الاثنين، 22 سبتمبر 2014

20 أغسطس 2014

فترة مسائية لبعض المصالح والهيئات والمؤسسات
هناك مؤسسات لابد أن تعمل فترة مسائية لأن الكل يحتاجها ومعظم الناس
يعملون بالنهار ومن هذه المؤسسات البريد والبنوك والسجل المدنى، وجدير
بالذكر أن الحكومة المصرية اتبعت هذا النظام فى فترة ما فبعد حرب أكتوبر
1973م أرادت الحكومة إعادة تعمير مصر اقتصاديا فاتبعت سياسة المزيد من
التيسير على المستثمرين عن طريق قيام مجموعة من الموظفين فى جميع
الوزارات والهيئات بالعمل فترة مسائية من الساعة 2م إلى 5م لتأدية
الخدمات الحكومية مقابل مبلغ أعلى من الرسوم ، وإذا طبق هذا النظام حاليا
سيريح الشعب ويدر ربحا كبيرا للدولة.
محمود عبد القادر
المحامى
www.mahmkd.net.ms

المصرى اليوم، 30أغسطس 2014م
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=436001

*نشر هذا المقال بصحبفة المصريون بتاريخ 14 أغسطس 2014م على الرابط
http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/535913-%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA


ضرورة اتباع نظام التخليص بدلا من الدمغات والطوابع
متبع حاليا نظام الطوابع والدمغات الورقية اللاصقة فى المصالح
والهيئات الحكومية والبريد ونرجو إحلال نظام التخليص (ويتمثل فى قيام
الموظف المختص بختم الاستمارة بخاتم عليه القيمة النقدية المقررة) محله
للأسباب الآتية:
1- دائما لا تتوفر طوابع بريد من كل الفئات بمعظم مكاتب البريد
بالجمهورية الأمر الذى يجعل العميل يتكلف مبالغ إضافية فمثلا عندما يرسل
رسالة مسجلة سعرها 180قرشا فإنه يدفع جنيهين لعدم توفر طوابع بريد فئة 30
قرشا أما فى نظام التخليص سيدفع القيمة المقررة فقط.
2- كثيرا ما تنفذ طوابع ودمغات من فئة معينة حين يكثر الطلب عليها فى
مواسم معينة (كموسم تقدم الطلاب للمدارس الذى يكثر طلب الطوابع التعليمية
فيه) فتتعطل مصالح المواطنين وينتظرون لحين توفر هذه الطوابع أو يسافرون
لشرائها من مكان آخر.
3- الدمغات والطوابع عرضة للتزييف الأمر الذى يضيع أموال الدولة ؛ حيث إن
المقرر أن تذهب قيمة الطوابع لجهات محددة قانونيا (فمثلا طابع تأمين
الأسرة قيمته 50 جنيها تئول إلى صندوق تأمين الأسرة ولكن زيفت كمية كبيرة
من هذا الطابع ولم تئل قيمتها لهذا الصندوق فاقترح نقيب المأذونين
عام2014 م أن يقوم المأذون بتحصيل قيمة هذا الطابع من العريس عند الزواج
أو المطلق عند الطلاق ثم توريدها لمكتب البريد ) أما فى التخليص ففى معظم
المعاملات بالجهات المختلفة يكون التخليص من قبل آخر موظف يتسلم
الاستمارة من المواطن؛ فمثلا فى مكتب البريد يكون التخليص من قبل الموظف
الذى يتسلم الرسالة المراد إرسالها ويكون التخليص هنا آخر خطوة يفعلها
المواطن فى الرسالة فلن يستطيع ختم الرسالة بختم تخليص مزيف وتسليمها
للموظف لأن الموظف المكلف بتسلم الرسالة هو ذاته المكلف بأداء التخليص
لذا يستحيل عمليا تزييف ختم التخليص.
محمود عبد القادر
المحامى
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بصحبفة المصرى اليوم
بدلاً من الدمغات والطوابع، المصرى اليوم، الاثنين 8 سبتمبر2014
http://www.almasryalyoum.com/news/details/518998

*المصريون بتاريخ 17 أغسطس 2014م على الرابط
http://almesryoon.com/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/537777-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B9-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%B5-%D8%A8%D8%AF%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B9




قاعتا محكمة جنايات المنيا رديئتا التهوية
قاعتا محكمة جنايات المنيا رديئتا التهوية للغاية لكون النوافذ الموجودة
بهما (رغم كثرة عددها) من النوع الزجاجى الذى يفتح بالورب فتحات ضيقة جدا
ولا يمكن فتحه كليا طبقا لتصميمه، ونظرا لأننا – المحامين- نقضى أوقات
طويلة بالقاعتين نتعرض لصعوبة التنفس لا سيما أن القاعتين تزدحمان بعدد
كبير جدا من المحامين والمتهمين.
لذا أناشد السيد وزير العدل والسيد محافظ المنيا باستبدال بهذه النوافذ
نوافذ حديدية شبيهة بنوافذ السجون لضمان جودة تهوية القاعتين.
محمود عبد القادر
المحامى
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بصحيفة المصري اليوم بتاريخ 4أغسطس2014م على الرابط
http://www.almasryalyoum.com/news/details/494735

لابد من تغيير طريقة تسجيل بيانات مستخدمى خطوط الهاتف المحمول
عندما يشترى شخص خطا لهاتفه المحمول فإن البائع مسئول عن التحقق من شخصية
مشترى الخط بمقتضى نص المادة 64 من القانون رقم 10 لسنة 2003 بشأن تنظيم
الاتصالات: " كما يلتزم مقدمو ومشغلو خدمات الاتصالات ووكلاؤهم المنوط
بهم تسويق تلك الخدمات بالحصول على معلومات وبيانات دقيقة عن مستخدميها
من المواطنين ومن الجهات المختلفة بالدولة"، ومن يخالف ذلك يعاقب بالحبس
وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه بمقتضى المادة 81
من ذات القانون.
وبديهى لكى يتحقق البائع من شخصية مشترى الخط ويحصل على بيانات دقيقة عنه
لابد منأن يطلع على بطاقته الشخصية لا صورتها فقط ولابد من توقيع المشترى
على عقد بيع الخط، لكن ما يفعله البائعون خلاف ذلك تماما؛ فعند شراء
المشترى خطا تحدث حالة من الحالات الآتية:
-الأولى: ألا يطلب البائع توقيع المشترى على العقد رغم وجود خانة للتوقيع
بالعقد المطبوع كما لا يطلب البطاقة الشخصية للمشترى بل يطلب صورتها فقط؛
حيث تحرر العقود باسم الشخص بعد الحصول على صورة بطاقته فقط دون اشتراط
توقيعه ، وهذا طبعا غير كاف للإثبات لأن صورة البطاقة الشخصية قد يحملها
أى شخص غير صاحبها.
- الثانية: وهى ألا يسجل البائع بيانات المشترى وإنما يترك ذلك لشركة
الاتصالات فعند شرائك خطا لا يطلب البائع بياناتك لكنه يبلغك أن الخط لن
يعمل إلا بعدما تتصل بالشركة منه لتسجل الخط ببياناتك وحين تتصل بالشركة
لتسجل الخط باسمك سيطلب منك موظف خدمة العملاء اسمك واسم جدك لوالدتك
ورقمك القومى، ونرى أن هذا أيضا غير كاف للإثبات لأن الرقم القومى واسم
الجد للوالدة قد يعلمهما شخص آخر غير صاحبهما بكل سهولة كالقريب أو
الصديق.
-الثالثة: وهى الأكثر انتشارا وهى عدم التزام معظم البائعين بتسجيل
بيانات المشترين؛ لأنهم يرون أن ذلك قد يزعج الزبائن ويجعلهم ينفرون من
البائع الذى يلزمهم بتسجيل البيانات ويتركونه ويشترون من البائع الذى لا
يلزمهم بتسجيل البيانات؛ لذا يقوم معظم البائعين بتجميع صور ضوئية photo
copy للبطاقات الشخصية لبعض الأفراد والحصول على اسم الجد للأم لكل منهم
بطرق احتيالية ويسجلون بأسمائهم العديد من الخطوط الهاتفية؛ حيث تحرر
العقود باسم الشخص بعد الحصول على صورة بطاقته فقط دون اشتراط توقيعه
الأمر الذى يمكن البائع من تسجيل العديد من الخطوط باسم شخص واحد
باستخدام صورة بطاقته (وطبعا هذه جريمة نصب مؤثمة بالمادة 336 من قانون
العقوبات) وبذلك يعرض هذا الشخص للخطر عند ارتكاب جريمة بواسطة أحد
الخطوط المسجلة باسمه.
خطر الوضع الحالى على المستخدمين
ونظرا لكثرة عدد المحاضر التى وردت إلى النيابات بشأن مخالفة القانون رقم
10 لسنة 2003 بشأن تنظيم الاتصالات أصدر النائب العام الكتاب الدورى
رقم12 لسنة 2011 بشأن جرائم محلات بيع خطوط الهواتف المحمولة يطالب فيه
أعضاء النيابة العامة بالاهتمام بالمحاضر المحررة عن الجرائم التى تقع
بالمخالفة لهذا القانون وبوجوب استجواب المتهم ومواجهته بالأدلة على
ارتكاب الجريمة.
جدير بالذكر أن كثيرا ما تقع جرائم بواسطة المحمول كالسب والقذف عن طريق
التليفون (مادة308 مكرر من قانون العقوبات)، وتعمد إزعاج أو مضايقة الغير
بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات (مادة 76 من القانون رقم 10 لسنة 2003
بشأن تنظيم الاتصالات)، ومن الأحكام الصادرة فى هذه الجرائم على سبيل
المثال الحكم النهائى الصادر عن محكمة جنح مستأنف الاقتصادية عام 2011م
بمعاقبة الفنانة "ريم البارودى" بالحبس شهرا وإلزامها بدفع 20 ألف جنيه
غرامة فى الدعوى المقامة ضدها من الفنانة "ميسرة أحمد" التى اتهمتها فيها
بالسب والقذف خلال رسائل نصية عبر الهاتف المحمول.
وطبعا عند حدوث جريمة عبر الهاتف المحمول ستستعلم السلطات من خلال شركة
الاتصالات مقدمة الخدمة عن صاحب الخط الذى ارتكبت به الجريمة والشركة
بدورها ستعطى السلطات بيانات الشخص المحرر باسمه عقد شراء الخط وغالبا لا
يكون لهذا الشخص علاقة بالخط (كما ذكرنا مسبقا فى الحالات الثلاث لشراء
الخط) ولكنه يقع فى مشكلة ويتهم بارتكاب الجريمة الحادثة ، وصحيح أن هذا
الشخص حينها سيستطيع الدفع بعدم وجود توقيعه على عقد شراء الخط أو عدم
صحة توقيعه لكننا نريد حلا جذريا للمشكلة لأن مجرد الاتهام الخاطئ شر يجب
اتقاؤه.
التوصيات
أناشد الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بالآتى:
1-إصدار تعليمات ملزمة لأصحاب متاجر خطوط المحمول بعدم تحرير عقد بيع خط
المحمول إلا بتوقيع المشترى والاطلاع على أصل بطاقته الشخصية للتحقق من
شخصيته.
2-إصدار تعليمات ملزمة لشركات المحمول بتغيير طريقة تسجيل بيانات الخطوط
وذلك بترك العمل بنظام تسجيل الخط ببيانات الشخص عن طريق اتصاله بالشركة
وإبلاغها باسمه واسم جده لوالدته ورقمه القومى (لأن هذا غير كاف للإثبات
لأن الرقم القومى واسم الجد للوالدة قد يعلمهما شخص آخر غير صاحبهما بكل
سهولة كالقريب أو الصديق) وأن يستبدل بذلك:
أ-اشتراط توقيع المشترى على عقد البيع وإلزام البائع بالاطلاع على أصل
البطاقة الشخصية للمشترى.
ب-أن تقوم شركات الاتصالات بالاتصال بكل خط جديد يرد إليها عقد بيعه
للتأكد من أن مستخدم الشخص هو نفسه المسجل باسمه الخط وفى حالة عدم
تطابقهما توقف الشركة الخدمة عن الخط، وذلك لمنع الطرق الاحتيالية التى
يفعلها البائعون فى تسجيل الخطوط فى الحالة الثالثة سابقة الذكر.
جدير بالذكر أن توصياتنا للجهاز القومى للاتصالات هى من صميم اختصاصاته؛
فتنص المادة 5 من القانون رقم 10 لسنة 2003 بشأن تنظيم الاتصالات على:
"للجهاز فى سبيل تحقيق أهدافه أن يباشر جميع التصرفات والأعمال اللازمة
لذلك وله على الأخص ما يأتى:
1- تحديد الأسس العامة التى يلتزم مشغلو ومقدمو خدمات الاتصالات بها.
6- وضع القواعد التى تضمن حماية المستخدمين.
9- وضع خطة الترقيم القومى للاتصالات والإشراف على تنفيذها"، كما تنص
المادة 32 من ذات القانون على: "يضع الجهاز نظاما لتسجيل ما يأتى:
2- اتفاقيات الترابط المبرمة بين مقدمى الخدمة.
3- المعلومات الأخرى المتعلقة بشبكات وخدمات الاتصالات".

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

*نشر هذا المقال بصحبفة المصريون بتاريخ24يوليو2014م على الرابط
http://almesryoon.com/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/523235-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D9%85%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84

الجمعة، 6 يونيو 2014

رسالة إلى رئيس مصر الجديد: لابد من غرس أساس الإصلاح أولا

لابد لنجاح أى عمل من صلاح أساسه فمثلا إذا أراد شخص بناء عقار فخم وأتى
بأمهر عمال البناء والتشطيب ومهندسى الديكور وأغلى مواد البناء والتجميل
لكنه لم يضع أساسا سليما لعقاره حينها سيسقط العقار وتضيع كل مجهوداته فى
البناء والتجميل. وأضرب مثلا آخر: إذا كلف إخصائى اجتماعى بتأهيل شاب
مدمن مخدرات فهل يبدأ تعليمه المذاكرة والصلاة أولا أم يعالجه من الإدمان
أولا؟ بالطبع الصحيح أن يعالجه من الإدمان أولا لأنه إذا أصلح صحته
وأساسه وتركيزه بعلاجه من الإدمان سيسهل تعليمه الصلاة والمذاكرة. قبل
التفكير فى حل مشاكل البنزين والسولار ورغيف الخبز يجب إصلاح أساس هذا
البلد وهذا يكمن فى نشر الالتزام والانضباط والقضاء على التسيب ويكمن هذا
فى ضرب الفاسدين بعصا من حديد بتشديد العقوبات لأضعاف مضاعفة ولابد من
التفتيش السرى لضمان حسن سير العمل بجميع القطاعات فلابد من وجود شرطة
سرية تفتش تفتيشاً سرياً متخفياً أما التفتيش عن طريق لجان التفتيش
والمفتشين بصورة علنية لا يظهر جدواه مطلقاً وطالما رأيت ذلك حيث إنه
بمجرد علم الناس بوجود لجنة تفتيش قبل وصولها بيستعدون لها أيما استعداد
ويغطون عيوبهم لحظات التفتيش فقط وبعدها يعود الحال لما كان عليه. وكى
يكون التفتيش السرى صحيحاً لابد من وجود 4 أشخاص على الأقل يقوموا
بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء
استغلاله سلطته. حين يعاقب مخطئ واحد فى هذا البلد بعقوبة مشددة سيتحقق
غرضا العقاب وهما الردع الخاص وهو جزاء من أخطأ لكى لا يعود إلى الخطأ
والردع العام وهو تخويف المخطىء وغيره من ارتكاب الخطأ ببيان جزاء
المخظئ أمام العامة، وحينها لن يخطئ أحد ثانية وستستقيم الحياة. فمثلا
إذا ضبطت شرطة سرية سائق سيارة أجرة يرفع التسعيرة وعوقب بعقوبة مشددة
تتمثل فى الحرمان من ممارسة المهنة لمدة عام ترى – عزيزى القارئ- هل
سيرفع سائق آخر التسعيرة؟! بالطبع لا. بتطبيق عقوبات مشددة استثنائية فى
هذه الفترة ستستقيم الحياة ويصلح أساس هذا البلد وإذا صلح أساسه فسيسهل
جدا حل كل مشاكله وسيسهل حل مشكلة البنزين والسولار ورغيف الخبز بسرعة
بالغة.

