وما ستخسره من الوقوف المقنع أو التأخر المستتر ورغم ذلك تتوانى.
إرسال الأسطوانات CDs
- لائحة إرسال الأسطوانات CD تمنع إرسال أوراق مرفقة مع CD وهذا أمر ضار للغاية فمعظم المسابقات الثقافية تطلب إرسال CD مع أوراق برفقتها فى مظروف واحد لذا نرجو تعديل هذه اللائحة والسماح بإرسال أوراق مع الCD .
- لائحة إرسال الأسطوانات CD للخارج تمنع إرسالCD إلا بعد استخراج تصريح لها من القاهرة وهذا أمر لا يستطيع فعله عملاء مكاتب البريد بالمحافظات الأخرى وهذا أمر ضار للغاية فمعظم المسابقات الثقافية بالخارج تطلب إرسال CD مع أوراق برفقتها فى مظروف واحد لذا نرجو وجود هذه الخدمة(خدمة استخراج ترخيص لCD لإرسالها للخارج) بجميع مكاتب البريد بالمحافظات والمدن وليس بالقاهرة فقط .
الطوابع
- دائما لا تتوفر طوابع بريد من كل الفئات بمعظم مكاتب البريد بالجمهورية الأمر الذى يجعل العميل يتكلف مبالغ إضافية فمثلا عندما يرسل رسالة مسجلة سعرها 180قرشا فإنه يدفع جنيهين لعدم توفر طوابع بريد فئة 30 قرشا لذا نرجو ترك نظام الطوابع القديم المكلف ؛ فكفى عيبا فيه تكلفة طبع الطوابع وصناعتها واتباع نظام التخليص وإمداد مكاتب البريد بماكينات التخليص .
- شفافية الخدمات وتسهيل التعامل
-نرجو وجود لوحة إعلانات بكل مكتب بريد بها الرسوم المختلفة للرسائل والطرود بالبريد العادى والمسجل والسريع والمطبوعات المسجلة وتكون مكتوبة بأسلوب يفهمه العميل حتى يكون كل شىء واضحاً أمام العميل ؛ لأنه حينما يسأل الموظفين يجيبونه إجابات غير كافية .
-نرجو وجود أوراق إعلانية بها الأسعار كما ذكرت فى الفقرة السابقة وأيضاً بها الخدمات وتنشر هذه الأوراق على موقع الهيئة على الإنترنت .
-عندما يرسل العميل أكثر من خطابين مسجلين فى وقت واحد يطلب منه الموظف عمل حافظة خطابات مسجلة وشراء الأوراق الخارجية وكتابة الحافظة بنفسه ولأن المواطن غير مدرب على العمل البريدى فإنه قد يخطىء فى عمل الحافظة فيطلب منه الموظف إعادتها وشراء أوراق جديدة لذا نطلب جعل الموظف يكتب الحافظة بنفسه لا العميل وأن يتم توفير الأوراق اللازمة للحافظة فى مكاتب البريد حتى لا يطلب الموظف من العميل إحضار أوراق خارجية لكتابة الحافظة .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية

اللقاء الثامن لشباب العواصم العربية فى توقيت غير مناسب
فتح المجلس القومى للشباب بمصر باب التقديم للمشاركة فى اللقاء الثامن لشباب العواصم العربية الذى يقام بالأردن بالتعاون مع جامعة الدول العربية فى الفترة من 1إلى 7نوفمبر 2011م وتعقد الاختبارات للشباب المصرى المتقدم للمشاركة يوم 16أكتوبر 2011م.
إقامة هذا اللقاء فى هذا التوقيت هو عين سوء التخطيط والإدارة فى نظرى لأن هذا التوقيت هو عقر فترة الدراسة فى جميع المدارس والجامعات العربية ومشاركة الشباب فى هذا اللقاء معناه أن الشاب سيتغيب عن الدراسة أسبوعا كاملا هو فترة اللقاء إضافة إلى فترة أخرى يجهز فيها أوراق وإجراءات السفر وتجهيزاته الشخصية للسفر.
سوء التخطيط والإدارة ليس جديدا على حال أمتنا العربية ؛فهو أهم عوامل تخلفنا .
جدير بالذكر أن كل وليس معظم المسابقات التى تقيمها المدارس والجامعات العربية تقام فى فترة الدراسة ولا تحظى الإجازة الصيفية بشىء من هذا القبيل الأمر الذى يمنع الطلاب المجتهدين من المشاركة فى تلك المسابقات .وقد عانيت من ذلك الأمر طيلة فترة دراستى .
سيعترض على كلامى أنصاف المثقفين بحجة أن الأنشطة والهوايات تروح عن الطالب ولا تضيع وقته وأرد عليهم بأن كل شىء له وقته ومكانه المناسب كى يؤدى بكفاءة وكل شىء له حدود ؛فمثلا يمكن أن يخصص الطالب المجتهد يوما فى الأسبوع لممارسة هوايته لكنه لا يستطيع التغيب عن دراسته أسبوعا كاملا لممارسة هوايته لأن ضياع عمل يوم دراسى واحد يصعب تعويضه ويؤثر على الطالب ويشعر بذلك فى آخر العام الدراسى حيث يجد أنه لو لم يضع هذا اليوم لكان فى الإمكان أفضل مما كان .
أذكر حينما كنت طالبا بالصف الثانى الإعدادى أصبت بالتهاب كبدى وبائى قبل بدأ الدراسة بأيام وكتب لى الطبيب إجازة مرضية لمدة ثلاثة أسابيع هى أول ثلاثة أسابيع فى العام الدراسى وقد رفضت بشدة الامتثال لأمر الطبيب لكن أفراد أسرتى أجبرونى على تنفيذها فحاولت الهرب من المنزل والذهاب للمدرسة ولكنى فشلت ولكنى محاولة هروبى أجبرت أبى على إحضار الكتب الدراسية لى وبدأت أتابع أخبار الدراسة مع زملائى بالهاتف ولم أستسلم للمرض لأنى كنت أعلم أن التغيب عن الدراسة ثلاثة أسابيع أمرا يصعب تعويضه كل الصعوبة.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية

هل الصحافة مهنة يعتمد عليها فى كسب القوت؟
كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى تحت قناع التدريب المفرط فى طول المدى وتحت حقيقة الاستغلال موجود بالصحف الصغيرة والإقليمية فقط بعدما كانت لى تجارب شخصية فى هذا الأمر إضافة إلى تجارب زملائى لكنى اكتشفت أنه موجود فى الصحف الكبيرة أيضا بعما حدث نفس الأمر مع زملاء لى بأكبر الصحف القومية تدربوا بها لمدة عامين ولم يحصلوا منها على مليم واحد ولا على فرصة عمل ، كما كنت أعتقد أن ذلك الأمر قد يكون فى الصحافة فقط وأنه لن يكون فى القنوات الفضائية ولكن اتضح لى الأمر بعدما قدم صديق لى برنامجا من خمس حلقات بإحدى القنوات الفضائية دون مقابل مادى ، وكنت أعتقد أن ذلك قد يكون موجودا بمصر فقط دون باقى العالم لكنى وجدت أصدقاء لى بالدول العربية عانوا من نفس الأمر فلم أتوقع مطلقا أن يحدث ذلك فى الغرب لكن هيهات ؛ فقد قرأت خبرا عن حدوث ذلك بإحدى صحف الغرب.
انتقدنى كثير من أصدقائى على الفقرة السابقة بزعم أن التدريب أصله دون مقابل وهدفه الأساسى اكتساب الخبرة وأن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال وأرد على هؤلاء بالآتى:
علمتنى الحياة أن أنظر إلى الفوائد بنهاياتها ؛ فمثلا إذا اكتسب شخص شهرة فإن الشهرة ليست فائدة فى ذاتها وإنما الفائدة الحقيقية فيما سيكسبه من الشهرة والحقيقة أن زعم هؤلاء أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال زعم خاطئ لأنهم لم يبنوا زعمهم هذا على الواقع وإنما بنوه على الأفلام السينمائية المصرية التى أظهرت الصحفيين فى رغد تام ؛ فالسينما هى أقدر وسيلة على نشر الثقافة وبث الأفكار وقد بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام ولم ينظر أحد للواقع بتفحص لأن ذلك لم يك بإمكانه ؛ فمثلا عندنا فى صعيد مصر هناك مهن لا يعلم عنها أهل الصعيد شيئا كمهنة الطيار والملاح(القبطان) و المهن السينمائية والإعلامية ولما بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام أحبوا الصحافة ورأوا فيها حرية الرأى والتأثير فى أذهان الناس والمسئولين وتمنوا العمل بها وسعوا لنشر موضوعاتهم بأية وسيلة واعتبروا النشر فى ذاته مكافأة وإنجازا لهم وجدير بالذكر أن رجلا سأذكر اسما رمزيا له " محمد السيد عبد الجليل" كانت لى تجربة شخصية معه فى العاشرة من عمرى وقد ذكرنى بها الصحفى أحمد عبد الهادى حينما تحدث عنه فى كتابه "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " وما زال هذا الرجل مستمرا فى نشاطه الآتى ذكره حتى هذه اللحظة؛ لقد كان ذلك الرجل يجند المئات من الشباب الذين يطمحون للعمل فى الصحافة ، فى سبيل الحصول على إعلانات مقابل نشر موضوعات صحفية لهم ، وبجزء من حصيلة هذه الإعلانات يقوم بطبع نسخ محدودة من الصحيفة التى يوزعها فقط على المعلنيين ، ويكفى الصحفيين نشر موضوعاتهم وأسماءهم .. ومن حصيلة الإعلانات ، أصبح عبدالجليل كبيرا ويقود عمليات نصب واسعة ضد الصحفيين والأدباء الشباب الذين يبحثون عن فرصة للنشر ..حيث قام بتأسيس جمعية زعم أنها لرعاية المواهب ، وفتح باب عضويتها للشباب الموهوبين ، ولأن مصر تزخر بالآلاف ممن لايجدون الفرصة لنشر إبداعاتهم ، فقد انهالت عليه آلاف الطلبات للانضمام لجمعيتة المزعومة ..ورسم الانضمام خمسة جنيهات فقط لاغير ، ولم يتردد آلاف الشباب فى الدفع خاصة وأنه أعلن عن نشر إبداعات الأعضاء فى كتب ودواوين شعر ، وفى صحيفتة الأزهار .. وبجزء من حصيلة رسوم الانضمام يطبع عددا آخر من الصحيفة التى لاتصدر الا فى المواسم والمناسبات ، تضم بين صفحاتها أشعارا وقصصا وموضوعات للأعضاء ويحرص على أن تكون الموضوعات المنشورة اجتماعية فقط لا دخل لها بالسياسة ولا أى شىء آخر حتى يبعد عن المشاكل ، ويرسل نسخه منها لكل عضو ، ويعلن عن نشر سلسله كتب تضم إبداعات الموهوبين ، وعلى الراغبين فى النشر فيها دفع مبلغ خمسين جنيها رسوم الاشتراك فى السلسلة ..وحتى يضمن اصطياد كل السمك يعلن عن مسابقة أخرى لهواة الفن التشكيلى ..والرسوم عشرة جنيهات فقط ..والحقيقة أنه لامسابقة تمت ولا شىء ، ويكتفى عبد الجليل بإرسال رسالة لكل المشتركين تكتبها سكرتيرته الحسناء التى ينتقيها بعنايه فائقة لزوم مقابلة الموهوبين ، ويعتذر فى الرسالة عن عدم فوزه فى المسابقة ، ويأمل فوزه فى المسابقة الجديدة إن شاء الله .. ولأن الرجل الكبير حريص على دعم المواهب فهو لايمانع فى طبع ديوان شعر ، أورواية ركيكة لأحد الشباب الأثرياء كل عامين ذرا للرماد فى العيون ، ولزوم الدعاية ، ويعد الآخرين أن الدور قادم عليهم ..فقط عليهم التواصل مع سيادته ..وفى شارع الترعة البولاقية خصص عبدالجليل مقرا لجمعيتة وأمام الباب علق لوحات زجاجية ، وبداخلها أغلفة لعشرات الكتب التى صدرت عن الجمعية لشباب من مختلف أقاليم مصر ، بينما هى فى الحقيقة ، مجرد أغلفه فقط ، وهذه الأسماء لشباب غير موجودين فى الأصل .
أيضا من أدلة خطأ زعم أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة سيحصل على قدر جيد من المال ما ذكره الصحفى عبد الحليم قنديل من أنه كان راتبه ألفين جنيها مصريا فقط حين كان رئيسا لتحرير صحيفة العربى عام 2003م وهو طبعا مبلغ ضئيل للغاية .
كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى وأجور الصحفيين الضئيلة أمر جديد طرأ فى عصرنا الحالى لكنى بعدما قرأت كتاب "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " للأستاذ أحمد عبد الهادى اتضح لى أن هذا الأمر قديم جدا وطبيعى فى هذا المجال ؛ حيث ضم الكتاب قصصا ومآسى وحكايات شباب الصحفيين اختلطت بالعرق والدموع والدماء اعترفوا بها فوق أوراقهم التى لا يملكون زادا من الحياة سواها وقد أوضح الكتاب جيدا أن الصحافة كمهنة ليست كفيلة لكسب قوت العيش لأن مكسبها يكمن فى الحصول على الإعلانات وهذا أمر متعلق بانتشار الصحيفة فالصحف قليلة الانتشار يصعب عليها الحصول على الإعلانات مهما بذل مندوبوها من مجهود فى محاولة إقناع المعلنين لأن المعلنين قد رسخ فى أذهانهم أن الصحف الأكثر انتشارا الجديرة بالإعلان لديها هى الصحف الثلاث الكبرى القومية لذا فمن أراد مالا من الصحافة فعليه تقليد دور المحامى بنشر قضايا الناس مقابل المال بشرط أن يكون له وزنه فى الصحيفة ليستطيع تنفيذ ذلك وقد أوضح الكتاب ذلك بكل صراحة وبأمثلة واقعية بالأحداث والأماكن والأسماء وعلى سبيل المثال القصة التى سردها الكاتب عن صحفى أعد ملفا عن الفساد الإدارى فى محافظته وقدمه لرئيس التحرير لنشره فما كان من رئيس التحرير إلا أن اتصل بالمحافظ ليساومه على وقف النشر مقابل المال واستجاب المحافظ له ثم فصل رئيس التحرير ذلك الصحفى الذى أعد الملف وأتى بعشرات الخريجين أمثاله الذين يتمنون العمل بالصحافة ليجعلهم يعملون بلا مقابل مادى بحجة أنها فترة تدريب وبعد أن تطول فترة التدريب ويطالب أحدهم بمال يفصله رئيس التحرير كما أنه فى أثناء فترة التدريب تنشر الموضوعات دون اسم كاتبها حتى لا يكون له أى حق فى المطالبة بمال أمام النقابة أو أى جهة أخرى .
على غرار ما يفعله محمد السيد عبد الجليل وبنفس أفكاره توجد مؤسسات واتحادات وهيئات تمنح عضويتها مقابل تسديد الاشتراك السنوى دون وجود أى امتيازات تذكر غير الحصول على بطاقة العضوية ؛فالمقرر فى لوائح تلك المؤسسات أن مزايا العضوية تتمثل فى عقد المؤتمرات وعقد المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية فى نظرى ليس ميزة حقيقية لأن أية جهة تعقد المؤتمرات وتسمح بحضوره لأى فرد وعقد الدورات التدريبية فإنه يكون بمقابل مادى مستقل عن رسوم العضوية وإن كان هناك تخفيض فى الرسوم للأعضاء فإنه ضئيل جدا لا يذكر ولا يضاهى رسوم العضوية ومن هذه المؤسسات اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين الإلكترونيين والمجلس العالمى للصحافة ونقابة المراسلين الأجانب ورغم ذلك تلقى عضوية هذه المؤسسات إقبالا كبيرا من الشباب بهدف الحصول على بطاقة العضوية ظنا منهم أنها فائدة فى ذاتها لكن هذا الزعم خاطئ وقد سبق شرح ذلك فى بداية المقال وجدير بالذكر أن مثل هذه المؤسسات موجودة فى كل المجالات لا الإعلام فقط ؛ فعندما كنت طالبا بكلية الطب البيطرى كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة.
جدير بالذكر أن الكتاب المذكور وغيره من الكتب التى تحدثت عن ذات الموضوع ذكرت المشكلة بتفاصيلها دون ذكر أى حل مقترح .


محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 20أغسطس 2011م

تسهيل تلقى التبرعات
علمتنى الحياة أن من أراد المساعدة من الناس فعليه أن يساعدهم فى مساعدته والتعاون معه بمعنى أنه يجب عليه إتاحة الفرصة لمن يريد مساعدته وتهيئة كل الظروف الممكنة لذلك.
كثير من الناس يرغب قى التبرع بالقليل من المال لكنه يخجل من الذهاب إلى البنك لإيداع خمسة جنيهات مثلا فى حساب إحدى المؤسسات الخيرية ويخجل أيضا من تسليمها باليد خشية سخرية الناس من قلة المال الذى يريد التبرع به .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تحقرن من المعروف شيئا" ، ويقول أيضا:"خير الصدقة عن ظهر غنى" أى خير الصدقة ما بقى صاحبها بعدها مستغنيا بما بقى معه.
وقد عالجت بعض المؤسسات الخيرية هذه المشكلة ؛ فمثلا مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال أطلقت خدمة التبرع عن طريق الهاتف الجوال حيث يتصل المتبرع برقم محدد وبموجب ذلك يخصم جنيهان مصريان من رصيده عن كل دقيقة لصالح المؤسسة وأطلق هذه الخدمة أيضا بنك الطعام المصرى.
كما أن هناك مؤسسات نفذت أفكارا رائعة فى مجال التبرعات ؛ فمثلا مؤسسة مصر الخير أسست صندوق استثمار باسمها فى بعض البنوك المصرية من خلاله يستطيع المتبرع شراء وثائق فى هذا الصندوق ويقوم الصندوق بالاكتتاب بها ويعود الربح على المؤسسة وبذلك تكون تلك الوثائق صدقة جارية كما أنها تظل فى حوزة المتبرع و يستطيع بيعها متى أراد.
أدعو كل المؤسسات الخيرية إلى تنفيذ هاتين الفكرتين لا سيما المؤسسات الحكومية مثل المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعى.
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 20أغسطس 2011

أين الإصلاح يا شرف؟!
سبق أن نوهت على أن الفساد ليس آتيا من المسئولين فقط وإنما آت أيضا من فساد معظم شعبنا ومن سكوت معظم شعبنا على الفساد ورضائه به للاستفادة منه فى تحقيق المصالح الشخصية دون اكتراث بالمصلحة العامة ونوهت أيضا على أن الإصلاح لا يكون فى تغيير أشخاص المسئولين فحسب وإنما فى مراقبة أعمالهم رقابة مشددة وفى وضع السياسات الصحيحة والقوانين الرادعة وفرض العقوبات الرادعة وهأنذا أدلل على صحة رأيى بأحداث راهنة أذكرها فى مقالى هذا.
ظن كثير أن رحلة إصلاح بلادنا قد بدأت بعد ثورة 25يناير لكن هيهات فالعكس هو الذى حدث.
لقد غيرت الحكومة الجديدة وزير الداخلية لكن الإصلاح لا يكمن فى تغيير أشخاص المسئولين فحسب وإنما يكمن فى أشياء أخرى كما ذكرت.
كان من اليسير على رئيس الوزراء الجديد د.عصام شرف أن يحمل وزير الداخلية الجديد على إصدار قرار يقضى بأن من لا يعود إلى عمله من الشرطة خلال أسبوع سيفصل نهائيا من عمله مثلما فصل الرئيس السابق وحكومته وحينها كانت الشرطة ستعود بأكملها إلى العمل أما الآن فقد مضت ثلاثة أشهر على قيام الثورة ولم تعد الشرطة بأكملها إلى العمل حتى الآن ولا يخفى على أحد كم الفساد المنتشر فى البلاد فى جميع مجالاتها بسبب غياب الشرطة .
أرى أن عدم إصدار القرار السابق ذكره دليل قاطع على بوادر فشل الحكومة الجديدة ؛ فكيف لا تخطر فكرة هذا القرار على رئيس الوزراء ولا على وزير الداخلية .
أقول للدكتور عصام شرف: ماذا تنتظر لتبدأ فى القيام بالإصلاحات ؟ هل تنتظر أن تقوم الثورة عليك مثلما قامت على أسلافك حتى تتحرك؟!
قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وكيف سيأتى الإصلاح دون سن قوانين رادعة وفرض عقوبات أكثر ردعا وفرض رقابة مشددة على أعمال المسئولين؟!
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 28أبريل2011م

