الخميس، 13 سبتمبر 2012

13سبتمبر2012

إصلاح البريد المصرى

أفق يا صندوق توفير البريد
صندوق توفير البريد المصرى يعطى فائدة سنوية على المدخرات أعلى من أى فائدة بنكية عاى أى حساب توفير فى أى بنك مصرى أو فرع لبنك أجنبى فى مصر إضافة إلى مجانية فتح حساب التوفير وعدم وجود رسوم سنوية على عكس البنوك .
بعد ذكر هذه المزايا قد تظن عزيزى القارئ أن صندوق توفير البريد المصرى يتمتع بأكبر عد من المدخرين فى مصر لكن هذا للأسف ليس صحيحا لأنه على قدر المميزات الفائقة التى يتمتع بها الصندوق يحوى عيوبا قاتلة تفسد الانتفاع بمميزاته ؛ فرغم تطور البنوك وتطبيقها نظام السحب الآلى عبر بطاقات Master card و Visa card عبر ماكينات الصرف الآلى ATM وإمكانية الإيداع أيضا عبر ماكينات الإيداع إلا إن هذا الصندوق لا يزال متمسكا بالدفاتر الورقية ومن أراد من عملائه السحب الآلى فتلك خدمة خاصة بنوع آخر من حسابات التوفير فى الصندوق وذلك النوع لا يمكن العميل من السحب إلا عن طريق الماكينات فقط دون إمكانية السحب عبر صراف الصندوق وطبعا هذا عيب قاتل لأن ماكينات السحب لدينا فى مصر غالبا ما تكون معطلة نتيجة سوء استعمال الناس ، أما فى البنوك فيمكن للعميل السحب عبر الماكينات أو من صراف البنك من ذات الحساب على السواء .
أيضا مع تطور البنوك استخدمت نظام الأرقام المسلسلة فى التعامل مع العملاء بمعنى أنك كعميل عند دخولك البنك تخبر الموظف بالعملية التى تريد إجراءها كالسحب أو الإيداع مثلا ورقم الحساب الذى ستودع فيه أو تسحب منه فيعطيك الموظف ورقة عليها رقم مسلسل لك ورقم الحساب الذى ستودع فيه أو تسحب منه وتنتظر جالسا إلى أن يظهر رقمك المسلسل فتذهب للشباك لتنفيذ عمليتك دون الوقوف فى طوابير ومعاناة الزحام لكن للأسف مكاتب البريد لم تطبق هذا النظام وحتى إن أرادت تطبيقه فهى لا تحوى مساحة كافية لوضع مقاعد لانتظار الناس .
من لا يتقدم يتأخر وخسارة كبيرة أن تكون قادرا على أن تتقدم وأن تكون عالما بما ستكسبه من التقدم وما ستخسره من الوقوف المقنع أو التأخر المستتر ورغم ذلك تتوانى.
إرسال الأسطوانات CDs
- لائحة إرسال الأسطوانات CD تمنع إرسال أوراق مرفقة مع CD وهذا أمر ضار للغاية فمعظم المسابقات الثقافية تطلب إرسال CD مع أوراق برفقتها فى مظروف واحد لذا نرجو تعديل هذه اللائحة والسماح بإرسال أوراق مع الCD .
- لائحة إرسال الأسطوانات CD للخارج تمنع إرسالCD إلا بعد استخراج تصريح لها من القاهرة وهذا أمر لا يستطيع فعله عملاء مكاتب البريد بالمحافظات الأخرى وهذا أمر ضار للغاية فمعظم المسابقات الثقافية بالخارج تطلب إرسال CD مع أوراق برفقتها فى مظروف واحد لذا نرجو وجود هذه الخدمة(خدمة استخراج ترخيص لCD لإرسالها للخارج) بجميع مكاتب البريد بالمحافظات والمدن وليس بالقاهرة فقط .
الطوابع
- دائما لا تتوفر طوابع بريد من كل الفئات بمعظم مكاتب البريد بالجمهورية الأمر الذى يجعل العميل يتكلف مبالغ إضافية فمثلا عندما يرسل رسالة مسجلة سعرها 180قرشا فإنه يدفع جنيهين لعدم توفر طوابع بريد فئة 30 قرشا لذا نرجو ترك نظام الطوابع القديم المكلف ؛ فكفى عيبا فيه تكلفة طبع الطوابع وصناعتها واتباع نظام التخليص وإمداد مكاتب البريد بماكينات التخليص .
- شفافية الخدمات وتسهيل التعامل
-نرجو وجود لوحة إعلانات بكل مكتب بريد بها الرسوم المختلفة للرسائل والطرود بالبريد العادى والمسجل والسريع والمطبوعات المسجلة وتكون مكتوبة بأسلوب يفهمه العميل حتى يكون كل شىء واضحاً أمام العميل ؛ لأنه حينما يسأل الموظفين يجيبونه إجابات غير كافية .
-نرجو وجود أوراق إعلانية بها الأسعار كما ذكرت فى الفقرة السابقة وأيضاً بها الخدمات وتنشر هذه الأوراق على موقع الهيئة على الإنترنت .
-عندما يرسل العميل أكثر من خطابين مسجلين فى وقت واحد يطلب منه الموظف عمل حافظة خطابات مسجلة وشراء الأوراق الخارجية وكتابة الحافظة بنفسه ولأن المواطن غير مدرب على العمل البريدى فإنه قد يخطىء فى عمل الحافظة فيطلب منه الموظف إعادتها وشراء أوراق جديدة لذا نطلب جعل الموظف يكتب الحافظة بنفسه لا العميل وأن يتم توفير الأوراق اللازمة للحافظة فى مكاتب البريد حتى لا يطلب الموظف من العميل إحضار أوراق خارجية لكتابة الحافظة .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 13سبتمبر2012م
على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/09/13/270976.html

بلدنا أمانة فى أيدينا
يقول الشيخ الشعراوى " الثائر الحق هو من يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد .
ما يجب إدراكه الآن والاهتمام والعمل به بجدية هو أن الفساد لا يأتى من المسئولين فقط فصحيح أن فساد السلطة هو التربة الخصبة لفساد الشعب ولكن الشعب هو العامل الأهم فى تحقيق الفساد ونموه لأن الفساد لا ينمو إلا بقبوله والسكوت عليه والتعاون فى تنفيذه لتحقيق المصالح الشخصية دون نظر إلى الصالح العام برعونة وضيق أفق وقصر نظر بالغين وأذكر المثل الشعبى القائل "يا فرعون إيه فرعنك ؟ملقيتش حد يلمنى"و إنى أتساءل بعجب لم لم يثر شعبنا على موظف صغير مرتش أو مقصر فى عمله .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
لنتذكر قول الشاعر " وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم ؟ "
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟ ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فإننا سنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
من الحمق والسذاجة أن يسلم الإنسان بكل شىء ويصدق أى شىء ويسير وراءه ويؤمن به ويفعله دون أن يتبينه ويفكر فيه ، وقد علم الفيلسوف اليونانى " سقراط " شباب إثينا عدم التسليم بالعادات والتقاليد القديمة دون التفكير فيها فإن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
فمثلا منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
من ير اهتمام المصريين فى التظاهر المطالب برحيل الرئيس مبارك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
أتعجب لماذا لم يثر شعبنا ضد موظف مرتش ؛فالفساد لا يأتى من شخص واحد مهما كانت سلطته وإنما يأتى من تعاون الأطر الشبكية .
قد تظن عزيزى القارىء أن كلامى خطأ وأنه افتراء على شعبنا محتجاً بأن كل مكان فى الدنيا به الخير والشر لكنى أرد عليك بأن اليابان مثلاً التزام الناس فيها بالقوانين الرادعة و غير الرادعة هو الشائع وعدم الالتزام هو النادر على عكس الحال فى مجتمعنا تماماً فهنا إن لم يك القانون رادعاً لما التزم به إلا القليل ممن رحم ربى .
وقد تحتج – عزيزى القارىء- أيضاً بأن بلدنا مليئة بالشهامة والكرم وبأن الحياة فى الغرب تسير بمبدأ " الدنيا مصالح " لكنى أرد عليك بأن الحياة إذا سارت بمبدأ " الدنيا مصالح " لأصبحت نعيماً منقطع النظير لأن الله – سبحانه وتعالى – قد جعل الدنيا تسير بهذا المبدأ "الدنيا مصالح " ولم يترك الشهامة وفعل الخير رجماً بالغيب ففضلاً عن تقنين المشرع الحكيم له وفرضه المساعدة والتكافل جعل فعل الخير مجازى عليه ؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " كل معروف صدقة "(رواه السيوطى فى الجامع الصغير) .
لقد أوضح برنامج " خواطر " التلفازى الذى أعده وقدمه " أحمد الشقيرى " والفيلم المصرى "عسل أسود " بطولة الفنان " أحمد حلمى " والفيلم المصرى " بالألوان الطبيعية " أن معظم شعبنا فى منتهى السوء مع وجود قلة قليلة جداً بين هذا الشعب صالحة يجب أن تحكم البلاد ولكن كيف ستستطيع الإصلاح وسط فساد الناس النابع من نفوسهم لا من شىء آخر فهو ذاتى المنيع كعضلة القلب ذاتية الحركة ، ودعونا نتخيل ما فائدة أفضل مدرب إذا منح لفريق لاعبوه فاسدون؟! ؛ كذلك القوانين الجيدة لا تجدى دون وجود سلطة جيدة تنفذها والاثنان لا يجديان دون وجود شعب يساعدهما على التنفيذ ؛لأن أى نجاح أو فساد فى العالم لا يأتى من شخص بمفرده مهما كانت سلطاته أو جبروته أو قوته وإنما يأتى من تعاون مجموعة أطر الشبكية وقد كان أهم شىء ساعد الخليفة المصلح " عمر بن عبد العزيز " فى مشروعه الإصلاحى التفاف شعبه حول مشروعه الإصلاحى عندما لمسوا صدق المشرف عليه وإخلاصه .
فى حال فساد شعبنا أرى صدق المثل الشعبى " هم اللى علموا الكذب يكذب " ؛ فقد كنت اعتقد أن إصلاح القوانين واتباع مبدأ " سد الذرائع " ( الموجود فى شريعتنا الإسلامية بهدف إغلاق طرق المعاصى ) كفيلاً لإصلاح مجتمعنا لكنى اكتشفت أن ذلك ليس كافياً وأنه لابد أن يصلح الشعب نفسه بنفسه وسأسرد تجربة تدل على ذلك :
فى البنوك اتبع نظام الأرقام على الخزانة منعاً للوساطة فى ترتيب قضاء العملاء معاملاتهم البنكية بمعنى أن عميل البنك يتسلم عند دخوله البنك رقماً مسلسلاً من موظف الأمن وهم رقم دوره وينتظر حتى يأتى دوره بأن يظهر رقمه على شاشة الخزانة وهذا النظام معمول به منعاً للوساطة لأن الأرقام بترتيبها التسلسلى لا تدع فرصة لتحشير رقم بينها لكنى رأيت مرة الخزانة بعدما ظهر عليها رقم 445 لم يظهر عليها 446 وإنما ظهر عليها 334 وذلك لأن عميلاً ذا وساطة أراد أن يقوم بمعاملة بنكية فى تلك اللحظة فأعطوه هذا الرقم وعندما تجادل مسئولى البنك فى ذلك يخبرونك بأنه حين أتى دور رقم 334 كان صاحبه بالخارج وأتى الآن ( وطبعاً هذا كذب لأنه لو حدث ذلك فعندما يعود صاحب رقم 334 سيكون عليه سحب رقم جديد والانتظار من جديد ) ، كما إن هناك ذريعة أخرى يتخذها موظفى البنوك فى ذلك الأمر فقد يحتفظون بالأرقام العشرة الأولى ( من 1 : 10 ) ليعطوها لمعارفهم وأصدقائهم وللمسئولين كى لا ينتظروا دورهم على الخزانة !
حينذاك تأكدت أن هذا الشعب الذى تشربت نفسه روح الفساد لن يصلحه أى نظام صالح إلا لو كان الإصلاح نابعاً من نفسه وقد صدق القول : " لا ينفع الجرباء قرب صحيحة لها ولكن الصحيحة تجرب ) .
