الأحد، 6 أبريل 2014

14مارس2014م

الحل الصحيح لأزمة الإنترنت فى مصر

صدق القول "إذا أردت أن تطاع فمر بما يستطاع"؛ والمستثمر الناجح هو من
يبحث أولا عن حاجة السوق وعما سيلقى إقبالا من الجمهور وينتج سلعة مناسبة
جيدة تناسب سوقه كى تحقق رواجا ويربح أما المستثمر غير الناجح فهو من
ينتج السلعة على هواه دون النظر إلى الاعتبارات السابقة.

أبين فى مقالى بعض أسباب ثورة الإنترنت القائمة حاليا فى مصر من وجهة
نظرى ثم أطرح حلا عمليا لأزمة الإنترنت فى مصر سيحقق راحة للعملاء
وبالتالى إقبالا منهم وبالتالى ربحا كبيرا لشركات الاتصالات.

إننا – مستخدمى- الإنترنت نحتاج الUSB Modem جدا نظرا لتنقلاتنا ولسهولة
الاشتراك به دون اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك
والاستعانة بفنيين؛ لذا كان من المقرر أنه عند إطلاق خدمة الUSB modem أن
تحقق رواجا كبيرا ولكن شركات الاتصالات تصرفت تصرفين أحدهما صحيح والآخر
خاطئ فى نظرى ، والتصرف الصحيح هو إطلاق خدمة الباقات غير المحدودة على
ال USB modem والخاطئ هو عدم جعل باقات الUSB modem مختلفة من حيث سرعتها
بعكس باقات خدمة ADSL فباقات الUSB modem كلها كانت سرعتها لبقية الشهر
64كب/ث وإنما كان الاختلاف فى عدد الميجابايتس التى تمنح بسرعة عالية لكل
باقة فى الUSB modem (بمعنى أوضح يستطيع عميل الADSL دفع مال أكثر ليزيد
سرعة اتصاله بينما مهما لادفع عمبل الUSB modem مالا أكثر فلن يتمكن من
زيادة سرعة اتصاله وإنما سيتمكن من الحصول على قدر من السعة بالميجابايتس
بسرعة عالية)؛ فمثلا فى خدمة ADSL كان نظام الباقات كالآتى: العميل
يستطيع دفع 45جنيها شهريا ليحصل على سرعة 256كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن
يدفع 90جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 512كب/ث طوال الشهر
ويستطيع أن يدفع 140جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 1ميجا/ث طوال
الشهر؛ إذن فهو يستمتع بنفس السرعة طوال الشهر، أما فى الUSB modem فكان
نظام الباقات كالآتى: مثلا يستطيع العميل دفع 25جنيها شهريا ليحصل على
250ميجابايت بسرعة عالية ثم يكمل الشهر بسرعة 64كب/ث طوال الشهر، وإذا
دفع بدلا من ذلك 50 جنيها سيحصل على 500ميجابايت بسرعة عالية ثم يكمل
باقى الشهر بسرعة 64كب/ث، وإذا دفع بدلا من ذلك 100جنيه شهريا يحصل على
1جيجا بايت بسرعة عالية ثم يكمل باقى الشهر بسرعة 64كب/ث، وإذا أراد
تزويد السرعة على نفس الباقة فعليه شراء ميجابايتس زيادة كأن يدفع
10جنيهات ليحصل على 1جيجابايت بسرعة عالية ثم أيضا يكمل باقى الشهر بسرعة
64كب/ث وإذا أراد سرعة عالية مرة أخرى بعد نفاد ال1جيجا بايت فعليه أيصا
دفع 10 جنيهات آخرين ليحصل على 1جيجابايت بسرعة عالية ثم أيضا يكمل باقى
الشهر بسرعة 64كب/ث مرة أخرى؛ إذا لم تكن باقات الUSB modem مختلفة من
حيث سرعتها فكلها كانت سرعتها لبقية الشهر 64كب/ث وإنما كان الاختلاف فى
عدد الميجابايتس التى تمنح بسرعة عالية لكل باقة (بمعنى أوضح يستطيع عميل
الADSL دفع مال أكثر ليزيد سرعة اتصاله بينما مهما لادفع عمبل الUSB
modem مالا أكثر فلن يتمكن من زيادة سرعة اتصاله وإنما سيتمكن من الحصول
على قدر من السعة بالميجابايتس بسرعة عالية)، لذا حين ظهرت باقات الUSB
modem غير المحدودة كان الإقبال عليها متوسطا للعيب سالف الذكر لكنها
حققت رضا نسبيا لدى البعض بسبب سهولة التنقل وسهولة الاشتراك به دون
اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك والاستعانة بفنيين،
بينما لاقت استياء كثيرين بسبب العيب سالف الذكر.