* نشر هذا المقال بصحيفة المصريون بتاريخ 6يونيو 2014م على الرابط
http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/488825-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%BA%D8%B1%D8%B3-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7

الأربعاء، 4 يونيو 2014

25-5-2014

The Messenger's consideration to people's feelings
Islam aims to please and reform people, therefore it laid many
principles and basics to protect feelings and preserve emotions
because this increases affability among people.

I saw an instructor calling one of his students saying: "Came, O
blind" hurting his feelings. Another person saw a sick man and said to
him: "Praise be to Allah who has saved me from this affliction"
without taking into consideration that he is saying that loudly,
hurting the feeling of the sick.

- Islam called to promote good word, Allah (may He be Exalted) said on
the tongue of His Messenger (peace be upon him) in his dialogue with
infidels: "Say (O Muhammad peace be upon him to these polytheists,
pagans, etc.) You will not
be asked about our sins, nor shall we be asked of what you do." [Surat
Saba': 25].
He did not say: You shall not be asked about what we did, and we shall
not be asked about your sins. Allah (Exalted be He) says: "And speak
good to people (i.e. enjoin righteousness and forbid evil, and say the
truth about Muhammad peace be upon him)." [Surat Al Baqarah: 83].
He also said: "And say to My slaves (i.e. the true believers of
Islâmic Monotheism) that they should (only) say those words that are
the best." [Surat Al Isra': 53].

- Islam stresses not hurting the feelings of a mistaken. Al Bukhari
reported on the authority of Abu Hurayrah (may Allah be pleased with
him) who said: "A bedouin urinated in the mosqueand some people rushed
to beat him up.The Prophet
(peace be upon him) said:"Leave him alone and pour a bucket of water over it.
Then the Prophet (peace be upon him) commanded his Companions to leave
that ignorant bedouin until he finishes urination. When he finished,
the Prophet commanded that a bucket of water would be poured over his
urine to remove
impurity then the Messenger (peace be upon him) called the bedouin
saying: "It is not proper to use the mosque for urinating or easing
oneself. They are merely built for the remembrance of Allah and the
recitation of the Qur'an."

Mu`awiyah ibn Al Hakam As-Sulamy narrated: "While I was praying with
the Messenger of Allah (may peace and blessings be upon him), a man in
the company sneezed. I said: May Allah bless you! The people stared at
me with disapproving looks, so I said: May my mother lose me, why are
you staring at me? They began to strike their hands on their thighs,
and when I saw them urging me to observe silence (I became angry) but
I said nothing. When the Messenger of Allah (peace be upon him) had
offered Salah (and I declare that neither before him nor after him
have I seen a leader who gave better instruction than he for whom I
would give my father and mother as ransom).By Allah, I have never seen
an instructor
better than him in teaching. I swear that he did not scold, beat or
revile me but said: Talking to persons is not fitting during Salah,
for it consists of
glorifying Allah, declaring his Greatness." [Reported by Muslim].

- Islam commanded us to ask for permission before entering private
places. Allah (may He be Exalted) says: "O you who believe! Enter not
houses other than your own, until you have asked permission and
greeted those in them, that is better for you, in order that you may
remember. *And if you find no one therein, still, enter not until
permission has been given to you. And if you are asked to go back, go
back, for it is purer for you. And Allâh is All-Knower of what you
do." [Surat An-Nur: 28].
The Messenger of Allah (peace be upon him) said: "If anyone of you
asks the permission to enter thrice, and the permission is not given,
then he should return." [Reported by Al Bukhari and Muslim]. So,
whoever asks permission thrice and permission is not given, he should
go back and do not insist on entering so as not to hurt people's
feelings. If the door is open, a guest should stand at the side of the
door and seek permission. The Messenger of Allah (peace be upon him)
used to stand at the side of the door when he visited people without
facing the door. He said: (Peace be upon you! Peace be upon you!)
because there were no curtains at house doors at that time. [Sahih Abu
Dawud 5186].
When the house door is opened, a guest should not look inside but
should look at the one who opened the door because the Messenger
(peace be upon him) said: "When one has a look into the house, then
there is no (need of) permission." [Authentic, Musnad Ahmad 16 / 319].

- Islam prohibited insulting the dead because insulting them hurts the
feelings of the living. So, the Messenger of Allah (peace be upon him)
said: "Do not abuse the deadbecause they have reached the result of
what they forwarded." [Reported by Al Bukhari].

- The Messenger (peace be upon him) considered the feelings of people
during Salah. `Uthman ibn Abu Al `As narrated that the Prophet (peace
be upon him) said: "Lead your people in Salah. And whoever leads a
group of people in Salah, he should lighten it because among them
there are the old, the sick, the weak, and the busy (needy having some
jobs to do).However, when someone offers Salah alone, he may offer a
lengthy Salah as he wishes." [Sahih Al Jami` 1398].

- The Prophet (peace be upon him) used to consider the feelings of
those who are inflicted by a misfortune and consoled them. Ibn `Umar
said: "When `Abdullah ibn Ubay ibn Salul (the hypocrite) died, his son
`Abdullah ibn `Abdullah came to Allah's Messenger (peace be upon him)
and asked him to give his shirt which should be used for the coffin of
his father. He gave that to him. He also asked Allah's Messenger (may
peace be upon him) to lead his funeral prayer. When the
Prophet (may peace be upon him) stood up to perform the Prayer over
him thereupon `Umar caught hold of the clothes of Allah's Messenger
(may peace be upon him)and said: O Messenger of Allah, are you going
to offer the Prayer, whereas Allah has forbidden to offer the Prayer
for him? Upon this the Messenger of Allah (may peace and blessings be
upon him) remarked: Allah has given me a choice saying: Whether you (O
Muhammad) ask forgiveness for them (hypocrites) or ask not forgiveness
for them (and even) if you ask seventy times for their forgiveness,
[Surat At-Tawbah: 80] I will make an addition to the seventy. He said:
He was a hypocrite and Allah's Messenger (may peace be upon him)
performed Prayer over him and Allah, the Exalted and Glorious,
revealed the Ayah: "And never (O Muhammad peace be upon him) pray
(funeral prayer) for any of them (hypocrites) who dies, nor stand at
his grave." [Surat At-Tawbah: 84]. So, he did not offer Salah for them
thereafter." [Reported by Al Bukhari].
- The Prophet (peace be upon him) used to consider the conditions of
beggars and did not hurt them. When a beggar did not deserve money,
the Prophet (peace be upon him) would not give him the money and reply
to him nicely. `Ubaydullah ibn `Ady ibn Al Khayyar said: "Two men told
me that they came to the Messenger of Allah (peace be upon him) in the
Farewell Hajj while he was distributing charities and asked him for
part of them. So, he looked to us from up downwards and saw us
powerful. He said: "If you want, I shall give some of it, but there is
no share for a rich person in it or a powerful person who can earn his
penny." [Authentic Musnad Ahmad 17511].
- When a person comes to meet you while you are busy or you do not
want to meet him, reply to him nicely and do not rebuke him. It was
reported that the Messenger (peace be upon him) had said: "Seventy
thousand people of my followers will enter Paradise without accounts.
People said: Who are they, O Messenger of Allah? He said: They are
those who do not practice cauterization do not use
Ar-Ruqya, and on their Lord they rely. `Ukkashah stood up and said: By
Allah, invoke Allah for me to make me part of them. He said: (you are
among them). He said: A man stood and said: "O Allah's Prophet! Invoke
Allah, to make me part of them. He said: (`Ukashah preceded you with
it)." [Sahih Muslim 218].
It was reported in the book of "the commentary of An-Nawawy on Sahih
Muslim" that he said: The second man did not deserve that rank -unlike
`Ukashah- so, the Prophet (peace be upon him) answered him with
probable speech without declaring that he was not one of them.
I see someone recites the Qur'an loudly in the masjid and that harms
Musallin (those who offer Salah), someone turns up the sound of TV and
that harms his neighbors, and another leaves his children crying and
making noise which harms his neighbors. Another person offers Salah in
masjid but harms people with the smell of sweat and allium which he
ate. Another smokes in transportations and harms passengers. Another
sits comfortably leaving others in tight places whether in the masjid
and transportations without considering people's feelings.
The Prophet (peace be upon him) said: "Lo! every one of you is calling
his Lord quietly. One should not trouble the other and one should not
raise the voice in recitation or in prayer over the voice of the
other." [Sahih Al Jami` 2639].
- Those people may justify their actions by a simple explanation which
we refute with the Prophet's saying: "He who misappropriates the right
of a Muslim by taking a false oath, Allah will condemn him to the fire
of Hell and will forbid Paradise for him." A person asked: "O
Messenger of Allah, even if it is something insignificant?" He
replied: "Yes, even if it is the twig of the Arak tree." [Sahih
Muslim].
I see someone leaves his children mess for a long time in a house he
visits and be a heavy guest. Allah (may He be Exalted) says: "And when
you have taken your meal, disperse, without sitting for a talk.
Verily, such (behaviour) annoys the Prophet, and he is shy of (asking)
you (to go)." [Surat Al Ahzab: 53].
- I see someone who jokes heavily with another by frightening him or
hiding his possessions, and the Prophet (peace be upon him) said:
"None of you should take the property of his brother in amusement
(i.e. jest), nor in earnest." [Good, Sahih Abu Dawud 5003]. He also
said: "Do not frighten Muslims, for frightening Muslims is a great
injustice." [Al Albany graded it as weak Da`if Al Jami`: 6211].

The Messenger (peace be upon him) prohibited secret talks between two
person if they are three to preserve the feeling of the third person.
He said: "When three persons are together, then no two of them should
hold secret counsel excluding the third person." [Sahih Al Bukhari
(6288)].
- I see a father keeps saying to his children that he exerts a lot of
efforts to support them. And a mother troubles her children by saying
that she serves them all the time, so the children get hurt and feel
they are heavy. Another always reminds those whom he helped of his
favor, whereas Islam prohibited us from using this way. Abu Dhar
reported that the Messenger (peace be upon him) said: "There are three
types of people whom Allah will neither talk to, nor look at, nor
purify them, and they have a painful torment. Abu Dhar said: The
Messenger of Allah (peace be upon him) recited thrice. Abu Dhar said:
They are doomed and destroyed! Who are they, O Messenger of Allah? He
said: "One who lets his clothes down, the one who reminds people of
his favor, and a man who takes an oath falsely that he has been
offered for his goods so much more than what he is given." [Reported
by Muslim].
- When you find someone needs something but he cannot demand it,
preserve his feelings and fulfill his need. Allah (Glory be to Him)
says: "So hasten towards all that is good." [Surat Al Baqarah: 148].
Abu Sa`id Al Khudry narrated that when we were travelling with the
Messenger of Allah (peace be upon him), a rider came riding a camel.
He [the narrator] said: and began looking right and left. Upon this
the Messenger of Allah (may peace and blessings be upon him) remarked:
"Whoever has an extra mount should offer it to him who is without it,
and whoever has surplus food should give it to him who has nothing."
He [the narrator] said: He continued mentioning other properties until
we thought that none of us had any right to surplus of his own
property. [Sahih Muslim].
- When someone offers you a present and you refused it for some
reason, explain to him the reason of refusal kindly because Abu Jahm
gifted a decorated garment to the Messenger of Allah (peace be upon
him), and when the Prophet (peace be upon him) finished Salah, he
looked at its decoration. When he started to leave the place of Salah,
he said: Take this garment to Abu Jahm and get me his Inbijaniya (a
woolen garment without marks)as it (the Khamisah) has diverted my
attention from Salah." [Sahih Al Bukhari]. So, the Prophet (peace be
upon him) explained the reason of refusal.
- Some people justify their harsh words by saying that they did not
know that their words or actions are hurting the feeling of people but
their justification is rejected because in order to make ignorance a
reason for pardon, there should not be negligence in learning because
Islam ordained upon us to learn so that we would be able to construct
the earth. Allah (may He be Exalted) says: "Read! In the Name of your
Lord, Who has created (all that exists)," [Surat Al `Alaq: 1].
The Messenger (peace be upon him) said: "Judges are three: One of whom
will go to Paradise and two to Hell. The one who will go to Paradise
is a man who knows what is right and gives judgment accordingly; but a
man who knows what is right and acts tyrannically in his judgment will
go to Hell; and a man who gives judgment for people when he is
ignorant will go to Hell." [Authentic, At-Tirmidhy 1185].