وحتى إذا توفرت السلطة التنفيذية الناجحة والقوانين الرادعة فلن يجديا دون تعاون الناس فى التنفيذ ؛ لأن القوانين الدنيوية تتعامل فى الظاهر ولا تستطيع كشف الباطن ولا التدخل فيه كالنيات مثلاً ؛ لذا هناك أشياء لا تستطيع القوانين الوضعية تقنينها ؛ فمثلاً عندما يدخل عميل البنك لإيداع رصيد بحسابه ؛ فإيصال إيداعه الذى يتسلمه من الصراف يثبت حقه وقد قنن القانون ذلك لكن إذا تسلم الصراف المال من العميل ولم يعطه إيصال إيداع وأنكر حقه ولم يك هناك شهود أو شهدوا زوراً فإن القانون الدنيوى حينها لن يستطيع تقنين ذلك ولابد من صلاح الناس وتعاونهم مع القانون .
حين كنت صغيراً كنت أظن أن من يملك سلطة تخول له معاقبة كل من يؤذيه من المفسدين سيعيش سعيداً لذا اعتقدت أن أفراد الشرطة أسعد الناس لكنى حين كبرت اكتشفت خطأ ذلك الاعتقاد وسأوضح ذلك بالآتى :
- إن الفرد فى مجتمعنا يضايقه الفاسدون عشرات المرات يومياً وسأذكر مثالاً بسيطاً جداً فمثلاً عند شرائك أى شىء تجد البائع يغش فى الميزان وفى السلعة وفى السعر والكل يغش فى كل شىء فلو كان المشترى أحد أفراد السلطة وقرر الانتقام من هذا البائع بطريقة غير قانونية فإنه لن يحل المشكلة حلاً جذرياً لأن ذلك إن أصلح فسيصلح هذا البائع فقط وقد لا يصلحه ولكنه يخيفه فيجعله يراعى ضميره أمام هذا المشترى فقط ولن يتحقق الردع العام ، كما أن الانتقام لا يريح المنتقم هنا لأنه قد تضرر فعليا بالنصب والاستغلال والغش وسيتعرض له يومياً من عشرات البائعين الآخرين .
أرى أن حل ذلك يكمن فى تطبيق التفتيش السرى الذى سأذكره بالتفصيل لاحقاً لكنه لن يجدى إلا بتعاون الشعب .
– قد يتبادر إلى ذهنك – عزيزى القارىء – أنى أقصد من ذلك أن وطننا لن يصلح حاله أبد الدهر وأنى يائس من ذلك لكنى لست كذلك بل إنى مؤمن بأن إصلاح جزء خير من فساد الكل وبأن علينا أن نحاول قد استطاعتنا كل فى مجاله ومكانه يبدأ بنفسه ولكل مجتهد نصيب ؛ فيقول تعالى " إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30الكهف)" ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " (رواه أبوهريرة فى صحيح النسائى) ، ويقول الكتاب المقدس: "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل فتلك خطية له "يع 4 : 7 " .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 8سبتمبر2012م
على الرابط
http://ar.mideastyouth.com/?p=18026

فساد وإصلاح التعليـــــم المصــــرى
مع الأسف الشديد أصبح المجتمع المصرى الآن متخلفا فى جميع المجالات ولم يفلح أبناؤه إلا فى المجالات التافهة كالفيديو كليب العارى والفن الهابط باستثناء قله قليلة ، ويزعم البعض أن هذا التخلف بسبب ظروف العصر وتقلبات الدهر وقلة الإمكانيات ، ولكن زعمهم خاطئ تماما ، فمجتمعنا المصرى الأصيل اعتاد أن يضع عقبات وسدوداً أمامه لتعرقله المشاكل دون داع ثم يلوم الزمان !!! ؛ فهو كما قال الشاعر :
' نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا '
وكقول شاعر آخر ' كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء فى القناة سناناً '
، ولعلنا ندرك أن الأطفال نواة المجتمع وأنهم رجال الغد وامهات المستقبل ، ويجب أن نبدأ بالاهتمام بهم ورعايتهم اذا بدأنا رحلة الإصلاح والنهوض بالوطن ، وبناء على قول الشاعر :' العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم
يجب علينا إصلاح التعليم فى بداية رحلة الإصلاح ، فحال التعليم فى مصرنا الحبيبة الآن ليس على ما يرام تماما بل على كل سوء ؛ فقد أصبح التعليم المصرى يتلخص فى هذه المعادلة حفـــظ + دروس خصوصية = نجاح وليس تفوقا ، وهذه بعض الصور للحال السيئة التى وصل اليها التعليم المصرى على سبيل المثال لا الحصر :
-معظم المدرسين غير مؤهلين للتدريس ولا يفقهون شيئا فى مادتهم وتلك كارثه كبيره فهم ضالون ويضلون الطلاب معهم ، وعندما يحاول بعض الطلاب المطلعين توجيههم الى الصواب يرفضون ويتكبرون ، انهم لا يؤمنون بأنه لا كبير فى العلم وأنه فوق كل ذى علم عليم ، وأن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم .
-معظم المدرسين ومديرى المدارس والاداريين فقدوا ضمائرهم و أصبح الخداع وعدم الإخلاص فى العمل شيئا أساسياً فى حياتهم ، وأصبح كل همهم جمع المال بأية وسيلة حلالاً كانت أو حراماً ، وأصبح بعض المدرسين يجبرون الطلاب على الدروس الخصوصية ، وبعضهم لا يشرحون الدروس نهائيا فى الفصول ، وبعضهم يشرحون شرحا سطحيا لا ينفع ولا يضر ، وبعضهم يشرحون شرحا خاطئا ، والبعض الآخر لا يدخلون الفصول اصلاً ؛ فهؤلاء
كما قال الرسول (ص): ' إذا لم تستح فاصنع ما شئت '(رواه البخارى).
-مقاعد الطلاب فى الصفوف غير مريحة تماما وغير صالحة للاستخدام الآدمى فضلا عن أن السبورة والطباشير غير جيدين تماما ، وهذا دائما ما يشجع المدرس على عدم الشرح ، ويشجع الطلاب على إثارة الشغب والفوضى .
-كتب وزارة التربية والتعليم سيئة تماما ولا تحوى أى شرح واف ' وإنما تحوى شرحاً سطحيا
لاسيما فى اللغة العربية والانجليزية والدراسات الاجتماعية بزعم الاعتماد على المعلم وعلى تفكير الطالب ، والوزارة لا تعلم أنه لا يوجد معلم أصلاً !! ومعظم اسئلة الامتحانات تأتى منقولة بالنص من الكتب الخارجية .