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين
لأن معظم الناس ضعفاء الإيمان بالله-سبحانه- فقد كان طبيعيا أن يكون تفكيرهم دنيويا لا أخرويا بمعنى أنهم يخططون لمستقبلهم وحاضرهم وفق ما هو موجود حاليا من أوضاع دون ذرة تفكير فى أن الله –سبحانه- قادر على أن يغير كل شىء فى لحظة وأنه إذا أراد فعل شىء فسيكسر كل قوانين الدنيا لتنفيذه ، وكان طبيعيا أن يعتمدوا على البشر لا على الله وأن يفكروا فى سلطات البشر لا سلطات الله رغم أن الله –تعالى – يقول فى حديث قدسى "لاتخف من ذى سلطان ما دام سلطانى موجودا " ومن حكمة الله أنه لا يظهر عقابه أو ثوابه على عجل وإنما يتمهل ويعطى كل شىء فى الوقت المناسب فيمهل المخطئ ليتوب أو لتكثر ذنوبه فيشتد بها عذابه وتكثر مظالمه فلا يجد من يقول عند وفاته :"رحمه الله" ويمهل سبحانه المصيب ليرى هل سيستمر فى الخير أم لا.
كان طبيعيا أن تجد الناس يتقربون لذوى السلطة من البشر ويسعون لكسب حبهم لا للمودة فى ذاتها وإنما ليحققوا مصالحهم الشخصية وقد لمست ذلك جيدا حين كنت أسير فى الشارع مع أخى الأكبر الذى يعمل قاضيا فقد كنت أرى الناس يسلمون عليه بحرارة شديدة ويسعون لكسب وده بأية طريقة ولم يك أحد منهم يعطينى أى اهتمام ، وكنت أرى حين يحدث خلاف أو مشكلة بين شخص ذى سلطة وشخص عادى أن الناس يناصرون ذا السلطة ولو كان مخطئا لأنهم يخشونه ولأنهم يسعون لكسب وده ولا أحد يناصر الضعيف ولو كان على حق ولم يفكر هؤلاء لحظة فى أن الله سيحاسبهم حسابا شديدا على هذا الظلم وأن من ناصروه قد تزول سلطته فى لحظة وتبقى سلطة الله –سبحانه – وهم لم يقدموا ما يكسبون به مودة الله وإنما قدموا ما يكسبهم مودة ذى السلطة الدنيوية الزائلة ( وجدير بالذكر أنهم إذا سعوا إلى كسب مودة الله فسينالونها حتما لأنها مضمونة إذا قدموا مقدماتها أما كسب مودة البشر فهو غير مضمون مهما قدموا له من مقدمات ).
لأن الله –سبحانه – يعلم أن الدنيا مصالح وأن أحدا لن يتحرك لعون أخيه الإنسان دون أن تكون له مصلحة شخصية جعل الله عون الإنسان لأخيه الإنسان عملا يجازى عليه الله عبده ولم يتركه بلا مقابل ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل معروف صدقة " وقال أيضا " الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه".
بصفتى رجل قانون فخور بالانتساب إلى أسمى علوم الأرض – القانون- أرى أن المجرم غبى بطبعه لأنه يعلم أن الجريمة معاقب عليها فى الدنيا والآخرة ورغم ذلك ارتكبها ، وقد اعتاد المجرم ذو السلطة أن يفرح بتعاون من يسعون للالتصاق بسلطته فى ارتكابه المظالم دون أن يفكر أو يفكروا هم فى أن من خان غيره سيخونهم لا محالة ودون أن يفكروا لحظة فى أن الله سيضرب الظالمين بالظالمين وفى أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ودون أن يفكر الظالم فى أن سلطته قد تزول فى لحظة وحينها لن يجد أحدا من معاونيه على الظلم بجواره ولم يفكر أيضا ذلك الغبى فى أن الإنسان متغير بطبعه وأنه قد يأتى اليوم الذى يغدر به فيه كل معاونيه على الظلم ويفشون كل أسرار مظالمه ولم يفكر أيضا فى أن هؤلاء يلتفون حوله لا حبا فيه وإنما لتحقيق مصالحهم الشخصية .
لقد وقع فى هذا الخطأ الجسيم بعض مسئولى النظام السابق فى حكومة بلادنا وقد فقدوا كل شىء الآن ؛ فالرئيس مبارك بعدما كان يثنى عليه الإعلاميون يوميا وكان الناس يتمنون منه نظرة وكان أعضاء حزبه الوطنى يهتفون باسمه لم يقف بجواره أحد بمجرد زوال سلطته والكل التف حول من يملك السلطة الحالية وتركوه تطبيقا للمثل الشعبى القائل "اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى".
ودليل على أن الله-جل شأنه-يضرب الظالمين بالظالمين وعلى أن هذا العقاب من أشد العقوبات الدنيوية لأنه يتمثل فى خيانة الأصدقاء أذكر أن الإعلاميين الذين كانوا يثنون على مسئولى النظام السابق وقتما كانوا يملكون السلطة هم الذين يفضحون أسرار جرائمهم الآن بعدما زالت السلطة منهم ؛ فقد شاهدت فى برنامج تلفازى الصحفى محمود نافع وهو يذكر أنه حينما كان يرأس تحرير صحيفة نهضة مصر وكتب تحقيقا عن الفساد فى مصر بالصحيفة اتصل به هاتفيا زكريا عزمى نائب رئيس الجمهورية السابق وقال له أن الحكومة أعطت للإعلاميين حرية الرأى لكن ليس لدرجة إفشاء أسرار الفساد المتفشى فى البلاد ، وشاهدت إعلاميا آخرا يذكر أن أنس الفقى وزير الإعلام السابق اتصل به هاتفيا وقال له " الولاد اللى فى ميدان التحرير احنا شلناهم فى خمس دقائق " وتعجب ذلك الإعلامى من قوله "شلناهم" وتساءل هل يعمل ذلك المسئول وزيرا أم بلطجيا؟!
نتعلم من هذا الدرس أن الإنسان لانصير حقيقى له إلا الله سبحانه ؛ فحب الله لعبده أكبر مما يتخيل وأن حاجة الإنسان الحقيقية هى الحاجة إلى القرب من الله وإرضاء الله لا القرب من البشر ولا رضاء البشر عنه لذا يجب على الإنسان أن يعتمد على الله فقط لا على الناس لأن الناس همهم مصالحهم لا مصالح غيرهم كما أن سلطاتهم دنيوية زائلة كما أنهم متغيرون بطبعهم ويمكن أن يخذلوه فى أية لحظة وطالما آمن الإنسان بذلك فيجب أن يتقى الله حق تقاته وألا يخاف من البشر وألا يهتم بسلطاتهم وألا يعتمد عليهم وألا يجعل همه رضاهم وإنما يعتمد على الله ويجعل همه رضا الله ويحفظ حقوق الله عليه ؛ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
ويجب أن يفكر الناس تفكيرا أخرويا لا دنيويا فلا يتقربون لذوى السلطة الدنيوية وإنما يتقربون إلى الله عز وجل ويثقون فى أن سلطة الله هى الأعلى وهى الدائمة المحفوظة من الزوال وأن يعلموا أن الله سبحانه إذا أراد فعل شىء فسيكسر كل قوانين الدنيا لتنفيذه والدليل هو العجب من النهاية السيئة للرئيس الذى حكم مصر ثلاثين عاما ولم يك أحد يتوقع مطلقا أن تكون نهايته كهذه، ولنر أيضا المطرب على الحجار بعدما كان من أثرى الرجال بمصر فقد ثروته واستدان من كل أصدقائه وفقد إعجاب المنتجين به وظل لا يعمل ثم أراد الله أن يغنيه فعمل حتى سدد ديونه وعاد أثرى مما كان وأصبح يملك استديو وسيارة ثمنها نصف مليون جنيه .
قد يستغرب البعض حين يعملون بجد ثم لا يجدون نتائج جيدة ويتعرضون للظلم وتضيع حقوقهم ويظلون يدعون الله أن ينصرهم فلا يجدون نتائج إيجابية ظاهرة عاجلة فيظنون أن الله لا يسمعهم ويختل إيمانهم بالله لكن من حكمة الله أنه يدخر ثمار عملنا الصالح ليردها لنا فى الوقت المناسب وفى شىء أفضل مما كنا ننتظره كما أنه يختبر بذلك التأخير صبر عبده واستمراره فى عمله الجاد وفى إيمانه وقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله "ما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا" وقال تعالى " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا".
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 28أبريل2011م

عيب يا أكاديمية
تعرفت مذ شهور على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة islamacademy.net وعرفت أنه يقدم خدمة دراسة العلوم الشرعية عن بعد مجانا ويبث هذا الموقع محاضرات ودروسا فى العلوم الشرعية ويستطيع الدارس دراسة العلوم الشرعية مجانا عبر التسجيل على الموقع ومتابعة الدروس ثم الامتحان عبر الشبكة العالمية فى نهاية كل فصل دراسى ثم الحصول على شهادة الدورة العلمية فى التخصص الذى اختاره الدارس وطبيعى أن هذه الشهادات غير معترف بها لكن الدارس حسبه أنه تعلم علما جيدا منظما خلال مناهج منظمة صحيحة.
وقد أعلن الموقع عن افتتاح التسجيل فى ديسمبر2010م فسجلت اشتراكى بالأكاديمية فى ديسمبر 2010واخترت المستوى الأول من دورة اللغة العربية وتابعت الموقع أسبوعيا فوجدت عليه المحاضرة الأولى مكتوبة ثم الدروس الصوتية للمقرر وراسلت الموقع لأستفسر عن أشياء وأقترح اقتراحات لكنه لم يرد على ولم أجد أى أخبار عن الامتحانات لا على الموقع ولا كرسائل على بريدى الإلكترونى ثم فوجئت فى إبريل2011م بأن موقع الأكاديمية قد كتب فيه أن نتيجة الفصل الدراسى السابق قد ظهرت وأن عددا من الدارسين قد نجح وآخرا قد رسب وآخرا قد تغيب عن الامتحان فتعجبت كل التعجب وراسلت الموقع لأستفسر عن سر ما حدث فلم يرد علي أيضا.
لقد أعجبت أنا وغيرى بالموقع ووثقنا به وقد نشرت إعلانات عن الموقع قدر ما استطعت فى أنحاء الشبكة العالمية ودعوت أصدقائى وزملائى للاشتراك به ونشره ووثق به آخرون وتبرعوا له تبرعات مالية فهل يصح بعد كل هذه الثقة أن يكون الموقع غير أهل لهذه الثقة وأن يثبت للكل بأنه موقع صورى لا فائدة منه بل إن الضرر يلحق بكل من آمن به ونشره ودعا إليه؟!
أرجو من مسئولى هذا الموقع أن يتقوا الله وأن يكونوا أهلا لشرف طلب العلم وأهلا للدعوة الإسلامية .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 28أبريل2011م

رعونة الشباب المصرى فى تنظيف الشوارع
بعد حدوث ثورة 25يناير انتشرت بين الشباب المصرى حملة تنظيف الشوارع ودأب الشباب يجمعون بعضهم البعض ويقسمون أنفسهم مجموعات ويقسمون الشوارع عليهم لينظفوها باجتهاد لا بأس به وطفق خطباء المساجد يحثون الشباب فى خطبهم على المشاركة فى تنظيف الشوارع .
إذا نظرنا إلى تجمع الشباب لتنظيف الشوارع من بعيد فسنراه أمرا رائعا لكننا إذا نظرنا له ببعد أفق وتفكير سليم فسنجده أمرا ضارا للغاية بمجتمعنا المصرى ؛لأن الشباب بذلك يؤدون عملا ليس من عملهم ولا اختصاصهم وبرعونة شديدة يفتحون ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب ومبدأ سد الذرائع موجود فى الشريعة الإسلامية بغرض منع إتاحة فرص لارتكاب المعاصى .
وفى الشريعة الإسلامية أيضا قاعدة فقهية تقول " درأ المفاسد أولى من جلب المصالح"؛ والمفسد المقصود درأه هنا هو فتح ذريعة لتقاعس عمال النظافة وإهمالهم عملهم المتمثل فى تنظيف الشوارع اعتمادا على الشباب.
أقولها بصراحة : من الحمق والسذاجة أن يسلم الإنسان بكل شىء ويصدق أى شىء ويسير وراءه ويؤمن به ويفعله دون أن يتبينه ويفكر فيه ، وقد علم الفيلسوف اليونانى " سقراط " شباب إثينا عدم التسليم بالعادات والتقاليد القديمة دون التفكير فيها فإن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
فمثلا منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
من أراد أن يفعل خيرا أو يفيد الناس فليفدهم بشىء حقيقى مجد وألا يخدعنهم وليكن بعيد النظر وواسع الأفق وليفكر في ما سيترتب على فعله جيدا.
من ير اهتمام المصريين فى التظاهر المطالب برحيل الرئيس مبارك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فإننا سنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر لا يملك الموارد الكافية بغنى لكنه أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
لا يزال شعبنا يردد وراء المطربة " شيرين " أغنيتها " بلدنا أمانة فى أيدينا " دون أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ودون أن يفكر فيها ولو للحظة ودون أن يعمل بها أيضاً .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
لنتذكر قول الشاعر " وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم ؟ "
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟ ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
28 آذار2011

فواق وزارة المالية
خصصت وزارة المالية صندوق بريد لتلقى طلبات التوظيف من الشباب الأمر الذى أدى إلى ازدحام منقطع النظير بمكاتب البريد بسائر أنحاء الجمهورية وإلى تعطل مصالح المواطنين البريدية كإرسال الرسائل والطرود إلى جهات أخرى غير وزارة المالية حيث كانت مكاتب البريد تعمل فى إرسال الرسائل إلى وزارة المالية فقط وكان الموظفون يخشون الموافقة على إرسال رسائل إلى جهات إخرى خشية ضياعها وسط الكم الهائل من الرسائل المرسلة إلى وزارة المالية وبعد أسبوعين أفاقت وزارة المالية من التصرف شديد الرعونة الذى اتخذته وأتاحت إمكانية تقديم طلبات التوظيف على موقعها الإلكترونى ، وقد كان بإمكانها فعل ذلك مذ البداية لتجنب الازدحام الذى حدث بمكاتب البريد كما أن تقديم الطلبات بالبريد سيرهق الموظفين فى فرزها وسيؤدى إلى أخطاء لا حصر لها فى إدخال البيانات على الحاسوب لكن تقديم الطلبات إلكترونيا يجعل الفرز إلكترونيا ويؤدى لتجنب أخطاء إدخال البيانات .
محمود عبد القادر

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
27 شباط2011

كى يكون الاستفتاء صحيحا
سيجرى استفتاء على اقتراح تعديل المواد الدستورية المحددة بالدستور المصرى ولكن اقتراح التعديل يتضمن عدة مواد فكيف يكون التصويت على الاستفتاء بنعم على كل المواد أو لا على كل المواد ؟! فبذلك يكون الاستفتاء خداعا لأنفسنا لأن أى مواطن قد يكون موافقا على تعديل بعض المواد وغير موافق على تعديل البعض الآخر من المواد المقترح تعديلها لذا نتمنى أن يكون الاستفتاء بنعم أو لا على كل مادة على حدة فى ورقة استفتاء واحدة وصحيح أن الاستفتاء فى هذه الحالة سيكون مرهقا فى فرزه لكنه سيكون استفتاء صحيحا لا خداعا لأنفسنا.

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
28 شباط2011

لماذا تثور شعوب هذه الدول بالتحديد
عقب تنحى مبارك عن رياسة مصر الأمر الذى عده الشعب انتصارا لما سموه بثورة 25يناير ثارت شعوب معظم الدول العربية ضد رؤسائها وحكوماتها وقد تعجبت وتساءلت لماذا تتثور شعوب هذه الدول ولم يثر شعوب اليابان وإنجلترا وأمريكا مثلا وكانت إجابتى الطبيعية أن الدول التى ثار شعوبها دول منتشر فيها الظلم والفساد أما الدول التى لم يثر شعوبها فهى دول منتشر فيها العدل والحق لذا لن يستطيع أحد إثارتها مثلما ينتشر فيروس مرضى فإنه يصيب الجسد ضعيف المناعة المستعد للإصابة لكنه لا يستطيع إصابة الجسد قوى المناعة .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 27 شباط2011

خطورة رحيل مبارك وما يجب إدراكه
لابد من وجود ثقة بين المتعاملين حتى يكون تعامل ولابد من وجود احترام للقوانين والتزام بها لتحقق الهدف الذى سنت من أجله فهدف القوانين التى تسن هو حماية تحقيق الاستقامة والصالح العام ؛ فكلمة القانون مأخوذة من الكلمة اليونانية canon التى تعنى العصا المستقيمة، ولتحقيق الاستقامة والصالح العام لابد من احترام القوانين التى سنت والالتزام بها وإن أراد الشعب تعديلها فليعدلها بالطريق القانونى ولا ينتهكها لأن القوانين إذا فقدت احترامها والالتزام بها فقدت قيمتها وأصبحت بلا جدوى وأصبحت الدنيا كالغابة لا فرق.
عجبت لأفراد شعبنا حينما تظاهروا بشدة مطالبين برحيل الرئيس مبارك وهم الذين انتخبوه لهذا المنصب وأثبتوه له بطريق قانونى فإن رأوا أنهم أخطئوا فى الاختيار فعليهم أن يتحملوا نتيجة خطئهم احتراما للقانون والدستور وألا يغيروا الرئيس إلا بطريق قانونى فلهم ألا ينتخبوه فى الفترة التالية أما أن يطالبوه بترك الرياسة فليس من حق أحد أن يعزله لأن الرياسة ثبتت له بطريق قانونى .
ما أخشاه اليوم هو أنه بعد استقالة الرئيس مبارك من الرياسة بسبب هؤلاء المتظاهرين وسجل التاريخ ذلك وسيدرس للأجيال الجديدة من أبناء شعبنا أن ذلك يعنى أننا نعلم أبناءنا عدم احترام القوانين والدستور ونحثهم على انتهاكها ونعلمهم أن انتهاكها هو الذى أدى إلى النتيجة المرضية ونعلمهم أننا شعب لا يحترم القوانين ولا الدستور يسير بأهوائه يغير ما لا يعجبه من القوانين بالترك وعدم الالتزام والعنف لا بالطريق القانونى .
إنى أدرك بحكم ما أعطانيه الله من حنكة وبعد أفق وبعد نظر خطورة هذا الموقف التاريخى السيىء وكم كنت أتمنى أن يدرك الرئيس مبارك ذلك ولا يترك الحكم إلا عند انتهاء مدة رياسته منعا لحدوث ما ذكرته وأيضا ضمانا لانتقال سلمى للسلطة .
دعونا نعود للتاريخ ونتذكر موقف الخليفة عثمان بن عفان حينما تظاهر شعبه أمام مقر خلافته وطالبوه بالرحيل لتسببه فى الفساد فرفض لأن الخلافة ثبتت له بطريق شرعى ولأن من حقه منحه فرصة لإصلاح ما أفسده ولكى لا يسن سنة سيئة بأن كل شعب يغضب من حاكمه يتظاهر ويجبره على الرحيل ، وقبل أن يقتلوه دعا الله قائلا"اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا" وقد لبى الله –سبحانه-طلبه فقد قتل معظمهم فى حرب صفين .
لقد سن الرئيس التونسى المخلوع زين الدين بن على سنة سيئة برحيله عن منصبه استجابة لثورة شعبه عليه رغم أن الرياسة ثبتت له بطريق قانونى وعلى إثر رحيله تطاولت ألسنة وأعمال المتطاولين من شعبنا واستغلت الأيدى الخارجية ذلك لتهييج شعبنا واستثاراته بسهولة ضد حكومتنا فما أسهل استثارة الشعب القابل للاستهواء نتيجة جهل معظمه وتفرقه واندماجه فى المصائب التى تنتابه و دفعته هذه الأيدى لإثارة الفساد فى بلادنا واستغل الإعلام الخاص هذه الثورة استغلالا تجاريا وسط ترحيب من مشاهديه السذج الذين لا يعلمون أن الدنيا مصالح وأنه حينما يفعل إعلامى من هؤلاء شيئا فإنه يفعله من أجل مصالحه التجارية دون اهتمام بمصالح بلاده أو وطنه العربى.
والجدير بالذكر أن الشعب التونسى ظن أنه قد حقق نتيجة رائعة برحيل رئيسه وأن كل شىء سيصبح على ما يرام ولكن هيهات فقد حدث العكس تماما وكان الصواب هو الانتقال السلمى للسلطة.
وتبع بن على مبارك فى تأكيد سن السنة السيئة ذاتها وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، وجدير بالذكر أن الرئيس مبارك ترك الحكم لأنه لم يرض أن تطول مدة التظاهر والتخريب وتعطيل مصالح البلاد ؛ إذ كان بإمكانه أن يقيم فى قصر الرياسة هادئ البال مثلما فعل طوال أسبوعى التظاهر ولا يعبأ بالمتظاهرين و تعطيل مصالح البلاد وتخريبها متمسكا بأن الرياسة ثبتت له بطريق قانونى ولا أحد يملك حق عزله ولم يك أحد يجرؤ على اقتحام قصر الرياسة لأن الحرس الجمهوري وقتها كان سيطلق الرصاص الحى ولو حدث ذلك لما حق لأحد أن يلومه أو يطالبه بتعويض على أرواح الشعب التى أزهقت عند محاولة اقتحام قصر الرياسة لأن إطلاق الرصاص الحى على من يريد اقتحام قصر الرياسة واجب قانونى .
ما يجب إدراكه الآن والاهتمام والعمل به بجدية هو أن الفساد لا يأتى من المسئولين فقط فصحيح أن فساد السلطة هو التربة الخصبة لفساد الشعب ولكن الشعب هو العامل الأهم فى تحقيق الفساد ونموه لأن الفساد لا ينمو إلا بقبوله والسكوت عليه والتعاون فى تنفيذه لتحقيق المصالح الشخصية دون نظر إلى الصالح العام برعونة وضيق أفق وقصر نظر بالغين وأذكر المثل الشعبى القائل "يا فرعون إيه فرعنك ؟ملقيتش حد يلمنى"و إنى أتساءل بعجب لم لم يثر شعبنا على موظف صغير مرتش أو مقصر فى عمله .
أقولها بصراحة : من الحمق والسذاجة أن يسلم الإنسان بكل شىء ويصدق أى شىء ويسير وراءه ويؤمن به ويفعله دون أن يتبينه ويفكر فيه ، وقد علم الفيلسوف اليونانى " سقراط " شباب إثينا عدم التسليم بالعادات والتقاليد القديمة دون التفكير فيها فإن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
فمثلا منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
من ير اهتمام المصريين فى التظاهر المطالب برحيل الرئيس مبارك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فإننا سنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر لا يملك الموارد الكافية بغنى لكنه أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
لا يزال شعبنا يردد وراء المطربة " شيرين " أغنيتها " بلدنا أمانة فى أيدينا " دون أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ودون أن يفكر فيها ولو للحظة ودون أن يعمل بها أيضاً .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
لنتذكر قول الشاعر " وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم ؟ "
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟ ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
12 شباط 2011