Mahmoud Abd ElKader
www.mahmkd.net.ms

*This article has been published on AlAluka website on 25-5-2014 on this link
http://en.alukah.net/Shariah/0/3900/
http://en.alukah.net/Shariah/0/3903/

الجمعة، 9 مايو 2014

أبريل 2014

أمور لا تحتمل أى إهمال
طبيعى أن الإنسان لا يفعل كل شىء صحيح وإنما يخطئ ويصيب ؛فيقول رسول
الله-صلى الله عليه وسلم-:"كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"(رواه
أنس بن مالك فى الجامع الصغير)،ولكن هناك أمور تتطلب الحرص المبالغ فيه
لأن الخطأ فيها يكون خطأ قاتلا يقضى على الأخضر واليابس ؛فمثلا كلنا نخطئ
فى عملنا لكن هناك مهن الخطأ فيها لا يغفر كخطأ الطبيب وخطأ صراف البنك
مثلا ، وهناك أمور كثيرة من هذا القبيل يتهاون فيها الكثير منها اللعب
بالنار وألعاب أخرى تكون عواقبها وخيمة كقراءة الفنجان على سبيل المزاح
؛فمن يفعل ذلك يتعرض للمس من الجن فيجعله هذا المس يقرأ الفنجان قراءة
صحيحة بجد لا مزاح ولكن المس طبعا يؤذيه أشد الإيذاء .
ومن الأمور التى يتهاون فيها الكثير الاهتمام بالصحة وإهمال الإنسان فى
صحته يؤدى لعواقب وخيمة لأن أمراضا كثيرة لا تظهر أعراضها إلا بعد
استفحالها.
إننا لا نستطيع أبدا أن ننكر اجتهاد وزارة الصحة منذ القدم ولو أفردنا
لذكر ذلك الصدد مجلدات لما كفت ولكننا يهمنا أن يكون هذا الاجتهاد فى
موضعه ؛فمثلا بذلت وزارة الصحة جهودا لا حدود لها فى التوعية بأضرار
التدخين فى الإعلام فى حين وجود أمور أخرى غاية فى ضرورة التنويه عنها
مثل أهمية الفحص الطبى الدورى وخطورة الإصابة ببكتريا الأميبا التى تصيب
الإنسان من الأكل الملوث وتسبب الأنيميا وطبعا معظم شبابنا مصابون بهذه
البكتريا لأن معظمهم يأكلون أكلا ملوثا وطبعا لا يكتشف أحدهم ذلك إلا
بالصدفة عندما يجرى تحاليل طبية ومن الأمور التى تحتاج أيضا إلى تنويه
شديد ضرورة إجراء فحوصات طبية دورية وتحاليل كل فترة للاطمئنان ،لقد كنت
مهملا فى الأمر الأخير لكن موقفا حدث أفاقنى ؛فقد شعرت بألم بإحدى ضروسى
فذهبت لطبيب الأسنان فأخبرنى أن لدى ضرسين غير الضرس التى تؤلمنى تحتاجان
إلى حشو أعصاب وأنى لو كنت أهملتهما أكثر من ذلك لاحتاجتا إلى الخلع
فأخبرته أنهما لم تؤلمانى من قبل فرد على بأن هناك كثيرا من الأمراض لا
تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها لذا على الإنسان الفحص الطبى الدورى وبعد
أن خرجت من عيادة الأسنان شعرت بأهمية الفحص الطبى وفى اليوم التالى على
الفور أجريت مجموعة من التحاليل كشفت لى عن أمراض وأمور أسير الآن فى
علاجها.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
نشر هذا المقال بصحيفة الوطن بتاريخ 26أبريل 2014م على الرابط
http://www.elwatannews.com/news/details/470096
خدعوك فقالوا :
-"إن غداً لناظره قريب " ؛ فالغد بعيد عند انتظاره لأن الانتظار يطيل المدة .
-" إن المسئولين الكبار ذوى المناصب الرفيعة مشغولون بأعمالهم وعقولهم
ممتلئة بأعمالهم ولا مكان فيها للعبث " ؛ فستكون أتفه الأشياء الشغل
الشاغل لمعظمهم بسبب فراغهم وعدم تفانيهم فى عملهم أو عدم حبهم له ؛ فإن
الإنسان لا يتفانى فى عمله ولا يكرس كل تفكيره فيه إلا عندما يحبه حباً
جماً .
-"عندما تعامل الشخصى السيئ معاملة حسنة فسوف يعاملك معاملة حسنة " ؛ فإن
الشخص السيىء سيعاملك معاملة سيئة مهما فعلت معه .
-" من يكون متديناً بمظهره وحافظاً لكتاب الله يكون فقيهاً " ؛ فلا علاقة
بين المظهر والجوهر ولو كان جوهر الناس والأشياء هو مظهرها لما كانت هذه
دنيا بل كانت ستصبح جنة .
-" إذا كنت تسير فى حالك ولا تتدخل فى شئون غيرك فلن يضرك أحد " ؛ لأن
هناك أناس أشرار عدوانيون سيؤذونك دون سبب؛ فيقول رسول الله-صلى الله
عليه وسلم :" إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ ، كحاملِ
المِسكِ ونافخِ الكيرِ . فحاملُ المسكِ ، إمَّا أن يُحذِيَك ، وإمَّا أن
تَبتاعَ منه ، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً . ونافخُ الكيرِ ،
إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك ، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً".(رواه مسلم فى
صحيحه)،ومعنى هذا أنك مهما فعلت لن تستطيع أن تحمى نفسك من إيذاء الأشرار
المحيطين بك فجليس السوء إن لم يحرق ثيابك فستجد منه ريحا خبيثة لذا عليك
الابتعاد عن الأماكن والأوطان التى يتواجد فيها الأشرار قدر الإمكان
وحاول فعل ذلك بكل ما تملك .
-المساواة فى الظلم عدل ، فإصلاح جزء خير من فساد الكل .
- " من تعرفه خير ممن لا تعرفه " ؛ فمن لا تعرفه لن يكون أسوأ ممن تعرفه .
– "العلم فى الراس مش فى الكراس " ؛ لأن البشر خطاء وسمى الإنسان إنساناً
لنسيه أما الأشياء العينية كالكتب تبقى ثابتة لا تتغير ، وقد صدق القول "
أضعف أنواع الحبر خير من أقوى ذاكرة " .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بصحيفة الوطن بتاريخ 20يناير2014م على الرابط
http://www.elwatannews.com/news/details/400404

الأحد، 6 أبريل 2014

14مارس2014م

الحل الصحيح لأزمة الإنترنت فى مصر

صدق القول "إذا أردت أن تطاع فمر بما يستطاع"؛ والمستثمر الناجح هو من
يبحث أولا عن حاجة السوق وعما سيلقى إقبالا من الجمهور وينتج سلعة مناسبة
جيدة تناسب سوقه كى تحقق رواجا ويربح أما المستثمر غير الناجح فهو من
ينتج السلعة على هواه دون النظر إلى الاعتبارات السابقة.

أبين فى مقالى بعض أسباب ثورة الإنترنت القائمة حاليا فى مصر من وجهة
نظرى ثم أطرح حلا عمليا لأزمة الإنترنت فى مصر سيحقق راحة للعملاء
وبالتالى إقبالا منهم وبالتالى ربحا كبيرا لشركات الاتصالات.

إننا – مستخدمى- الإنترنت نحتاج الUSB Modem جدا نظرا لتنقلاتنا ولسهولة
الاشتراك به دون اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك
والاستعانة بفنيين؛ لذا كان من المقرر أنه عند إطلاق خدمة الUSB modem أن
تحقق رواجا كبيرا ولكن شركات الاتصالات تصرفت تصرفين أحدهما صحيح والآخر
خاطئ فى نظرى ، والتصرف الصحيح هو إطلاق خدمة الباقات غير المحدودة على
ال USB modem والخاطئ هو عدم جعل باقات الUSB modem مختلفة من حيث سرعتها
بعكس باقات خدمة ADSL فباقات الUSB modem كلها كانت سرعتها لبقية الشهر
64كب/ث وإنما كان الاختلاف فى عدد الميجابايتس التى تمنح بسرعة عالية لكل
باقة فى الUSB modem (بمعنى أوضح يستطيع عميل الADSL دفع مال أكثر ليزيد
سرعة اتصاله بينما مهما لادفع عمبل الUSB modem مالا أكثر فلن يتمكن من
زيادة سرعة اتصاله وإنما سيتمكن من الحصول على قدر من السعة بالميجابايتس
بسرعة عالية)؛ فمثلا فى خدمة ADSL كان نظام الباقات كالآتى: العميل
يستطيع دفع 45جنيها شهريا ليحصل على سرعة 256كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن
يدفع 90جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 512كب/ث طوال الشهر
ويستطيع أن يدفع 140جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 1ميجا/ث طوال
الشهر؛ إذن فهو يستمتع بنفس السرعة طوال الشهر، أما فى الUSB modem فكان
نظام الباقات كالآتى: مثلا يستطيع العميل دفع 25جنيها شهريا ليحصل على
250ميجابايت بسرعة عالية ثم يكمل الشهر بسرعة 64كب/ث طوال الشهر، وإذا
دفع بدلا من ذلك 50 جنيها سيحصل على 500ميجابايت بسرعة عالية ثم يكمل
باقى الشهر بسرعة 64كب/ث، وإذا دفع بدلا من ذلك 100جنيه شهريا يحصل على
1جيجا بايت بسرعة عالية ثم يكمل باقى الشهر بسرعة 64كب/ث، وإذا أراد
تزويد السرعة على نفس الباقة فعليه شراء ميجابايتس زيادة كأن يدفع
10جنيهات ليحصل على 1جيجابايت بسرعة عالية ثم أيضا يكمل باقى الشهر بسرعة
64كب/ث وإذا أراد سرعة عالية مرة أخرى بعد نفاد ال1جيجا بايت فعليه أيصا
دفع 10 جنيهات آخرين ليحصل على 1جيجابايت بسرعة عالية ثم أيضا يكمل باقى
الشهر بسرعة 64كب/ث مرة أخرى؛ إذا لم تكن باقات الUSB modem مختلفة من
حيث سرعتها فكلها كانت سرعتها لبقية الشهر 64كب/ث وإنما كان الاختلاف فى
عدد الميجابايتس التى تمنح بسرعة عالية لكل باقة (بمعنى أوضح يستطيع عميل
الADSL دفع مال أكثر ليزيد سرعة اتصاله بينما مهما لادفع عمبل الUSB
modem مالا أكثر فلن يتمكن من زيادة سرعة اتصاله وإنما سيتمكن من الحصول
على قدر من السعة بالميجابايتس بسرعة عالية)، لذا حين ظهرت باقات الUSB
modem غير المحدودة كان الإقبال عليها متوسطا للعيب سالف الذكر لكنها
حققت رضا نسبيا لدى البعض بسبب سهولة التنقل وسهولة الاشتراك به دون
اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك والاستعانة بفنيين،
بينما لاقت استياء كثيرين بسبب العيب سالف الذكر.

وبعد ذلك بفترة طويلة نظرا لغلاء الأسعار بدلا من أن تتصرف شركات
الاتصالات والإنترنت تصرفا صحيحا وترفع أسعار الباقات غير المحدودة للUSB
modem تصرفت تصرفا أراه غير معقول وهو أن ألغت الباقات غير المحدودة
وجعلت استخدام ال USB modem محدودا بالميجابايتس ( ومن الشركات من فعل
ذلك صراحة كشركتى فودافون وموبينيل ومنهم من فعل ذلك بطريق غير مباشر
كشركة اتصالات ففى نظام منجز باقة ماكس على ال USB modem بـ 25 جنيه فقط
في الشهر والمعروف أنه على هذه الباقة عند الوصول إلي 200 ميجابايت من
التصفح والبريد الإلكتروني سوف تنخفض السرعة إلى 64Kbps لحين موعد
تجديد الباقة وحين تنخفض السرعة للمعدل سالف الذكر تنقطع الخدمة كلية وإن
سارت منتظمة فإنها تتعمد عدم فتح المواقع المهمة مثل youtube.com و
4shared.com كما أنها لا تتيح الولوج على برنامج Yahoo messenger وقد
اتصلت بخدمة العملاء بشركة اتصالات فأخبرنى الموظف بأن فتح موقع yotube و
4shared وYahoo messenger يحتاج إلى سرعة إنترنت عالية فرددت عليه بأن
كلامه خاطئ لأن خدمة الإنترنت بهذه السرعة الضئيلة 64Kbps بعد الوصول
إلي200 ميجابايت رغم أنها لا تمكننى من فتح موقع youtube.com إلا إنها
تمكننى من فتح مواقع الفيديو الأخرى مثل www.islamictube.com/videos ورغم
أنها لا تمكننى من فتح موقع 4shared.com إلا إنها تمكنى من فتح مواقع
التحميل الأخرى الشبيهة به مثل mediafire.com وإذا كانت لا تمكننى من
الولوج فى برنامج Yahoo messenger فإنها تمكننى من الولوج فى برامج
المحادثة الشبيهة مثل Google talk

إذن فالمشكلة ليست فى أن معدل الخدمة سريع أو بطئ كما ذكر لى الموظف
وإنما هى مشكلة فنية متعمدة فى فتح موقعى youtube.com و 4shared.com
والولوج فى برنامج Yahoo messenger ، وقد تقدمت بشكوى رقم
CPN20121119144157 للحكومة المصرية مذ أكثر من عام أشكو فيها من هذا
التحايل والمماطلة ولم يبت فيها بعد).

وجدير بالذكر أن ما لم تدركه شركات الاتصالات هذه أنها الخاسر الأكبر من
قرار إلغاء الباقات غير المحدودة للUSB Modem وجعل الحساب عليه
بالميجابايتس؛ فقد جعل هذا القرار معظم مشتركى ال USB Modem إن لم يكن
كلهم يلغون اشتراكهم به لأن جعل الحساب على الإنترنت بالميجابايتس أمر لا
يفعله عاقل وينتظر إقبالا عليه من العملاء لأنه شبيه بالحساب بالدقائق
التى ستقضيها على الإنترنت كأن تكون دقيقة الإنترنت بجنيهين.

والخدمة الأخرى البديلة التى تقدمها شركات الاتصالات هى باقات الADSL غير
المحدودة وليس عيبها ارتفاع السعر؛ فسعرها معقول وإنما عيبها أنه
للاشتراك فى باقات ADSL لابد من امتلاك خط تليفون أرضى ومعظم البيوت لا
تملك خط تليفون أرضى وبالتالى لا تستطيع الاشتراك فى خدمة ADSL وبالتالى
تخسر شركات الاتصالات فرصة كسب هؤلاء العملاء الذين يلجأون إلى عمل وصلات
غير شرعية من مقاهى الإنترنت.

التوصيات

لذا نرجو من شركات الاتصالات عمل باقات غير محدودة لل USB modem وتكون
مختلفة فى سرعتها (بمعنى أوضح يستطيع العميل فيها دفع مال أكثر ليزيد
سرعة اتصاله)؛ فمثلا يكون نظام الباقات كالآتى: العميل يستطيع دفع
45جنيها شهريا ليحصل على سرعة 256كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن يدفع
90جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 512كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن
يدفع 140جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 1ميجا/ث طوال الشهر؛ إذن
فهو يستمتع بنفس السرعة طوال الشهر ويرفعون سعرها أكثر من ذلك حسب ما
يرونه مناسبا بشرط الصراخة مع العملاء وتقديم خدمة جيدة دون مماطلة
وحينها سيشترك كل الشباب فى هذه الباقة وستربح هذه الشركات أرباحا طائلة؛
لأننا – مستخدمى- الإنترنت نحتاج الUSB Modem جدا نظرا لتنقلاتنا ولسهولة
الاشتراك به دون اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك
والاستعانة بفنيين.

محمود عبد القادر

المحامى

www.mahmkd.net.ms



*نشر هذا المقال بصحيفة المصريون بتاريخ 9مارس2014 على الرابط

http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B7%D9%87-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/409373-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD-%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1





مفاجأة: رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها

أوجه رسالة إلى الوزارة الجديدة:

صحيح أن هذه الوزارة مؤقتة لن تدوم لكن ليس معنى ذلك أنها تفقد الأمل فى
الإصلاح لأننا مطالبون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفعل المستطاع حتى آخر فرصة
ممكنة؛ فيقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم
فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "( صحيح الجامع)،
وإذا فعلنا كل ما نستطيع فعله فسيكملنا الله– سبحانه- بما لا نستطيعه؛
فيقول تعالى:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ" (العنكبوت69)، وقد توخى
الله-سبحانه- لفظ "جاهدوا" لأن الاجتهاد أو الجهاد معناه اللغوى استفراغ
الوسع حتى الشعور بالعجز عن بذل المزيد.
2-مفاجأة: رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لن تدوم لكنها تستطيع فعل ما لم
تفعله سابقاتها وهو أن تصلح أساس الدولة المصرية وأساس الدولة هو نشر روح
الالتزام والانضباط والقضاء على التسيب وضرب الفاسدين بيد من حديد وإذا
غرسنا هذا الأساس جيدا سيسهل علينا بعد ذلك إصلاح القوانين والسياسات مثل
من يبنى بناء فلابد أولا أن يضع أساسا جيدا له ثم يفكر بعد ذلك فى أحسن
بناء وةأحسن نقاش وأحسن مهندس ديكور.