-معظم المناهج بما فيها منهج الرياضيات تعتمد على الحفظ لا الفهم مما يجعل الطالب كالزجاجة التى تمتلئ بحفظ المناهج الدراسية ثم تسكبها فى الامتحانات ومن ثم تصبح الزجاجة فارغة لا تحوى أية معلومات مكتسبة من هذه المناهج الدراسية ، وبذلك يزداد غباء الطلاب وتقل قدراتهم على الاستيعاب .
-نظام درجات أعمال السنه مشكلة كبيرة حيث يستغله معظم المدرسين استغلالا سيئا فى اجبار الطلاب على الدروس الخصوصية .
-رغم امداد الوزارة الموقرة للمدارس بأجهزة الحاسب الالى والدش التعليمى إلا أن معظم المدرسين يستغلونها فى سماع الاغانى والترفيه لأنفسهم فقط ويُدخلون الطلاب الى معامل الحاسب الالى ويُجلسونهم امام الاجهزة ولكن يمنعوهم من تشغيلها الا فى حالة وجود لجان تفتيش ؛ فهؤلاء يخافون المسئولين ولا يخافون الله .
-عن الانشطة المدرسية فلا توجد انشطة تماما ولكن بعض اخصائىِّ الاذاعة والصحافة بالمدارس يقومون بانفسهم بكتابة مجلات ومعلقات ويعرضونها فى حالة وجود لجان تفتيش .
-يستغل بعض المدرسين طابور الصباح استغلالاً سيئا للغاية فى عقاب الطلاب ويطيلون فى مدته دون وجود أى سبب واضح .
-تصحيح الامتحانات فى منتهى السوء فى جميع الصفوف الدراسية حتى الشهادتين الاعدادية والابتدائية ؛ فمعظم المصححين لا يملكون ضميرا يقظا يخيفهم من عقاب الله ، فيماطلون فى تصحيح الامتحانات بسبب كسلهم لاسيما فى المواد النظرية كالتاريخ والجغرافيا واللغه العربية .
والآن وبعد كل هذا أين مجانية التعليم ؟! فكيف يتعلم من لا يملك مالا يشترى به الكتب الخارجية والدروس الخصوصية .
والعجيب أن معظم الطلاب المصريين ليس لديهم اقبال على التعليم و الاستذكار والعمل بجد بل يثيرون الشغب والفوضى زاعمين أن مستقبلهم سيئ ولا توجد وظائف للشباب فقد نسوا ان لكل مجتهد نصيباً وأن الله لا يضيع اجر من احسن عملا .
اننى لا اشجع الطلاب على الاستياء والتمرد على التعليم ولكن فقط اكتب لاننا نريد الاصلاح واكتب لايضاح الحال السيئة التى وصل اليها التعليم للمسؤلين ؛ فكلما شاهدت لقاء مع احد المسئولين اجده يقول ان كل شئ على ما يرام والله اعلم هل يدرى بالحال ام يخادع نفسه ويخادعنا وينسى ان الله مطلع على كل شئ ، فقد قال تعالى : ' يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم ولا يشعرون '
انى واثق تماما انه لن يصدق كلامى كل من قرأه ولكن بالتاكيد سيصدقه الطلاب الذين يعانون من هذه المساوئ .
إصــلاح التعليــم المصــــــرى
يمثل التعليم مقياسا لتقدم الأمم وعنوانا لنهضتها ومركزها الحضارى والثقافى ، وقد أثر بلا شك تأثيراً كبيراً فى الآونة الأخيرة على حال العرب وعلى نظرة العالم إليهم التى تمثلت فى الإساءة إلى خير الخلق أول من دعا الى التعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى غزو لبنان وبذر بذور الخراب والفساد فيها ولا أحد يدرى ماذا سيحدث بعد ذلك من جراء هذه النظرة إنها نظرة الاحتقار التى ينظرها إلينا الغرب ويرون أننا متعلمون بلا علم ، فنطلب العلم فى مدارسهم وجامعاتهم إنهم يرون فينا التخلف بعينه ويرون أننا عبيد إحساناتهم وابتكاراتهم فى شتى مناحى الحيـاة وأننا لسنا قادرين على الإبداع والتفانى فى العمل ولكننا قادرون على الكلام فقط والتقليد أحيانا إذا فإننا لا نذيع سرا عندما نقول أن حال التعليم فى مصر الآن فى منتهى السوء ولا أعنى بهذا أن المسئولين فقط هم المقصرون ولكن هذه الكبوة يشترك فيها كل من يعمل بالتعليم ، وتمثل هذه الكبوة - فساد التعليم - عقبة عظيمة فى طريق تقدمنا أو محاولة خروجنا الى النور ومواكبة التقدم الذى حققته الدول الأوربية فى شتى المجالات .
وإذا فكرنا فى إيجاد حلول لهذه المشكلة فسنجد عددا لا نهاية له من الحلول لكن المشكلة ليست فى إيجاد حلول لمشكلة التعليم ولكنها تتمثل فى عدم قدرة شعبنا الطيب على الالتزام ، فهو لا يملك ضميراً يقظا بضبط سيره على الطريق المستقيم ويقيه من شر نفسه ولكنه قليلا ما يلتزم ويتفـانى فى عمله وقليلا ما يعترف بخطئه وقليلا ما يعمل على تصحيح أخطائه وكثيرا ما يهمل فى عمله ويتغاضى عن أخطاء غيره من الناس كى يتغاضوا عن أخطائه وكثيرا ما يلقى اللوم على المسئولين ويضع العقبات والسدود أمامه ثم يلوم الزمان الأمر الذى يجعل كل الحلول غير ممكنة التحقيق وكافة الأفكار غير ممكنة التطبيق فى منظومة التعليم .