وبعد ذلك بفترة طويلة نظرا لغلاء الأسعار بدلا من أن تتصرف شركات
الاتصالات والإنترنت تصرفا صحيحا وترفع أسعار الباقات غير المحدودة للUSB
modem تصرفت تصرفا أراه غير معقول وهو أن ألغت الباقات غير المحدودة
وجعلت استخدام ال USB modem محدودا بالميجابايتس ( ومن الشركات من فعل
ذلك صراحة كشركتى فودافون وموبينيل ومنهم من فعل ذلك بطريق غير مباشر
كشركة اتصالات ففى نظام منجز باقة ماكس على ال USB modem بـ 25 جنيه فقط
في الشهر والمعروف أنه على هذه الباقة عند الوصول إلي 200 ميجابايت من
التصفح والبريد الإلكتروني سوف تنخفض السرعة إلى 64Kbps لحين موعد
تجديد الباقة وحين تنخفض السرعة للمعدل سالف الذكر تنقطع الخدمة كلية وإن
سارت منتظمة فإنها تتعمد عدم فتح المواقع المهمة مثل youtube.com و
4shared.com كما أنها لا تتيح الولوج على برنامج Yahoo messenger وقد
اتصلت بخدمة العملاء بشركة اتصالات فأخبرنى الموظف بأن فتح موقع yotube و
4shared وYahoo messenger يحتاج إلى سرعة إنترنت عالية فرددت عليه بأن
كلامه خاطئ لأن خدمة الإنترنت بهذه السرعة الضئيلة 64Kbps بعد الوصول
إلي200 ميجابايت رغم أنها لا تمكننى من فتح موقع youtube.com إلا إنها
تمكننى من فتح مواقع الفيديو الأخرى مثل www.islamictube.com/videos ورغم
أنها لا تمكننى من فتح موقع 4shared.com إلا إنها تمكنى من فتح مواقع
التحميل الأخرى الشبيهة به مثل mediafire.com وإذا كانت لا تمكننى من
الولوج فى برنامج Yahoo messenger فإنها تمكننى من الولوج فى برامج
المحادثة الشبيهة مثل Google talk

إذن فالمشكلة ليست فى أن معدل الخدمة سريع أو بطئ كما ذكر لى الموظف
وإنما هى مشكلة فنية متعمدة فى فتح موقعى youtube.com و 4shared.com
والولوج فى برنامج Yahoo messenger ، وقد تقدمت بشكوى رقم
CPN20121119144157 للحكومة المصرية مذ أكثر من عام أشكو فيها من هذا
التحايل والمماطلة ولم يبت فيها بعد).

وجدير بالذكر أن ما لم تدركه شركات الاتصالات هذه أنها الخاسر الأكبر من
قرار إلغاء الباقات غير المحدودة للUSB Modem وجعل الحساب عليه
بالميجابايتس؛ فقد جعل هذا القرار معظم مشتركى ال USB Modem إن لم يكن
كلهم يلغون اشتراكهم به لأن جعل الحساب على الإنترنت بالميجابايتس أمر لا
يفعله عاقل وينتظر إقبالا عليه من العملاء لأنه شبيه بالحساب بالدقائق
التى ستقضيها على الإنترنت كأن تكون دقيقة الإنترنت بجنيهين.

والخدمة الأخرى البديلة التى تقدمها شركات الاتصالات هى باقات الADSL غير
المحدودة وليس عيبها ارتفاع السعر؛ فسعرها معقول وإنما عيبها أنه
للاشتراك فى باقات ADSL لابد من امتلاك خط تليفون أرضى ومعظم البيوت لا
تملك خط تليفون أرضى وبالتالى لا تستطيع الاشتراك فى خدمة ADSL وبالتالى
تخسر شركات الاتصالات فرصة كسب هؤلاء العملاء الذين يلجأون إلى عمل وصلات
غير شرعية من مقاهى الإنترنت.