منح الدولة حق التظاهر بلا ضوابط يعد اعتداء منها على مصالح البلاد

جميل تمتع الناس بحقوقهم بما فيها حق حرية الرأى والتعبير ولكن هناك شروط وضوابط لتمتع الناس بحقوقهم بدليل أن كثيرا من الحقوق لا تمنح إلا ببلوغ سن الرشد وهو بلوغ الأهلية والصلاحية لاستخدام هذه الحقوق كما توضع ضوابط لاستخدام بعض الحقوق لمنع الإضرار الذى قد ينتج عن استخدامها.
هناك مثل شعبى يقول : "الشىء الذى يزيد عن حده ينقلب إلى ضده" .
فى شريعتنا الإسلامية مبدأ سد الذرائع وهو إغلاق الطرق المؤدية للمعاصى التى هى مباحة فى أصلها ولكنها تحرم منعا لوقوع معاص ناتجة عنها وتباح عند الضرورة بضوابط كما تقول القاعدة الفقهية "ما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة".
منذ فترة طويلة و شعب مصرنا الحبيبة يتمتع بقدر مبالغ فيه من حرية الرأى لا مثيل له فى العالم الأمر الذى جعل ألسنة لا حصر لها تتطاول على حكومتنا بغير حق ومعظم هذه الألسنة من أناس لا يفقهون حديثا ؛فحرية التعبير هنا منحت للكل دون ضوابط كافية ودون مراعاة لأنها قد تكون ذريعة لتهييج شعبنا واستثارته بسهولة ضد حكومتنا فما أسهل استثارة الشعب القابل للاستهواء نتيجة جهل معظمه وتفرقه واندماجه فى المصائب التى تنتابه ، وقد زادت هذه الحرية عن حدها إلى أن وصلت لحد السباب العلنى لحكومتنا من قبل إعلام تجارى لا يهدف للنقد الموضوعى البناء ولكنه يهدف للنقد الهدام التجارى.
وحينما أبيح حق التظاهر لم يراع من أباحه برعونة شديدة أنه سيكون ذريعة لتخريب الممتلكات وقتل الأرواح وتعطيل مصالح البلاد وقد يحتج البعض برعونة أشد بأن المباح هو التظاهر السلمى دون استخدام العنف ولكنى أرد على هؤلاء بأنه يكاد يكون مستحيلا أن يوجد تظاهر سلمى بلا تخريب أو خسائر فى الأرواح أو تعطيل لمصالح الناس مثلما يكاد يكون مستحيلا أن يوجد ملهى ليلى بلا خمر وسكر.
واستمرارا للرعونة أبيح حق الإضراب بتحفظات بسيطة عليه دون مراعاة أن أى إضراب يعنى الخراب وتعطيل المصالح.
إن الدولة قبل أن تكون مسئولة عن منح حقوق الإضراب والتظاهر وحرية التعبير مسئولة أولا عن حفظ الأمن ومصالح الناس فى البلاد ، ومنحها حقوق التظاهر والإضراب وحرية التعبير برعونة و بلا ضوابط كافية يجعلها مسئولة عما حدث من تخريب للمتلكات وإزهاق للأرواح وتعطيل المصالح وإثارة الذعر فى جميع أرجاء البلاد.
دعونا نعود للتاريخ ونتذكر موقف الخليفة عثمان بن عفان حينما تظاهر شعبه أمام مقر خلافته وطالبوه بالرحيل لتسببه فى الفساد فرفض لأن الخلافة ثبتت له بطريق شرعى ولأن من حقه منحه فرصة لإصلاح ما أفسده ولكى لا يسن سنة سيئة بأن كل شعب يغضب من حاكمه يتظاهر ويجبره على الرحيل ، وقبل أن يقتلوه دعا الله قائلا"اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا" وقد لبى الله –سبحانه-طلبه فقد قتل معظمهم فى حرب صفين .
أما فى عصرنا فقد سن الرئيس التونسى المخلوع زين الدين بن على سنة سيئة برحيله عن منصبه استجابة لثورة شعبه عليه رغم أن الرياسة ثبتت له بطريق قانونى وعلى إثر رحيله تطاولت ألسنة وأعمال المتطاولين من شعبنا واستغلت الأيدى الخارجية ذلك لتهييج شعبنا واستثاراته بسهولة ضد حكومتنا فما أسهل استثارة الشعب القابل للاستهواء نتيجة جهل معظمه وتفرقه واندماجه فى المصائب التى تنتابه و دفعته هذه الأيدى لإثارة الفساد فى بلادنا واستغل الإعلام الخاص هذه الثورة استغلالا تجاريا وسط ترحيب من مشاهديه السذج الذين لا يعلمون أن الدنيا مصالح وأنه حينما يفعل إعلامى من هؤلاء شيئا فإنه يفعله من أجل مصالحه التجارية دون اهتمام بمصالح بلاده أو وطنه العربى.
لم يعجبنى الرئيس مبارك حينما طالب الحكومة بالاستقالة فليس هذا الحل الحقيقى لمشكلاتنا ، ليس تبديل الأشخاص الحاكمين هو الحل الفعلى وإنما الحل الحقيقى فى المتابعة والرقابة الحقيقية الصارمة على القرارات الصحيحة الصادرة؛فإن حكومتنا التى استقالت حاليا طالما أصدرت قرارات صحيحة جادة مصلحة لكنها لم تنفذ بسبب عدم المتابعة والرقابة الصارمة على تنفيذها فكما يقول البابا شنوده الثالث:"قرارات حكيمة قد تصدر ولا تؤدى إلى أية نتيجة وذلك بسبب عدم المتابعة" وإنى ألمس هذا بوضوح شديد نظرا لأنى بلا فخر مواطن مصرى أصيل إيجابى يجعل مصلحة وطنه وشعبه مقدمة على مصلحته الخاصة –والله أعلم بذلك- فلأنى ساع للإصلاح وداع إليه فإنى لا أرى أى خطأ أو فساد إلا وأبذل كل ما أستطيع من جهد لإصلاحه وكثيرا ما تنتهى استطاعتى بتحرير محضر أوتقديم شكوى لرياسة الجهة المختصة ولكنى أرى العجب فى ردود مكاتب الرؤساء على شكاواى ؛فمثلا ذات مرة أرسلت شكوى إلى إدارة الشكاوى بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أشكو فيها من أن الأرقام المختصرة البادئة ب19و16لا تعمل على الهواتف الأرضية الموجودة بمدينتى وقد كان بوسع مكتب إدارة الشكاوى بعد أن تفهم المشكلة من شكواى أن يصدر أمرا لسنترال مدينتى بتشغيل الأرقام المختصرة على هواتف مدينتى وأن يجازى المتسبب فى منعها بكل سهولة لكن هيهات فقد أصدر مكتب الشكاوى أمرا لسنترال مدينتى بقبول طلب المواطن فلان مقدم الشكوى واتصل بى مدير سنترال مدينتى وأخبرنى بأنه قد تم تشغيل الأرقام المختصرة ولكنه للأسف قد قام بتشغيل بعضها والبعض الآخر ما زال لا يعمل!
وذات مرة قدمت شكوى لرئيس هيئة البريد أشكو فيها من عدم وجود لائحة أسعار لطرود المطبوعات المسجلة المرسلة للخارج ضمن قوائم الأسعار الجديدة الأمر الذى يسبب عدم استطاعتنا إرسال هذا النوع من الطرود وبدلا من أن يستجيب رئيس الهيئة للشكوى ويصدر لائحة الأسعار المطلوبة أصدر أمرا لمكتب بريد مدينتى بتلبية طلبات المواطن فلان مرسل الشكوى رغم أن شكواى كانت واضحة وحلها بيد رئيس الهيئة لا بيد موظفى مكتب بريد مدينتى!
إنى لا أعلم ما هذا الذى يحدث ؟ هل هو جهل ؟ أم تجاهل؟ أم إهمال ؟ أم عدم فهم ؟ أم تقصير ؟ أم تناقل للمهام والمسئوليات للتخلص منها؟ أم تظاهر بالطاعة ؟
أكرر ثانيا أن طلبنا من الوزارة الجديدة هو متابعة تنفيذ القرارات الصحيحة الصادرة والرقابة الصارمة على تنفيذها.
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ

3 شباط 2011


بعد تملكه قلوب الشباب المصرى والعربى .
خالد الصفتى : سافرت إلى قطر لأستريح من الفساد
مهندس ديكور يجيد الكاريكاتير والكتابة الساخرة بدأ منذ عام 1988م فى تأليف سلسلة كتب " فلاش " التى تضم الثقافة المركزة والمعلومة السريعة ولعبة الذكاء والفكاهة ومثلت هذه السلسلة فى صور كتيب جيب مثل جرعة ثقافية فكاهية منشطة ومسلية وأصبح رفيق الشباب يقرءونه فى الأماكن العامة والخاصة ويجسد لهم العلم فى صورة ضاحكة ويكون بمثابة منظار وردى لضعاف الأمل وومضة تفاؤل فى بحر المصاعب واستراحة فى بيداء المتاعب وهمسة ناعمة وسط ضجيج الحياة كما وصفه مؤلفه وبعد النجاح الساحق الذى حققته تلك السلسة التى تصدر ضمن سلاسل روايات مصرية للجيب أصدر المؤلف سلاسل " سماش " و"بانوراما " و" سوبر فلاش " و"مغامرات فلاش " و"مطبوعات فلاش" ، وكلها حققت نجاحاً كبيراً وفجأة وجدنا إنتاج الأعداد الجديدة من هذه الكتب يسير ببطء شديد جداً ووجدنا المؤلف قد سافر للعمل بدولة قطر ، ترى ما السبب فى ذلك ؟! .
التقينا بالمهندس خالد الصفتى وكان لنا معه هذا الحوار :-
-البطاقة الشخصية :-*خالد السيد محمود الصفتى – حاصل على بكالوريوس فنون جميلة قسم ديكور –محل الميلاد: محافظة كفر الشيخ ( لظروف عمل والدى كمهندس زراعى ) .
-متى اكتشفت موهبتك فى الرسم وإبداع الكتابات الساخرة ؟
*منذ أن أمسكت القلم فى المرحلة الابتدائية .
-هل تعمل كمهندس ديكور ؟ أم أن عملك الأساسى هو تأليف هذه الكتب ؟
*لا . لا أعمل كمهندس ديكور ، وكل أعمالى تتعلق بالكتابة والتأليف .
-كيف أصدرت العدد الأول من سلسلة " فلاش " ؟
فى عام 1988م ساعدنى"أ/حمدى مصطفى"مدير المؤسسة العربية الحديثة فى نشر أول أعداد الكتاب.
-لمَ لم تفكر فى العمل كرسام كاريكاتير فى الصحف والمجلات ؟
*فكرت لكنى صدمت بالفساد فى الجهات التى تعاملت معها ولأنى لم أكُ أحمل صلة قرابة بأى من مسئوليها ولم أكُ ممن يجيدون النفاق ولا ممن يلجأون لأساليب ( ...) فى التقرب من رؤسائهم كانت نتيجة استحالة التعامل مع هذه الجهات هى النتيجة الطبيعية لمبادرتى .
-هل النكات والفوازير والمسائل الحسابية والألعاب العلمية وأمثلة خداع البصر من إبداعك أم تأتى بها من مصادر معينة ؟
*البعض من إبداعى والبعض الآخر آتى به من موسوعات ومراجع بعد إعادة الصياغة وإضفاء روح الكتاب ، ومن الممكن أن تكون فكاهة صغيرة فكرة لمغامرة طويلة بعد تطويعها وبناء أحداث درامية عليها ، وهناك فكاهات أقوم بتأليفها بنفسى خاصة تلك التى تتعلق بأكثر ما نشتهر به الفساد ، وأحاول زيادة كمية الألعاب العلمية ؛ لأنى أهوى الجانب العلمى الذى نفتقده فى بلادنا العربية المهتمة بالفناء .
-كتبك تضم روايات من تأليفك فلم تفكر فى إصدار كتاب خاص يضم رواياتك ؟
*فكرت وأتمنى أن أنفذ هذه الفكرة قريباً مع تطعيم الكتاب بقصص أخرى جيدة .
-توجد بكتبك ألعاب ورقية رائعة من إبداعك مثل لعبة العزال وكوبرى المفاجآت وهما تماثلان لعبة بنك الحظ فلم تطبعهما منفردين كألعاب ورقية ؟
*لأنى أهتم بالكتاب فقط ولا أريد الدخول فى مجالات أخرى .
-لماذا اخترت اسمى " فلاش " و"سماش" ؟ وإلى أية فئة عمرية توجه كتبك ؟
*كانت البداية مع " فلاش " أى الومضة الخاطفة ثم اشتققت أسماء السلاسل الأخرى من هذا الاسم عدا سلسلة " سماش " التى يعنى اسمها " الضربة الساحقة " ، وأوجه كل السلاسل لكل شخص يستطيع القراءة والفهم بغض النظر عن عمره .
-يوجد بكتبك ركن خاص للمرأة يضم مهارات ووصفات أطعمة من أين تأتى بهذه المهارات ؟
*بطبيعتى أعشق الطعام اللذيذ وكثيراً ما أدخل المطبخ وأتفنن فى بعض الأصناف وأعتقد أنها طيبة بشهادة من يأكلونها فليس صعباً أن أبتكر أو أطور بعض الأصناف التى أقدمها فى باب "البنات شربات " .
-هل يدل وجود الاختبارات النفسية بكتبك على دراستك علم النفس وتعمقك فيه ؟
*أحب أن اقرأ فى علم النفس وإبداع الاختبارات يأتى بعد القراءة فى كل موضوع من الموضوعات التى تتعلق به .
-وجود باب " مواهب وهوايات " بسلسلة " فلاش " يدل على مهاراتك الحرفية القوية ؛ فكيف اكتسبت هذه المهارات ؟
*إنى أحب القراءة فى كل المجالات ، والهواية من الأشياء التى تميز الإنسان عن الحيوان وأيضاً من الأدلة التى تشير إلى رقى صاحبها وتحضره ، وفى الغالب المجتمعات المتخلفة تقل فيها هوايات الناس بشكل ملحوظ وينحصر اهتمام سكانها بالطعام والجنس والملبس ، وبالمناسبة إن لى كتاباً بعنوان " مواهب وهوايات " أصدرته الدار الثقافية للنشر بالقاهرة .
-فى باب حلمى حلمك على أى أساس تفسر الأحلام ؟
*باب حلمى حلمك يفسر رؤية الأشياء ودلالتها وآتى بذلك من مراجع خاصة .
-لماذا تحسب مسابقات الرسوم ضمن التقييم العام لاختبارات كتبك وأنت تعلم أنه ليس كل القراء يملكون موهبة الرسم ؟
*لأن الموهبة تدخل ضمن شخصية الإنسان وإنسان بلا موهبة وبلا هواية ليس إنساناً ذا قيمة بالمجتمع ولا يمكن أن يكتمل مستوى ذكائه .
-فيم تختلف الأعداد الخاصة من كتبك عن العادية ؟
*الأعداد الخاصة يكون لها طابع خاص يميزها عن التبويب المعتاد لبقية الأعداد وقد تكون مخصصة لمجال بعينه يتناوله العدد باستفاضة .
-لماذا اختفت الأبواب التالية عن سلسة " سماش " : " دروس المفتش فكرى – الموسوعة الهامشية – إعلانات مبوبة – ستاد سماش – افتح قلبك – أنت تسأل وسماش يجيب – مسابقة سماش – موسوعة فلاش المصورة – شى من العلم " ؟
*كل باب يستغرق وقتاً حتى يستنفذ أغراضه ويمضى .
-لماذا سافرت فى الفترة الأخيرة إلى قطر ؟
*لقد كنت أحترق كمدا فى مصر من وطأة الفساد الذى أبغضه بغضى للموت فأرسل الله لى الخلاص فى صورة عقد عمل بدولة قطر وفى البداية شعرت براحة كبيرة لكن مع الوقت بدأت أعانى من مظاهر حادة للفساد أبطالها مصريون والآن أحاول تغيير عملى إلى عمل آخر لا يجد الفاسدون إليه سبيلاً .
-ما أحلامك الآن ؟
*أن أعيش فى مكان يخيم عليه العدل وأن ينتقم الله من المفسدين .
-ما رأيك فى حال الثقافة فى مصر الآن ؟
*كغيره من الأحوال فى الحضيض .
-ما نصائحك للشباب ؟
*أن يتمسكوا بدينهم ؛ فهو ملاذهم الوحيد من الفساد الذى سيشوى لحمهم ويهشم عظامهم .
-اذكر لنا موقفاً طريفاً فى حياتك ؟
*ليس هناك أطرف من هروبى من الفساد بمصر لأفاجأ على بعد الآف الأميال بمصريين يحيطون بى بفساد أشد مما تركته .
-ما شعارك فى الحياة ؟
*العدل ليس مكانه الدنيا .
-هل تفكر فى إصدار سلسلة كتب جديدة؟
*إن شاء الله سيكون هناك الجديد .
للتواصل مع الفنان خالد الصفتى بريده الإلكترونى هو baridflash@yahoo.com
حوار/ محمود عبد القادر
نشر هذا الحوار بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 20 شباط2011