وقد فشلت كلا محاولاتنا لإصلاح التعليم لأنها أتت من عقول مفكرينا العظماء ولم تأت من عقول الطلاب الذين يعيشون المأساة وقد فشلت محاولة القضاء على الدروس الخصوصية فشلا ذريعا لأنها نفذت بدون دراسة وبحث ومعرفة أسباب وجود الدروس الخصوصية وأسباب لجوء الطالب إليها الأمر الذى دفعنى لأن أكتب هذا الحل الوحيد الممكن تحقيقه فى نظرى لأنه يجبرنا على الالتزام بطريق غير مباشر ويتمثل فى هذه الأفكار :-
(1) إجراء عشرات الاختبارات العلمية للمعلم قبل تعيينه ، لأنه سيكون مربيا لأجيالنا القادمة لرجال الغد وأمهات المستقبل وشبابنا الذين يمتلكون مستقبل مصر بأيديهم ومن ثم فإن مستقبل مصر فى يدى المعلم ، وأننا نرى كيف تجرى عشرات الاختبارات للاعب الكرة قبل الاتحاق بمدرسة الكرة بأى ناد كبير أو صغير فما بالنا بمربى أجيال سيمتلك عقول شبابنا ؟! وسيكون أقوى مؤثر عليهم ؟!
(2) إجراء تحريات أخلاقية للمعلم قبل قبوله ، فالسبب الأساسى لفساد التعليم فى بلدنا الحبيب هـو غياب الضمير لدى معظم العاملين بالمنظومة فيجب التحرى عن المعلم لاختيار معلم حسن الأخلاق يراعى الله فى عمله ويتفانى فيه وينهاه ضميره عن كل تخاذل أو تقاعس فى أداء عمله الذى يشمل تصحيح الامتحانات الذى يقرر مصائر الطلاب .
(3) رفع أجور المعلمين بتطبيق فكرة الكادر الخاص لهم كى لا تكون لهم حجة فيما يفعله معظمهم الآن .
(4) إلغاء امتحانات أعمال السنة ، لأن الضمير كما ذكرت قد غاب عن معظم شعبنا فأصبح المعلمون يستغلون هذا الأمر فى تهديد الطلاب وإجبارهم على أخذ الدروس الخصوصية
(5) إلغاء مجموعات التقوية المدرسية ، فهى فاشلة كل الفشل ويتوانى فيها المعلمون ويماطلون حتى جعلوا منها مجالا للنصب ونهب المال وتضييع الوقت وخداع النفس .
(6) تعاقد الوزارة الموقرة مع مؤلفى الكتب الخارجية لتحل محل كتب الوزارة وكفانا ضلالا وكفانا تغاطيا عن الحق ومماطلة وكفانا خداعا لانفسنا ولنفق ونعترف بأن الكثير من الكتب الخارجية قد أثبتت تفوقها ، ولست بحاجة الى التذكير بعيوب كتب الوزارة التى يعانى منها كل طلاب مصر وجعل الكتب تباع فى كل المكتبات الخاصة لا فقط فى منفذ توزيع الكتب بالمدرسة لأن الحالة الأخيرة تؤدى إلى سوء استغلال موظف توزيع الكتب وفرض رشاوى على الطلاب وبيع الكتب لصالحه ويجب مراعاة أيضا أن يطبع الكتاب على ورق رخيص الثمن بحيث يكون تكلفته بالربح أقل من الثمن الذى سيتكلفه طالب إذا أراد نسخه عبر ماكينات التصوير photocopy وهو أمر تراعيه دور النشر عندما تطبع الكتب الدراسية الخارجية حاليا وقد خسرت الوزارة الكثير من الأموال فى طبع أدلة تقويم الطالب حيث كان الطلاب والمكتبات الخاصة ينسخونه بربع ثمن بيع النسخة الأصلية منه بالمدارس ونادرا ما كان طالب يشتريه من المدرسة .
(7) إلغاء قيد الحضور والغياب بدءا من المرحلة الاعدادية لعدم إجبار الطالب على التعليم ، حيث أن قيد الحضور والغياب أى الإجبار يؤدى الى حضور الطلاب المشاغبين الذين يمارسون الشغب ويثيرون الفوضى ويمنعون الطلاب الباقين من الاستفادة ويحبطون من يتفانى فى عمله من المعلمين ، كما أن الإجبار شر طرائق التعليم وتعد الإرادة وحرية الاختيار من الأسباب الجوهرية لتفوق الانسان فى أى مجال ، وفى سن الحادية عشرة يكون الطالب قد بلغ قدرا كافيا من الوعى والإدراك يمكنه من اختيار الصواب والبعد عن الخطأ .
(8) عدم إضافة درجة التربية الفنية للمجموع الكلى ، فالرسم موهبة من عند الله - عز وجل -لا يملكها كل الطلاب وإنما يملكها فئة معينة من الطلاب مثل أية موهبة أخرى الأمر الذى يتسبب فى فقدان الكثير من الطلاب درجات كبيرة فى هذه المادة .
(9) جعل التفتيش على المعلمين بإجراء استفتاء للطلاب كل أسبوعين وليس فقط بمرور المفتشين ؛ فالطالب هو الأكثر قدرة على تقييم معلمه ، فلا أحد يعرف المعلم إلا من يعاشره من الطلاب ويتعامل معه وليس المفتش الذى يتعامل معه بواقع عشرين دقيقه كل أسبوعين .
(10) تلقى شكاوى واقتراحات الطلاب عبر بريد إلكترونى للوزارة وليس خداع أنفسنا بالوهم الزائف المتخلف الذى يدعى مجلس آباء والذى يتم فيه الكلام فقط ولا يحدث أى تطبيق لهذا الكلام .
(11) تطبيق عقوبة الفصل النهائى لأى مدرس يتوانى فى عمله بعد التحرى عنه وثبوت ذلك وليس عقوبه الجزاء فقط كى يتم تطوير المنظومة من المفسدين وكى يكونوا عبرة لغيرهم من ضعاف النفوس .
(12) جعل نظام التدريس بدءا من المرحلة الإعدادية على هيئة محاضرات أى تكون لكل مدرس حلقة خاصة ويتم تعليق جدول بمواعيد المحاضرات على أن تبدأ هذه المحاضرات فى الثامنة صباحا وتنتهى فى الواحدة ظهرا بواقع محاضرتين لكل مادة لكل صف ولكل مدرس أسبوعيا على أن يتولى مدرس المحاضرة متابعة الطلاب وإجراء اختبارات تدريبية لهم باستمرار ، وهذا لنترك للطالب حرية اختيار المدرس مثلما تكون لديه الحرية الكامنة فى اختيار مدرس الدرس الخصوصى .