كيف نصلح أساس الدولة؟

أرى الوزارة مطالبة بفعل شيئين لإصلاح هذا الأساس هما:

عمل تفتيش سرى على كل القطاعات وكى يكون التفتيش السرى صحيحاً لابد من
وجود أربعة أشخاص على الأقل يقومون بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة
منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء استغلاله سلطته.
فرض عقوبات استثنائية مشددة جدا على كل مخطئ.
حين يعاقب مخطئ واحد فى هذا البلد بعقوبة مشددة سيتحقق غرضا العقاب وهما
الردع الخاص وهو جزاء من أخطأ لكى لا يعود إلى الخطأ، والردع العام وهو
تخويف المخطىء وغيره من ارتكاب الخطأ وبيان مصير وجزاء المخطئ أمام
المجتمع.

وبذلك لن يخطئ أحد ثانية وستستقيم الحياة.

فمثلا إذا ضبطت شرطة سرية سائق سيارة أجرة يرفع التسعيرة وعوقب بعقوبة
مشددة تتمثل فى الحرمان من ممارسة المهنة لمدة عام فسيكون خير عبرة لغيره
من السائقين وأتحدى أن تتكرر هذه المخالفة ثانية.

بتطبيق عقوبات مشددة استثنائية فى هذه الفترة ستستقيم الحياة ويصلح أساس
هذا البلد وإذا صلح أساسه سيسهل جدا حل كل مشاكله كمشاكل البنزين
والسولار ورغيف الخبز بسرعة بالغة.

3-اعتاد كثير من المسئولين إيقاف السياسات التى بدأها سابقوهم لمجرد أنها
ليست أفكارهم دون النظر إلى جودتها أو رداءتها، وهذا خطأ كبير؛ فقد صدق
القول القائل:"العالم الحق من وضع لبنة فى بناء العلم العظيم"؛ فلا
يستطيع عالم مهما كان مجتهدا أن يبدأ رحلة اجتهاده من الصفر وإنما يستعين
باجتهادات سابقيه.

محمود عبد القادر

www.mahmkd.net.ms





*نشر هذا المقال بصحيفة الوطن بتاريخ 14مارس2014م على الرابط

http://elwatannews.com/news/details/437353

الخميس، 20 فبراير 2014

1 فبراير 2014م

الرسول - صلى الله عليه وسلم- ومراعاة مشاعر الناس
يهدف الإسلام إلى إسعاد الناس وصلاحهم لذا وضع كثيراً من المبادئ
والأسس لصون المشاعر ومراعاة الأحاسيس لأن هذا يزيد الود بين الناس.
رأيت معلما ينادى أحد طلابه قائلا:"أقبل يا أعمى" ويجرح مشاعره بذلك،
وشخصا يرى مريضا فيقول:"الحمد لله الذى عافانى من هذا البلاء" ولا يراعى
أن يقولها فى سره كى لا يجرح مشاعر المريض، وقد دعا الإسلام إلى الكلمة
الطيبة فيقول –تعالى-على لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم- فى حواره مع
الكفار:"قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا
تَعْمَلُونَ"(25سبأ)؛ فلم يقل: لا تسألون عما عملنا ولا نسأل عما تجرمون،
ويقول-جل شأنه-:"وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً"(البقرة83)، ويقول
أيضا:"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ"(الإسراء53).
راعى الإسلام عدم جرح مشاعر المخطئ فقد روى البخاري عن أبي هريرة - رضي
الله عنه- قال: "بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، وأمر
النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بترك هذا الأعرابي الجاهل حتى ينتهي من
بوله، فلما انتهي أمر أن يراق على بوله سجلا من ماء فزالت المفسدة ثم دعا
الرسول صلى الله عليه وسلم، الأعرابي فقال:"إن هذه المساجد لا يصلح فيها
شيء من الأذى أو القذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن"، وروى معاوية بن
الحكم السلمي:"بينما أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من
القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما
شأنكم تنظرون إلى؟ فـجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم
يصمتوني سكت، فلما صلى-عليه الصلاة والسلام-فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما
قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني
وإنما قال:إن هذه الصلاة لا يصح فيهما شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح
والتكبير وقراءة القرآن.(رواه مسلم).
ألزمنا الإسلام بالاستئذان قبل دخول الأماكن الخاصة؛ فقال تعالى:"يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا
أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ
ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ (28)"(النور27-28)، وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:«إذا
أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع»(متفق عليه)؛ فمن استأذن على
الناس ثلاثاً ولم يؤذن له فليرجع ولا يصر على الدخول؛ كى لا يؤذى مشاعر
الناس، وإذا كان الباب مفتوحا فليقف الضيف على أحد جانبى الباب ويستأذن؛
فقد كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتى بابَ قومٍ لم يستقبلِ
البابَ من تلقاءِ وجهِه، ولكن من ركنِه الأيمنِ أو الأيسرِ، ويقولُ:
السلامُ عليكمُ السلامُ عليكمُ" وذلك أن الدورَ لم يك عليها يومئذٍ ستور
(صحيح، صحيح أبى داود5186) وعندما يفتح باب البيت يجب ألا ينظر الضيف إلى
ما داخل البيت وإنما ينظر إلى من فتح له الباب فقد قال الرسول-صلى الله
عليه وسلم-:"إذا دخل البصر فلا إذن"(صحيح، مسند أحمد16/319).
نهى الإسلام عن سب الأموات لأن في سبابهم إيذاء لمشاعر الأحياء، فيقول
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما
قدموا"(رواه البخارى).
راعى الرسول– صلى الله عليه وسلم- شعور الناس فى الصلاة؛ فعن عثمانَ بنِ
أبي العاصِ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"أُمَّ قومَكَ، ومَنْ أمَّ
قوْمًا فلْيُخفِّفْ، فإنَّ فيهِمْ الكبيرَ، وإنَّ فيهِمْ المريضَ، و إنَّ
فيهِمْ الضعيفَ، وإنَّ فيهِمْ ذا الحاجةِ، فإذا صلَّى أحدُكمْ وحدَهُ
فلْيُصلِّ كيفَ شاءَ"(صحيح الجامع1398).
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يراعي شعور من أصيب بمصيبة ويجبر خاطره
ما لم يك ذلك محرما، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:"لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ اْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ
أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَامَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ لِيُصَلِّيَ
عَلَيْهِ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي
عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا
خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا َسْتَغْفِرْ
لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَسَأَزِيدُهُ عَلَى
سَبْعِينَ قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ:"وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا
تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ فَتَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ"(رواه البخاري).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي السائلين ولا يجرحهم وإن كان السائل
لا يستحق المال رده النبي صلى الله عليه وسلم ردا جميلا بكلمة طيبة ولم
يجرحه؛ فعن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال: أَخْبَرَنِي رَجُلانِ
أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ
الْوَدَاعِ وَهُوَ يُقَسِّمُ الصَّدَقَةَ، فَسَأَلاهُ مِنْهَا، فَرَفَعَ
فِينَا الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ، فَرَآنَا جَلْدَيْنِ فَقَالَ:"إِنَّ
شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا وَلا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلا لِقَوِيٍّ
مُكْتَسِبٍ"(صحيح،مسند أحمد17511).
إذا أتاك شخص لمقابلتك وأنت مشغول أو لا تريده فرده بقول جميل ولا تعنفه؛
فقد روى عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي
سبعون ألفًا بغيرِ حسابٍ. قالوا : ومن هم يا رسولَ الله؟ قال: هم الذين
لا يكتَوون ولا يسترْقُونَ . . وعلى ربِّهم يتوكَّلون. فقام عُكَّاشةُ
فقال: ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم. قال: أنتَ منهم. قال: فقام رجُلٌ
فقال: يا نبيَّ اللهِ! ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم. قال: سبقكَ بها
عُكَاشةَ"(صحيح مسلم218) وورد فى كتاب "شرح النووى على صحيح مسلم" أنه
قِيلَ أنَّ الرَّجُل الثَّانِي لَمْ يَكُ مِمَّنْ يَسْتَحِقّون تِلْكَ
الْمَنْزِلَة بِخِلَافِ عكاشة فَأَجَابَهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَلَامٍ مُحْتَمَل، وَلَمْ يَصرح له بأنه ليس
منهمَ.
أرى شخصا يقرأ القرآن بصوت عال فى المسجد فيؤذى المصلين، وآخرا يرفع صوت
التلفاز فى بيته فيؤذى جيرانه، وآخرا يترك أطفاله يبكون ويحدثون ضوضاء
فيؤذى جيرانه، وآخرا يصلى فى المسجد فيؤذى المصلين برائحة عرقه ورائحة
الثوم الذى أكله، وآخرا يدخن فى وسائل المواصلات فيؤذى الركاب، وآخرا
يجلس بسعة ويضيق على مجاوريه فى المسجد ووسائل المواصلات دون مراعاة شعور
الآخرين؛ ويقول-صلى الله عليه وسلم-:"ألا إِنَّ كُلَّكُم مُناجٍ رَبَّهُ
، فَلا يُؤْذِيّنَّ بَعضُكُمْ بَعضًا، و لا يَرفعُ بَعضُكم على بَعضٍ في
القِراءةِ"(صحيح الجامع2639)، وقد يبرر هؤلاء فعلهم بأن ما يفعلونه شىء
بسيط لكنا نرد عليه بقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"من اقتطع حق امرئ
مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان
شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن قضيبا من أراك"(صحيح مسلم).
أرى شخصا يصطحب أطفاله ويتركهم يعبثون فترات طويلة فى منزل من يزوره
فيؤذيه ويكون ضيفا ثقيلا، ويقول تعالى:"فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا
وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي
النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ"(الأحزاب53).
وأرى شخصا يمزح مزاحا ثقيلا مع غيره بأن يخيفه أو يخبئ متاعه مثلا فيؤذيه
بذلك؛ ويقول-صلى الله عليه وسلم-:"لا يأْخذَنَّ أحدُكم متاعَ أخيهِ
لاعبًا ولا جادًّا"(حسن، صحيح أبى داوود 5003)، ويقول أيضا:"لا تروعوا
المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم".(صحيح، الجامع الصغير9796).
نهى الرسول-صلى الله عليه وسلم- عن الحديث بين اثنين إذا كان الحاضرون
ثلاثة مراعاة لشعور الثالث؛ فقال:" إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون
الثالث"(صحيح البخارى6288).
أرى أبا يردد على ولده أنه يكد ويشقى كثيرا للإنفاق عليه وأما تردد على
ولدها أنها تتعب كثيرا فى خدمته فيتأذى الولد ويشعر بأنه ثقيل، وشخصا
يردد على من ساعدهم فضله، وقد نهانا الإسلام عن المن؛ فروى عن أبى ذر أن
الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا
ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال: فقرأها رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا! من هم
يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: <المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف
الكاذب"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
حين تجد شخصا يحتاج شيئا لكنه لا يستطيع أن يطلبه، فراع شعوره وأد حاجته؛
فيقول تعالى:"فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ"(البقرة148)، وروى أبو سعيد
الخدرى أن بينما نحن في سفرٍ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ
جاء رجلٌ على راحلةٍ له. قال: فجعل يصرف بصرَه يمينًا وشمالًا . فقال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:( من كان معه فضلُ ظهرٍ فليَعُدْ به
على من لا ظهرَ له ومن كان له فضلٌ من زادٍ فليَعُدْ به على من لا زاد له
) قال: فذكر من أصنافِ المالِ ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحدٍ منَّا
في فضلٍ.(صحيح مسلم).
إذا قدم لك شخص هدية فرفضتها لسبب شرعى فبين له سبب الرفض بلطف؛ فقد أهدى
أبو جهم للنبى –صلى الله عليه وسلم- خميصة لها أعلام(ثوب به زينة) فلما
صلى فيها عليه الصلاة والسلام نظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال
اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني
آنفا عن صلاتي"(صحيح البخارى)؛ فبين عليه الصلاة والسلام سبب الرد.
يبرر البعض كلمته الجارحة وفعله المؤذى بأنه لم يك يعرف أن كلمته أو فعله
هذا يجرح المشاعر، ولكن تبريره مردود لأنه كى يكون الجهل سببا للعفو لابد
ألا يكون هناك تقصير فى التعلم لأن الإسلام فرض علينا التعلم للتمكن من
عمارة الأرض فقال تعالى:"اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ"(1العلق)،ويقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"القضاة ثلاثة واحد فى
الجنة واثنان فى النار فأما الذى فى الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل
عرف الحق فجار فى الحكم فهو فى النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو فى
النار"(صحيح، الترمذى1185).
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

*نشر هذا المقال بموقع الألوكة بتاريخ 2فبراير2014م على الرابط
http://www.alukah.net/Sharia/0/66017/


الفرق بين " أعتذر عن الحضور " و " أعتذر عن عدم الحضور "
أصدرت الهيئة العامة المصرية للكتاب عام 1989م كتاب " القرارات المجمعية
فى الألفاظ والأساليب من 1934 إلى 1987 م " وضم الكتاب قرارات مجمع اللغة
العربية المصرى فى الألفاظ والأساليب فى تلك الفترة وهو كتاب رائع لكنه
ضم قرارات أقرتها لجنة المجمع ولم يوافق عليها مجلسه ولا مؤتمره ومنها
قرار أراه مأخوذا على اللجنة بلا جدال ولا وجه لصحته بأى حال من الأحوال
وهو الذى أقرت فيه اللجنة جواز قول البعض " أعتذر عن الحضور " بمعنى :
أعتذر عن عدم الحضور ، باعتبار " عدم " محذوفة ، وهذا بيت الخطأ ؛ لأنه
لو صح ذلك ( حذف عدم) لكان ذلك ذريعة لتغيير مقاصد الكلام ونواياه من
الشىء إلى نقيضه ولكان ذلك ذريعة للتحايل أمام القانون ، والصواب هو أن
عبارة " أعتذرعن عدم الحضور " تشير إلى أن عدم الحضور خطأ يعتذر عنه ،
وعبارة " أعتذر عن الحضور " تشير إلى أن الحضور خطأ يعتذر عنه .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بصحيفة اللغة العربية على الرابط
http://www.arabiclanguageic.org/view_page.php?id=2289