مساوىء التعليم الجامعى فى بلادنا
عندما كنت أدرس بالصف الثانى الثانوى عام 2006م نشرت مقالاً عن مساوىء التعليم فى مدارسنا المصرية فى عمود كامل بصحيفة الأهرام التعليمى ، أما الآن فقد دخلت الجامعة وقضيت عامين أسودين بكلية الطب البيطرى ولم أوفق فيهما وتركتها والتحقت بكلية الحقوق وهأنذا أكتب ما لمسته من مساوىء تعليمنا الجامعى .
لقد ذكرت فى كتابات سابقة أن السبب الرئيسى فى تخلفنا وفى كل مشاكل بلادنا هو جهل وغباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه دون أن يدرى مما أدى إلى فقر معظم شعبنا فأصبحت المشكلة فقرا وغباء وجهلاً والفقر سبب جعل التعليم مجانياً مما أدى إلى فساده وذلك لأن مجانية التعليم جعلت أجور المدرسين ضئيلة والإمكانيات ضئيلة وجعلت الطلاب يفسدون كل شىء فى المدارس ؛ لأنهم لم يدفعوا فيه شيئاً ( وهذا راجع لمشكلة غباء معظم شعبنا الذى يسلط شره على نفسه السابق ذكرها ) .
ولنتحدث عما فعله الغباء والجهل والفقر فى معظم شعبنا ؛ فنظرا لفقر معظم شعبنا لا يستطيع معظم أفراده إلحاق أبنائه بالجامعات الأجنبية أو الجامعات الخاصة مما سبب جعل التعليم الجامعى مجانياً وأدى إلى فساده أيضاً مثل التعليم الأساسى .
أما الغباء فقد جعل كل أب يتمنى أن يصبح ابنه طبيباً أو مهندساً ولا سيما طبيباً ؛ فشعبنا ينظر إلى الطب على أنه رمز للتفوق والمال والاحترام والمكانة المرموقة وهذا يؤدى إلى تدافع الناس كلها على مكان واحد وهذا يتعارض مع فطرتنا التى خلقنا الله عليها لنعمر الأرض ؛ فقد يسر كلا منا لما خلق له ، وقد وصل الغباء والجهل بالناس إلى درجة أن الناس فى مدينتنا بصعيد مصر كانوا لا يعرفون شيئاً نهائياً عن مجالات كثيرة كالسينما والإعلام وإنما يعرفون فقط الطب ويؤمنون به كل الإيمان ولا يشهدون بالتفوق إلا لطالب كلية الطب ، وقد أدت هذه الفكرة الخاطئة إلى رغبة كل الطلاب فى الالتحاق بكلية الطب ليس حبا فى مجال الطب ولكن فى المال والمكانة المرموقة وأدى تدافع الطلاب على هذه الكلية بطريقة التعليم الجامعى المجانى إلى خروج مكتب تنسيق القبول الجامعات عن طوعه وهو معذور فهو لم يجد حلا غير أن يصبح عدد المقبولين بكليات الطب هو عدد أعلى المجاميع الكلية فى الثانوية العامة الذى يماثل عدد الأماكن الخالية بكليات الطب ما أدى إلى تحويل الثانوية العامة من غاية غرضها التعليم إلى وسيلة سيئة جدا للالتحاق بكليات الجامعة وأصبح الناس يعتبرونها مسألة حياة أو موت أو تحديد مصير كما يقولون فكانوا يوهمونى بأنى إذا لم يحالفى التوفيق ولم ألتحق بكلية الطب فلن أجد عملا فى أى مجال آخر وأدى ذلك إلى بدء الطلاب فى الدروس الخصوصية مذ بدء الأجازة الصيفية بالتعاقد مع عدد كبير من المدرسين لا بغرض التعليم إطلاقا وإنما بغرض إحراز الدرجات بأى وسيلة ممكنة أو غير ممكنة أو حتى غير مشروعة لحجز مكان فى كليات القمة وقد خضت تلك التجربة وعرفتها وعرفت أنها خاسرة و فاشلة كل الفشل لا محالة لأنك مهما فعلت ومها اجتهدت ومها حصلت على مجموع كبير فلن تدخل الكلية التى تريدها وإنما التى يعطيها لك مكتب التنسيق فمثلا من يريد الالتحاق بكلية الطب البشرى مثلا مهما أحرز مجموعا كبيرا فإنه سيخضع لمكتب التنسيق وقد يحالفه الحظ أو لا يحالفه ويودى به إلى كلية الصيدلة أو الطب البيطرى أو طب الأسنان أو العلاج الطبيعى حسب حظه وهذا فضلا عما يحدث من أخطاء فى أسئلة امتحانات الثانوية العامة التى غالبا ما تجعل الحظ هو الفيصل ولكن أساس فشل التجربة هو التحاقك بكلية لا تريدها وأنك مهما فعلت فستدخل الكلية التى على هوى مكتب التنسيق لاعلى هواك.
وعن تجربتى الخاصة فقد كنت أتمنى الالتحاق بكلية الطب والتحقت بالقسم العلمى بالثانوية العامة وكنت كمن يدخل حربا ضروسا -لا بديل عن الانتصار فيها -يعد لها كل الإعداد وكان عزمى على أن أحرز مجموع الـ 100% لا يفوق عزمى على أى شئ آخر فى حياتى وكانت المفاجأة أنى فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة نسيت أن أجيب عن سؤال فى مادة الكيمياء قدرة خمس درجات وحصلت على 45 درجة من خمسين درجة فى الكيمياء وكان مجموعى الكلى فى المرحلتين 97% وأودى بى إلى كلية الطب البيطرى وطبعا كان معظم شعبنا بما فيه من الغباء والجهل يكره تلك الكلية ولا يحترمها ويعتبرها بلاء لكنى كنت سعيدا جدا بأن مكتب التنسيق لم يخذلنى وأعطانى كلية طبية وحمدت الله ودخلت الكلية فوجدت أنى الطالب الوحيد بها السعيد بدخوله هذه الكلية وخلال تجربتى بالكلية لمست مساوئ التعليم العالى لدينا وعرفت جيدا لماذا لا تنجب مصر علماء فى العلوم الطبيعية بينما تنجب عظماء فى العلوم الإجتماعية وذلك لأن من أراد تعلم العلوم الإجتماعية فالكتب موجودة أمامه وبإمكانه تحقيق ما يريد دون الاستعانة بأحد أما من يريد تعلم العلوم الطبيعية فى جامعاتنا فإنه يضرب بالأحذية على رأسه من قبل الأساتذة الذين ضربوا قبل ذلك من قبل أساتذتهم وعموما سأشرح تجربتى وأستنبط مع كل حادث فيها عيبا فى تعليمنا الجامعى .
كانت الكيمياء أول مادة درسناها فى أول يوم لنا بالكلية وفى المعمل كان معيد كلية العلوم يسبنا ويعيرنا بأننا طلاب الطب البيطرى وبأننا نتعامل مع الحيوانات- وأقسم بالله أنى لو كنت مسئولا آنذاك لفصلته فصلا نهائيا فى تلك اللحظة- وجعل المعيد يسرد طلاسم وتجارب ولم نفهم منها شيئا وأمرنا بكتابتها وانتهى الدرس العملى وقد أمرنا المعيد بحفظ هذه التجارب وكانت أشبه بالطلاسم وحفظها يعد حفظ فهرس أى شئ لا يحفظ مما جعلنا نتعقد ونظن الكيمياء أصعب مادة ثم أخبرنا طلاب الفرقة الثانية بأن التجارب تكون مجمعة فى جدول موجود بالكافيتريا وعلينا شراؤه من هناك لأنه لا يسمح بدخول الامتحان دون حمل هذا الجدول وهو ليس للحفظ ولكن للامتحان وهنا يظهر أول خطأ وهو عدم وجود كتاب عملى مقنن صادر من الكلية به شرح مفصل لا يترك صغيرة ولا كبيرة تدع الفرصة لمعيد أن يكذب علينا أو يضلنا أو يتهاون فى شرح شىء لكن الكتاب العملى الصادر من الكلية كان أشبه بالدفتر الفارغ الذى يجب ملؤه بكلام المعيدين ومثلا فى مادة الهستولوجى كان المعيد يرسم الرسوم على السبورة بصورة خاطئة وبالتالى ينقلها الطلاب بصورة أكثر خطأ وهذا لعدم وجود تقنين للكتاب العملى وطبعا كان هذا العيب هو أجل العيوب فى كل المواد الدراسية وفى مادة التشريح مثلا تجد ألاطلس المجسم المطبوع يباع فى المكتبات ولا يصدر عن الكلية ولا أحد يرشدك إلى شرائه أما عن الكتب النظرية فتجد الكتاب مكتوبا عليه إعداد قسم الهستولوجى مثلا وهذا معناه أن الكتاب مكتوب من عشرات السنين دون تطوير وسيدرس كل موضوع فى الكتاب أستاذ معين وهذا معناه أن كل موضوع فى الكتاب ليس مكتوبا عل هوى الأستاذ الذى سيشرحه فتجد كل أستاذ عندما يدرس الجزء المطلوب منه يشرح أشياء غير موجودة فى الكتاب تماما ويكون الطلاب مطالبين بكتابة كل كلمة يشرحها وراءه وهذا يستحيل عمليا وكفانا كلام شعارات وكفانا خداع أنفسنا لأن هناك أشياء لا يمكن كتابتها وراء الأستاذ بصورة صحيحة مثل المعادلات والرموز الكيميائية والمصطلحات الهجائية وهذه المشكلة تتمثل فى عدم وجود كتاب مقنن للمنهج وهذا يعد جل المساوىء وأساس الفساد ؛ لأن الكتاب هو أساس العلم ؛ ومصدره الموثوق ، فكيف نعلم أبناءنا بلا كتب ، وترتيبا على ذلك تجد أن الأستاذ الذى يضع الامتحان غير الأساتذة الذين درسوا و من يضع الامتحان التحريرى غير الممتحن شفهيا ، وهذا الاختلاف وعدم التقنين وسوء التنظيم يؤدى إلى جعل الممتحن تحريرياً يأتى بأسئلة عن أشياء لم تدرس أصلاً وهو معذور لأنه لم يدر ماذا درس ولا يوجد كتاب مقنن يوضح ما درس، وكذلك يفعل الممتحن شفهياً أيضاً .
وطبيعى أن تجد شرحاً سطحياً أو عدم شرح ومحاولات تعقيدية آتية من الأساتذة والمعيدين ؛ لأنهم قد عانوا هذه المساوىء وهم طلاب وضربوا بالأحذية على رءوسهم من قبل الأساتذة لذا فهم يروون غليلهم برد الإساءة على حساب الطلاب بالأخذ بقول الشاعر : " إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر " .
وتأتى امتحانات أعمال السنة فى توقيت سيىء جداً فمثلاً تكون امتحانات نصف العام فى منتصف شهر يناير والمناهج الدراسية لا تنتهى إلا بانتهاء شهر ديسمبر وتكون امتحانات أعمال السنة فى النصف الثانى من شهر ديسمبر والامتحانات العملية تمتد من أواخر شهر ديسمبر وتنتهى قبل الامتحانات النظرية بأسبوع على الأكثر ، وفى هذه الحالة فإن الطالب خلال شهر ديسمبر يحتار هل يذاكر ما درسه اليوم من مناهج أم يذاكر المادة التى سيمتحن فيها امتحان أعمال السنة غداً أم يراجع المادة النظرية استعداداً لامتحانات نصف العام أم يراجع المادة العملية استعداد للامتحانات العملية بعد أسبوع وجدير بالذكر أن نمط أسئلة امتحانات نصف العام يختلف كلياً عن نمط أسئلة امتحانات أعمال السنة فلا يصح أن يظن أحد أن الطالب عندما يذاكر استعداداً لامتحان أعمال السنة سيفيده استذكاره لامتحان نصف العام وهذا لأن وضع أسئلة امتحان نصف العام يختلف كلياً عن وضع وطريقة أسئلة امتحان أعمال السنة أى أن المذاكرة استعداداً لهذا الامتحان تكون بطريقة وبكيفية مختلفة كلياً عن طريقة المذاكرة لذلك الامتحان .
وفى الامتحان العملى كان لابد أن نتجمع فى الساعة العاشرة صباحاً ويتم حبسنا داخل المعامل ويكون الدخول للامتحان بالترتيب الأبجدى ونظراً لأن اسمى " محمود " يبدأ بحرف الميم ذى الترتيب الأبجدى المتأخر فكنت أدخل الامتحان فى الساعة السادسة مساءً بعدما أظل محبوساً داخل المعمل ثمانى ساعات كاملة ، أما الامتحان الشفهى فكان موعده فى الساعة الثانية عشرة ظهراً وكان علينا أن نقف أمام مكتب الأستاذ الممتحن – حيث لا يوجد مكان للجلوس- أوقات طويلة لأنه كان يتأخر عن موعده وإلى أن يأتى دورى فى الترتيب الأبجدى .
أما عن الأنشطة التى كانت موجودة بالكلية فطبيعى ألا توجد أنشطة عملية إطلاقاً وإنما كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة ، وعن النشاط الثقافى فكان الطلاب يجمعون مقالات تافهة جداً من الشبكة العالمية- الإنترنت- ويطبعونها فى مجلات بالكلية ولا أحد يستفيد شيئاً من هؤلاء الطلاب الذين كتبوا هذه المجلات ، ولكن الحق أحق أن يتبع فإنى لا ألوم الكلية على فساد الأنشطة بها لأن كل شىء له وقته ومكانه والتخصص أهم شىء ولا أحد يتعلم السباحة بالمدرسة رغم وجود نشاط رياضى بها ؛ لأن التخصص أساس النجاح والقوة .
المساوىء التى ذكرتها لا يشعر بها أحد سوى من جربها لا من قرأها أو سمعها لأن يده فى الماء وشتان بين طعم الثلج وطعم النار ؛ فإن هذه الأسباب تشكل فساداً لا يوصف ويجعل هذا الفساد والفوضى نجاح الطلاب أمراً إن لم يكن مستحيلاً فسيكون مبنياً على الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فإن نصرك اليوم لن ينصرك غداً وإن نصرك اليوم وغداً لن ينصرك بعد غد لذا تجد من ينجح بالحظ فى العام الأول يرسب فى العام الثانى ومن ينجح فى العامين الأول والثانى يرسب فى العام الثالث وهكذا وقليل جداً من يرحمه الله ويكرمه بحسن الحظ وينجح فى الأعوام الخمسة ويخرج وهو لم يتعلم شيئاً مفيداً وإنما حصل على شهادة مظهرية فقط ، وبعد كل هذا هل ما زلت عزيزى القارىء تتساءل لماذا لا تنتج بلادنا علماء ؟! .
بعدما شربت الكأس المرة فى تلك الكلية كنت أتساءل هل هذا جزائى على اجتهادى وتفوقى الدراسى طوال عمرى وحصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة ، وقد كنت طوال عمرى طيباً ولم أؤذ أحداً ؟! هل يجور على الزمن لهذا الحد وأتجرع كأس الرسوب المرة وأتعرض للقهر فى منزلى والكل يصفنى بالفشل والرسوب ويجعل الحظ السيىء شخصاً لا يساوى مليماً يسخر منى ويصفنى بالفشل بعدما كنت طوال عمرى رمزاً للتفوق والاجتهاد وكنت كالعلم الذى يحييه طلاب ومدرسو المدرسة كل صباح ؟ !
من أسوأ الأشياء فى الدنيا أن تجد جزاء إحسانك عقابا.
إن من كانت ينجح بتلك الكلية كان يتسم بالصبر لأبعد حد فكان يصبر على مساوىء الكلية صبراً جميلاً ويحاول أن يعمل قدر استطاعته ويصبر ويتحمل فشله وإخفاقه المتكرر الذى يشعره بأنه يتعب ويعمل دون جدوى ؛ إلا إن هذا الطالب فى النهاية لو نجح فسيكون قد نجح بالحظ أيضاً ؛ لأن مساوىء الكلية السابق ذكرها لا تعطى أحداً فرصة للاجتهاد والنجاح بالحظ يجعل حالتك النفسية سيئة لأنك تقضى كل عام وأنت على كف جنى لا تعلم هل تسير فى الاتجاه الصحيح أم لا وتشعر بأنك قليل الحيلة لا تستطيع فعل شىء ، ولكن الغالبية العظمى من طلاب الكلية يتعرضون للرسوب المتكرر وبالتالى يتعرضون للقهر فى منازلهم ولا مجال لأن يصدقك أهلك عندما تشرح لهم هذه المساوئ -مثلما أنا واثق كل الثقة فى أنك عزيزى القارئ عندما تقرأ مقالى هذا لن تصدقه وإنك لمعذور لأنه كلام لا يصدق ولا يشعر به إلا من جربه ولسع بناره - وإذا أردت ترك الكلية والتحويل لكلية أخرى فلن يوافق أهلك لأنهم ينظرون للكلية على أنها كلية طبية لها مجالات عمل لا حصر لها وسيذكرون لك أن لك زملاء قد نجحوا فى تلك الكلية وآخرين تفوقوا وإذا حاولت أن تفهمهم مساوىء الكلية لن يقتنعوا مطلقاً، وسيذكرون لك أيضاًَ أن الآلاف من طلاب القسم العلمى الذين لم يحالفهم الحظ بالالتحاق بكلية طبية يتمنون الالتحاق بكليتك ، وأنك لو تركت مجال الطب لن تجد عملاً فى مكان آخر ويشعرونك بأن الطب هو المجال الوحيد الذى يضم فرص عمل وسيطلبون منك البقاء فى الكلية لكى تصبح طبيباً حتى ولو رسبت فيها عشر سنوات وهذا طبعاً يتعارض مع نظرية أنك لابد أن تكون قوياً فى مجالك وإلا فستعذب حتى موتك ، ويتعارض أيضاً مع نظرية أن طرق الخير أكثر من أن تحصيها فكيف يقولون لك أن الطب هو المجال الوحيد الذى به فرص عمل .
لذا يكون من التحق بتلك الكلية قد حكم عليه بالتعذيب وحرق الأعصاب وغليان الدماء وتدمير حالته النفسية مدى الحياة لا محالة ؛ فإنه لا يستطيع الاجتهاد ولا الصمود ولا التحويل لكلية أخرى .
بعد كل ما ذكرته كان طبيعياً أن أرسب فى العام التالى لى بالكلية وأتركها بعدما كانت تمثل فى نظرى شخصاً يمسك سوطا ويضربنى به طيلة عامين .
طبيعى أن تظن عزيزى القارىء أن كلامى هذا ناتج عن فشلى بالكلية وأن تردد القول القائل " عندما ينهار البناء تنتشر الجرذان" ، لكنى أقسم لك أن هذه هى الحقيقة وأن أوائل الكلية يعترفون بهذه المساوىء واسمع ما يقوله عظماء علمائنا المصريين عن تعليمنا العالى :-
-المهندس المصرى حاتم سعيد صاحب مشروع " ابنى بيتك " الذى أشاد به الوزير يقول " رسبت سنتين بكلية الهندسة ولو تركت نفسى للكلية لأصبحت فاشلاً " .
-ويقول "أ.د.عصام حجى" العالم المصرى الذى يعمل بوكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " وكان قد حصل على ثلاث إنذارات بالفصل من جامعة القاهرة مسبقاً : الوضع فى الجامعات المصرية يشبه أعمى يقود سيارة دون فرامل وأمامه حائط وتكون النتيجة قتل البحث العلمى ونزيف العقول المصرية .
وجدير بالذكر أنه لا توجد حتى الآن كلية واحدة مصرية معتمدة عالمياً .
من الآباء العقلاء الذين يملكون المال من يجعل ابنه يمر بمرحلة الثانوية العامة كمرحلة عادية جداً بالخروج من سباق الثانوية العامة بكل ما يحويه من خسائر ويجعل ابنه يلتحق بإحدى الجامعات الأجنبية أو الخاصة فى التخصص الذى يريده ، ومنهم من يرى أن السلطة أعظم شىء فى بلادنا فيحاول إلحاق ابنه بكلية الشرطة فإن التحق كان بها وإن لم يحالفه التوفيق فله الخيار الأول ، وقد رأيت استحساناً كبيراً من فئة هؤلاء الآباء والأبناء للأكاديمية العربية البحرية للعلوم والتكنولوجيا .
بعد ما ذكرته عن ذلك المكان السيئ أرى أن الإنسان إذا رأى مكانا سيئا كذلك لا يستطيع فعل شىء إيجابى فيه ويبقى مشلولا فعليه أن يرحل منه دون جدال وقد يحتج البعض بأن الله سبحانه سيجازيهم على صبرهم على الفساد فى ذلك المكان ولكنى أرد عليهم بأنهم لم يستطيعوا فعل شىء إيجابى -كالاستذكار مثلا – يحتجون به أمام الله ويبقون مشلولين وتحت رحمة الحظ والحظ أنذل ما فى الوجود فلا أمان له فإن نصرك اليوم لن ينصرك غدا وإن نصرك اليوم وغدا فلن تأمن مكره بعد ذلك وأدلل على ذلك بدليل عملى ؛ فقد كان لى زميل بتلك الكلية رسب فى العام الأول وأعاده ثم صعد للعام الثانى ورسب فيه وكان قد عرف مساوئ المكان جيدا ونصحته بتركه لكنه أصر على البقاء وأعاد العام الثانى ورسب ثانية وحينها فصل من الكلية بعد ضياع أربع سنوات من عمره كما أنه فى هذا العام 2010م الذى فصل فيه ألغى نظام الانتساب بالكليات الحكومية المصرية وبالتالى لا يحق له الانتساب لإحدى الكليات كما لا يحق له الالتحاق بالجامعة المفتوحة إلا بعد مرور خمسة أعوام من حصوله على الثانوية العامة لأنه قد حصل عليها أيام اللائحة القديمة عام 2006م وبذلك يكون استمراره بعناد فى ذلك المكان قد أضاع خمسة أعوام كاملة من عمره هباء.
كما أدلل على ذلك بدليل من التاريخ ؛ فحين كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يعمل قاضيا وبنى الوزير معين الدين غرفة فوق أحد المساجد ليجلس فيها مع أصدقائه اشتكى الشيخ ذلك الأمر للسلطان فلم يرد عليه فاستقال الشيخ من القضاء وقال :"إنى لا أتولى القضاء لسلطان لا يعدل فى القضية ولا يحكم بالسوية .

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخيناير2010م

حظ أسعد يا مصر
تعطلت جميع مصالح وأعمال مصر ساعتين كاملتين لم ينشغل أى مصرى فيهما سوى بمتابعة مباراة منتخب مصر لكرة القدم مع منتخب الجزائر الفاصلة فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010م وهزم المنتخب المصرى وعادت الجماهير المصرية بحسرتها.
موقف يذكرنى بمباراة منتخب مصر مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية فى كأس القارات الماضية ، ويذكرنى أيضا بمباراته مع منتخب كوت ديفوار الأخيرة فى تصفيات كأس العالم 2006م ؛ فقد كنا نتمنى الفوز على كوت ديفوار فى كوت ديفوار وكنا نعلم أنه أمر صعب ولكن وسائل الإعلام فى بلدنا آنذاك فعلت مثلما فعلت الآن ؛ حيث أشعرتنا أننا قد تأهلنا إلى كأس العالم وعلينا الاستعداد لاحتفال أسطورى.
ولأن ما يحدث لمنتخب مصر قد حدث معى شخصيا مئات المرات فى حياتى الشخصية ؛فإنى أعلم جيدا أنه لا شىء فى الدنيا أصعب من أن يفارق الحظ السيىء صاحبه وأن صاحبه عندما يكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه يتدخل سوء الحظ لينهى الأمور ويفسد عليه فرحته، وقد حدث ذلك معى كثيرا ؛ فقد كنت متفوقا فى دراستى ودائما كنت أحصل على الدرجات النهائية فى كل الاختبارات ولكن عندما كانت تأتى امتحانات نهاية العام الحاسمة كنت لا أوفق لأحد أسباب عدة إما التصحيح أو نسيان سؤال أو أى أسباب أخرى كانت تمنعنى من إحراز الدرجات النهائية إلا إننى كنت أحرز التفوق ولكن عندما جاءت الثانوية العامة الفاصلة التى تعد تحديد مصير وأهم شىء فى تاريخ الإنسان التعليمى – هذا طبعا عند الشعوب المتخلفة فقط - تدخل سوء الحظ ليمنعنى من تحقيق هدفى المنشود وهو أن أصبح طبيبا وقذفنى الحظ فى أسوأ الأماكن على وجه البسيطة فى كلية الطب البيطرى وليست أسوأ الأماكن لأنها طب بيطرى بل لنظامها السييء الذى لا يستحق لقب نظام وقضيت بها أسوأ عامين فى حياتى ولم أوفق خلالهما وتركتها الأمر الذى جعل أهلى يعاملوننى على أننى فشيل لأنهم لا يعلمون نظام الكلية السييء بل ينظرون لها نظرة خارجية على أنها كلية طبية وكان هذا جزاء الإنسان الطيب المجتهد الذى قهره سوء الحظ .
وعن هواياتى فقد كنت أفوز فى المسابقات الصحفية والثقافية ذات الجوائز التافهة و كان أمرا طبيعيا عدم فوزى فى المسابقات ذات الجوائز القيمة ، وكان طبيعيا أن ترحب الصحف بنشر مقالاتى فى بريد القراء و أن ترحب أخرى بنشر إنتاجى الصحفى من التحقيقات والحوارات دون مقابل وألا أحصل على مليم واحد من عملى الصحفى .
إلا إننى واثق فى أن الله –سبحانه- لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن اليوم الذى سينتصر فيه ذوو الحظ السييء آت حتما ولكن أين الصبر والمثابرة أى الاستمرار فى العمل الجاد مع الصبر ؟!!
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ18 تشرين الثاني 2009

مكانة لاعبى الكرة
مثلى مثل أى مصرى مهتم بكرة القدم سعد بفوز منتخب بلده على منتخب الجزائر فى مباراتهما فى تصفيات مونديال كأس العالم 2010م لكنى لاحظت أن وسائل الإعلام أعطت اهتماما زائدا عن الحد فى الحديث عن المباراة واستعداد المنتخبين لها كما استغربت كل الاستغراب عندما علمت أن الرئيس المصرى قد حضر تدريب اللاعبين لتشجيعهم وبث الحماس فى نفوسهم قبل المباراة ؛ فالمباراة ليست مباراة نهائية فى بطولة ولا افتتاحية كى تأخذ اهتمام الرئيس لهذه الدرجة وإنما هى مباراة فى التصفيات المؤهلة لبطولة ولا ينبغى أبدا أن تأخذ كل هذا الاهتمام الزائد عن الحد .
إن أبناء وطننا المتفوقين فى أى من المجالات الأخرى العلمية أو الأدبية أو فى الرياضات الأخرى لا ينالون مقابلة الرئيس ولا الوزير ولا أى مسئول كبير وإن حدث ذلك فإنه يحدث بالكاد فى حالة فوزهم بجائزة عالمية على الأقل ونحن نعد هذا أمرا طبيعيا لعلمنا أن المسئولين الكبار ليس لديهم وقت لأى عمل خارج عن عملهم الأساسى ونؤمن بذلك كل الإيمان.
أما لاعبو الكرة فى بلدنا فلهم وضعهم الخاص وحالتهم الاستثنائية ؛فقد حصلوا على ما لم يحصل عليه العلماء ولا الأدباء ولا أى شخص آخر بحصولهم على صلاحيات وتقديرات لم بحصل عليها غيرهم فلم ينالوا فقط مقابلة الرئيس عند فوزهم بالبطولات ولا قبل المباريات النهائية لتشجيعهم بل قبل مباريات التصفيات ...عجبى.
وهذه المكانة العظيمة التى يتمتع بها لاعبو الكرة ناتجة عن حصولهم على قوة حب الناس التى تفوق قوة السلطة و قوة المال ؛فإن الناس يحبونهم ويحبون الكرة حب الجنون وقد لاحظت ذلك بعدما استيقظت من نومى على أصوات صيحات الجماهير المصرية معلنة فوز منخبنا بالمباراة وبعدها تجولت فى شوارع مصرنا المحروسة لأجد احتفالات الناس التى تجعل من يراهم فى لحظات فرحتهم تلك يظن أن كلا منهم قد أصبح مليارديرا .
وإننا نقدر حب الناس للكرة ونحن مع فرحتهم واحتفالاتهم واهتمامهم لكننا ضد اهتمام المسئولين الزائد عن الحد؛ لأن كل شىء له موضعه وقدره و الأمم لا تتقدم بتقدم اللاعبين ولا الفنانين ولا الأدباء و إنما بالعلماء ؛ فاللاعبون والفنانون والأدباء قادرون على إمتاع أمتنا لكنهم لن ينفعوها فى أوقات الحروب والأزمات وكما قال أ.د.مصطفى السباعى :"خذ من أمتنا مائة فنان وأعطنا عالما واحدا".


محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
14 تشرين الثاني 2009

بعد إيقاف توفيق السيد
لن نتقدم أبدا خطوة واحدة للأمام طالما ظللنا نختلق الخلافات بيننا ونبحث عن ذرائع لمعاداة بعضنا البعض ؛فهذا يحول دون تحقيق اتحادنا أبد الدهر ويضع الفرقة أمام أعيننا وقد اختلق اتحاد الكرة مشكلة وفتح ذريعة للعقوبات غير المستحقة عندما أصدر قرارا بوقف الحكم توفيق السيد لمدة عام كامل بسبب زعم الإساءة إلى الاتحاد ولجنة الحكام وهذا لم يحدث مطلقا فما ذكر فى صحيفة الأهرام على لسان هذا الحكم جاء تكذيبه فى عدد الصحيفة التالى أما ما قاله هذا الحكم فى برنامج صفحة الرياضة على قناة النيل للرياضة فكل ما ذكره هو أنه مستاء من أعمال اتحاد الكرة ولجنة الحكام وهذا تعبير عن رأى لا يحوى أية إساءة ولا سب ولا قذف ولو رفع عليه أحد قضية سب وقذف لخسرها بلا محالة لأن هذا الرجل لم يسئ إلى أحد لكنه أبدى رأيه ناقدا وأى قانون هذا الذى يعاقب على النقد؟! ولو كان مسئولو اتحاد الكرة عادلين لعاقبوا أنفسهم بعدما تسببوا فى صدور حكم الاتحاد الدولى لكرة القدم ضدنا بخصوص الشغب الذى حدث فى مباراة مصر والجزائر الماضية فقد أخطأ مسئولو الاتحاد خطأ لا يغفر عندما لم يبلغوا مراقب المباراة بشكوانا قبل مرور أربع وعشرين ساعة من نهاية المباراة بسبب جهلهم بالقانون فلو كانوا عادلين لاستقالوا أو فصلوا أنفسهم لأنه لا يجوز لشخص أن يعمل بمهنة لا يعرف قوانينها !