(13) جعل الأنشطة المدرسية اختيارية بما فيها التربية الفنية والموسيقية والزراعية والحاسب الآلى والأنشطة الاجتماعية على أن تبدأ فعالياتها يوميا من الواحدة ظهرا أى بعد انتهاء المحاضرات وحتى الثالثة عصرا بواقع محاضرة واحدة لكل نشاط أسبوعيا لجميع الصفوف ، لأن النظام الحالى يعطى أربع حصص أسبوعيا للأنشطة ويتوانى مدرسو هذه الأنشطة فى أداء عملهم ويجعلون من هذه الحصص مضيعة لوقت الطلاب ولوقتهم ، وقد فسد النشاط الاجتماعى فى الفترة الأخيرة كل الفساد حتى أصبح الأخصائيون الاجتماعيون لا عمل لهم سوء تزوير الأوراق وكتابة التقارير المزيفة التى تقرر أن كل شئ وكل نشاط يتم على ما يرام وقد أصبحوا عاراً على التعليم وعبئاً على الدولة ، وستشمل الأنشطة أيضا الألعاب الرياضية والنشاط الثقافى .
(14) فتح مكتبة المدرسة طوال فترتى المحاضرات والأنشطة أى بدءا من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا .
(15) تطبيق عقوبة الفصل النهائى أيضا على كل من يتوانى فى عمله من مدرسى الأنشطة .
(16) فرض عقوبة الغرامة 50 جنيها لكل من يثير الشغب من الطلاب داخل الصفوف أو خارجها لمدة ثلاث مرات يتم بعدها الفصل نهائيا ويقرر هذه العقوبة مدرس المحاضرة .
(17) جعل طبيب المدرسة يحضر طوال فترتى المحاضرات والأنشطة وكذلك العمال والإداريين.
(18) إلغاء نظام الروتين المعقد الذى يتمثل فى وجوب الكتابة وتدوين ما يحدث فى كل صف فى كشاكيل الطلاب وكشكول المدرس الأمر الذى يفسد المنظومة تمام ويشجع المدرسين على الاعتماد على الورق وخداع النفس .
(19) إلغاء الطابور والإذاعة المدرسية لأنهما لا يطبقان بالصورة المطلوبة ، فالطابور يستخدم من قبل بعض الحمقى من المدرسين فى عقاب الطلاب وارهاقهم وتعذيبهم أحيانا ، وسيتم التعويض عنه بالنشاط الرياضى ، أما الإذاعة المدرسية فتؤدى بأسلوب الروتين المعقد بغرض تنفيذ القوانين لا إفادة الطلاب .
(20) إيجاد مقاعد مريحة صالحة للاستخدام الآدمى للطلاب داخل الصفوف الدراسية وإيجاد سبورة بيضاء يكتب عليها المدرس بقلم فوليماستر كما هو الحال فى الدروس الخصوصية .
(21) دراسة النحو واللغات الأجنبية بتوسع أكبر ، لأنها كالشبكات لا يمكن تجزئتها أو فصلها على حلقات ، فكل جزء فيها مرتبط بالآخر .
(22) تدريس مادة التاريخ على هيئة أفلام سينمائية مع وجود كتب لها لتسهيل استيعابها وحفظها ، حيث أنها تمثل عقبة كبيرة للطلاب ضعيفى ملكة الحفظ .
(23) إجراء مسابقات الطالب المثالى والمواهب وتعميق دراسة اللغة العربية الفصحى بواسطة مستشارين متخصصين وليس بواسطة أخصائيين اجتماعيين معظمهم لا يفقهون حديثا .
24- تدريس المواد العلمية بالتركيز على الجانب العملى بصورة أكبر على عكس ما يحدث الآن .
25-تدريس رياضات الدفاع عن النفس بشكل فعلى
26- تدريس مواد الصيانة والمجالين الصناعى والزراعى بشكل عملى فعلى.
27- مع انتشار المواقع الإباحية على الشبكة العالمية وانتشار تصفحها من قبل شبابنا أدت مشاهدتهم الأفلام الإباحية إلى اعتقادهم اعتقادات خاطئة واكتسابهم معلومات خاطئة تماماً عن الجنس وهذا أمر بالغ الخطورة يتطلب ضرورة تدريس الثقافة الجنسية لطلابنا فى المدارس وهم فى سن مبكرة حتى لا ندع فرصة للأيدى العابثة لتبث الدمار فى عقول شبابنا .
28- مع وجود الثورة التى سببها الحاسوب والشبكة العالمية واقتحامهما كل المجالات فى عصرنا الحالى كان ضرورياً جداً تدريسهما للطلاب فى مختلف مراحل التعليم ويحدث هذا ظاهرياً فقط فى بلدنا الحبيب مصر ولا يفيق أحد إلى هذا الخطر الذى تسببه مناهج الحاسوب المقررة على مراحل التعليم فى مصر التى لا تمت بصلة إلى استخدام الحاسوب فى حياتنا العملية .
هناك أشياء أساسية عن الحاسوب يجب على كل شخص أن يعلمها ويجيدها ؛ فمثلاً لابد أن يعرف كل شخص أجزاء الحاسوب الداخلية والخارجية خير معرفة كى يكون قادراً على شراء حاسوب جديد دون أن يغش أو يخدع فيه ، وأن يكون قادراً على تنصيب نظام التشغيل بنفسه وتنصيب البرامج أيضاً ، وأن يجيد استخدام البرامج الأساسية التى يجب على كل شخص أن يعرفها مثل برامج Microsoft office للأعمال المكتبية وتشمل برامج الكتابة Word وبرنامج تصميم الصفحات الشبكية Front page وبرنامج المحاسبة Excel وبرنامج عرض الشرائح Power Point وغيرها من البرامج المهمة جداً ، وأيضاً برنامج Photoshop للتعامل مع الصور ، وكيفية نسخ الأسطوانات وحفظ الملفات عليها .
ومن الأشياء المهمة التى يجب على كل شخص أن يجيدها فى عالم الشبكة العالمية العنكبوتية : كيفية البحث فيها وكيفية استخدام البريد الالكترونى وكيفية عمل مواقع إلكترونية .
والواقع الذى يحدث فى مصرنا الحبيبة يخالف ذلك تماماً فما يدرس للطلاب هو الأجزاء الخارجية فقط للحاسوب كشكل فقط وتدريس برنامج الكتابة Word وبرنامج الرسام فقط دون عناية .