عاجل إلى وزارة الصحة: أين الأقاليم من تطعيمات فيروس
فى إحدى حملات التوعية بالتطعيم ضد الفيروسات الكبدية نُوهنا بضرورة
التطعيم ضد فيروس B لأن التطعيم ضد هذا الفيروس بالمدارس بدأ تطبيقه من
أول دفعة مواليد1992م ولم يطبق على الدفعات السابقة فاتصلت بالخط الساخن
للتوعية بالفيروسات الكبدية الذى أسسته الحكومة المصرية فأكد لى صحة تلك
المعلومة وأخبرنى أن السبيل الوحيد للحصول على هذا التطعيم للدفعات
السابقة على مواليد1992م هو التوجه لهيئة المصل واللقاح بالقاهرة والحصول
على المصل على 3دفعات بسعر رمزى .
طبعا ميزة أن المصل بسعر رمزى لكن عيبا خطيرا أن المصل غير موجود بأى من
مستشفيات الأقاليم والمحافظات وأن السبيل الوحيد للحصول عليه هو التوجه
لهيئة المصل واللقاح بالقاهرة وطبعا التطعيم ضد هذا الفيروس ضرورى لجميع
المواطنين وذهاب أهالى الأقاليم المختلفة إلى هيئة المصل واللقاح
بالقاهرة أمر ليس سهلا .
أطالب وزارة الصحة المصرية بضرورة توفير هذا المصل فى المستشفيات
الحكومية الكبرى بالمحافظات وأرى أن هذه ضرورة لا يجوز التهاون فيها وهى
حق لكل مواطن وبضرورة عمل حملة إعلامية موسعة فى جميع أجهزة الإعلام
للتوعية بصرورة التطعيم ضد هذا الفيروس.
إننا لا نستطيع أبدا أن ننكر اجتهاد وزارة الصحة منذ القدم ولو أفردنا
لذكر ذلك الصدد مجلدات لما كفت ولكننا يهمنا أن يكون هذا الاجتهاد فى
موضعه ؛فمثلا بذلت وزارة الصحة جهودا لا حدود لها فى التوعية بأضرار
التدخين فى الإعلام فى حين وجود أمور أخرى غاية فى ضرورة التنويه عنها
مثل أهمية الفحص الطبى الدورى و خطورة الإصابة ببكتريا الأميبا التى تصيب
الإنسان من الأكل الملوث وتسبب الأنيميا وطبعا معظم شبابنا مصابون بهذه
البكتريا لأن معظمهم يأكلون أكلا ملوثا وطبعا لا يكتشف أحدهم ذلك إلا
بالصدفة عندما يجرى تحاليل طبية ومن الأمور التى تحتاج أيضا إلى تنويه
شديد ضرورة إجراء فحوصات طبية دورية وتحاليل كل فترة للاطمئنان ،لقد كنت
مهملا فى الأمر الأخير لكن موقفا حدث أفاقنى ؛فقد شعرت بألم بإحدى ضروسى
فذهبت لطبيب الأسنان فأخبرنى أن لدى ضرسين غير الضرس التى تؤلمنى تحتاجان
إلى حشو أعصاب وأنى لو كنت أهملتهما أكثر من ذلك لاحتاجتا إلى الخلع
فأخبرته أنهما لم تؤلمانى من قبل فرد على بأن هناك كثيرا من الأمراض لا
تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها لذا على الإنسان الفحص الطبى الدورى وبعد
أن خرجت من عيادة الأسنان شعرت بأهمية الفحص الطبى وفى اليوم التالى على
الفور أجريت مجموعة من التحاليل كشفت لى عن أمراض وأمور أسير الآن فى
علاجها.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

نشر هذا المقال بصحيفة المصريون بتاريخ27يناير2014م على الرابط
http://almesryoon.com/ديوان-المظالم/372265-عاجل-إلى-وزارة-الصحة-أين-الأقاليم-من-تطعيمات-فيروس-b-؟

الأربعاء، 22 يناير 2014

استغاثة لرئيس محاكم المنيا: قاعتا محكمة جنايات المنيا رديئتا التهوية

استغاثة لرئيس محاكم المنيا: قاعتا محكمة جنايات المنيا رديئتا التهوية
 قاعتا محكمة جنايات المنيا رديئتا التهوية للغاية لكون النوافذ الموجودة بهما (رغم كثرة عددها) من النوع الزجاجى الذى يفتح بالورب فتحات ضيقة جدا ولا يمكن فتحه كليا طبقا لتصميمه، ونظرا لأننا – المحامين- نقضى أوقات طويلة بالقاعتين نتعرض لصعوبة التنفس لا سيما أن القاعتين تزدحمان بعدد كبير جدا من المحامين والمتهمين. لذا أناشد السيد وزير العدل والسيد محافظ المنيا باستبدال بهذه النوافذ نوافذ حديدية شبيهة بنوافذ السجون لضمان جودة تهوية القاعتين.
 محمود عبد القادر المحامى

*نشر هذا المقال بصحيفة المصريون بتاريخ  02 يناير 2014 
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%84%D9%85/348877-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A6%D8%AA%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9

2342

عندما ترى مجرما متلبسا تحفظ عليه وكتفه وإياك أن تضربه أو تفتشه
الشائع أنه عندما يرى عامة الناس مجرما متلبسا بالجريمة فإنهم يتحفظون عليه ويفتشونه ويضربونه ثم يسلمونه للشرطة قاصدين بذلك خدمة الصالح العام لكن للأسف نظرا لأنهم يمارسون ذلك دون علم فإنهم يتسببون فى إضرار الصالح العام؛ حيث لا يجوز لآحاد الناس ولا للجان الشعبية تفتيش المتهم وكل ما خوله القانون لهم هو التحفظ على المتهم وعلى جسم الجريمة وتجريده من الأسلحة الظاهرة معه للتمكن من التحفظ عليه دون تفتيشه وتسليمهم إلى أقرب مأمورى الضبط القضائى طبقا لأحكام المادتين37 و 38 من قانون الإجراءات الجنائية.
ولو فتشه عامة الناس فسيكون هذا التفتيش باطلا ويترتب على بطلانه بطلان كل إجراء مبنى عليه وغالبا هذا البطلان يؤدى إلى براءة المتهم بكل سهولة وقد بينت محكمة النقض ذلك فى الطعن رقم 29414 لسنة 76ق جلسة 15/3/2008م والطعن رقم 8847لسنة 78ق جلسة4/11/2010م.
محمود عبد القادر
المحامى

*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 5 ديسمبر2013م على الرابط
http://ar.mideastyouth.com/?p=38754
حلاً لمشكلة الأقلام الصينية
 أثارت الأقلام الصينية المنتشرة منذ سنوات بالأسواق السوداء بمصرنا الحبيبة أكبر الذعر فى قلوبنا، لأن حبرها يمسح بالحرارة دون ترك أى أثر وبعضها حبرها يمسح تلقائياً بعد فترة وقد اتخذت وزارتا التموين و الداخلية إجراءات وقائية منها منع هذه الأقلام من التداول وحظر بيعها وتحذير المصالح الحكومية والبنوك منها ولكن لم يتوصل حتى الآن لحل لهذه المشكلة.
المشاكل التى تثيرهها هذه الأقلام
1- تفتح ثغرة لتغيير أى مستند مع عدم تغيير التوقيع وذلك حينما يوقع شخص بقلمه الجاف العادى على مستند مكتوب بأحد هذه الأقلام فمن الممكن حينئذ أن يعدل الطرف الآخر بنود العقد بعد التوقيع بكل سهولة .
وحلاً لهذه المشكلة نرجو صدور تشريع بعدم الاعتداد بأى مستند مكتوب بخط اليد والاعتداد فقط بالمستندات المكتوبة على الحاسوب ، وهذا أيضاً أفضل قانونياً من جهة وضوح الخط وسلامته لأن هناك أناسا يتعمدون سوء الخط وجعله غير مفهوم ليصبح ذريعة للتحايل أمام القضاء.
وفى ظل عدم استجابة السلطات المصرية لتنفيذ هذا الحل فيمكنك  -عزيزى المواطن- أن تحمى نفسك قدر الإمكان من هذه المشكلة الأولى بأن تراعى عند كتابة عقد أو مستند  كتابته على الحاسوب، وهذا أيضاً أفضل قانونياً من جهة وضوح الخط وسلامته لأن هناك أناسا يتعمدون سوء الخط وجعله غير مفهوم ليصبح ذريعة للتحايل أمام القضاء وراع عند توقيع الشخص أن يوقع بقلمك أنت لا قلمه هو.
2- تثير هذه الأقلام مشكلة أخرى في ثبوت التوقيع على المستندات فمن الممكن مثلا أن يدخل عميل ما أحد البنوك ويطلب سحب مبلغ ما من حسابه البنكى ويوقع على إيصال السحب بأحد هذه الأقلام ويختفى التوقيع تلقائيا بعد فترة ثم يدعى العميل عدم سحبه أى مبلغ من حسابه ويقاضى البنك بادعائه هذا وحينها لن يستطيع البنك إثبات خطأ ما يدعيه العميل ،وقد سارعت بنوك كثيرة في اتخاذ إجراء حمائى من هذه الأقلام وهو إجبار العميل على التوقيع على مستندات البنك بقلم البنك المربوط بحبل معلق بشباك الصرف في البنك لكن حتى الآن هناك بنوك كثيرة لم تتخذ هذا الإجراء الحمائى ولا تزال عرضة للخطر سالف الذكر منها بنك الإسكندرية مثلا، وأرى وسيلة حمائية أكثر فعالية للبنوك أرجو استخدامها بالإضافة للوسيلة التى اتخذوها وهى:
بعض الأوراق البنكية كإيصال السحب مثلا تتكون من نسختين بينهما مادة الكربون الطابعة فعندما يوقع العميل على إيصال السحب مثلا يكتب توقيعه على النسخة الأولى من إيصال السحب والكربون يطبع توقيعه على النسخة الثانية من إيصال السحب الملصق بالنسخة الأولى ويأخذ العميل النسخة المطبوع عليها توقيعه بالكربون ويترك للبنك النسخة الحاملة توقيعه الأصلى، والوسيلة التى أقترحها أن تتكون الأوراق البنكية كإيصال السحب مثلا من 3 نسخ ملصقة ببعضها البعض بينها مادة الكربون بدلا من نسختين فقط وعندما يوقع العميل علي النسخة الأولى يطبع الكربون توقيعه على النسختين الأخرتين ويأخذ العميل إحدى النسختين المطبوعتين بالكربون ويترك للبنك النسخة الحاملة توقيعه الأصلى والنسخة الثانية التى تحمل توقيعه بالكربون وبالتالى إذا وقع العميل بقلم صينى ومحى توقيعه بعد ذلك ستكون مع البنك النسخة الحاملة توقيعه بالكربون، والمحرر الموقع عليه بالكربون يكون فى حقيقته محررا قائما بذاته له حجية فى الإثبات فقد ورد فى الحكم الصادر من محكمة النقض المصرية فى الطعن رقم 527 لسنة 44 ق جلسة 31-1-1978 س29 ص357، وفى الطعن رقم 2150لسنة 51ق جلسة22-5-19994م: "وإذا كان المقصود بالإمضاء هو الكتابة المخطوطة بيد من تصدر منه وكان الإمضاء بالكربون من صنع ذات يد من نسبت إليه فإن المحرر الموقع عليه بإمضاء الكربون يكون فى حقيقته محررا قائما بذاته له حجيته فى الإثبات".
أناشد اتحاد المصارف العربية والبنك المركزى المصرى بإصدار توصية ملزمة لجميع المصارف بتطبيق الحل المقترح.
أما أنت –عزيزى المواطن- فيمكنك حماية نفسك من هذه المشكلة الثانية بأنك عندما تحرر عقدا عرفيا احرص على تزويد نسخة موقعة بالكربون لنفسك، وإذا رفض الطرف الآخر ذلك وأصر على أن يكون العقد من نسختين فقط فخذ أنت النسخة الموقعة بالكربون.
محمود عبد القادر
المحامى

*نشر هذا المقال بموقع شباب الشرق الأوسط بتاريخ 14نوفمبر2013م على الرابط
http://ar.mideastyouth.com/?p=38123






اقتراحاتى لمسودة دستور مصر 2013

1-سلطة اقتراح القوانين
أقرت المادة 97 من مسودة دستور جمهورية مصر العربية التى أعدتها لجنة الخمسين حق رئيس الجمهورية وللحكومة وكل عضو من أعضاء مجلس النواب فى التقدم بمشروع قانون (اقتراح قانون)، والاقتراح المقدم من أحد أعضاء مجلس الشعب يحال إلى لجنة الاقتراحات بالمجلس وإذا أقرت صلاحيته فإنه يحال إلى اللجنة المختصة حسب موضوعه  ثم يعرض على المجلس لمناقشته والتصويت عليه .أما الاقتراح المقدم من رئيس الجمهورية فإنه يستعين بالأجهزة الحكومية بلجانها الفنية لوضع الصيغة القانونية ثم يحال مباشرة إلى اللجنة المختصة بموضوع الاقتراح بمجلس الشعب ثم يعرض على المجلس  لمناقشته والتصويت عليه.
والغريب أن دستورنا حرم رجال القانون من سلطة اقتراح القوانين ، ورجال القانون الممثلون فى القضاة والمحامين وضباط الشرطة هم الأولى والأحق بسلطة اقتراح القوانين لأنهم فى تعامل دائم مع القوانين بحكم عملهم ، وهم الأدرى بما يجب تعديله وما يجب إلغاؤه وما يجب اقتراحه بحكم ثقافتهم القانونية.
سيرد على البعض بأن المادة 113من مسودة الدستور ذاتها أعطت الحق لكل مواطن فى تقديم الاقتراحات المكتوبة إلى أى من مجلسى النواب أو الشورى بشأن المسائل العامة؛ لكنى أعارضهم بأن طول قنوات مرور الطلبات والاقتراحات يؤدى إلى المماطلة والإهمال وسوء التقدير بعكس الاتصال المباشر الذى يوصل الطلب إلى هدفه مباشرة دون تغيير فيه، ولذلك مؤكدات عدة؛ فمثلا فى الفيزياء كلما طالت قناة مرور الإشارة كلما زاد احتمال وجود عوائق تحدث فقدا فى الطاقة، وأذكر أيضا حين دراستى كنت أشترك فى مسابقات الكتب الخارجية وأحصل على هداياها فكانت إحدى الشركات ترسل لى الهدية على منزلى فتصل ليدى مباشرة بينما شركة أخرى كانت ترسل لى إيصالا لأتسلم به الهدية من إحدى المكتبات فكانت المكتبات تماطل وتؤخر الهدية وبعضها يختلسها ويبيعها وبعضها يعطينى الهدية ناقصة.
وفى رأينا هذه المادة تحتاج تعديلا لتوسع المجال لاقتراح القوانين.