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ أغسطس2010

نداء لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية
عندما رحل الكاتب الصحفى العظيم أحمد يهاء الدين كانت لدى أحبائه رغبة حقيقية فى تكملة مسيرته الفكرية لذا انعقدت فى يوم الاثنين الموافق 6 نوفمبر عام 1995 ، فى الساعة العاشرة صباحاُ ، بمقر صحيفة الأهرام – شارع الجلاء – القاهرة ، الجمعية التأسيسية لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية وأنشئت الجمعية الرائعة وشرعت فى عطائها الغزير المستمر للثقافة الذى تمثل فى تقديم جائزة أحمد بهاء الدين الثقافية التى تعد أهم وأكبر جائزة ثقافية سنوية فى مصرتقدم منحة قدرها 10000 جنيه للأبحاث والمشروعات الفائزة مع نشر العمل فى كتاب وإنشاء المراكز الثقافية والمكتبات والاشراف عليها•والمساهمة فى نشر تراث الأستاذ / أحمد بهاءالدين وغيره من التراث المصرى والعربى وتقديم المعونة للجهات والأفراد الذين يساهمون أو يتولون مثل هذا النشر وعقد الندوات والمؤتمرات الثقافية والمحاضرات فى شتى المجالات الثقافية والأمسيات الثقافية والفنية• وتوجيه الدعم النقدى والعينى إلى مختلف النشاطات الثقافية فى مصر ، وتشجيع البحث الثقافى والعلمى ، وكذلك تقديم الدعم العينى والنقدى للطلاب فى المدارس والمعاهد والجامعات•و توجيه الرعاية للمتفوقين علميا فى المدارس والجامعات والمعاهد والباحثين عموما ، وذلك من خلال تقديم الجوائز والمنح الدراسية•و اقامة المعارض الفنية وعروض السينما والمسرح والموسيقى•و إقامة وتنشيط الحرف الفنية المتصلة بالثقافة والفنون و إعداد وطبع ونشر سلاسل كتب مختلفة•و إلاشراف على مكتبة أحمد بهاءالدين بقرية الدوير – مركز صدفا – محافظة اسيوط •و تأسيس مركز أحمد بهاءالدين الثقافى باسيوط ومتابعة الاشراف عليها .
وقد سبق لى التشرف بالفوز بالمركز الأول بجائزة أحمد بهاء الدين الثقافية للإعلام لعام 2009م لكن المشكلة أن الجمعية لا تعلن عن مسابقاتها وأنشطتها بشكل جيد فإعلانات مسابقاتها لا تعلق فى مكان محدد ولا تنشر فى صحف ولا تنشر على الإنترنت وموقع الجمعية على الإنترنت www.ahmedbahaaeldin.com لم يحدث مذ عام 2007م وإنى أرى الإعلانات بالصدفة مع موظفى رعاية الشباب بكليتى بجامعة أسيوط ؛ فالجمعية تكتفى بإرسال الإعلانات إلى موظفى رعاية الشباب بكليات الجامعة وهذا ليس كافيا أولا لأن المسابقات ليست موجهة لطلاب الجامعة فقط وثانيا لأن موظفى الكليات لا يهتمون بتعليق الإعلانات

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ30 تشرين الثاني 2009

من أفضل المسابقات الثقافية
تجربة رائعة المسابقة الثقافية التى أطلقها مؤخرا موقع الكتيبات الإسلامية www.ktibat.com ؛ فقد حدد مجموعة من الكتب وأتاح لزوار الموقع تحميلها وحدد أسئلة عن كل كتاب تجب الإجابة عنها للاشتراك بالمسابقة وهذا النوع من أفضل أنواع المسابقات الثقافية ؛ لأنه يحقق نشر الثقافة بأن يلزم كل مشترك بدراسة كتب محددة كما يوفر له تحميلها فيحصل المشترك علما نافعا وهذا خير من المسابقات التى يكون هدفها أن يبحث المشترك عن معلومة بسيطة لن يستفيد الباحث عنها قدر ما يستفيد من يدرس كتبا محددة ويسأل فيها وليت كل المسابقات تصبح مثل هذه التجربة الرائعة .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
31 آب 2010

لابد من الاعتراف بالكتاب الإلكترونى
صرحت دار أمازون للنشر بأن مبيعاتها هذا العام من الكتاب الإلكترونى فاقت مبيعاتها من الكتاب الورقى وهذا معناه أن النشر الإلكترونى أصبح لغة العصر وله مزايا عديدة منها رخص سعر الكتاب وسهولة تخزينه بالنسبة للقارئ وسهولة شرائه من أى مكان فى العالم من الإنترنت ببطاقات الائتمان فهو لا يحتاج إلى توزيع .
لقد أصبح اعتراف دار الكتب المصرية بالكتب الإلكترونية ضرورة لابد من تحقيقها لكنها حتى الآن لا تعتد بالكتاب الإلكترونى فهى لا تعطى رقم إيداع إلا للكتب المنشورة ورقيا فقط وإذا أراد شخص نشر كتابه إلكترونيا عبر دار أمازون أو غيرها من دور النشر الإلكترونية فلن يستطيع استخراج رقم إيداع له بدار الكتب المصرية إلا عند نشره ورقيا ، ولا توجد طريقة أخرى لحفظ حقوق الكتاب سوى إيداعه بدار الكتب ؛ لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه إذا فعدم اعتراف دار الكتب المصرية بالكتاب الإلكترونى يجعل النشر الإلكترونى لايعد نشرا .
عندما يقوم شخص بكتابة بحث أو تأليف كتاب فإنه لا يستطيع حفظ حقوق الملكية الفكرية لكتابه إلا عند نشره فيستخرج له رقم إيداع بدار الكتب المصرية وهذا الرقم لا يستخرج ولا يودع الكتاب بدار الكتب المصرية إلا عند طبعه ونشره ؛حيث يذهب المؤلف أو المعد إلى دار الكتب ومعه ورقة مختومة بخاتم دار النشر أو المطبعة لاستخراج رقم إيداع لكتابه ثم يذهب للمطبعة ومعه رقم الإيداع ليدون على نسخ الكتاب عند طبعه وبعدما يطبع يسلم الكاتب عشر نسخ من الكتاب لدار الكتب المصرية لتودع بها تحت رقم الإيداع المستخرج للكتاب وبذلك يودع الكتاب بدار الكتب المصرية ويكون هذا بمثابة حفظ لحقوق الملكية الفكرية للكتاب كما يعد ترخيصا لبيع الكتاب إذ تمارس عليه الرقابة عقب إيداعه ،لكن هذا النظام المتبع فى مصر لإيداع الكتب تشوبه عيوب كثيرة ؛ فهذه الطريقة تفتح ذريعة لأن يسرق صاحب المطبعة أو دار النشر مادة الكتاب ولا يستطيع المؤلف إثبات حقه فيها لأنه لا يستطيع حفظ حقوق مادة كتابه إلا بعد نشره كما ذكرنا لأن المؤلف إذا ذهب لحفظ مادة الكتاب بوحدة الملكية الفكرية بالشهر العقارى فلن يستطيع سوى حفظ فكرة الكتاب لا نصه.
ومن العيوب أيضا المشكلة الآتية:
أى باحث أو كاتب عندما يكتب كتابا لا ينشره مباشرة لأنه يريد أن يشترك به فى المسابقات وتشترط معظم المسابقات ألا تكون المادة منشورة من قبل وألا يكون الكاتب قد حصل بها على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة وألا تكون المادة قد فازت بجائزة أخرى من قبل ؛لذا لا يقوم الكاتب الحاذق بنشر كتابه إلا بعد فوزه بمسابقة أو حصوله به على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراة ؛ لذا قد يموت المؤلف أو المعد وتكون كتبه غير منشورة لهذا السبب أو لأنه لم يك يملك مالا كافيا لطباعة ونشر كتبه وتضيع على البشرية فرصة الانتفاع بهذه الكتب ، وقد رأيت هذا أمام عينى فقد ألف أستاذى المؤرخ الكبير المهندس أنور الصناديقى العديد من الكتب عن تاريخ مدينتنا العريقة ملوى ولم ينشرها وتوفى –رحمه الله- وكتبه لا تزال غير منشورة وموجودة بمنزله فقط ولم يفكر أحد ورثته بجدية فى طباعتها على حسابه الخاص أو فى عرضها على دور النشر .
حلا لكل المشاكل المذكورة نرجو من دار الكتب أن تتيح إمكانية إيداع الكتب وحفظ حقوقها دون النشر مقابل رسوم ضئيلة أو أن تتاح إمكانية حفظ حقوق الكتب بوحدات الملكية الفكرية بالشهر العقارى مقابل رسوم ضئيلة.
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 15 نوفمبر 2010م

لا يضر السحاب نباح الكلاب
دخلت مجال صاحبة الجلالة عندما كان عمرى عشرة أعوام وحينها لفت نظرى تمتع الصحافة فى بلادنا بحرية زائدة عن الحد بقدر يبيح للجهلاء من الصحفيين العبث بعقول الناس وبث كراهية الحكومة فى نفوس شعبنا بسب حكومتنا بغير وجه حق، واستغلال قابلية شعبنا للاستهواء فى نشر الشائعات وينطبق على هذا الحال المثال القائل :" رزق الهبل على المجانين " ، وقد سألت أحد أساتذتى آنذاك عن سبب ترك الحكومة هؤلاء العابثين دون عقاب أو وقف فأخبرنى أن الكتابة هى أسلوب العاجزين الذين لا يستطيعون الفعل لذلك يكتبون ؛ لأنهم لو استطاعوا أن يفعلوا ما يريدون لما كتبوه وما توانوا عن فعله والحكومة تتركهم بتطبيق مبدأ " لا يضر السحاب نباح الكلاب " .
والوسط الصحفى لدينا للأسف يضم مجموعة سيئة جداً من الصحفيين يطلق عليهم فى لغة الصحافة "البصمجية" وهؤلاء هم من لا يفهمون ما يكتبونه وكل هدفهم جذب القارىء واستغلال قابليتهم للاستهواء بنشر الشائعات والعناوين المثيرة وعلى سبيل المثال ما حدث فى عام 2006م حين احتاجت هيئة النقل العام المصرية لسائقى أتوبيس وتحدث المهندس صلاح فرج رئيس الهيئة ذاكراً أنه قدم تسهيلات واسعة لتعيين السائقين دون جدوى وتساءل ماذا يفعل ؟ هل يستورد سائقين بعد كل هذا ؟ ، فترك الصحفيون البصمجية كل التسهيلات وكتبوا مانشيت بعنوان " صلاح فرج يستورد سائقين " وبعيداً عن البصمجية هناك وسائل إعلام دءوبة فى تغطية كل صغيرة وكبيرة من الأحداث وقد سبب لها دأبها الزائد عن الحد الاهتمام بأشياء لا تستحق الاهتمام وعندما يهتم السحاب بنباح الكلاب يكون خطأ السحاب باهتمامه أكبر من خطأ الكلاب بنباحها ؛ لأن الكلاب عندما تنبح لا تستحق أن يهتم بها أحد ؛ لأنها غالباً تنبح بهدف الظهور الكاذب والشهرة فقط دون هدف آخر مفيد ، ومن أمثلة ذلك ما فعلته إحدى المحاميات المصريات عندما صرحت بأن أجساد الفتيات الإسرائيليات حلال لرجال العرب لأن الإسرائيليين يهتكون أعراض العرب فى فلسطين واهتمت بتصريحها قناة العربية الفضائية و بثت لقاء معها ، وفى حادث آخر عندما قذف الصحفى العراقى منتظر الزيدى الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذائه عام 2008م صرح مدرس مصرى يعمل صحفياً بإحدى الصحف المغمورة بأنه قد عمل فى العراق فترة وتزوج من امرأة عراقية وأنه يعرف منتظر الزيدى منذ زمن بعيد وأنه قد اتصل بشقيق منتظر عقب الحادث مباشرة ليبلغه أنه سيهدى لمنتظر ابنته للزواج كهدية دون مهر وفور هذا التصريح هرعت وسائل الإعلام إلى أسرة هذا الرجل ونشرت عدة تحقيقات صحفية مصورة بمساحات واسعة فى معظم الصحف العربية، وفى نفس العام نشر طالب بكلية الصيدلة كتاباً عن الاستذكار والتفوق الدراسى بعنوان " ثلاثون قانوناً للمذاكرة الفعالة " وذكر فى الكتاب ضمن هذه القوانين أن الطالب إذا عطر كتابه بعطر معين حين يذاكر فيمكنه بعد ذلك تذكر ما بهذا الكتاب عند شم هذه الرائحة ، وفور حدوث ذلك نشر خبر بصحيفة الأهرام المصرية بعنوان " طالب مصرى يكتشف طريقة للمذاكرة بحاسة الشم " وفور نشر الخبر هرعت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لهذا الطالب واحتلت التحقيقات الصحفية المصورة التى أجريت معه مساحات واسعة فى معظم الصحف العربية وبثت معه لقاءات تلفازية فى قنوات عدة .
الاهتمام بالناس الذين لا قيمة لهم يجعلهم ينخدعون ويزعمون بأن لهم قيمة وشأناً عظيماً ومن ثم يتدخل إحساسهم بالنقص ليجعلهم متكبرين أو بمعنى أصح مخدوعين ومغرورين فى أنفسهم ويكون السبب فى ذلك اهتمام الناس بهم غير المستحق وهناك مثل شعبى مصرى يقول : " يا فرعون إيه فرعنك ؟ فيرد : ملقتش حد يلمنى " ، والواجب ألا نعطى شخصاً أكثر من قدره وقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن المدح فى الوجه وأمرنا بالتكبر على المتكبرين .
أجد بعض المكتبات خارج سور الجامعة يقوم أصحابها باختصار لا تلخيص الكتب الجامعية وبيع هذه المختصرات التى لا تشكل أية قيمة لقليلى العقل من الطلاب وكان طبيعياً فى ظل تمتع شعبنا بالقابلية للاستهواء ورغبة حمقى الطلاب فى التعلم غير المفيد أو بمعنى آخر تخطى الامتحانات دون تعلم أن تحقق هذه المكتبات مكاسب باهظة من عملها الخاطىء حتى أصبح صاحب إحدى هذه المكتبات يكلم الطلاب بكل ازدراء وكأنهم يتسولون منه وحمقهم هو الذى أشعره بذلك وينطبق على هذا الموقف المثل القائل : " رزق الهبل على المجانين " .
حينما كنت أدرس بالمرحلة الإعدادية كان أحد المدرسين يقول لنا : " من لن يأخذ عندى درساً خصوصياً سأحرمه من درجات أعمال السنة فذهب كل الطلاب إلى إرضائه بكل الوسائل أما أنا فلم أعطه أى اهتمام حتى أنه قال لى ذات مرة : " سأعطيك درجة منخفضة هذا الشهر " فقلت له : " افعل ما شئت فأنت أدرى " ؛ لأنى كنت أعلم آنذاك أن درجات أعمال السنة فى الفصل الدراسى كله ست درجات وقانونيا لا يستطيع المدرس أن يعطى طالبا أقل من أربع درجات ، إذا فالمعرفة والعلم الصحيح من المصادر الصحيحة الموثوقة يحميانك من تضليل أهواء الناس ويجعلك تسمو فوقهم بعلمك .
الحق هو أن يوضع الشىء فى موضعه ولكل شىء قدره ، وما يزيد عن حده ينقلب لضده .

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010

كتاب منتهى الإصلاحية فى طبعته الأولى
جميل أن تصدر كتب أدلة لمواقع الشبكة العالمية لكن هذه المواقع تتغير من آن لآخر أو يتغير محتواها ونادراً ما يدوم أحدها لذا تفقد هذه الكتب قيمتها بعد فترة قليلة جداًَ من صدورها قد لا تتعدى العام الواحد .
الطريف أن هناك كتاب اسمه " أهم 1000 موقع إنترنت " للكاتبة " غادة محمد سعيد " صدر عن مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة عام 2010م ورغم أن الكتاب طبعة 2010م وهى الطبعة الأولى له إلا أنه ضم مواقع كثيرة تشكل أغلبيته انتهت منذ زمن بعيد يفوق ثلاثة أعوام قبل 2010 ، وسداً لذريعة أن يظن أحد أنى أفترى على الكتاب أو الكاتبة أذكر بعض هذه المواقع على سبيل المثال لا الحصر : مجلة المحامى ومجلة المراسل ومجلة المحرر .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
3 شباط 2011

فكرة الأكاديمية للقنوات الفضائية
يعد فكرة رائعة جدا وجود موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة على الشبكة العالمية ويبث هذا الموقع محاضرات ودروسا فى العلوم الشرعية ويستطيع الدارس دراسة العلوم الشرعية مجانا عبر التسجيل على الموقع ومتابعة الدروس ثم الامتحان عبر الشبكة العالمية فى نهاية كل فصل دراسى ثم الحصول على شهادة الدورة العلمية فى التخصص الذى اختاره الدارس وطبيعى أن هذه الشهادات غير معترف بها لكن الدارس حسبه أنه تعلم علما جيدا منظما خلال مناهج منظمة صحيحة وهناك موقع معهد الفرقان وموقع معهد الوحيين وأحدهما لتحفيظ القرآن الكريم مجانا والآخر لدراسة العلوم الشرعية مجانا لكن الفرق بين الأخير والأكاديمية الإسلامية المفتوحة أن الدارس فى الأكاديمية الإسلامية المفتوحة يختار التخصص الذى يرغب فى دراسته فقط ؛فمثلا يختار اللغة العربية فقط أو الفقه فقط فيستطيع دراسة كل تخصص على حدة أما فى المعهد فالدارس لابد أن يدرس كل المواد الدراسية المقررة دون انفصال فى الوقت الذى يسجل فيه .
وتستطيع القنوات الفضائية تنفيذ هذه الفكرة الرائعة وهذا ما نأمله ونطلبه منها.
وبإمكان القنوات الفضائية أن تطبق هذا المشروع وأن تدعو للتبرع له عن طريق شراء أسهم بشركة القناة الفضائية المساهمة مثلما فعلت قناة الفجر للقرآن الكريم حين طرحت بعض أسهمها للبيع وحققت نجاحا كبيرا بهذا الصدد.
محمود عبد القادر

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
7 نيسان2011

عن كتاب من ذا الذى قدد البيان
قرأت كتاب "من ذا الذى قدد البيان؟!" للأستاذة حياة الياقوت الصادر عن دار ناشرى للنشر الإلكترونى وهو كتاب تصحيح لغوى مكون من ثلاثة فصول هى أخطاء مختارة وأخطاء إملائية وعلامات الترقيم وفى فصلى
أخطاء مختارة وأخطاء إملائية ميزت المعدة كتابها بتدعيم كل خطأ وصوابه بصورة من واقع الحياة تجسد الخطأ اللغوى كصورة إشارة مرور أو إعلان تجارى أو أغلفة الأغذية .
كل كتب التصحيح اللغوى التى نعرفها صححت أخطاء لغوية ليس فقط لشيوعها ولكن لعدم وضوح أسباب الخطأ فيها لذا كان يخطئ فيها المتخصصون ولم ينزل مستوى أحد تلك الكتب إلى مستوى أخطاء العامة الجهلاء باللغة فلم يذكر أحد هذه الكتب أن المفعول به يكون منصوبا لا مجرورا مثلا ، أما هذا الكتاب فقد تناول مجموعة من أخطاء العامة التى لا يخطئ فيها طالب بالمرحلة الابتدائية والجدير بالذكر والمثير للعجب هو أن البلد التى التقطت فيها صور الأخطاء اللغوية الفادحة الواردة فى الكتاب من صور لأغلفة الأغذية و الإعلانات التجارية والإشارات يعانى أهلها من ضعف مستواهم اللغوى تمام الضعف ويعانون أيضا من انعدام الرقابة على المصنفات السابق ذكرها.

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
31 آب 2010

عن كتاب دليل الصحفى
أصدرت مؤسسة أبو محجوب الأردنية للإنتاج الإبداعي بالشراكة مع إحدى المؤسسات الأمريكية " الوكالة الدولية للتنمية الامريكية " USAID كتاب دليل الصحفى
والكتاب يحتوي على شرح العمل الإعلامي بكل مجالاته من صحافة مطبوعة ومذيع وصحفي الكتروني وتلفزيون وإذاعة ومحرر الأخبار وغيره من مجالات الإعلام .
والهدف من وراء هذا الكتيب أن يؤسس لنزعة اعتماد المقاييس والأصول بين المؤسسات الإعلامية والأفراد على حد سواء وأن تزرع روح التنافس الإيجابية التي من شأنها أن تدفع نحو التقدم المستمر لصناعة الإعلام ككل ولكن كنا نتمنى أن يتضمن إجابات عن الأسئلة التالية الموجه لصحفى

3)هل عملك يقتضى أن تذهب يومياً لمقر المجلة أم بإمكانك ممارسته دون الذهاب إلا لتسليم الأعمال فقط ؟
4)تكتبون قصص نجاح بعض الشباب فى المجالات المختلفة،وكثير من هذه المجالات تكون مغمورة فكيف تصلكم أخبار تفوق هؤلاء الأشخاص، كيف تحصلون على عناوينهم لتحاوروهم؟ (مثلاً قصة شاب سافر للخارج وحقق نجاحاً كبيراً وعاد لمصر كيف تعرفتم على أمره؟
5)هل كل من تحاورونهم يطلبون مقابلاً مادياً ؟ وما الفئات التى تطلب ذلك مقابل إجراء حوار معهم ؟ وفى أى حدود يكون هذا المقابل المادى ؟
6)هل كلمة " محرر" تعنى موظفاً له راتب ثابت وله معاش .. إلخ ؟
7)هل يحدث أن مسئولاً ما يحتقر الصحفيين ويعاملهم بقسوة عند محاورته ؟
8)هل بيع النسخ هى الوسيلة الوحيدة لكسب الصحف ؟ أم هناك وسائل أخرى ؟
9)تظهر صحف كثيرة مغمورة وتختفى بعد أسابيع قليلة، لماذا تختفى ؟ وأين يذهب محرروها؟
10)عندما تحاور لاعب كرة من خارج مصر ، كيف تحصل على رقم هاتفه ؟
11)عندما تجرى تحقيقاً صحفياً هل لابد أن يكون معك مصور صحفى يلتقط الصور أم يمكن أن تلتقط أنت الصور بكاميرا المحمول ؟
12)ما هو الأسلوب الذى تتعامل به عندما تحاور المستويات المتدنية كالعمال مثلاً وتجعلهم لا يخافون منك ولا يسخرون منك ويعطونك ما تريد من معلومات ؟
13)فى كثير من التحقيقات الصحفية تأخذون آراء كثير من علماء الاجتماع وأساتذة الجامعات هل تم ذلك بالذهاب إليهم ؟ أم بالهاتف ؟ وإذا كان بالهاتف ، فكيف تحصلون على أرقام الهواتف ؟ وإذا كنتم تقابلونهم فهل تقابلونهم بسهولة أم بصعوبة ؟
14)فى تحقيقات أخرى تأخذون فيها آراء الأطباء هل تقابلونهم أم تحادثونهم هاتفياً فى عياداتهم أم فى المستشفيات ؟
15)محرر الأخبار الرياضية مثلاً ؟ كيف يحصل على الأخبار ؟ وضح .
16)باب " الجامعة اليوم" مثلاً هل يذهب محرروه شهرياً إلى كل الجامعات لأخذ آراء الطلاب؟ أم ماذا يحدث بالضبط ؟
17)كيف يقنع المصور الصحفى الناس بتصويرهم ؟ هل يعطيهم مالاً ؟ أما ماذا يحدث ؟ فمعظمهم يخافون ويرفضون ذلك ؟
18)تستخدمون إحصاءات مثلاً عن المخدرات كيف تحصلون عليها ؟
19)ما رأيك بصراحة فى مهنة الصحافة ؟ وما مزاياها وعيوبها ؟
20)هل تدر الصحافة دخلاً جيداً للصحفيين ؟
21)ما التخصصات الصحفية التى تحتاج لموهبة الكتابة ؟
22)ما سمات الصحفى الناجح ؟
23)ما توجيهاتك لأى صحفى مبتدىء ؟
24)حينما تأخذ آراء المشاهير عن موضوع معين فى تحقيق هل تنتهز الفرصة وتجرى معهم حوارات تؤجل نشرها ؟
25)قرأت بمجلتكم تحقيقاً عن الفاشلين فى الدراسة بالجامعة ، كيف استطاع المحرر آنذاك جمع كل هؤلاء الأشخاص الفاشلين فى مختلف الكليات وتصويرهم ومحاورتهم ؟
26)هل التحقيقات والحوارات أفكارك ؟ أم أنها أوامر رئيس التحرير ؟
27)ما المتاعب التى تواجه الفتيات العاملات بالصحافة ؟
28)هل المؤهل الإعلامى ضرورى فى العمل الإعلامى ؟
29)هناك إعلاميون كثيرون ناجحون لا يحملون مؤهلاً إعلامياً ؛ ترى هل يؤثر ذلك على كفاءتهم ؟ وضح بالتفصيل .
30)هل يوجد خريجو كلية الإعلام يعانون من البطالة ؟ ولماذا ؟
31)أين يستطيع دراسة الصحافة من لم يدرسها بالجامعة ؟
32)ما رأيك فى حال الصحافة فى مصر والوطن العربى حالياً ؟
3334)كيف اكتشفت موهبتك فى الصحافة ؟ وكيف بدأت تمارسها ؟ ومن الذى شجعك على ذلك ؟