وفى الشبكة العالمية يدرس الطالب كيفية عمل بريد الكترونى فقط .
أرجو أن يفيق المسئولون عن مناهج تعليم هذه المادة إلى خطر ما يحدث فما يحدث لا يعد تعليماً وإنما هو شىء آخر .
ولماذا لا يتم تدريس برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL خلال السنوات الدراسية؟!
29- فى مدارسنا يخصص عدد من الحصص لمواد المجال الصناعى والزراعى والصيانة والترميمات وتضيع هذه الحصص دون جدوى ( بكل صراحة وكفانا خداعاً لأنفسنا ) لذا يجب أن تكون هذه الحصص عملية ويدرسها مدرسون منتدبون من مدارس التدريب المهنى لا مدرسو المجالات بالمدارس العادية لأنهم غير مؤهلين تماماً بل يجب تخصيص حصص بدلاً منها لتعليم طلابنا حرفة يختارها الطالب فمن الملاحظ أن طلابنا بعد تخرجهم يجدون أنفسهم لا يحملون أية مهارة أو حرفة بجانب مؤهلهم الدراسى .
30- يجب تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى التعليم الفنى أو إدارته بنظام الالتزام فسوف يكون فى هذه الحالة تعليما بمصروفات كالذى يتوفر بنجاح نسبى فى معاهد الكمبيوتر والاتصالات اللاسلكية وقد لجأت بعض الدول الآسيوية الناجحة لتقديم الدعم لمعاهد التدريب الفنى الذى يقوم به القطاع الخاص أساساً سواء عن طريق برامج يتولاها القطاع الخاص أو عن طريق تبنى بعض الشركات الكبيرة لمعاهد صناعية تلحق بها وقد ثبت نجاح هذه التجارب فى الدول الآسيوية فى تخريج المدربين الذين يحتاجهم السوق ويسعى لتشغيلهم كما استطاعت هذه الدول عن طريق هذا الدعم غير المباشر أن تقدم مساعدة مفيدة للإنتاج والتصدير فيها وفى الصين يدفع تلاميذ التعليم الفنى أكثر مما يدفع طلاب الثانوية العامة .
31- فى بعض البلاد التى تكثر فيها الحوادث فى الشوارع تقوم بعض الهيئات بتدريب الناس على كيفية مواجهة الحوادث والتدخل فيها وفى اليابان يدربون الطلاب على كيفية مواجهة الزلازل لذا لابد من تدريس ذلك لطلابنا وتخصيص حصص لذلك .
32-لابد من وضع الامتحان من قبل مجموعة من المدرسين وليس من قبل مدرس واحد ولابد من مراجعة الامتحان ومدى صلاحيته من قبل لجنة مختصة قبل خروجه للطلاب ؛فكم من مرة وضع امتحان الثانوية العامة به أخطاء وأسئلة خارجة عن المنهج وتتخذ الوزارة قرارات بمعالجة ذلك فى التصحيح وتماطل فى تنفيذها.
33-أعجبنى جدا ما فعله ك.حسام البدرى مدرب النادى الأهلى المصرى حينما سافر إلى إنجلترا لمعايشة تدريبات نادى مانشيستر يونايتد الإنجليزى ولمعرفة آخر تطورات وتقنيات التدريب هناك ؛ ففكرته هذه رائعة وستحقق نجاحا كبيرا بإذن الله .
ليتنا ننفذ هذه الفكرة الرائعة فى مجال التعليم فى بلادنا العربية
هذه الفكرة ليست عيبا ولا عارا بل هى ضرورة واجبة وقد فعلها الغرب قديما عندما أخذوا أصول العلوم من ترجمة مؤلفات علماء العرب القدامى وواصلوا بعدها عملهم فى بناء العلم وحققوا التقدم وملكوا العالم
"العالم الحق هو من وضع لبنة فى بناء العلم العظيم "ولا يمكن لشخص أن يعتمد على قدراته فقط دون الاستعانة بالعلم والوسائل الحديثة
34-علمتنى خبرتى مدى أهمية علم الاقتصاد لكل شخص والاقتصاد في بلادنا يدرس كمادة اختيارية في الثانوية العامة لذا أرى أن علم الاقتصاد لابد أن يدرس بكل المراحل الدراسية منذ المرحلة الابتدائية ، وتخصيص حصص لتلك المادة المهمة سهل للغاية ؛لأنه جدير بالذكر أن هناك حصصا كثيرة تخصص لمواد دراسية لا تستحقها فأذكر حصة أسبوعية كانت للموسيقى وحصتين للرسم وحصتين للمجال الزراعى والصناعى وحصة للصيانة وباستثناء الصيانة فكل هذه الحصص تخصص لمواد كمالية و تتعلق بالموهبة التى لا تتوافر عند كل الطلاب ومن ثم لا يستفيد كل الطلاب من هذه الحصص أما علم الاقتصاد فهو شىء أساسى مهم لجميع الطلاب.

أرى أن هذه الحلول صحيحة لأنها صادرة من طالب خاض التجربة وعاش المأساة واكتسب منها خبرات كثيرة وليست صادرة عن مفكر من مفكرينا أو كتابنا العظماء الذين لم يخوضوا التجربة فإننى حين أكتب هذه الحلول لا أمثل كاتبا صحفيا ولكننى أمثل لسان حال الطلاب المصريين وأكون المتحدث باسمهم .
أتمنـى أن تنفذ هذه الحلول ليصلح حال التعليم ومن ثم يصلح حال شبابنا وتستنير عقولهم وتقوى عزائمهم وقدراتهم ، لأنهم سيفعلون كل شئ بإرادتهم وسيمارسون ما يختارونه من الأنشطة بمطلق الحرية وبذلك ستتاح الفرصة للشباب لإثبات ذاتهم وتفوقهم واستغلال قدراتهم ومواهبهم وبذلك سيصبحون قادرين على الإصلاح والتغيير للأفضل وبناء مستقبل مصر .
قد يظن البعض أن أمينتى فى تنفيذ هذه الحلول مستحيلة لأن أحدا من مسئولينا أو مفكرينا العظمـاء لن يقتنع بها وسيصف كاتبها بأنه شاب أهوج ومراهق لم ينضج فكره بعد وأن الطـلاب المتفوقين فقط هم الذين سيؤيدون هذه الأفكار ، ولكن أملى فى الله كبير أن يأتى ذلك اليوم الذى يحصحص فيه الحق ويتم فيه إصلاح التعليم وتطبيق كل الأفكار المثمرة وليس هذه الأفكار فحسب .