2-لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى مدى دستورية القوانين
  تألمت ألما شديدا بعد حل مجلس الشعب المصرى بعدما قضى ببطلان قانون انتخابه ؛لأنى أعلم جيدا أن إعادة انتخاب مجلس الشعب من جديد ستكلف الدولة أموالا باهظة فضلا عن تأخر وجود مجلس شعب مما يعطل وجود تشريع صادر عن سلطة تشريعية حقيقية.
وطالما سبب لنا عدم دستورية القوانين مشاكل كبيرة؛ فقد قضى أيضا بعدم دستورية قانون العزل.
فى مصر لا توجد جهة رقابية ملزمة بالرقابة على دستورية القوانين والرقابة على دستورية القوانين فى مصر اختيارية مخولة على سبيل الحق لا الإلزام لثلاث جهات هى :1-الإحالة من محكمة الموضوع (مادة 29 من قانون المحكمة الدستورية العليا رقم 48لسنة 1979م)،2-الدفع بعدم الدستورية من جانب الأفراد (مادة 29فقرة ب من القانون ذاته)،3-التصدى من جانب المحكمة الدستورية العليا(مادة 27 من القانون ذاته) .
والقضاء بعدم دستورية قانون ما يسبب آثارا وخيمة يتعذر تداركها فى معظم الأحيان لذا أقترح أن ينص الدستور الجديد على أن تشكل المحكمة الدستورية العليا لجنة دائمة من كبار فقهاء القانون فى مصر تكون مهمتها دراسة مدى دستورية أى قانون جديد بإمعان شديد جدا وألا ينشر أى قانون جديد بالجريدة الرسمية إلا بعد التصديق عليه من تلك اللجنة وبعد ذلك أى حكم يصدر بعدم دستورية قانون ما ينفذ بأثر مستقبلى ولا يكون له أثر رجعى حماية لاستقرار المعاملات .
لنتذكر معلومة أمهد بها لاقتراح سأطرحه:
فى المحاكم العادية لا ينفذ الحكم إلا بعد صيرورته نهائيا أى بعد استئنافه أمام محكمة الدرجة الثانية أو بعد مرور الفترة اللازمة لصيرورة الحكم نهائيا إذا لم يُستأنف أمام محكمة الدرجة الثانية لكن المشكلة فى دستورية القوانين أن الطعن بعدم الدستورية متخذا إحدى الصور الثلاث سالفة الذكر لا يسقط بمرور زمن معين وإنما هو مفتوح المدة.
بعض الأحكام بعد استئنافها أمام محكمة الدرجة الثانية وصيرورتها نهائية،فى أثناء الطعن فيها أمام محكمة النقض المقرر أن يجرى الطعن فيها أمام محكمة النقض فى أثناء تنفيذها ، ولكن يجوز لمحكمة النقض إيقاف تنفيذ الحكم النهائى مؤقتا لحين الفصل فى الطعن فيه بالنقض متى طلب منها ذلك إذا كان سيترتب على تنفيذه ضرر يتعذر تداركه (مادة 292من قانون المرافعات المدنية والتجارية رقم13لسنة1968م)؛لذا أتمنى أن يمنح قانون المحكمة الدستورية العليا هذا الحق للمحكمة الدستورية العليا وهو إيقاف تنفيذ عمل تطبيقى لقانون ما فى حالة وجود دعوى قضائية طاعنة بعدم دستورية هذا القانون بشرط أن تكون الدعوى جدية لا كيدية وأن يكون العمل التطبيقى لهذا القانون يترتب عليه آثار يتعذر تداركها.
سيعارضنى البعض بأن هذا الاقتراح غير قابل للتنفيذ واقعيا لأنه إذا طبق ذلك وأوقفت المحكمة الدستورية العليا عملا تطبيقيا لقانون ما فى حالة وجود دعوى قضائية جدية طاعنة بعدم دستورية هذا القانون فستتوقف مصالح الناس ويتوقف سير الحياة بتوقف كل الأعمال المعتمدة على القانون المطعون بعدم دستوريته؛ وأرد على ذلك بالآتى:
1-    هناك أعمال تطبيقية يمكن تأجيلها دون إلحاق ضرر بالغ ومنها مثلا تأجيل انتخابات مجلس الشعب لحين الفصل فى الطعن بعدم دستورية القانون الذى ستتم الانتخابات بناء عليه.
2-     كما أننى لا أقترح إلزام المحكمة الدستورية العليا بفعل ذلك وإنما أقترح منحها سلطة تقديرية فى فعل ذلك وبذلك تقدر ظروف كل حالة وتفعل ما تراه صحيحا وتعمل بالقاعدة الفقهية " الضرر الأكبر يدفع بالضرر الأخف" .
وبذلك نكون قد أدينا ما باستطاعتنا فعله لتلافى الآثار الوخيمة للقضاء بعدم دستورية القوانين .
محمود عبد القادر
المحامى
www.mahmkd.net.ms


*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 31أكتوبر 2013م على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/10/31/310442.html

بلدنا أمانة فى أيدينا
   حين أتجول فى شوارع بلدى الحبيب مصر عقب إحدى مباريات منتخب مصر لكرة القدم أرى اهتمام المصريين البالغ بالمباراة وتمنيهم الفوز وفرحتهم الكبيرة به أو حزنهم البالغ بعد الهزيمة.
أرى اهتمامهم بالغا للغاية لدرجة تعطل مصالح وأعمال مصر كلها خلال المباراة ولا ينشغل أى مصرى سوى بمتابعة المباراتين وهو جالس على أعصابه.
من ير اهتمام المصريين آنذاك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه فى تشجيع منتخب بلده فى المباراة لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
إذا نظرنا إلى بعض الدول المتقدمة فسنرى أسباباً كثيرة لتقدمها ولعل أهم هذه الأسباب كثرة مواردها وتوافر مقومات النجاح فى جميع المجالات فيها وأهم مورد من هذه الموارد هو المورد البشرى الذى تعد جودته أساس تقدم هذه الدول وتتمثل تلك الجودة فى التزام مواطنى هذه الدول بالأخذ بأسباب النجاح والتقدم والتفوق من أجل مصلحتهم ومصلحة موطنهم الذى وفر لهم كل احتياجاتهم فأصبحوا غيورين عليه وباتوا يعلمون أبناءهم جيلاً بعد جيل هذا المبدأ منذ نعومة أظفارهم فيأخذون بأسباب التقدم ولا يعرفون الهرج ولا المرج ويسيرون فى الطريق الذى يجلب الخير لهم ولوطنهم الذى يحبونه .
تعالوا بنا ننظر إلى بعض الدول الفقيرة المتقدمة ، سنجد السبب الرئيسى لتقدمها هو حرص مواطنيها على مصلحة وطنهم ورفع شأنه وإظهاره بشكل جيد أمام العالم ومن ثم يحرص مواطنو هذه الدول على استغلال الموارد القليلة أفضل استغلال حتى لا يشعروا بأنهم أقل أهمية أو علماً أو بأنهم لم يستطيعوا إثبات وجودهم .
هؤلاء قهروا الفقر و نقص الموارد وتغلبوا عليهما بإرادتهم التى صنعت لهم المستحيل فاستحقوا تقدير العالم .
إذا عقدنا مقابلة بين حال هؤلاء وحال مجتمعنا المصرى فبالتأكيد لن تكون هذه المقابلة فى صالحنا لكن علينا أن نعقدها لنعرف أسباب كبوتنا ونسعى لتصحيحها .
إن وطننا الغالى مصر أمدنا قدر استطاعته بكثير من الخدمات المجانية كمجانية التعليم مثلاً لكن للأسف معظم هذه الخدمات مزيفة ومظهرية فقط ولا تلوم فى هذا التزييف وطننا الحبيب وإنما نلوم شعبنا الذى أساء استخدام هذه الخدمات ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المسئولين فى معظم المصالح الحكومية يماطلون ويتكاسلون فى تأدية عملهم وقس على ذلك الفساد والإهمال والاستغلال السيىء لموارد الدولة الكثير من الصور مثل الباعة الجائلين الذين تزدحم بهم الشوارع ويعوقون المرور بالطرق ويتسببون فى الكثير من الحوادث ويلقون بالسباب على بعضهم البعض الأمر الذى يسبب تلوثاً سمعياً فى شوارعنا كما تجد المواطنين يكرسون كل جهدهم فى تخريب المرافق العامة دون فائدة تعود عليهم من هذا السلوك السيىء وكأن عقولهم قد ماتت فأصبحوا يخربون بيوتهم بأيديهم دون فائدة تعود عليهم وتمادياً لسلوكهم السيىء فإنهم يمارسون النصب على بعضهم البعض وكل من يُنصَب عليه أو يُغَش فى شىء يحاول أن ينصب على الآخرين ليروى غليله الأمر الذى أدى إلى انتشار الكراهية والعدوانية والفرقة بين أفراد شعبنا وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف مجتمعنا المصرى فى المجالات كافة .
وإنى أقولها بصراحة: إن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى  تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها  دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
فمثلا منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى .
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
لقد أوضح برنامج " خواطر " التلفازى الذى أعده وقدمه " أحمد الشقيرى " والفيلم المصرى "عسل أسود " بطولة الفنان " أحمد حلمى " والفيلم المصرى " بالألوان الطبيعية " أن معظم شعبنا فى منتهى السوء مع وجود قلة قليلة جداً بين هذا الشعب صالحة يجب أن تحكم البلاد ولكن كيف ستستطيع الإصلاح وسط فساد الناس النابع من نفوسهم لا من شىء آخر فهو ذاتى المنيع كعضلة القلب ذاتية الحركة ، ودعونا نتخيل ما فائدة أفضل مدرب إذا منح لفريق لاعبوه فاسدون؟! ؛ كذلك القوانين الجيدة لا تجدى دون وجود سلطة جيدة تنفذها والاثنان لا يجديان دون وجود شعب يساعدهما على التنفيذ ؛لأن أى نجاح أو فساد فى العالم لا يأتى من شخص بمفرده مهما كانت سلطاته أو جبروته أو قوته وإنما يأتى من تعاون مجموعة أطر الشبكية وقد كان أهم شىء ساعد الخليفة المصلح " عمر بن عبد العزيز " فى مشروعه الإصلاحى التفاف شعبه حول مشروعه الإصلاحى عندما لمسوا صدق المشرف عليه وإخلاصه .
فى حال فساد شعبنا أرى صدق المثل الشعبى "هم اللى علموا الكذب يكذب"؛ فقد كنت اعتقد أن إصلاح القوانين واتباع مبدأ "سد الذرائع"(الموجود فى شريعتنا الإسلامية بهدف إغلاق طرق المعاصى ) كفيلاً لإصلاح مجتمعنا لكنى اكتشفت أن ذلك ليس كافياً وأنه لابد أن يصلح الشعب نفسه بنفسه وسأسرد تجربة تدل على ذلك:
فى البنوك اتبع نظام الأرقام على الخزانة منعاً للوساطة فى ترتيب قضاء العملاء معاملاتهم البنكية بمعنى أن عميل البنك يتسلم عند دخوله البنك رقماً مسلسلاً من موظف الأمن وهم رقم دوره وينتظر حتى يأتى دوره بأن يظهر رقمه على شاشة الخزانة وهذا النظام معمول به منعاً للوساطة لأن الأرقام بترتيبها التسلسلى لا تدع فرصة لتحشير رقم بينها لكنى رأيت مرة الخزانة بعدما ظهر عليها رقم 445 لم يظهر عليها 446 وإنما ظهر عليها 334 وذلك لأن عميلاً ذا وساطة أراد أن يقوم بمعاملة بنكية فى تلك اللحظة فأعطوه هذا الرقم وعندما تجادل مسئولى البنك فى ذلك يخبرونك بأنه حين أتى دور رقم 334 كان صاحبه بالخارج وأتى الآن ( وطبعاً هذا كذب لأنه لو حدث ذلك فعندما يعود صاحب رقم 334 سيكون عليه سحب رقم جديد والانتظار من جديد ) ، كما إن هناك ذريعة أخرى يتخذها موظفى البنوك فى ذلك الأمر فقد يحتفظون بالأرقام العشرة الأولى ( من 1 : 10 ) ليعطوها لمعارفهم وأصدقائهم وللمسئولين كى لا ينتظروا دورهم على الخزانة !
حينذاك تأكدت أن هذا الشعب الذى تشربت نفسه روح الفساد لن يصلحه أى نظام صالح إلا لو كان الإصلاح نابعاً من نفسه وقد صدق القول : " لا ينفع الجرباء قرب صحيحة لها      ولكن الصحيحة تجرب ) .
وحتى إذا توفرت السلطة التنفيذية الناجحة والقوانين الرادعة فلن يجديا دون تعاون الناس فى التنفيذ ؛ لأن القوانين الدنيوية تتعامل فى الظاهر ولا تستطيع كشف الباطن ولا التدخل فيه كالنيات مثلاً ؛ لذا هناك أشياء لا تستطيع القوانين الوضعية تقنينها ؛ فمثلاً عندما يدخل عميل البنك لإيداع رصيد بحسابه ؛ فإيصال إيداعه الذى يتسلمه من الصراف يثبت حقه وقد قنن القانون ذلك لكن إذا تسلم الصراف المال من العميل ولم يعطه إيصال إيداع وأنكر حقه ولم يك هناك شهود أو شهدوا زوراً فإن القانون الدنيوى حينها لن يستطيع تقنين ذلك ولابد من صلاح الناس وتعاونهم مع القانون .
حين كنت صغيراً كنت أظن أن من يملك سلطة تخول له معاقبة كل من يؤذيه من المفسدين سيعيش سعيداً لذا اعتقدت أن أفراد الشرطة أسعد الناس لكنى حين كبرت اكتشفت خطأ ذلك الاعتقاد وصدق قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" " إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ . فحاملُ المسكِ ، إمَّا أن يُحذِيَك ، وإمَّا أن تَبتاعَ منه ، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً . ونافخُ الكيرِ ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك ، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً".(رواه مسلم فى صحيحه)،ومعنى هذا أنك مهما فعلت لن تستطيع أن تحمى نفسك من إيذاء الأشرار المحيطين بك فجليس السوء إن لم يحرق ثيابك فستجد منه ريحا خبيثة لذا عليك الابتعاد عن الأماكن والأوطان التى يتواجد فيها الأشرار قدر الإمكان وحاول فعل ذلك بكل ما تملك ،وسأوضح ذلك بالآتى :
- إن الفرد فى مجتمعنا يضايقه الفاسدون عشرات المرات يومياً وسأذكر مثالاً بسيطاً جداً فمثلاً عند شرائك أى شىء تجد البائع يغش فى الميزان وفى السلعة وفى السعر والكل يغش فى كل شىء فلو كان المشترى أحد أفراد السلطة  وقرر الانتقام من هذا البائع بطريقة غير قانونية فإنه لن يحل المشكلة حلاً جذرياً لأن ذلك إن أصلح فسيصلح هذا البائع فقط وقد لا يصلحه ولكنه يخيفه فيجعله يراعى ضميره أمام هذا المشترى فقط ولن يتحقق الردع العام ، كما أن الانتقام لا يريح المنتقم هنا لأنه قد تضرر فعليا بالنصب والاستغلال والغش وسيتعرض له يومياً من عشرات البائعين الآخرين .
أرى أن حل ذلك يكمن فى تطبيق التفتيش السرى الذى سأذكره بالتفصيل لاحقاً لكنه لن يجدى إلا بتعاون الشعب.
قد يتبادر إلى ذهنك – عزيزى القارىء – أنى أقصد من ذلك أن وطننا لن يصلح حاله أبد الدهر وأنى يائس من ذلك لكنى لست كذلك بل إنى مؤمن بأن إصلاح جزء خير من فساد الكل وبأن علينا أن نحاول قد استطاعتنا كل فى مجاله ومكانه يبدأ بنفسه ولكل مجتهد نصيب ؛ فيقول تعالى:" وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105التوبة) و " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (الكهف30) " ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه . فإن أبى فليمسك أرضه"(رواه مسلم)،و " إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ(رواه الشوكانى فى الفتح الربانى)،كما يقول –صلى الله عليه وسلم –فى ضرورة أداء كل فرد دوره بغض النظر عن النتائج: " إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها"(رواه الألبانى فى صحيح الجامع، وورد فى الكتاب المقدس : "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل فتلك خطية له "يع 4 : 7.
لا يزال شعبنا يردد وراء المطربة " شيرين " أغنيتها " بلدنا أمانة فى أيدينا " دون أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ودون أن يفكر فيها ولو للحظة ودون أن يعمل بها أيضاً .
لقد خلقنا الله سبحانه لعمارة الأرض وأنعم علينا بوطننا الحبيب وإذا كان وطننا محروماً من كثير من الموارد فلديه أعز الموارد ألا وهو الثروة البشرية التى تمثل الكنز الحقيقى لأى مجتمع.
 لنتذكر قول الشاعر:"وما يرفع الأوطان إلا رجالها    وهل يترقى الناس إلا بسلم؟"
إن لم نفق من غفلتنا ونرفع وطننا الحبيب فمن سيرفعه ؟!
يجب أن نكون غيورين على وطننا وأن نتحد ونقف صفاً واحداً من أجل رفعة وطننا الحبيب ، ويجب أن نوقظ قلوبنا وعقولنا من غفلتهم ونعلم أن مصلحة الوطن من مصلحتنا الشخصية ونكف عن إيذاء بعضنا البعض وعن النقد الهدام وعن التمرد على الحكومة وعن الفساد ومحاولة الإصلاح بدلاً من هذا التمرد والكف عن النصب على بعضنا البعض فى كل شىء حتى لا نتعرض لرد فعل هذا النصب والإيذاء من كل منا ونظل فى صراع داخلى أهلى بدلاً من التكاتف .
إننا نحمل إرثاً حضارياً يجدر بنا أن نحافظ عليه فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه ولندع الشعارات الهدامة القائلة بتعجب " أنت هتصلح الكون ؟  ولم لا نصلح الكون وقد خلقنا الله لتعميره ؟!" ليؤد كل منا عمله بإتقان ويوقظ ضميره ويراقبه ولنتعاون فى خدمة بعضنا البعض وفى خدمة وطننا الحبيب .
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ28يوليو2013م على الرابط