37)اذكر لنا موقفاً ظريفاً حدث فى أثناء عملك الصحفى ؟
38)اذكر لنا شيئاً فعلته وندمت عليه بعد ذلك فى عملك الصحفى ؟
39)ما منظار الصحفى للحياة ؟

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ

ضرورة تدريس الثقافة الجنسية بمدارسنا العربية
مع انتشار المواقع الإباحية على الشبكة العالمية وانتشار تصفحها من قبل شبابنا أدت مشاهدتهم الأفلام الإباحية إلى اعتقادهم اعتقادات خاطئة واكتسابهم معلومات خاطئة تماماً عن الجنس وهذا أمر بالغ الخطورة يتطلب ضرورة تدريس الثقافة الجنسية لطلابنا فى المدارس وهم فى سن مبكرة حتى لا ندع فرصة للأيدى العابثة لتبث الدمار فى عقول شبابنا .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010

ضرورة التواصل مع القارىء والمتابع
كلنا يعلم جيداً أن وسائل الإعلام المقروءة تعتمد فى ربحها على التمويل الإعلانى بصورة أكبر من اعتمادها على كثرة المبيعات لكن كثرة المبيعات هو الطريق المؤدى لتدفق سيل التمويل الإعلانى وكذلك الأمر بالنسبة للوسائل المرئية والمسموعة فكثرة متابعيها هو الطريق المؤدى إلى كثرة التمويل الإعلانى .
وفى نظرى أرى أن التواصل مع المتابع فى الوسائل المسموعة والمرئية ومع القارىء فى الوسائل المقروءة هو أهم شىء لتحقيق كثرة المتابعين ومن ثم تحقيق كثرة التمويل الإعلانى ونجاح الوسيلة الإعلامية .
ومن أكثر الوسائل الإعلامية المقروءة التى حققت نجاحاً منقطع النظير بسبب تواصلها مع القارىء مجلة ماجد الإماراتية للأطفال ؛ ففيها باب اسمه " بين ماجد وأصدقائه " يقدم فيه القراء اقتراحاتهم واستفساراتهم وترد عليهم إدارة المجلة ، وركن تعارف لنشر بيانات هواة المراسلة ، وركن للمبادلة ، وركن لحل المشاكل ، ومسابقات ذات جوائز ،وتهتم المجلة باقتراحات القراء وتنفذها قدر المستطاع وإن لم تستطع تنفيذها فإنها ترد على المقترح رداً مقنعاً حتى لا تخسر قارئاً واحداً وإنما يكون عدد قرائها فى زيادة مستمرة الأمر الذى وضعها منذ نشأتها وحتى الآن على عرش مجلات الأطفال العربية ، وكانت مجلة الشباب المصرية متربعة على عرش المجلات العربية الشبابية فى فترة التسعينيات بسبب تواصلها مع القارىء ؛ فكانت تحوى هدايا يطلبها القراء وكان بها أبواب " أبحث عن شريك فى العمل – مستشارك الخاص – أريد أن أعرف " لكن هذه الأبواب توقفت منذ أعوام .
أعجبتنى مجلة باسم السعودية للأطفال حينما نفذت اقتراح القراء بإصدار أسطوانة حاسوب مع كل عدد تضم أعداداً قديمة من المجلة فى صورة كتاب إلكترونى ، وأعجبتنى صحيفة " اضحك للدنيا " المصرية عندما أغلقت عام 2006م ؛ ففى عددها الأخير نشر جميع كتابها ورساموها برائدهم الإكترونية للتواصل مع القراء .
لم أر كاتباً حقق التواصل مع القارىء على أكمل وجه وأدى ذلك إلى نجاحه قدر الكاتب الساخر والرسام المهندس/خالد الصفتى مؤلف سلاسل كتب " فلاش–سماش–سوبر فلاش–مغامرات فلاش–مطبوعات فلاش– بانوراما "؛ فقد كان يخصص باباً للقراء فى كل عدد من هذه السلاسل ولا يهمل رسالة أى قارىء دون أن يرد عليها رداً مقنعاً .
ويعجبنى جداً الكاتب الذى يترك عنوانه وبريده الإلكترونى تحت مقدمة كتابه وكذلك البرامج التلفازية وكتاب الصحف الذين يفعلون ذلك ؛ فهذا يترك للقارىء حق الاستفسار والاقتراح وإبداء رأيه .
هناك وسائل إعلامية يحبها القراء حباً جما لكنهم يستاءون من عدم تواصلها معهم الأمر الذى يسبب لهم مشكلات ، فمثلاً صحيفة "المساء" المصرية صحيفة لها شعبية كبيرة جداً لكن ثمنها تسعون قرشاً مصرياً وهذا يسبب استياء القراء لأنهم يدفعون للبائع جنيهاً أى مائة قرش ولا يحصلون على العشرة قروش الباقية لعدم وجود نقود مفكوكة لدى البائع أو المشترى ، وأيضاً هناك جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافة المصرية التى تقيم أنشطة ومسابقات ثقافية رائعة ذات جوائز أكثر روعة لكن الإعلان عن هذه الأنشطة والمسابقات لا يحدث بشكل جيد تماماً وموقعها على الشبكة العالمية لم يحدث منذ إنشائه ونادراً ما تجد أحداً يعرف هذه الجمعية ويتابع أنشطتها .
كانت هناك وسائل إعلامية رائعة لم تك تحقق التواصل مع المتابع وقد أغلقت والله –سبحانه – أعلم هل أغلقت لهذا السبب أم لغيره ، ومن هذه الوسائل مجلة " شارع الصحافة " المصرية الرائعة التى كانت تصدر شهرياً وكانت تضم أهم ما نشر فى الصحف المصرية خلال شهر ، وقناة السفر العربية Arabian Travel وهناك وسائل إعلامية ينقصها التواصل مع القارى كى تتربع على القمة منها مجلة شباب 20 الإماراتية ومجلة شبابلك السورية .
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010

سلطة اقتراح القوانين
أقرت المادة 109 من دستور جمهورية مصر العربية حق رئيس الجمهورية وكل عضو من أعضاء مجلس الشعب فى التقدم بمشروع قانون (اقتراح قانون)، والاقتراح المقدم من أحد أعضاء مجلس الشعب يحال إلى لجنة الاقتراحات بالمجلس وإذا أقرت صلاحيته فإنه يحال إلى اللجنة المختصة حسب موضوعه ثم يعرض على المجلس لمناقشته والتصويت عليه .أما الاقتراح المقدم من رئيس الجمهورية فإنه يستعين بالأجهزة الحكومية بلجانها الفنية لوضع الصيغة القانونية ثم يحال مباشرة إلى اللجنة المختصة بموضوع الاقتراح بمجلس الشعب ثم يعرض على المجلس لمناقشته والتصويت عليه.
والغريب أن دستورنا حرم رجال القانون من سلطة اقتراح القوانين ، ورجال القانون الممثلون فى القضاة والمحامين وضباط الشرطة هم الأولى والأحق بسلطة اقتراح القوانين لأنهم فى تعامل دائم مع القوانين بحكم عملهم ، وهم الأدرى بما يجب تعديله وما يجب إلغاؤه وما يجب اقتراحه بحكم ثقافتهم القانونية.
وفى رأينا هذه المادة تحتاج تعديلا لتوسع المجال لاقتراح القوانين والتقدم بطلب تعديل هذه المادة من الدستور بيد رئيس الجمهورية ومجلس الشعب وإذا كان من مجلس الشعب وجب أن يكون موقعا من ثلث أعضاء المجلس على الأقل كما وضحت المادة 189من دستورنا المصرى ونأمل أن يقدم هذا الطلب من رئيس الجمهورية أو مجلس الشعب.
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
18 تموز 2010

سلامة علاقة الرجل بالمرأة
دعونى أتحدث عن الشباب لأنى واحد منهم :-
الولد يميل للبنت ؛ لأنها تمثل فى نظره الرقة والجمال والحنان فيسعى لإقامة علاقة صداقة معها ويحاول الدخول إليها من إحدى الثغرات التى تتمثل فى الدراسة مثلاً أو الهوايات كالقراءة والحاسوب مثلاً ؛ فيوهمها بأنه يسخر نفسه لخدمتها وتوفير كل جديد لها فى هذا المجال ، وجدير بالذكر أن من هؤلاء الشباب من يتستر تحت قناع الدين فيتقرب للبنت فى هذا المجال ويسرد لها القصص الدينية ويعطيها المطبوعات الدينية ، ولو كان هذا الشاب صادقاً فيما يفعله لفعله مع إخوانه الشبان أيضاً بنفس الكيفية وما اختص به تلك الفتاة ، وإنما هو يفعل ذلك ليتقرب لها ويتمتع بمحادثتها ومقابلتها والتمتع برقتها ، ومن جانب البنت فإن من البنات الساذجات قليلات التجارب والخبرات من تصدق هذا الشاب الأحمق وتحبه حباً جماً وتقدم له كل ما يريد ومنهن من تعلم جيداً ماذا يريد هذا الشاب فتتعامل معه بحذر وفى حدود وتصده عند الضرورة ومنهن من تعلم جيداً أيضاً ما يريده هذا الشاب لكنها تستغله لصالحها فتخدعه لتحصل منه على ما يقدمه لها من خدمات وطبعاً هو لن يبخل عليها بشىء ليكبر فى عينيها – لا سيما بالمال- ؛ فإن الرجل حين ينساق وراء شهوته ينسى نفسه وينسى كل شىء ويضحى بكل غال ويتعرض لكيد النساء بكل سهولة ؛ فكم من عروش هزت من أجل النساء وكم من رجال فقدوا ثرواتهم الطائلة من أجلهن .
جدير بالذكر أنه يمكن أن تقوم علاقة صادقة بين الرجل والمرأة شريطة أن تكون حواجز وحدود بينهما لا يتخطاها أحدهما ، ويعد المزاح بين الطرفين بداية تخطى هذه الحواجز لأنه بمثابة زوال الوقار والرزانة بينهما ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تمزح مع صديقك لكنك لا تستطيع المزاح مع أستاذك وإلا تكون قد تخطيت حدودك معه .
محمود عبد القادر

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010


رسالة لكتاب أدب الطفل
جرت العادة على أن يبث كتاب أدب الأطفال الخير فقط من خلال كتاباتهم للأطفال وألا تضم ذرة شر آملين بذلك إخراج أبناء صالحين أتقياء ؛ فقد كان هدفهم نبيلاً لكن وسيلتهم كانت خاطئة كل الخطأ فلابد من أن يتعلم كل إنسان الشر بجوار الخير لسببين أولهما معرفة الشر ومن ثم عدم فعله وتوضيح الفارق بين الخير والشر وعاقبة كل منهما ؛"فإنما يعرف الشىء بضده" وثانيهما هو القدرة على فعل الشر عند الضرورة ،و قال تعالى :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم و آخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم" ويقول أحمد شوقى فى هذا الشأن :
" الحرب فى حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء" ومن يتعلم الخير فقط فستكون نتيجة ذلك أن يتعلم الشر خارج المنزل من خلال حياتنه وتعامله مع الناس بعد دفع ثمن ذلك غاليا ؛ " فالتجربة خير معلم لكن تكاليف التعليم باهظة " ، و"لم تدع الأيام جاهلاً إلا أدبته "؛ لذا نرجو من كتاب أدب الطفل مراعاة ذلك الأمر فى كتاباتهم.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010


دعوة لشركات الإنتاج الإعلامى والقنوات الفضائية للتعاون مع أحمد مطر
من مميزات أشعار الشاعر الكبير أحمد مطر السهولة والوضوح الأمر الذى يجعل السامع يفهمها من أول مرة دون حاجة لقراءتها أو سماعها مرة أخرى لذا أتمنى أن تتعاقد معه إحدى شركات الإنتاج الإعلامى لتسجيل أشعاره بصوته وأتمنى أن تتعاقد معه إحدى القنوات الفضائية ليقدم برنامجا خاصا بأشعاره.
محمود عبد القادر

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
27 شباط 2011

*تعقيب " محمود عبد القادر " على فوزه بجائزة ناجى نعمان الأدبية للاستحقاق لعام 2010م .
إننى سعيد جداً بفوزى بالجائزة لأنها تعد انتصاراً لمصر وللعرب وتعد بالنسبة لى بداية مرحلة جديدة فى حياتى ألا وهى مرحلة الخروج للعالمية بالحصول على هذه الجائزة العالمية لأول مرة فى حياتى .
عندما كان يرانى الناس أشترك فى المسابقات العالمية كانوا يحبطونى ويخبرونى بأن لن أفوز لكنى دائماً كنت أؤمن بضرورة المحاولة وطالما انطبقت شروط أية مسابقة علىَّ فسأشترك فوراً ولو خسرت فلن أيأس وسأواصل العمل لأنى مؤمن ومعتد بموهبتى وعملى الجاد .
معظم الناس يلومون الدولة على عدم اكتشاف مواهبها المدفونة ولكنى ألوم الموهوبين لأنهم لابد من أن يقدموا أعمالهم للجهات المعنية ويبحثون عن استثمار لمواهبهم فلن يأتى الرزق إلى منازلهم ؛ فمثلا عندما كنت أشترك فى المسابقات العالمية كنت أنا الذى أبحث عن إعلانات المسابقات فى الصحف والمجلات ومواقع الشبكة العالمية من كل أنحاء العالم وأترجمها إذا لم تكن بالعربية وأشترك فيها ، ومساعدة للموهوبين أسست موقع الملتقى الثقافى www.molth.blogspot.com فى يوليو 2009 لأنشر عليه إعلانات المسابقات والأخبار وفرص العمل الثقافية من كل أنحاء العالم وقد حقق الموقع نجاحاً وإقبالاً كبيراً .
أعتبر أهم عوامل نجاحى ككاتب الواقعية والمصداقية والشفافية فإنى لا أكتب كلمة واحدة إلا وأعرف جيدأ أنها قابلة للتنفيذ وليست كلاماً على ورق لا يمكن تنفيذه وصدقى فى كتاباتى يجعل كلامى يخرج من قلبى فيصل إلى قلوب القراء .
*هناك بعض المشكلات التى تواجه ممارسة هوايتى -الكتابة -أهمها :-
1-خلال ممارسة هوايتى- الكتابة- أحتاج مراجع عدة ولا أجدها وقد طلبت من السيد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة تخصيص ميزانية كل عام لتزويد مكتبة الطفل والشاب بمدينتى ملوى بالكتب المطلوبة من قبل القراء كما أعطيت سيادته قائمة بالكتب التى طلبها القراء لهذا العام ونأمل سرعة التنفيذ .
2-أحتاج أيضاً إلى جهاز حاسب آلى وإنترنت وليس لدى ذلك وليس لدى إمكانيات لشراء جهاز حاسب آلى فأضطر إلى الذهاب لمقاهى الإنترنت الموجودة بمدينتى وهى قليلة جداً ولا يوجد بها خدمات ففيها أجهزة حاسب آلى متهالكة ولا تحوى برنامج منسق النصوص Microsoft word ولا خدمة الطباعة ولا الماسح الضوئى Scanner ولا نسخ الأسطوانات والإنترنت بطىء للغاية ؛ لذا طلبت من السيد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إنشاء نادى تكنولوجيا بمدينتى ملوى يكون به الخدمات السابق ذكرها بأسعار رمزية ونأمل سرعة التنفيذ.
3-إنتاجى الصحفى لا يصلح للنشر إلا فى المجلات الشبابية فقط وأنا أعده لذلك خصيصاً ولدى أفكار رائعة للمجلات الشبابية وقد راسلت مراراً مجلات شبابية عدة منها : الشباب وأخبار الشباب وشباب مودرن وإحنا وكلمتنا وشباب20 ، وشباب اليوم والشباب اليوم للعمل مراسلاً لها لكن أحداً لم ير علىّ .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
21 تموز 2010


تطوير مكتبة الأسرة
جميل جداً مشروع مكتبة الأسرة الذى يهتم بطبع الكتب القيمة وطرحها بأسعار رمزية ونأمل تطوير المشروع بالآتى :-
1-إحداث تفاعل بين المشروع والقراء مثل تلقى اقتراحات الجمهور بالكتب القيمة المراد طبعها بالمشروع .
2-تنظيم مسابقة للمؤلفين والكتاب الحاليين لاختيار أعمال تنشر ضمن هذا المشروع بجوائز تشجيعية .
3-أن تصدر كتب هذا المشروع فى صورة كتب إلكترونية على أسطوانات حاسوب لأن الحاسوب هو لغة العصر .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
3 شباط 2011


بعد الحكم بالسجن لمدة سنة على الصحفيين إيهاب العجمى وعبده مغربى
بعدما صدر حكم نهائى بالسجن لمدة سنة مع الغرامة على كل من إيهاب العجمى الصحفي بصحيفة البلاغ وعبده مغربى رئيس تحرير الصحيفة نتيجة قذفهما الفنانين نور الشريف وخالد أبو النجا وحمدى الوزير عن طريق نشر خبر بالصحيفة يتضمن ضبط شبكة شذوذ جنسى تضم الفنانين الثلاثة أعجبنى عبده مغربى رئيس تحرير الصحيفة حينما تحمل المسئولية كاملة وأخرج مستندا يثبت عدم مسئولية إيهاب العجمى وهو أمر يدل على صدق وصراحة عبده مغربى ويحسب له ويؤكد ظلم إيهاب العجمى ، أما ما حدث من خطأ مهنى جسيم وبرره عبده مغربى بأن الخبر بلغه على لسان ضباط الشرطة وأنه لا ذنب له كصحفى ؛ فهذا طبعا دليل على سذاجته وضعفه فى مهنته وعدم فهمه أصولها ؛ لأنه من شروط نشر خبر أو تفجير قضية أن تكون لدى الناشر مستندات وافية لها ولا يكفى اللسان الصادق لنشر خبر وهذا مبدأ وشرط أساسى لنشر خبر يعلمه أصغر الصحفيين فى العالم فكيف لا يعلمه رئيس تحرير ؟!
والوسط الصحفى لدينا للأسف يضم مجموعة سيئة جداً من الصحفيين غير الفاهمين لمهنتهم وغير المتمكنين منها يطلق عليهم فى لغة الصحافة "البصمجية" وهؤلاء هم من لا يفهمون ما يكتبونه وكل هدفهم جذب القارىء واستغلال قابليته للاستهواء بنشر الشائعات والعناوين المثيرة وعلى سبيل المثال ما حدث فى عام 2006م حين احتاجت هيئة النقل العام المصرية لسائقى أتوبيس وتحدث المهندس صلاح فرج رئيس الهيئة ذاكراً أنه قدم تسهيلات واسعة لتعيين السائقين دون جدوى وتساءل ماذا يفعل ؟ هل يستورد سائقين من الخارج بعد كل هذا ؟ ، فترك الصحفيون البصمجية كل التسهيلات وكتبوا مانشيت بعنوان " صلاح فرج يستورد سائقين " .
إن الانفراد بالأخبار شىء مختلف تماما عما حدث من القابلية للاستهواء وترديد الشائعات ، وأيضا النقد شىء والسب والقذف شىء آخر ؛ فلك الحق فى النقد بكل حرية لكن دون تخطى حدود الأدب ودون سب أو قذف ، وكثيرا ما نجد الصحف القومية العريقة تنتقد انتقادات لاذعة لكن بحدود لا تتخطاها ودون سب أوقذف لأحد ، وأى تخط للحدود يصل لحد السب أو القذف يعاقب عليه الصحفى حتى لو كتبه على لسان شخص آخر ؛ فمثلا إذا أجرى صحفى حوارا مع شخص ما وسب هذا الشخص شخصا آخرا وكتب الصحفى هذا السباب أو القذف بعد تزيينه لغويا فيعاقب الصحفى ويعاقب القائل أيضا إذا أثبت الصحفى أنه قال ذلك .
وقد تفضل نقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد بعرض التصالح على الفنانين الثلاثة مع توقيع أردع العقوبات المهنية على هذين الصحفيين فى حالة الموافقة على التصالح ولكنى ضد هذا التصالح وأتمنى ألا يوافق عليه الفنانون الثلاثة وأن تطبق العقوبة حتى يتحقق الردع الخاص بمعاقبة من يعمل بمهنة غير متمكن منها و لا يفهم أصولها ولا يفهم معنى القسم المهنى –يمين الصحافة-الذى أداه فى أول يوم عمل له بمجال صاحبة الجلالة ، ولتحقيق الردع العام بأن يكون هذا الصحفى عبرة لغيره.