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 8سبتمبر2012م
على الرابط
http://ar.mideastyouth.com/?p=18018

لا تتصل ب0900
ترى هل يأتى ذلك اليوم الذى توزع فيه الملايين و آلاف الجنيهات وأطنان الجواهر والألماس والذهب مجاناً بدون أى تعب أو مجهود ؟! هل يأتى اليوم الذى تحصل فيه على كل هذه الأحلام بمجرد ضغطة زر منك أو بمكالمة هاتفية لا تتعدى تكلفتها الجنيه الواحد ؟ هل يأتى ذلك اليوم الذى يصبح فيه جميع الناس مليونيرات ويودعون الفقر وضيق الحال ؟ هل يأتى اليوم الذى لا يعمل فيه أحد ولا يتعب ولا يبذل أى جهد بل يصبح كل ما عليه أن يتلقى ما يأتيه من هذه الكنوز الطائلة ليسعد بها ويستمتع بحياته ؟! إنه بالتأكيد حلم يراود البشر لكنه للأسف الشديد لن يتحقق وإلا أصبحت الحياة لا قيمة لها ؛ فلا قيمة للحياة بلا تعب والدنيا دار اختبار وفرز وتعب لا دار هناء ونعيم وقد خلق الله فيها الخير والشر ليختبر عباده فيهما .
إن هذا اليوم لو أتى فسيتساوى من يعمل مع من لا يعمل بل لن يعمل أحد الأمر الذى سيؤدى إلى هلاك الناس وتدمير حياتهم .
وقد تظن أن ما أتحدث عنه خيال لكنك إذا جلست ولو لبضع دقائق أمام أية محطة تلفازية فلن تجد برنامجاً ولا مسلسلاً ولا أية مادة مبثة إلا وتتخللها عشرات الفواصل الإعلانية من مسابقات الـ 0900 التى قد تشعرك بأنك ستصبح مليونيراً قريباً بلا مجهود وبدون استغراق وقت طويل وتجد الأسئلة فى منتهى السهولة والتفاهة والجوائز خيالية وقد يدفعك ذلك إلى رفع سماعة الهاتف والاشتراك بهذه المسابقات فترد عليك فتاة رقيقة يشعرك صوتها الحنون بالصدق والتفاؤل والسعادة الغامرة وتؤكد لك أنك ستصبح مليونيراً خلال دقائق بعد إجابتك عن السؤال المطلوب إجابته فتجيب بمنتهى السخرية من سهولة السؤال وتسجل بياناتك وتضع سماعة الهاتف و أنت فى قمة الإثارة والسعادة والانبهار ثم تنتظر اللحظة التى ستصبح فيها مليونيراً حينما تفوز بإحدى الجوائز التى لا يقل أى منها عن الآلاف والملايين والكنوز فتفاجأ بأن الأيام تمر يوماً تلو الأخر دون أن يحدث ذلك بل ما يحدث هو أن تأتيك فاتورة الهاتف عالية جداً إثر كثرة اتصالاتك بهذه المسابقات .
إذا حدث لك ذلك فقد نجح مصممو المسابقة فى خداعك ، وقد فشلت فى تروى الأمر ، ترى ما الذى دفعك لفعل ذلك ؟! إنها القابلية للاستهواء وهى سرعة التصديق والانخداع و تستخدم فى معظم الإعلانات التجارية التى تظهر غير ما تبطن أو تبالغ فى إظهاره ، وإن حماقتك وتسرعك أيضاً قد دفعاك لفعل ذلك فلو كنت عاقلاً وحكيماً لترويت الأمر وأدركت أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وأن شيئاً لا يأتى من الفراغ و لسئلت نفسك من ذلك الأحمق الذى يضيع ماله وثرواته هدراً وهملاً ويعطيها لكل من يتصل هاتفياً ، و لسئلت نفسك أيضاً ما الفائدة الثقافية من هذه المسابقات إذا كانت إجابات الأسئلة لا تذاع ، وقد دفعك أيضاً لفعل ذلك طمعك فى الكسب السريع وفى أن تصبح ثرياً فى زمن يسير وبلا مجهود ولا تعب .
مسابقات الـ 0900 تعد أحدث وسائل النصب حالياً ، ترى من أين أتت هذه الأفكار الشريرة الماكرة الخادعة ؟! إنها بالتأكيد قد خرجت من عقول ضحايا البطالة المنتشرين بكثرة فى أنحاء وطننا الحبيب ، فهم أيضاً يبحثون عن الكسب السريع عن طريق الخداع والنصب على العقول التافهة المليئة بالطمع ؛ ولأن هذه الأفكار لم تخرج فقط من عقول بعض العاطلين وإنما خرجت من قلوبهم المليئة بالشرور والبعيدة كل البعد عن الله فإنها وصلت بكل سهولة إلى قلوب وعقول أمثالهم من العاطلين الذين يفكرون نفس التفكير فى الكسب السريع بلا تعب .
الجدير بالذكر والمثير للعجب هو استخدام الأسئلة الدينية والآيات القرآنية الكريمة فى وسيلة النصب هذه !
قد يتعاطف مع هذه المسابقات القلائل الذين فازوا بإحدى جوائزها معتقدين أن أصل المسابقة الحظ وأن عدد الفائزين قليل جداً لكنى لست معهم فلو كان عدد الفائزين قليلاً فى بعض هذه المسابقات التى زعمت أنها أصدقت وعدها بفوز متسابق واحد كل عام أو كل ستة أشهر ؛ إذاً لوجب التنبيه بذلك الأمر فى الإعلان عن المسابقة – لا المبالغة – واستهواء الناس .
لا يصح لى أن أنهى هذه المقالة دون أن ألوم إعلامنا الذى لم يضع حاجزاً لهؤلاء النصابين ولم يوقفهم عند حدهم بل يتمادى فى بث هذه الإعلانات دون وجود أية رقابة !
تذكروا القول القائل : " المال لا ينجم من الأرض ولا يهبط من السماء وإنما يكتسب اكتساباً " .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 8سبتمبر2012م
على الرابط
http://ar.mideastyouth.com/?p=18022