التوصيات

لذا نرجو من شركات الاتصالات عمل باقات غير محدودة لل USB modem وتكون
مختلفة فى سرعتها (بمعنى أوضح يستطيع العميل فيها دفع مال أكثر ليزيد
سرعة اتصاله)؛ فمثلا يكون نظام الباقات كالآتى: العميل يستطيع دفع
45جنيها شهريا ليحصل على سرعة 256كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن يدفع
90جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 512كب/ث طوال الشهر ويستطيع أن
يدفع 140جنيها شهريا بدلا من ذلك ليحصل على سرعة 1ميجا/ث طوال الشهر؛ إذن
فهو يستمتع بنفس السرعة طوال الشهر ويرفعون سعرها أكثر من ذلك حسب ما
يرونه مناسبا بشرط الصراخة مع العملاء وتقديم خدمة جيدة دون مماطلة
وحينها سيشترك كل الشباب فى هذه الباقة وستربح هذه الشركات أرباحا طائلة؛
لأننا – مستخدمى- الإنترنت نحتاج الUSB Modem جدا نظرا لتنقلاتنا ولسهولة
الاشتراك به دون اشتراط وجود خط تليفون أرضى ودون عناء توصيل أسلاك
والاستعانة بفنيين.

محمود عبد القادر

المحامى

www.mahmkd.net.ms



*نشر هذا المقال بصحيفة المصريون بتاريخ 9مارس2014 على الرابط

http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B7%D9%87-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/409373-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD-%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1





مفاجأة: رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها

أوجه رسالة إلى الوزارة الجديدة:

صحيح أن هذه الوزارة مؤقتة لن تدوم لكن ليس معنى ذلك أنها تفقد الأمل فى
الإصلاح لأننا مطالبون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفعل المستطاع حتى آخر فرصة
ممكنة؛ فيقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم
فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "( صحيح الجامع)،
وإذا فعلنا كل ما نستطيع فعله فسيكملنا الله– سبحانه- بما لا نستطيعه؛
فيقول تعالى:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ" (العنكبوت69)، وقد توخى
الله-سبحانه- لفظ "جاهدوا" لأن الاجتهاد أو الجهاد معناه اللغوى استفراغ
الوسع حتى الشعور بالعجز عن بذل المزيد.
2-مفاجأة: رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لن تدوم لكنها تستطيع فعل ما لم
تفعله سابقاتها وهو أن تصلح أساس الدولة المصرية وأساس الدولة هو نشر روح
الالتزام والانضباط والقضاء على التسيب وضرب الفاسدين بيد من حديد وإذا
غرسنا هذا الأساس جيدا سيسهل علينا بعد ذلك إصلاح القوانين والسياسات مثل
من يبنى بناء فلابد أولا أن يضع أساسا جيدا له ثم يفكر بعد ذلك فى أحسن
بناء وةأحسن نقاش وأحسن مهندس ديكور.

كيف نصلح أساس الدولة؟

أرى الوزارة مطالبة بفعل شيئين لإصلاح هذا الأساس هما:

عمل تفتيش سرى على كل القطاعات وكى يكون التفتيش السرى صحيحاً لابد من
وجود أربعة أشخاص على الأقل يقومون بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة
منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء استغلاله سلطته.
فرض عقوبات استثنائية مشددة جدا على كل مخطئ.
حين يعاقب مخطئ واحد فى هذا البلد بعقوبة مشددة سيتحقق غرضا العقاب وهما
الردع الخاص وهو جزاء من أخطأ لكى لا يعود إلى الخطأ، والردع العام وهو
تخويف المخطىء وغيره من ارتكاب الخطأ وبيان مصير وجزاء المخطئ أمام
المجتمع.

وبذلك لن يخطئ أحد ثانية وستستقيم الحياة.

فمثلا إذا ضبطت شرطة سرية سائق سيارة أجرة يرفع التسعيرة وعوقب بعقوبة
مشددة تتمثل فى الحرمان من ممارسة المهنة لمدة عام فسيكون خير عبرة لغيره
من السائقين وأتحدى أن تتكرر هذه المخالفة ثانية.

بتطبيق عقوبات مشددة استثنائية فى هذه الفترة ستستقيم الحياة ويصلح أساس
هذا البلد وإذا صلح أساسه سيسهل جدا حل كل مشاكله كمشاكل البنزين
والسولار ورغيف الخبز بسرعة بالغة.

3-اعتاد كثير من المسئولين إيقاف السياسات التى بدأها سابقوهم لمجرد أنها
ليست أفكارهم دون النظر إلى جودتها أو رداءتها، وهذا خطأ كبير؛ فقد صدق
القول القائل:"العالم الحق من وضع لبنة فى بناء العلم العظيم"؛ فلا
يستطيع عالم مهما كان مجتهدا أن يبدأ رحلة اجتهاده من الصفر وإنما يستعين
باجتهادات سابقيه.

محمود عبد القادر

www.mahmkd.net.ms





*نشر هذا المقال بصحيفة الوطن بتاريخ 14مارس2014م على الرابط

http://elwatannews.com/news/details/437353