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
20 شباط 2010

حلاً لمشكلة الأقلام الصينية
أثارت الأقلام الصينية المنتشرة مؤخراً بالأسواق السوداء بمصرنا الحبيبة أكبر الذعر فى قلوبنا ، لأن حبرها يمسح بالحرارة دون ترك أى أثر وبعضها حبرها يمسح تلقائياً بعد فترة الأمر الذى يعد ثغرة لتغيير أى مستند مع عدم تغيير التوقيع وذلك حينما يوقع شخص بقلمه الجاف العادى على مستند مكتوب بأحد هذه الأقلام .
وقد اتخذت وزارة الداخلية إجراءات وقائية منها منع هذه الأقلام من التداول وحظر بيعها وتحذير المصالح الحكومية والبنوك منها ولكن لم يتوصل حتى الآن لحل لهذه المشكلة .
وحلاً لهذه المشكلة نرجو صدور قانون بعدم الاعتداد بأى مستند مكتوب بخط اليد والاعتداد فقط بالمستندات المكتوبة على الحاسوب ، وهذا أيضاً أفضل قانونياً من جهة وضوح الخط وسلامته لأن هناك أناسا يتعمدون سوء الخط وجعله غير مفهوم ليصبح ذريعة للتحايل أمام القضاء .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
3 شباط 2011

اقتراح مهم للصحف
جميل أن يكون لصحفنا مواقع إلكترونية على الشبكة العالمية (الإنترنت) لكن موقع كل صحيفة لا يحوى كل ما جاء بالصحيفة لأنه لو ضم كل ما جاء بالصحيفة فلن يشترى الصحيفة الورقية إلا القليلون لكن موقع الصحيفة الإلكترونى يضم أهم ما جاء بها من مواد صحفية .
لدى اقتراح لو نفذ لزاد ربح الصحف وزادت منفعة القارئ ألا وهو أن ترفع كل صحيفة عددها الورقى كل يوم فى صورة ملف كتاب إلكترونى بصيغة pdf ويوضع هذا الملف فى موقع الصحيفة ويكون للقارئ الحق فى أن يشترك اشتراكا ماليا معينا يدفعه على رقم حساب الصحيفة فى أحد البنوك ويعطيه المبلغ الذى دفعه عددا من النقاط واسم مستخدم وكلمة مرور يدخل بهما موقع الصحيفة ويستطيع تحميل عدد الصحيفة الورقى اليومى بصيغة pdf ويخصم منه عدد من النقاط كلما حمل نسخة كل يوم إلى أن يفنى رصيده من النقاط ثم يعيد شحن رصيده من النقاط بدفع مبلغ من المال وهذا الاقتراح سيوفر كثيرا من أموال الطباعة والتوزيع وسيكون ما يدفعه المستهلك لشراء الصحيفة يوميا بصيغة pdf أقل مما كان يدفعه لشراء الصحيفة الورقية وبذلك ستزداد منفعة القارئ و سيزداد عدد المشترين لرخص الثمن وبذلك تزداد أرباح الصحيفة ويزداد عدد قرائها فتزداد كمية الإعلانات وتزيد أرباح الصحيفة .
إنى لا أتمنى ولا أقترح أن تتحول الصحف الورقية إلى إلكترونية ولكنى أقترح إضافة هذه الخدمة إلى جانب وجود النسخ الورقية لمن يريدها.
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms


الفرق بين " أعتذر عن الحضور " و " أعتذر عن عدم الحضور "
أصدرت الهيئة العامة المصرية للكتاب عام 1989م كتاب " القرارات المجمعية فى الألفاظ والأساليب من 1934 إلى 1987 م " وضم الكتاب قرارات مجمع اللغة العربية المصرى فى الألفاظ والأساليب فى تلك الفترة وهو كتاب رائع لكنه ضم قرارات أقرتها لجنة المجمع ولم يوافق عليها مجلسه ولا مؤتمره ومنها قرار مأخوذ على اللجنة بلا جدال ولا وجه لصحته بأى حال من الأحوال وهو الذى أقرت فيه اللجنة جواز قرار البعض " أعتذر عن الحضور " بمعنى : أعتذر عن عدم الحضور ، باعتبار " عدم " محذوفة ، وهذا بيت الخطأ ؛ لأنه لو صح ذلك ( حذف عدم) لكان ذلك ذريعة لتغيير مقاصد الكلام ونواياه من الشىء إلى نقيضه ولكان ذلك ذريعة للتحايل أمام القانون ، والصواب هو أن عبارة " أعتذرعن عدم الحضور " تشير إلى أن عدم الحضور خطأ يعتذر عنه ، وعبارة " أعتذر عن الحضور " تشير إلى أن الحضور خطأ يعتذر عنه .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ
13 آب 2010


للاستفادة من المكتبات
بصفتى طالب علم وكاتب وباحث فإنى عندما أقوم بكتابة بحث عن موضوع معين أحتاج كتبا عن هذ1الموضوع ولا أجد القدر الكافى من الكتب فى المكتبات العامة التابعة للإدارة العامة للمكتبات ولا المكتبات التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة ولا مكتبات مراكز الشباب التابعة للمجلس القومى للشباب ؛لأنها كلها مكتبات عامة وليست مكتبات متخصصة ولكنى أجد كل ما أريده من كتب ورسائل علمية عن الموضوع الذى أبحث فيه فى مكتبات الكليات الجامعية ؛فمثلا إذا كنت أبحث فى موضوع قانونى أجد كل ما أريده فى مكتبة كلية الحقوق مثلا لكن المشكلة أنه لا يستطيع استخراج كارنيه إعارة خارجية بمكتبة أية كلية جامعية إلا طلاب الكلية وهذا أمر مؤسف للغاية فإنه يحصر الاطلاع والعلم لطلاب الكليات الجامعية وطلاب الدراسات العليا بهذه الكليات فقط لذا أقترح هذا الاقتراح وأرجو من سيادتكم التكرم بتنفيذه :
أقترح أن يتاح لكل فئات المجتمع من جميع الأعمار استخراج كارنيه إعارة خارجية بمكتبة أية كلية جامعية بأية جامعة حكومية مصرية على أن يكون برسوم زهيدة لا تتجاوز3جنيهات للكارنيه فمثلا يكون من حق أى فرد استخراج كارنيه إعارة بمكتبة كلية الآداب بجامعة المنيا مثلا مقابل رسم قدره 3جنيهات ويستطيع هذا الفرد فى نفس الوقت استخراج كارنيه إعارة آخر بمكتبة كلية التربية بجامعة القاهرة مثلا مقابل 3جنيهات أخرى على أن يكون الكارنيه صالحا للإعارة لمدة عام من تاريخ صدوره وتكون الإعارة متاحة طوال العام بغض النظر عن فترة الإجازة أو الدراسة وهذا سيحقق دخلا ماليا عاليا للجامعات وسيحقق نشر العلم وإفادة الناس ؛ لذا أرجو من سيادتكم الاهتمام بهذا الاقتراح وتنفيذه.
*لقد سمعت عن مشروع المكتبات الإلكترونية الجامعية لكنى لا أعرف عن تفاصيله شيئا ؛ فهل يعنى ذلك رفع الكتب والرسائل العلمية الموجودة بمكتبات الكليات الجامعية فى صورة كتب إلكترونية بصيغة pdfمثلا وجعلها متاحة للجميع على الإنترنت مثلما فعلت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى؟؟أم ماذا؟أرجو إفادتى بتفاصيل عن هذا المشروع وكيف يمكننى الاستفادة منه.
*أقترح أن تقام المسابقات التى تقيمها الجامعات فى جميع المجالات فى الإجازة الصيفية وأن تنشر إعلانات هذه المسابقات بمواقع الجامعات على الإنترنت لأن هذه المسابقات العظيمة عندما تقام خلال فترة الدراسة لا يستطيع معظم الطلاب المشاركة فيها ولقد كان مثالا رائعا أن أقامت كلية الحقوق بجامعة أسيوط مسابقة حقوق الإنسان البحثية التى تمتد المشاركة فيها من مارس2010إلى نهاية ديسمبر2010م فقد روعى فى تنظيم هذه المسابقة طول مدة المشاركة فيها حتى تضمن جودة المادة المقدمة للمسابقة وأيضا جعل الإجازة الصيفية ضمن هذه المدة فهى مثال يحتذى به للمسابقات الجامعية بعكس المسابقات الجامعية التى تقام خلال فترة الدراسة وتكون مهلة المشاركة فيها لا تتجاوز أسبوعين فتكون النتيجة ضعف مستوى المواد المقدمة إليها وقلة المشاركة فيها.
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 3 شباط 2011

احترسوا من عيب خطير لصفحات facebook
شرعت كثير من المؤسسات فى إنشاء صفحاات لها على موقع facebook بدلا من إنشاء موقع إلكترونى لسهولتها وتميزها ولكن لهذا الاستبدال عيوب خطيرة ؛ فرابط موقع facebook طويل لا يمكن حفظه ولا يمكن تمليته لذا تملى المؤسسة على عملائها اسم صفحتها على facebook مثل: صفحة :الملتقى الثقافى" فيدخل العميل على facebook ويبحث عن الملتقى الثقافى" فيجد الكثير من الصفحات التى تحمل نفس الاسم ولا يوجد شىء يؤكد له أيهم الصفحة الرسمية ويتضح الخطر فى عمل المؤسسات الخيرية التى تتلقى التبرعات فبمجرد أن تنشئ صفحة لها على facebook حتى تجد صفحات كثيرة قد أنشئت بنفس الاسم لتلقى التبرعات بدلا منها والنصب على المتبرعين .
أما الموقع الإلكترونى فله رابط خاص به لا مثيل له يمكن حفظه وتمليته ولا يقلد لذا أنصح وأتمنى أن تنشئ كل المؤسسات مواقع إلكترونية وتنشر بها رابط صفحتها على facebook و youtubeمثلما فعل موقع قناة العربية مثلا وإن كانت لا تملك تكاليف إنشاء موقع إلكترونى فلتنشئ مدونة مجانية على موقع blogger مثلا وستحظى بكل مميزات الموقع الإلكترونى الخاص.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 28 شباط 2011





بعد تحرير صفحة ساخرة ثابتة فى جريدة روزاليوسف .
د. شريف عرفه : المؤهل ليس شرطاً لدخول مجال صاحبة الجلالة .
طبيب أسنان يهوى رسم الكاريكاتير والقصص الساخرة دخل مجال الصحافة صدفة وحقق نجاحاً كبيراً فيه واكتفى بمؤهل طب الأسنان ولم يعمل بالطب .
.. وإنما استمر بالصحافة حتى أصبح يحرر صفحة ساخرة كاملة كل يوم أحد بجريدة
" روزاليوسف " ودخل أيضاً مجال التنمية البشرية وحصل على بكالوريوس البرمجة اللغوية العصبية .
- البطاقة الشخصية ؟ وأسرتك ؟
د. شريف أحمد عرفه ، مواليد 17/4/1980 م بالكويت ، أبى طبيب وأمى مدرسة لغة إنجليزية ، وأخى يدرس الهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية .
- مؤهلاتك ؟
بكالوريوس طب الأسنان من جامعة القاهرة ، وبكالوريوس البرمجة اللغية العصبية من المركز الكندي للتنمية البشرية ، ( والبرمجة اللغوية العصبية علم التحكم بالمشاهر وهو أحد فروع التنمية البشرية ).
- كيف اكتشفت موهبتك فى الرسم والكاريكاتير ؟
* كنت دائماً أشخبط وعندما كنت فى المرحلة الابتدائية ثم بدأت أرسم كاريكاتير وقد شجعتنى والدتي على ممارسة هذه الهواية ، وقد كانت بالنسبة لي هواية لا أكثر لذا لم ألتحق بكلية الفنون الجميلة وإنما التحقت بكلية طب الأسنان .
- كيف دخلت مجال الصحافة ؟
* حينما كنت فى العام الجامعى الأولى بينما أسير بأحد الشوارع وجدت الأستاذ / عمرو سليم يجلس على أحد المقاهى فسلمت عليه وعرفته بنفسى وأخبرته بأني من المعجبين به وأنه قدوتي ومثلي الأعلي فى مجال الكاريكاتير ونشأت علاقة صداقة بيننا وبدأت أعرض عليه أعمالي حتى جعلني أشارك بها معه فى مجلة " روزاليوسف " وتطورت العلاقة بيننا إلى أن أصبح أقرب الأصدقاء إلىّ ، وبدأت أعمل بمجال الكاريكاتير وكتابة القصص الساخرة أيضاً بالمجلة إلى جانب دراستى وبعد تخرجي لم أعمل بالطب لأنني وجدت نفسي قد حققت نجاحاً كبيراً فى مجال الصحافة ولابد أن أستمر فيه .
- هل يعد ذلك اعترافا منك بعدم أهمية المؤهل الصحفى لدخول مجال الصحافة ؟
* نعم ؛ فأهم شىء الموهبة فى هذا المجال وخير دليل على ذلك أن أشهر رسام كاريكاتير فى مصر حاصل على الثانوية العامة فقط .
- هل أفادتك دراستك لطب الأسنان فى عملك الصحفى ؟
* بالتأكيد ؛ فدراستي للتشريح علمتنى الدقة فى تفاصيل الرسوم و توضيحها .
- حينما كنت صغيراً ماذا كنت تتمني أن تصبح ؟ وكيف كانت ميولك ؟
* كانت ميولى للمواد العلمية وللرسوم أيضاً ولم أكن أتمنى أن أصبح شيئاً محدداً إلا أنني صممت على أن أصبح شيئاً عظيماً .
- ماذا عن دخولك مجال التنمية البشرية ؟
* أعجبت جداً بهذا العلم الذي يهدف لتنمية قدرات الفرد ومعرفته أسرار نفسه وحسن استغلالها فدرست البرمجة اللغوية العصبية على يد عالمنا العظيم د. إبراهيم الفقي ، وبعدها عقدت ندوات كثيرة فى هذا المجال وكتبت مقالات كثيرة فى هذا المجال أيضاً .
- من هو رسام الكاريكاتير الناجح ؟
* هو صاحب الرأى الشخصى الذي لا ينقاد وراء الآخرين والذى يمارس الفن للفن لا للمال أو لشىء آخر .
- كيف يرى رسام الكاريكاتير الحياة ؟
*رسام الكاريكاتير هو أكثر شخص يرى العيوب ويتفقدها ، وقد أصيب كثير من رسامينا بالاكتئاب ولكن دراستي للتنمية البشرية تساعدني على معالجة شعور الكآبة الذي ينتابنى أحياناً .
- هناك العديد من المواهب فى مصرنا الحبيبة مدفونة تحت الأرض . ترى من المخطئ فى ذلك ؟ الشباب أم المسئولون ؟
* لابد لأى شاب يتمتع بموهبة أن يحاول استثمارها وعرضها على المسئولين والجهات المختصة وأن يكرر المحاولة مرات ومرات وألا ييأس حتى ينصره الله - سبحانه - ، ولكن لا يجب أن نلقي اللوم على المسئولين دون أن نحاول .
- ما شعارك فى الحياة ؟
* " لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة " و " إحنا هنعيش حياة واحدة فلنحاول أن نجعلها أفضل ما فى الإمكان " .
- ما رأيك فى الحياة بصفتك مبرمج لغوى عصبي ؟
* لا يوجد شئ مجرد فى ذاته؛ فالحياة ليست مجردة فى ذاتها ولكنها تتشكل بفكرالإنسان وعمله.
- ما الكتب التي تحب قراءتها ؟
* كتب التنمية البشرية ولا سيما كتاب " العادات السبع للنجاح " لستيفن كوفى ، ومجلة MAD الأمريكية .
- أين تشارك بأعمالك الآن ؟
* بجريدة روزا ليوسف " صفحة ساخرة أسبوعية وبمجلة " بص وطل " ، و مجلة " عرب 2000 " الكندية .
- ما أطرف موقف مرَّ بحياتك ؟
* حينما كنت بالجامعة عملت مجلة كاريكاتير اسمها Golden Tour ونالت إعجاب جميع زملائى وذات يوم كنت أسير بالجامعة فوجدت بعض البنات يجلسن ويتحدثن عن مجلتى وتقول إحداهن " د. شريف عرفه ده زميلى فى كلية طب الأسنان وأعرفه جيداً فذهبت إليهن وطلبت من تلك الفتاة أن تعرفني بزميلها شريف عرفه فسألتني " من أنت ؟ فأخبرتها بأنى شريف عرفه وبذلك أوضحت لزميلاتها أنها لم تكن تعرف شريف عرفه وإنما كانت تتمنظر عيهم .
- هل تريد قول شىء آخر ؟
* نعم . هناك مجلات و مدونات ومواقع كثيرة على الإنترنت تنشر أعمالي وكتاباتي ورسومى دون إذني لذا أرجو استئذاني قبل نشر أعمالي .
حوار / محمود عبد القادر
نشر هذا الحوار بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 17تموز2008م

عن كتاب دليل الصحفى
أصدرت مؤسسة أبو محجوب الأردنية للإنتاج الإبداعي بالشراكة مع إحدى المؤسسات الأمريكية " الوكالة الدولية للتنمية الامريكية " USAID كتاب دليل الصحفى
والكتاب يحتوي على شرح العمل الإعلامي بكل مجالاته من صحافة مطبوعة ومذيع وصحفي الكتروني وتلفزيون وإذاعة ومحرر الأخبار وغيره من مجالات الإعلام .
والهدف من وراء هذا الكتيب أن يؤسس لنزعة اعتماد المقاييس والأصول بين المؤسسات الإعلامية والأفراد على حد سواء وأن تزرع روح التنافس الإيجابية التي من شأنها أن تدفع نحو التقدم المستمر لصناعة الإعلام ككل ولكن كنا نتمنى أن يتضمن إجابات عن الأسئلة التالية الموجه لصحفى

3)هل عملك يقتضى أن تذهب يومياً لمقر المجلة أم بإمكانك ممارسته دون الذهاب إلا لتسليم الأعمال فقط ؟
4)تكتبون قصص نجاح بعض الشباب فى المجالات المختلفة،وكثير من هذه المجالات تكون مغمورة فكيف تصلكم أخبار تفوق هؤلاء الأشخاص، كيف تحصلون على عناوينهم لتحاوروهم؟ (مثلاً قصة شاب سافر للخارج وحقق نجاحاً كبيراً وعاد لمصر كيف تعرفتم على أمره؟
5)هل كل من تحاورونهم يطلبون مقابلاً مادياً ؟ وما الفئات التى تطلب ذلك مقابل إجراء حوار معهم ؟ وفى أى حدود يكون هذا المقابل المادى ؟
6)هل كلمة " محرر" تعنى موظفاً له راتب ثابت وله معاش .. إلخ ؟
7)هل يحدث أن مسئولاً ما يحتقر الصحفيين ويعاملهم بقسوة عند محاورته ؟
8)هل بيع النسخ هى الوسيلة الوحيدة لكسب الصحف ؟ أم هناك وسائل أخرى ؟
9)تظهر صحف كثيرة مغمورة وتختفى بعد أسابيع قليلة، لماذا تختفى ؟ وأين يذهب محرروها؟
10)عندما تحاور لاعب كرة من خارج مصر ، كيف تحصل على رقم هاتفه ؟
11)عندما تجرى تحقيقاً صحفياً هل لابد أن يكون معك مصور صحفى يلتقط الصور أم يمكن أن تلتقط أنت الصور بكاميرا المحمول ؟
12)ما هو الأسلوب الذى تتعامل به عندما تحاور المستويات المتدنية كالعمال مثلاً وتجعلهم لا يخافون منك ولا يسخرون منك ويعطونك ما تريد من معلومات ؟
13)فى كثير من التحقيقات الصحفية تأخذون آراء كثير من علماء الاجتماع وأساتذة الجامعات هل تم ذلك بالذهاب إليهم ؟ أم بالهاتف ؟ وإذا كان بالهاتف ، فكيف تحصلون على أرقام الهواتف ؟ وإذا كنتم تقابلونهم فهل تقابلونهم بسهولة أم بصعوبة ؟
14)فى تحقيقات أخرى تأخذون فيها آراء الأطباء هل تقابلونهم أم تحادثونهم هاتفياً فى عياداتهم أم فى المستشفيات ؟
15)محرر الأخبار الرياضية مثلاً ؟ كيف يحصل على الأخبار ؟ وضح .
16)باب " الجامعة اليوم" مثلاً هل يذهب محرروه شهرياً إلى كل الجامعات لأخذ آراء الطلاب؟ أم ماذا يحدث بالضبط ؟
17)كيف يقنع المصور الصحفى الناس بتصويرهم ؟ هل يعطيهم مالاً ؟ أما ماذا يحدث ؟ فمعظمهم يخافون ويرفضون ذلك ؟
18)تستخدمون إحصاءات مثلاً عن المخدرات كيف تحصلون عليها ؟
19)ما رأيك بصراحة فى مهنة الصحافة ؟ وما مزاياها وعيوبها ؟
20)هل تدر الصحافة دخلاً جيداً للصحفيين ؟
21)ما التخصصات الصحفية التى تحتاج لموهبة الكتابة ؟
22)ما سمات الصحفى الناجح ؟
23)ما توجيهاتك لأى صحفى مبتدىء ؟
24)حينما تأخذ آراء المشاهير عن موضوع معين فى تحقيق هل تنتهز الفرصة وتجرى معهم حوارات تؤجل نشرها ؟
25)قرأت بمجلتكم تحقيقاً عن الفاشلين فى الدراسة بالجامعة ، كيف استطاع المحرر آنذاك جمع كل هؤلاء الأشخاص الفاشلين فى مختلف الكليات وتصويرهم ومحاورتهم ؟
26)هل التحقيقات والحوارات أفكارك ؟ أم أنها أوامر رئيس التحرير ؟
27)ما المتاعب التى تواجه الفتيات العاملات بالصحافة ؟
28)هل المؤهل الإعلامى ضرورى فى العمل الإعلامى ؟
29)هناك إعلاميون كثيرون ناجحون لا يحملون مؤهلاً إعلامياً ؛ ترى هل يؤثر ذلك على كفاءتهم ؟ وضح بالتفصيل .
30)هل يوجد خريجو كلية الإعلام يعانون من البطالة ؟ ولماذا ؟
31)أين يستطيع دراسة الصحافة من لم يدرسها بالجامعة ؟
32)ما رأيك فى حال الصحافة فى مصر والوطن العربى حالياً ؟
3334)كيف اكتشفت موهبتك فى الصحافة ؟ وكيف بدأت تمارسها ؟ ومن الذى شجعك على ذلك ؟

37)اذكر لنا موقفاً ظريفاً حدث فى أثناء عملك الصحفى ؟
38)اذكر لنا شيئاً فعلته وندمت عليه بعد ذلك فى عملك الصحفى ؟
39)ما منظار الصحفى للحياة ؟
محمود عبد القادر
www.mahmkd.blogspot.com
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 25نوفمبر2009م


محمود عبد القادر يفوز بجائزة أحمد بهاء الدين الثقافية

فاز الإعلامى الشاب محمود عبد القادر الكاتب بصحيفة جريدتك اللبنانية بالمركز الأول بجائزة أحمد بهاء الدين الثقافية للإعلام لعام 2009م وقد تسلمها من أ.د.زياد بهاء الدين في الحفل الذي أقيم بمقر جمعية أحمد بهاء الدين الثقافية بمحافظة أسيوط يوم السبت الموافق 28-2-2009م
نشر هذا الخبر بمجلة طنجة المغربية بتاريخ 11مارس2009م