ضرورة عمل المرأة
 للأسف الشديد فى عصرنا الحالى عندما يفكر معظم الفتيات فى الزواج لا يفكرن فى العمل زعماً منهن أن ديننا الحنيف قد حدد وظيفة المرأة بتربية الأبناء لكنى أرد عليهم بأن الناس قد عرفوا الله بالعقل وبأنه لابد أن نعبد الله بالعقل وصحيح أن هناك عبادات الأصل فيها الاتباع ولا يجوز فيها استخدام التفكير فيها ولا تعديلها كالصلاة مثلاً لكن هناك أشياء فى حياتنا تركها الله تعالى لتقدير عباده ؛ فقد قال الرسول –صلى الله عليه وسلم - :      " أنتم أعلم بأمر ديناكم " ، وصحيح أن وظيفة المرأة الأساسية هى رعاية شئون المنزل وتربية الأبناء لكن عمل المرأة ليس محرماً شرعاً ولا مكروهاً ؛ وأرى أن عمل المرأة فى عصرنا هذا ضرورة وسأثبت ذلك بالآتى:
 تفكر الفتاة فى الزواج لقضاء شهوتها الجنسية وتفكر فى الإنجاب لقضاء شهوة الإنجاب لديها ولا تفكر فى إعالة الأبناء مادياً باعتبار أن ذلك ليس عملها وإنما هو عمل زوجها .
وتفرح البنت عندما يطلبها رجل للزواج ويبهرها المهر الغالى الذى سيدفع لها وأنها ستعيش فى بيت ستكون هى سيدته وتبهر بأن طلباتها مجابة من الأثاث الفاخر وكل ما تريده من فخفخة فى تجهيز منزل الزوجية ، وتفرح جداً بأنها تنال ذلك دون أن تفعل شيئاً ودون أن تبذل أى مجهود لنيل ذلك فكل ما دفع الرجل للزواج منها إما جمالها الذى منحها الله إياه دون أن تفعل شيئاً وإما حسبها الذى منحه الله إياها أيضاً دون أن تفعل شيئاً ، ونادراً ما يكون الدافع دينها أو مالها وإذا كان الدافع مالها فغالباً ما تكون قد ورثته دون تعب منها أيضاً ؛ وقد يكون مستوى البنت الفكرى متواضعاً جداً (وقد رأيت أمثلة واقعية لذلك ) وكنت أحسد الفتيات على ذلك النعيم الذى ينلنه من أثاث ومسكن فاخر دون مجهود لكنى بعدما رأيت نتيجة ذلك علمت أن ذلك الموقف لا يحسد عليه وسأوضح ذلك جيداً .
لم تضع الفتاة أى احتمال فى أن زوجها قد يطلقها بعد إنجاب أطفال منها والقانون المصرى للأسف لا يحمى حق نفقتها ونفقة أبنائها الحماية اللازمة لأنه يقرر نفقة ضئيلة لا تجدى وعبء إثبات دخل الزوج يكون على الزوجة ، كما أن البنت لا تضع احتمالها فى أن زوجها قد يضايقها فتطلب الخلع منه وحينها سوف تتنازل عن كل حقوقها .
ما ذنب الابن الذى يولد فلا يجد مالاً كافياً للمأكل والمشرب والملبس الملائم بسبب أن أباه قد تخلى عنه والقانون لا يحميه الحماية الكافية وأمه لم تعمل حساب الدهر وتقلباته إنما كانت قصيرة النظر لم تفكر إلا فى شهوتها ؟! والأخطر من ذلك أن فتيات كثيرات من ذوات التفكير الشهوانى يتزوجن من رجال فى منتهى الفقر وينجبن منهم أبناء كثيرين بحجة أن الرزق على الله.
قد يحتج بعض الفتيات بحسن الاختيار والثقة فى الزوج لكنى أرد عليهم بأن البشر متغير وبأن الثقة مفتاح الخيانة وبأنه لا صواب لمن يظن أنه قد عرف شخص ما حق المعرفة لأن أى إنسان متعدد الشخصيات فقد يكون الإنسان شخصا فى العمل وشخصاً آخر فى المنزل وشخصاً آخر فى معاملة من يكون تحت سلطته فقد صدق القول " إذا أردت أن تعرف رجلاً فأعطه السلطة " وهناك صفات فى الإنسان لا تظهر إلا فى ظروف معينة ؛ فمثلاً قد يكون لديك دلو به بنزين وأنت تحسبه به ماء ولا تكتشف أنه بنزين إلا حين تشتعل النيران وتسرع إلى الدلو لتطفىء النيران بما به من ماء فتجد النيران تزداد اشتعالاً؛ ومثلاً هناك فقير لا يشرب الخمر ليس لأنه ملتزم ، لكن لأنه لا يملك مالاً لشراءه.
يقول تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " ، ويقول الشاعر :
 " تحياتى لمجتمع السلام    وكفى ممسك بيد الحسام
 فإن مالوا لسلم فهو سلم    ترف عليه أسراب الحمام
وإن مالوا لحرب فهى حرب    تشيب لهولها رأس الغلام ".
وحتى إذا كان الزوج تقيا وملتزما فيستحيل أن يلبى كل طلبات الزوجة لأنه لا يشعر بها وباحتياجاتها؛ ومن لا يشعر بالشىء لا يقدره تقديرا سليما فشتان بين من يده فى الماء ومن يده فى النار.
لذا أرى ضرورة عمل المرأة وإصرارها على  الاستقلال بكيانها والاعتماد على نفسها لتأمين مستقبلها ومستقبل أبنائها .
وقد يكون الحل فى فرض القانون نفقة كبيرة على الزوج أو الأب لكن ماذا إذا كان الزوج فقيراً فعلاً وحتى لو حجز على راتبه كله وأمواله كلها ما غطت النفقة وحينها سيحبس الزوج لكن الحبس ليس حلاً كما أنه عقوبة غير رادعة ردع العقوبات البدنية فلو حكم على الزوج بعقوبات بدنية إذا لم يسدد نفقة الزوجة والأبناء التى يقررها القانون كبيرة بحيث تكفل طيب العيش للزوجة والأبناء دون أن تتعلق بفقر أو غنى الزوج سيردع ردعاً شديداً وسيفكر كل رجل ألف مرة قبل أن يتزوج ومليون مرة قبل أن ينجب أطفالاً .
دعونا نعود بالتاريخ للوراء ونرى نظام " ليكورجوس " فعندما تولى حكم إسبرطة فى أواسط القرن السابع قبل الميلاد جعل الدولة جهاز حرب مهمتها تنحصر فى تخريج وتربية الجنود الأقوياء الأصحاء وتنشئة البنات بحيث يصبحن أمهات جسورات ينجبن أبطالاً ، وعد "ليكورجوس " الأطفال ملكاً للدولة لا ملكاً لآبائهم وكان الصبى الإسبرطى ينتزع من أسرته متى بلغ السابعة من عمره ويربى من قبل الدولة لذا من الملاحظ أن " ليكورجوس" لم يترك أحد يفعل شيئاً على هواه وإنما كانت البلاد كلها تسير على هوى " ليكورجورس"، وبالرغم من تعسف هذا النظام وضيق أفق صاحبه فقد وصفه " أفلاطون " بأنه أقل أنواع الحكم فساداً ، وإن ما يعجبنى فى المثال السابق هو أن الأطفال كانوا ينشئون من قبل الدولة فى ظروف واحدة ؛ لأنى أتحسر حينما أرى طفلاً يولد لأب فقير وفى ذات الوقت أرى طفلاً يولد لأب غنى ويعيش فى ترف ويتلقى أحسن تعليم ومأكل ومشرب وملبس على عكس الآخر وما ذنب هذا الآخر ولد الفقير ؟! وما ذنب من ولد لأب قاسى القلب يعذبه ويضربه ؟! .
لذا أتمنى أن يكون للابن المتضرر من قسوة الأب أن يختار أن تربيه الدولة على أن يقنن القانون ذلك فيقنن نفقة باهظة يدفعها الأب للحكومة ويقنن القانون عدم استطاعة الأب منع ابنه من طلب التربية من قبل الدولة وحينها كما سبق أن ذكرنا سيفكر الرجل مليون مرة قبل أن ينجب أطفالاً .
لأن الشر فى الإنسان طبيعة فكان طبيعياً أن يسىء معظم الناس استخدام السلطة إذا ملكوها ولكن هذا أمر يمكن حله أو على الأقل يمكن اتخاذ إجراءات لمحاولة حله ومن هذه الإجراءات المطبقة فى بلادنا اشتراط كرم الأصل فيمن يتولى السلطة وحسن سيره وسلوكه ، ووضع ضوابط لذوى السلطة فى عملهم تمنعهم من التعسف إنما المشكلة الكبرى تتمثل فى تعسف الآباء مع أبنائهم والأزواج مع زوجاتهم .
إن الرجل عندما يتزوج امرأة فإنه فى الغالب لا يتزوجها لأنه يحبها لأنه فى الغالب يتزوج أنثى لم يعرفها ولم يحبها من قبل ، وإنما عندما أراد الزواج بحث عن فتاة تناسبه وتزوجها لإشباع رغباته العديدة وبالتالى لا تنتظر منه أن يكون همه إسعادها أو راحتها ولكن همه سيكون سعادته هو وراحته هو وإشباع رغباته ، وعندما ينجب أولاداً فإنه لم ينجبهم إلا لسعادته ولإشباع شهوة الإنجاب لديه وعندما يربيهم لا يكون همه سعادتهم وإنما يكون همه سعادته هو وفخره بهم .
إن أهداف الإنسان دائماً تكون فى الأشياء التى تسعده لا فى الناس مطلقاً وتكون همه مصالحه لا مصالح الناس ؛ لذا فجدير بالذكر أن الأب والأم حين يشقيان فى رعاية أولادهما ويبذلان كل ما فى وسعهما من طاقة فى ذلك لا يكون لهما أى فضل على أولادهما لأنهما لم ينجبا أولادهما إلا إشباعا لشهوة الإنجاب لديهما وعليهما بر أبنائهما وإعطاءهم حقوقهم فى الرعاية.
وجب ذكر ما سبق لأنى لاحظت الكل يتحدث عن وجوب بر الأبناء بالوالدين ويغفل وجوب بر الوالدين بالأبناء.
محمود عبد القادر



*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 28يوليو2013م على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/07/28/301387.html


رسالة إلى الرئيس مرسى
المعروف أن الفساد فى أى مجتمع يفسر بأحد الأسباب الآتية :
-   محاولة الناس التهرب من حكم القوانين كالتهرب من الضرائب والرسوم الأمر الذى يرجع إلى عيوب فى القوانين والأنظمة المعمول بها مثل التعقيد المبالغ فيه الذى يدفع الناس إلى محاولة تفادى الإجراءات والموافقات التى لا حصر لها برشوة الموظف المختص ، وقد يكون خطأ القوانين فى أنها غير رادعة ردعاً كافياً .
   عيوب فى الطرق التى تنفذ بها القوانين والنظم وضعف الأجهزة المسئولة عن ذلك مما يدفع الناس إلى تفادى الانتظار الطويل واختصار الطريق بالرشوة والوساطة.
   الطريقة التى يتم بها الإنفاق الحكومى وتخير أوجه هذا الإنفاق ويساعد على الفساد الضعف الواضح فى مرتبات الموظفين العموميين وقصورها عن تغطية المتطلبات الأساسية مما يورث اليأس لدى العاملين ويدفعهم إلى البحث عن دخول تكميلية ويحرم الجهاز الحكومى ممن تتوافر فيهم الرغبة والمقدرة على الخدمة العامة.
   السلطات الواسعة التى يتمتع بها المسئولون وغياب الضوابط التى تضمن الالتزام فى ممارسة هذه السلطات بالصالح العام للمجتمع وشعور المسئولين بأن التجاوز والتعسف فى استخدام السلطة لا يستتبع جزاء فعالا إما لضعف الرقابة والمحاسبة أو لعدم وجودهما أصلاً ؛ فقد صدق المثل الإنجليزى " السلطة تفسد من يتولونها والسلطة المطلقة تفسدهم بصورة مطلقة".
   التردد لفترة طويلة فى تطبيق الإصلاحات الجذرية والتخوف من تبعية هذه الإصلاحات باعتبار كثيراً منها يتعارض مع شعارات رفعت فى الماضى ومع مصالح اكتسبها المستفيدون من أوضاع خاطئة والذين مازال لهم قول مؤثر فيما يتخذ من قرارات وعدم مواكبة الأنظمة الجديدة والتطورات وعدم الاكتراث بالاقتراحات الجادة.
– فساد الناس ؛ وإنى أقولها بصراحة: إن معظم شعبنا الآن لا يتحد إلا فى  تنظيم المظاهرات والهتافات والحملات والاجتماعات والمؤتمرات فهو يعشقها  دون أن ينظر إلى مدى الاستفادة من هذه الأفعال ودون جدية فى الاستفادة منها وإن معظم شعبنا يتفنن ويكرس كل جهده فى غش بعضه البعض والنصب على بعضه البعض وتعطيل مصالح بعضه البعض .
فمثلا منذ فترة نظم طلاب جامعتنا حملة عن اللغة العربية وكانت هتافاتهم تهز الجامعة وعندما نظرت إلى شعار الحملة وجدته مكتوباً هكذا " احمى لغتك " والصواب " احم لغتك " ولم تتضمن الحملة ندوات عن التصويب اللغوى ولا كتبا عن شىء مفيد فى اللغة وإنما ضمت هتافات ونشر الملصقات فقط ... عجبى.
ورأيت أيضاًَ مظاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية نظمها حشد كبير جداً من الناس ولم تفد المظاهرة الانتفاضة الفلسطينية بشىء وعندما بدء جمع التبرعات التى تستفيد منها الانتفاضة فعلاً لم يشارك إلا عدد قليل جداً وانفض الحشد الكبير وسط ذهول شديد منى ، ورأيت آنذاك كيف يجرى شعبنا وراء الشعارات وترويج الإشاعات وتتملكه القابلية للاستهواء وعند وقت الجد والعمل الحقيقى لا الكلام لا تجد إلا القليل ممن رحم ربى ، وخير الأمثلة التى يجدر ذكرها المقاطعة الاقتصادية التى يتحمس شعبنا لها دون أن يفهم نتيجتها ولو فهم نتيجتها لبعد عنها كل البعد ؛ فإن الشركات التى يريدون مقاطعتها شركات عالمية لها فروع فى كل أنحاء العالم إذا قاطعناها فسيغلق فرعها فى مصر وستبقى باقى فروعها تعمل كما هى ولن تتأثر هذه الشركات بخسارة هذا الفرع مثلما سيتأثر العاملون فى هذا الفرع من شعبنا .
من ير اهتمام المصريين فى التظاهر المطالب برحيل الرئيس مبارك يعتقد أن مصر أقوى دولة فى العالم بقوة شعبها الذى كان يقف وقفة رجل واحد آنذاك ويعتقد أيضا أن هذا الشعب إذا اتحد واجتمع على فعل شىء بنفس القوة والاهتمام والإصرار الذى اجتمع عليه لاستطاع بكل سهولة أن يفعل ذلك الشىء.
 أتعجب لماذا لم يثر شعبنا ضد موظف مرتش.
ولا سيما بعد ثورة 25 يناير فى ظل ضعف الرقابة والتفتيش أصبح كل هم شعبنا أن يغش بعضه بعضا وأن ينصب بعضه على بعض وأصبح كل تاجر يرفع الأسعار شهريا وفق هواه دون ضابط لعدم وجود رقابة الأمر الذى يؤدى إلى رفع الأسعار سنويا فى مصر بالذات دون سائر دول العالم؛ فإننا نذكر غلاء الأسعار الذى حدث فى العالم كله بسبب مشكلة الغلاء العالمية عام 2008م لكن بعد ذلك ظلت الأسعار ترتفع فى مصر وحدها بصورة شهرية بلا ضابط للسبب المذكور مسبقا.
قد تظن عزيزى القارىء أن كلامى خطأ وأنه افتراء على شعبنا محتجاً بأن كل مكان فى الدنيا به الخير والشر لكنى أرد عليك بأن اليابان مثلاً التزام الناس فيها بالقوانين الرادعة و غير الرادعة هو الشائع وعدم الالتزام هو النادر على عكس الحال فى مجتمعنا تماماً فهنا إن لم يك القانون رادعاً لما التزم به إلا القليل ممن رحم ربى .
وقد تحتج – عزيزى القارىء- أيضاً بأن بلدنا مليئة بالشهامة والكرم وبأن الحياة فى الغرب تسير بمبدأ " الدنيا مصالح " لكنى أرد عليك بأن الحياة إذا سارت بمبدأ " الدنيا مصالح " لأصبحت نعيماً منقطع النظير لأن الله – سبحانه وتعالى – قد جعل الدنيا تسير بهذا المبدأ "الدنيا مصالح " ولم يترك الشهامة وفعل الخير رجماً بالغيب ففضلاً عن تقنين المشرع الحكيم له وفرضه المساعدة والتكافل جعل فعل الخير مجازى عليه ؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " كل معروف صدقة "(رواه الألبانى فى صحيح الجامع) .
لقد أوضح برنامج " خواطر " التلفازى الذى أعده وقدمه " أحمد الشقيرى " والفيلم المصرى "عسل أسود " بطولة الفنان " أحمد حلمى " والفيلم المصرى " بالألوان الطبيعية " أن معظم شعبنا فى منتهى السوء مع وجود قلة قليلة جداً بين هذا الشعب صالحة يجب أن تحكم البلاد ولكن كيف ستستطيع الإصلاح وسط فساد الناس النابع من نفوسهم لا من شىء آخر فهو ذاتى المنيع كعضلة القلب ذاتية الحركة ، ودعونا نتخيل ما فائدة أفضل مدرب إذا منح لفريق لاعبوه فاسدون؟! ؛ كذلك القوانين الجيدة لا تجدى دون وجود سلطة جيدة تنفذها والاثنان لا يجديان دون وجود شعب يساعدهما على التنفيذ ؛لأن أى نجاح أو فساد فى العالم لا يأتى من شخص بمفرده مهما كانت سلطاته أو جبروته أو قوته وإنما يأتى من تعاون مجموعة أطر الشبكية وقد كان أهم شىء ساعد الخليفة المصلح " عمر بن عبد العزيز " فى مشروعه الإصلاحى التفاف شعبه حول مشروعه الإصلاحى عندما لمسوا صدق المشرف عليه وإخلاصه .
فى حال فساد شعبنا أرى صدق المثل الشعبى "هم اللى علموا الكذب يكذب"؛ فقد كنت اعتقد أن إصلاح القوانين واتباع مبدأ "سد الذرائع"(الموجود فى شريعتنا الإسلامية بهدف إغلاق طرق المعاصى ) كفيلاً لإصلاح مجتمعنا لكنى اكتشفت أن ذلك ليس كافياً وأنه لابد أن يصلح الشعب نفسه بنفسه وسأسرد تجربة تدل على ذلك:
فى البنوك اتبع نظام الأرقام على الخزانة منعاً للوساطة فى ترتيب قضاء العملاء معاملاتهم البنكية بمعنى أن عميل البنك يتسلم عند دخوله البنك رقماً مسلسلاً من موظف الأمن وهم رقم دوره وينتظر حتى يأتى دوره بأن يظهر رقمه على شاشة الخزانة وهذا النظام معمول به منعاً للوساطة لأن الأرقام بترتيبها التسلسلى لا تدع فرصة لتحشير رقم بينها لكنى رأيت مرة الخزانة بعدما ظهر عليها رقم 445 لم يظهر عليها 446 وإنما ظهر عليها 334 وذلك لأن عميلاً ذا وساطة أراد أن يقوم بمعاملة بنكية فى تلك اللحظة فأعطوه هذا الرقم وعندما تجادل مسئولى البنك فى ذلك يخبرونك بأنه حين أتى دور رقم 334 كان صاحبه بالخارج وأتى الآن ( وطبعاً هذا كذب لأنه لو حدث ذلك فعندما يعود صاحب رقم 334 سيكون عليه سحب رقم جديد والانتظار من جديد ) ، كما إن هناك ذريعة أخرى يتخذها موظفى البنوك فى ذلك الأمر فقد يحتفظون بالأرقام العشرة الأولى ( من 1 : 10 ) ليعطوها لمعارفهم وأصدقائهم وللمسئولين كى لا ينتظروا دورهم على الخزانة !
حينذاك تأكدت أن هذا الشعب الذى تشربت نفسه روح الفساد لن يصلحه أى نظام صالح إلا لو كان الإصلاح نابعاً من نفسه وقد صدق القول : " لا ينفع الجرباء قرب صحيحة لها      ولكن الصحيحة تجرب ) .
لكن ليس معنى ذلك أن نيأس بل يؤدى كل منا كل ما عليه على أكمل وجه؛ فإن نجاح أى عمل دنيوى يتكون من تعاون شيئين هما الحظ وهو توفيق الله بنسبة 90% والاجتهاد بنسبة10% وبغض النظر عن النسبة المؤية فلا ينفع الحظ بغير اجتهاد وقد أعطيت لحظ نسبة 90%لأن الله يملك كل شىء فالإنسان فى طريق النجاح يحتاج إلى تحقيق أشياء عدة أعطى الله -سبحانه- سلطة تحقيق 10%منها لاجتهاد البشر واحتفظ لجلاله وعظيم سلطانه بالباقى وطبيعى أن الإنسان إذا صدق النية وصاحبها بالعمل الجاد واستمر وصبر على الخسائر فسيعطيه الله حتما كل حسن الحظ والتوفيق فيقول تعالى:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ" (العنكبوت69)، وقد توخى الله-سبحانه- لفظ "جاهدوا" لأن الاجتهاد أو الجهاد معناه اللغوى استفراغ الوسع حتى الشعور بالعجز عن بذل المزيد، ويقول –سبحانه- :" إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً" (الكهف30) ويقول أيضا:" قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"(التوبة 105)، وفى الاجتهاد وأداء كل شخص دوره بإخلاص بغض النظر عن النتيجة وبذل الجهد حتى آخر قطرة دم وحتى آخر لحظة ممكنة يقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم :" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "(صحيح رواه الألبانى فى صحيح الجامع)،ويقول أيضا:" إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ"(صحيح رواه الشوكانى فى الفتح البانى)،ويقول "عادل حسنين" فى ضرورة المثابرة التى تتمثل فى الصبر على الخسائر ومواصلة العمل الجاد:"بين االسفح والقمة مشوار طويل وتعب وكد وكفاح وجهاد ومشقة وانكسارات تفوق فى عددها الانتصارات".
الجدير بالذكر أن الإنسان إذا اجتهد وأدى ما عليه بإخلاص فسيكرمه الله بحسن الحظ وسيسخر كل ما فى الأرض لنصرته وينزل جنودا من السماء لنصرته وسيكسر كل قواعد الدنيا لنصرته ليعطيه نتائج تفوق أى توقعات دنيوية ؛فيقول تعالى :" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "(249البقرة) ،ويقول –جل شأنه-:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، ويقول –سبحانه-: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [نوح:10-13] ، ومن الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر: ما روى عن أبي داود المازني ـ رضي الله عنه ـ وكان شهد بدرا أنه قال: ( إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري ) (رواه أحمد)، وأيضا من الأمثلة الخليفة المصلح "عمر بن عبد العزيز " الذى صدق النية وصاحبها بالعمل الجاد فأعطاه الله –سبحانه-مجتمعا خاليا من الفقراء فقد كسر الله بذلك القاعدة الدنيوية القاضية بعدم وجود مجتمع متكامل لنصرة ومكافأة عمر بن عبد العزيز وقد أعطاه الله بذلك شيئا لم يعطه لرسوله –صلى الله عليه وسلم- ولا يتوقعه بشر وفق القواعد الدنيوية ؛فقد اختفى الفقر والفقراء في عهد عمر رضي الله عنه! حتى إن الأغنياء كانوا يخرجون بزكاة أموالهم فلا يجدون يد فقير تبسط إلى هذا المال، يا للعجب! في عشرين عاماً؟! في عشرة أعوام؟! كلا والله، بل في سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام! إنها المعجزة! إنها الكرامة الكبرى على يد ولد الإسلام العظيم! وأرسلت الكتب من أمير المؤمنين وتقرأ في مساجد عواصم دولته التي كانت تبلغ مساحتها ربع مساحة العالم اليوم في القرن العشرين، تقرأ كتب أمير المؤمنين رضي الله عنه: من كان عليه أمانة وعجز عن أدائها فلتؤد عنه من بيت مال المسلمين! من كان عليه دين وعجز عن سداده فسداد دينه من بيت مال المسلمين! من أراد من الشباب أن يتزوج وعجز عن الصداق فصداقه من بيت مال المسلمين! من أراد من المسلمين أن يحج وعجز عن النفقة فليعط النفقة من بيت مال المسلمين! وما من يوم إلا وينادي المنادي من قبل عمر : أين الفقراء، أين اليتامى، أين الأرامل، أين المساكين؟! يا ألله! يا خالق عمر سبحانك! ليس في عشرين عاماً وإنما في عامين ونصف! وذلك إذا سلك الناس طريق الحق ومنهج الله عز وجل.
وجدير بالذكر أيضا أن الأعمال الدنيوية لا تنجح إلا إذا كانت خالصة لإرضاء الله تعالى ؛فيقول تعالى:" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" (التوبة 25).
   لابد لنجاح أى عمل من صلاح أساسه فمثلا إذا أراد شخص أن يبنى عقارا فخما وأتى بأمهر عمال البناء والتشطيب ومهندسى الديكور وأغلى مواد البناء والتجميل لكنه لم يضع أساسا سليما لعقاره فسيسقط العقار وستضيع كل مجهوداته فى البناء والتجميل.
قبل حل مشاكل البنزين والسولار ورغيف الخبز يجب إصلاح أساس هذا البلد وهذا يكمن فى نشر الالتزام والقضاء على التسيب ويكمن هذا فى ضرب الفاسدين بعصا من حديد بتشديد العقوبات لأضعاف مضاعفة ولابد من التفتيش السرى لضمان حسن سير العمل بجميع القاطعات فلابد من وجود شرطة سرية تفتش تفتيشاً سرياً متخفياً أما التفتيش عن طريق لجان التفتيش والمفتشين بصورة علنية لا يظهر جدواه مطلقاً وطالما رأيت ذلك حيث يعلم الناس بوجود لجنة تفتيش قبل وصولها ويستعدون أيما استعداد لها ويغطون عيوبهم لحظات التفتيش فقط وبعدها يعود الحال لما كان عليه.
وكى يكون التفتيش السرى صحيحاً لابد من وجود أربعة أشخاص على الأقل يقومون بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء استغلاله سلطته.
حين يعاقب مخطئ واحد فى هذا البلد بعقوبة مشددة  سيتحقق غرضا العقاب وهما الردع الخاص وهو جزاء من أخطأ لكى لا يعود إلى الخطأ والردع العام وهو تخويف المخطىء وغيره من ارتكاب الخطأ ولن يخطئ أحد ثانية وستستقيم الحياة.
فمثلا إذا ضبطت شرطة سرية سائق سيارة أجرة يرفع التسعيرة وعوقب بعقوبة مشددة تتمثل فى الحرمان من ممارسة المهنة لمدة عام ترى – عزيزى القارئ- هل سيرفع سائق آخر التسعيرة؟! بالطبع لا.
بتطبيق عقوبات مشددة استثنائية فى هذه الفترة ستستقيم الحياة ويصلح أساس هذا البلد وإذا صلح أساسه فسيسهل جدا حل كل مشاكله وسيسهل حل مشكلة البنزين والسولار ورغيف الخبز بسرعة بالغة.
أضرب مثلا آخر: إذا كلف إخصائى اجتماعى بتأهيل شاب مدمن مخدرات فهل يبدأ تعليمه المذاكرة والصلاة أولا أم يعالجه من الإدمان أولا؟ بالطبع سيعالجه من الإدمان أولا لأنه إذا أصلح صحته وأساسه وتركيزه بعلاجه من الإدمان سيسهل تعليمه الصلاة والاستذكار.
اللهم بلغت، اللهم فاشهد
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 17 مايو 2013م على الرابط

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/05/17/294236.html