الوزارة فى العمارة

فكرة رائعة طرحتها مجلتا كلمتنا وTeen Stuff بمصر بتنظيم مسابقة للشباب تهدف إلى تشكيل وزارة من الشباب بهدف إتاحة الفرصة لهم لتقديم أفكارهم وخططهم وعرضها فى مؤتمرات ومناظرات فى صورة برامج انتخابية ويخضع المترشحون لانتخابات ثم ينظم تدريب ورش عمل للفائزين في التصفيات النهائية ويتم الاتفاق على مشروع ينفذ في النهاية.
لكن هذه المسابقة تأتي في توقيت غير مناسب تماما ألا وهو عقر فترة الدراسة وكان ينبغي أن تقام هذه المسابقة في الإجازة الصيفية مما يمكن الشباب من المشاركة الفعالة والتفرغ لحضور المعسكرات والمناظرات ودورات التدريب.
كما أن موقع المسابقة على الإنترنت به خطأ فني يمنع قبول استمارة الترشيح والله – سبحانه- أعلم كيف ترشح المرشحون الحاليون وكيف تم قبول استمارات ترشيحهم عبر الموقع رغم وجود هذا الخطأ الفني؟!
محمود عبد القادر
نشر هذا التقرير بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ 16 شباط2009م

مهرجان التنمية البشرية الثانى بجامعة أسيوط
نظمت شركة إيليت إيجيبت و جمعية معا نصنع الحياة مهرجان التنمية البشرية الثانى بجامعة أسيوط فى الفترة من 1 نوفمبر إلى 6 نوفمبر 2008م ؛ و قد كانت بالطبع فكرة جيدة أن تخرج التنمية البشرية للنور فى الصعيد الذى تعود أن يكون بعيد عن كل جديد.
للأسف كان توقيت إقامة المهرجان غير مناسي تماما ؛ فقد أقيم فى عقر فترة الدراسة و قبل بدء امتحانات أعمال السنة بأسبوع أى فى فترة الاستعداد لهذه الامتحانات الأمر الذى أدى إلى قلة عدد المشاركين ؛فلم يزد على 150 حاضرا.
و قد كان التنظيم سيئا للغاية ؛فلم يكن هناك التزام بالمواعيد المحددة تماما و كانت تبدأ الفعاليات بعد تأخر نصف ساعة على الأقل يوميا و كانت هناك مبالغة فى فترات الراحة بين الفقرات ؛ فكانت فترة الراحة الواحدة تتعدى خمسة و أربعين دقيقة الأمر الذى جعل كل المحاضرين دون استثناء يشكون من ضيق الوقت و عدم كفاية الوقت الممنوح لإلقاء المحاضرات بالشكل المرغوب ؛و قد دق المدرب / عبد الرحمن ناجى الذى ألقى محاضرة عن إدارة الوقت فى ثانى أيام المهرجان ناقوس ذلك الخطر و بين أنه قد يكون السبب الرئيسى فى فشل المهرجان و أعاب ذلك على المنظمين و لكن لم يستجب له أحد منهم.
الجدير بالذكر أن الإهمال لم يكن فقط فى الوقت و المواعيد و لكنه كان أيضا فى برنامج المهرجان فلم يكن هناك التزام به و ق كتبت بالبرنامج موضوعات عدة لم تدرس فعليا رغم أن بعض المشاركين قد شاركوا خصيصا من أجل هذه الموضوعات.
محمود عبد القادر
نشر هذا التقرير بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ17 تشرين الثانى 2008م

الأديب المفكر / أنور الصناديقى
ولد فى 6/9/1918م بمدينة ملوى بمحافظة المنيا و قد درس الإنجليزية واللاتينية و الرياضيات و التاريخ فى كلية بنت بشفليد و درس هندسة المبانى والإنجليزية فى المعهد البريطانى للهندسة و لكنه لم يعمل مهندسا بل عمل مدرسا بمعهد ملوى الأزهرى .
عمد إلى التثقيف الذاتى فعكف على أمهات الكتب والمراجع و الدوريات فى مختلف العلوم والفنون فنهل منها حتى أصبح مؤرخاً و مفكراُ و محاضراً ذا نشاط اجتماعى .
وقد شارك فى النشاط الأدبى و الصحفى من خلال مقالاته و كتاباته فى " منبر الشرق " و " المنتظر " و "الأمانى القومية" و من خلال محاضراته و ندواته فى المحافل الأدبية والاجتماعية.
كما أنه شارك بإيجابية فى النشاط الاجتماعى من خلال عضويته لمجالس إدارات جمعيات الشبان المسلمين و المحافظة على القرآن الكريم و الحضانة الإسلامية و نادى المسنين و كان له دور بارز مع الشيخ محمد كامل والى فى إقامة و إنشاء معهد ملوى للبنين ومعهد ملوى الأزهرى بالجهود الذاتية كمؤسسات علمية أهلية إلى أن ضمت إلى الأزهر الشريف .
كما ساهم بإيجابية فى إنشاء معهد ملوى الأزهرى للقراءات و معهد ديرمواس الأزهرى و معهد بنى سالم الأزهرى بمركز ديرمواس و كلها مؤسسات علمية دينية تشهد بجهده وصبره و مثابرته فى خدمة العلم والدين .
توفى فى ديسمبر2007م
و له من المؤلفات و الأبحاث ما يربو على العشرين مؤلفاً وبحثاً أغلبها مخطوطات إلى أن يتاح لها الفرصة لتتحول إلى مطبوعات فى أيدى القراء كثروة علمية أدبية تاريخية منها :-
1- الأخلاق طبعت عام 1938م .
2- ناهد ( قصة ) طبعت عام 1938 م .
3- مع التموجات المدنية و ملحق ملوى 2000 مخطوط مصور .
4- ألوان من الأدب والفن بخطوط .
5- " البعث الاجتماعى" تحليل لمشاكل مصر فى أعقاب الحرب العالمية الثانية نشر عام 1945 مخطوط .
6- " العلم والقرآن " بحث بمناسبة مضى 14قرناً على نزول القرآن الكريم مخطوط ومصور.
7- " حول عقد الطفل" دراسة ميدانية للطفل صغيراً و كبيراً و ما مر بالكبار أطفالاً مخطوط .
8- مجموعة متنوعة من أعداد مجلة ربيع العمر تصدر عن نادى المسنين كل عام .
( حصاد خمس سنوات ، مخطوط ومصور ) .
9- "حول علوم القرآن" فى عشرة أجزاء كل جزء 200 صفحة مخطوط .
10- " فى حضرة الرحمة المهداة "عن السيرة العطرة مخطوط .
11- المكتبة الصوتية بنادى المسنين تضم كل ما قيل فى نداوتهم مسجلة على شرائط كاسيت .
12- حفدة الزبير بن العوام
13- "نافذة على الحضارة " عن تاريخ مدينة ملوى .
محمود عبد القادر
نشر هذا التقرير بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ14 مارس 2009م

مكانة لاعبى الكرة
مثلى مثل أى مصرى مهتم بكرة القدم سعد بفوز منتخب بلده على منتخب الجزائر فى مباراتهما فى تصفيات مونديال كأس العالم 2010م لكنى لاحظت أن وسائل الإعلام أعطت اهتماما زائدا عن الحد فى الحديث عن المباراة واستعداد المنتخبين لها كما استغربت كل الاستغراب عندما علمت أن الرئيس المصرى قد حضر تدريب اللاعبين لتشجيعهم وبث الحماس فى نفوسهم قبل المباراة ؛ فالمباراة ليست مباراة نهائية فى بطولة ولا افتتاحية كى تأخذ اهتمام الرئيس لهذه الدرجة وإنما هى مباراة فى التصفيات المؤهلة لبطولة ولا ينبغى أبدا أن تأخذ كل هذا الاهتمام الزائد عن الحد .
إن أبناء وطننا المتفوقين فى أى من المجالات الأخرى العلمية أو الأدبية أو فى الرياضات الأخرى لا ينالون مقابلة الرئيس ولا الوزير ولا أى مسئول كبير وإن حدث ذلك فإنه يحدث بالكاد فى حالة فوزهم بجائزة عالمية على الأقل ونحن نعد هذا أمرا طبيعيا لعلمنا أن المسئولين الكبار ليس لديهم وقت لأى عمل خارج عن عملهم الأساسى ونؤمن بذلك كل الإيمان.
أما لاعبو الكرة فى بلدنا فلهم وضعهم الخاص وحالتهم الاستثنائية ؛فقد حصلوا على ما لم يحصل عليه العلماء ولا الأدباء ولا أى شخص آخر بحصولهم على صلاحيات وتقديرات لم بحصل عليها غيرهم فلم ينالوا فقط مقابلة الرئيس عند فوزهم بالبطولات ولا قبل المباريات النهائية لتشجيعهم بل قبل مباريات التصفيات ...عجبى.
وهذه المكانة العظيمة التى يتمتع بها لاعبو الكرة ناتجة عن حصولهم على قوة حب الناس التى تفوق قوة السلطة و قوة المال ؛فإن الناس يحبونهم ويحبون الكرة حب الجنون وقد لاحظت ذلك بعدما استيقظت من نومى على أصوات صيحات الجماهير المصرية معلنة فوز منخبنا بالمباراة وبعدها تجولت فى شوارع مصرنا المحروسة لأجد احتفالات الناس التى تجعل من يراهم فى لحظات فرحتهم تلك يظن أن كلا منهم قد أصبح مليارديرا .
وإننا نقدر حب الناس للكرة ونحن مع فرحتهم واحتفالاتهم واهتمامهم لكننا ضد اهتمام المسئولين الزائد عن الحد؛ لأن كل شىء له موضعه وقدره و الأمم لا تتقدم بتقدم اللاعبين ولا الفنانين ولا الأدباء و إنما بالعلماء ؛ فاللاعبون والفنانون والأدباء قادرون على إمتاع أمتنا لكنهم لن ينفعوها فى أوقات الحروب والأزمات وكما قال أ.د.مصطفى السباعى :"خذ من أمتنا مائة فنان وأعطنا عالما واحدا".

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ14 تشرين الثانى 2009

حظ أسعد يا مصر
تعطلت جميع مصالح وأعمال مصر ساعتين كاملتين لم ينشغل أى مصرى فيهما سوى بمتابعة مباراة منتخب مصر لكرة القدم مع منتخب الجزائر الفاصلة فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010م وهزم المنتخب المصرى وعادت الجماهير المصرية بحسرتها.
موقف يذكرنى بمباراة منتخب مصر مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية فى كأس القارات الماضية ، ويذكرنى أيضا بمباراته مع منتخب كوت ديفوار الأخيرة فى تصفيات كأس العالم 2006م ؛ فقد كنا نتمنى الفوز على كوت ديفوار فى كوت ديفوار وكنا نعلم أنه أمر صعب ولكن وسائل الإعلام فى بلدنا آنذاك فعلت مثلما فعلت الآن ؛ حيث أشعرتنا أننا قد تأهلنا إلى كأس العالم وعلينا الاستعداد لاحتفال أسطورى.
ولأن ما يحدث لمنتخب مصر قد حدث معى شخصيا مئات المرات فى حياتى الشخصية ؛فإنى أعلم جيدا أنه لا شىء فى الدنيا أصعب من أن يفارق الحظ السيىء صاحبه وأن صاحبه عندما يكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه يتدخل سوء الحظ لينهى الأمور ويفسد عليه فرحته، وقد حدث ذلك معى كثيرا ؛ فقد كنت متفوقا فى دراستى ودائما كنت أحصل على الدرجات النهائية فى كل الاختبارات ولكن عندما كانت تأتى امتحانات نهاية العام الحاسمة كنت لا أوفق لأحد أسباب عدة إما التصحيح أو نسيان سؤال أو أى أسباب أخرى كانت تمنعنى من إحراز الدرجات النهائية إلا إننى كنت أحرز التفوق ولكن عندما جاءت الثانوية العامة الفاصلة التى تعد تحديد مصير وأهم شىء فى تاريخ الإنسان التعليمى – هذا طبعا عند الشعوب المتخلفة فقط - تدخل سوء الحظ ليمنعنى من تحقيق هدفى المنشود وهو أن أصبح طبيبا وقذفنى الحظ فى أسوأ الأماكن على وجه البسيطة فى كلية الطب البيطرى وليست أسوأ الأماكن لأنها طب بيطرى بل لنظامها السييء الذى لا يستحق لقب نظام وقضيت بها أسوأ عامين فى حياتى ولم أوفق خلالهما وتركتها الأمر الذى جعل أهلى يعاملوننى على أننى فشيل لأنهم لا يعلمون نظام الكلية السييء بل ينظرون لها نظرة خارجية على أنها كلية طبية وكان هذا جزاء الإنسان الطيب المجتهد الذى قهره سوء الحظ .
وعن هواياتى فقد كنت أفوز فى المسابقات الصحفية والثقافية ذات الجوائز التافهة و كان أمرا طبيعيا عدم فوزى فى المسابقات ذات الجوائز القيمة ، وكان طبيعيا أن ترحب الصحف بنشر مقالاتى فى بريد القراء و أن ترحب أخرى بنشر إنتاجى الصحفى من التحقيقات والحوارات دون مقابل وألا أحصل على مليم واحد من عملى الصحفى .
إلا إننى واثق فى أن الله –سبحانه- لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن اليوم الذى سينتصر فيه ذوو الحظ السييء آت حتما ولكن أين الصبر والمثابرة أى الاستمرار فى العمل الجاد مع الصبر ؟!!
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ18 تشرين الثانى 2009

ليتنا نقتدى بحسام البدرى
أعجبنى جدا ما فعله ك.حسام البدرى مدرب النادى الأهلى المصرى حينما سافر إلى إنجلترا لمعايشة تدريبات نادى مانشيستر يونايتد الإنجليزى ولمعرفة آخر تطورات وتقنيات التدريب هناك ؛ ففكرته هذه رائعة وستحقق نجاحا كبيرا بإذن الله .
ليتنا ننفذ هذه الفكرة الرائعة فى مجال التعليم فى بلادنا العربية
هذه الفكرة ليست عيبا ولا عارا بل هى ضرورة واجبة وقد فعلها الغرب قديما عندما أخذوا أصول العلوم من ترجمة مؤلفات علماء العرب القدامى وواصلوا بعدها عملهم فى بناء العلم وحققوا التقدم وملكوا العالم
"العالم الحق هو من وضع لبنة فى بناء العلم العظيم "ولا يمكن لشخص أن يعتمد على قدراته فقط دون الاستعانة بالعلم والوسائل الحديثة
محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ30 تشرين الثانى 2009

أنقذوا بحر اللغة من عبث غواصه
يبث على قنوات النيل التعليمية برنامج "غواص فى بحر اللغة" وهو برنامج فكرته رائعة ومفيدة كل الإفادة وهى إبراز كل نادر وطريف ومجهول لدى الناس عن لغتنا الجميلة لغة أهل الجنة ولغة القرآن الكريم اللغة العربية وقد تناول هذه الفكرة مسبقا ونجح بها الكثيرون مثل "أبى منصور عبد الملك الثعالبى" فى كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية" والأستاذ "محمد بركات" فى كتابه "غواص فى بحر اللغة" لكن ما يغضب المشاهد هو أن مقدمىَّ البرنامج يقرآن مادته الإعلامية بغير إجادة أو بمستوى ضئيل من الصحة و السلامة والطلاقة فى النطق و الإلقاء و الفهم وكأنهما يقرآن هذه المادة لأول مرة دون إعداد أو تحضير مسبق كما أنهما دائما يخرجان عن نص وهدف البرنامج ومادته الإعلامية ؛ فذات مرة كانت المذيعة تقول :إن عبارة "أعتذر عن الحضور" خاطئة و الصواب قولنا "أعتذر عن عدم الحضور " باعتبار عدم الحضور خطأ يعتذر عنه ، ثم قالت لزميلها المذيع : المهم هو أن نعتذر عن أخطائنا بأى شكل و حال ، وهذا لا علاقة له بنص وهدف البرنامج بل إنه يعد استخفافا بالالتزام بقواعد لغتنا الجميلة وبذلك يناقض هدف البرنامج وهو الالتزام بقواعد لغتنا الجميلة .
كما تذاع فى البرنامج أخطاء لغوية قاتلة ؛ فمثلا ذات مرة كانت المذيعة تقول :إن عبارة "أعتذر عن الحضور" خاطئة و الصواب قولنا "أعتذر عن عدم الحضور " باعتبار عدم الحضور خطأ يعتذر عنه ، وحتى الآن قولها صحيح ، لكنها عقبت ذلك بقولها : إن المجمع اللغوى أجاز عبارة "أعتذر عن الحضور " باعتبار أن كلمة أعتذر معناها أقدم العذر عن فلا فرق بين "أعتذر عن الحضور " و"أعتذر عن عدم الحضور " ، وقولها الثانى مناقض لقولها الأول وهو خطأ قاتل لأنه تضليل وزيغ ؛ فالمجمع اللغوى لم يقصد هنا أنه لا فرق بين العبارتين كما ظنت المذيعة و إنما قصد أن عبارة "أعتذر عن عدم الحضور " معناها أن عدم الحضور خطأ يعتذر عنه وأن عبارة "أعتذر عن الحضور " معناها أن الحضور خطأ يعتذر عنه وكل عبارة منهما لها موضعها وهذا هو قصد المجمع اللغوى أما ما قصدته المذيعة بقولها الخاطئ و هو أنه لا فرق بين العبارتين هو دليل قاطع على عدم فهمها وتمكنها من مادة البرنامج العلمية .
نرجو من السيد وزير الإعلام سرعة التدخل بتغيير كوادر هذا البرنامج قبل أن يحدث تضليل للساننا العربى أكثر من الضلال الموجود حاليا و الله الموفق.

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة المصرى اليوم بتاريخ13أكتوبر2009

بلدنا أمانة فى أيدينا
حينما تجولت فى شوارع بلدى الحبيب مصر خلال مباراتى منتخب مصر ومنتخب الجزائر بمصر والسودان فى تصفيات كأس العالم 2010 م لكرة القدم رأيت اهتمام المصريين البالغ بالمباراتين وتمنيهم الفوز وفرحتهم الكبيرة به فى المباراة الأولى بمصر وحزنهم البالغ بعد الهزيمة فى المباراة الثانية فى السودان .
لقد كان اهتمامهم بالغا للغاية فقد تعطلت مصالح وأعمال مصر كلها خلال المباراتين ولم ينشغل أى مصرى سوى بمتابعة المباراتين وهو جالس على أعصابه .
من ير اهتمام المصريين آنذاك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه فى تشجيع منتخب بلده فى المباراتين لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فإننا سنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر لا يملك الموارد الكافية بغنى لكنه أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
لا يزال شعبنا يردد وراء المطربة " شيرين " أغنيتها " بلدنا أمانة فى أيدينا " دون أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ودون أن يفكر فيها ولو للحظة ودون أن يعمل بها أيضاً .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
لنتذكر قول الشاعر " وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم ؟ "
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟ ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
من الحمق والسذاجة أن يسلم الإنسان بكل شىء ويصدق أى شىء ويسير وراءه ويؤمن به ويفعله دون أن يتبينه ويفكر فيه ، وقد علم الفيلسوف اليونانى " سقراط " شباب إثينا عدم التسليم بالعادات والتقاليد القديمة دون التفكير فيها .
ولعل هذا الأمر من المساوىء الواضحة جداً فى شعبنا المصرى ؛ فمعظمه يعشق تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال .
منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
كم من أموال تهدر فى تنظيم الحملات والمؤتمرات والاجتماعات عن مواضيع يعلمها كل الناس مثل أضرار التدخين والإدمان وتجد المواضيع التى يحتاج إليها الناس فعلاً لجهلهم بها ولأهميتها القصوى لا أحد يفتح ملفاتها ولعل أهم هذه الموضوعات أهمية رضاعة الطفل من لبن الأم ، وأهمية المحافظة على الأسنان وكيفية غسلها بطريقة صحيحة وأهمية وجبة الفطور .

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ22نوفمبر2009

نداء لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية
عندما رحل الكاتب الصحفى العظيم أحمد يهاء الدين كانت لدى أحبائه رغبة حقيقية فى تكملة مسيرته الفكرية لذا انعقدت فى يوم الاثنين الموافق 6 نوفمبر عام 1995 ، فى الساعة العاشرة صباحاُ ، بمقر صحيفة الأهرام – شارع الجلاء – القاهرة ، الجمعية التأسيسية لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية وأنشئت الجمعية الرائعة وشرعت فى عطائها الغزير المستمر للثقافة الذى تمثل فى تقديم جائزة أحمد بهاء الدين الثقافية التى تعد أهم وأكبر جائزة ثقافية سنوية فى مصرتقدم منحة قدرها 10000 جنيه للأبحاث والمشروعات الفائزة مع نشر العمل فى كتاب وإنشاء المراكز الثقافية والمكتبات والاشراف عليها•والمساهمة فى نشر تراث الأستاذ / أحمد بهاءالدين وغيره من التراث المصرى والعربى وتقديم المعونة للجهات والأفراد الذين يساهمون أو يتولون مثل هذا النشر وعقد الندوات والمؤتمرات الثقافية والمحاضرات فى شتى المجالات الثقافية والأمسيات الثقافية والفنية• وتوجيه الدعم النقدى والعينى إلى مختلف النشاطات الثقافية فى مصر ، وتشجيع البحث الثقافى والعلمى ، وكذلك تقديم الدعم العينى والنقدى للطلاب فى المدارس والمعاهد والجامعات•و توجيه الرعاية للمتفوقين علميا فى المدارس والجامعات والمعاهد والباحثين عموما ، وذلك من خلال تقديم الجوائز والمنح الدراسية•و اقامة المعارض الفنية وعروض السينما والمسرح والموسيقى•و إقامة وتنشيط الحرف الفنية المتصلة بالثقافة والفنون و إعداد وطبع ونشر سلاسل كتب مختلفة•و إلاشراف على مكتبة أحمد بهاءالدين بقرية الدوير – مركز صدفا – محافظة اسيوط •و تأسيس مركز أحمد بهاءالدين الثقافى باسيوط ومتابعة الاشراف عليها .
وقد سبق لى التشرف بالفوز بالمركز الأول بجائزة أحمد بهاء الدين الثقافية للإعلام لعام 2009م لكن المشكلة أن الجمعية لا تعلن عن مسابقاتها وأنشطتها بشكل جيد فإعلانات مسابقاتها لا تعلق فى مكان محدد ولا تنشر فى صحف ولا تنشر على الإنترنت وموقع الجمعية على الإنترنت www.ahmedbahaaeldin.com لم يحدث مذ عام 2007م وإنى أرى الإعلانات بالصدفة مع موظفى رعاية الشباب بكليتى بجامعة أسيوط ؛ فالجمعية تكتفى بإرسال الإعلانات إلى موظفى رعاية الشباب بكليات الجامعة وهذا ليس كافيا أولا لأن المسابقات ليست موجهة لطلاب الجامعة فقط وثانيا لأن موظفى الكليات لا يهتمون بتعليق الإعلانات

محمود عبد القادر
مدير موقع الملتقى الثقافى
www.molth.blogspot.com
نشر هذا المقال بصحيفة جريدتك اللبنانية بتاريخ30نوفمبر2009م