الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

16أغسطس2012

تسهيل تلقى التبرعات
علمتنى الحياة أن من أراد المساعدة من الناس فعليه أن يساعدهم فى مساعدته والتعاون معه بمعنى أنه يجب عليه إتاحة الفرصة لمن يريد مساعدته وتهيئة كل الظروف الممكنة لذلك.
كثير من الناس يرغب قى التبرع بالقليل من المال لكنه يخجل من الذهاب إلى البنك لإيداع خمسة جنيهات مثلا فى حساب إحدى المؤسسات الخيرية ويخجل أيضا من تسليمها باليد خشية سخرية الناس من قلة المال الذى يريد التبرع به .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تحقرن من المعروف شيئا" ، ويقول أيضا:"خير الصدقة عن ظهر غنى" أى خير الصدقة ما بقى صاحبها بعدها مستغنيا بما بقى معه، ويقول أيضا:«أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول» [رواه أبو داود] أي أفضل الصدقة ما كان عن قلة، وقال صلى الله عليه وسلم: «سبق درهم مائة ألف درهم»، قالوا: وكيف؟! قال: «كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها» [رواه النسائي، صحيح الجامع) .
وقد عالجت بعض المؤسسات الخيرية هذه المشكلة ؛ فمثلا مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بمصر أطلقت خدمة التبرع عن طريق الهاتف الجوال حيث يتصل المتبرع برقم محدد وبموجب ذلك يخصم جنيهان مصريان من رصيده عن كل دقيقة لصالح المؤسسة وأطلق هذه الخدمة أيضا بنك الطعام المصرى.
كما أن هناك مؤسسات نفذت أفكارا رائعة فى مجال التبرعات ؛ فمثلا مؤسسة مصر الخير أسست صندوق استثمار باسمها فى بعض البنوك المصرية من خلاله يستطيع المتبرع شراء وثائق فى هذا الصندوق ويقوم الصندوق بالاكتتاب بها ويعود الربح على المؤسسة وبذلك تكون تلك الوثائق صدقة جارية كما أنها تظل فى حوزة المتبرع و يستطيع بيعها متى أراد.
بعض المؤسسات تخصص حساب التبرع لها بأحد البنوك الأجنبية قليلة الانتشار؛فمعظم فروع البنوك الأجنبية بمصر موجودة ببعض عواصم المحافظات أما البنوك المصرية فمنها ما له فروع فى كل المدن المصرية ومنها ما له فروع فى كل المدن ومعظم القرى كبنك التنمية والائتمان الزراعى ؛فهو الأكثر انتشارا.
سيعارضنى البعض بأن هذا البنك يجرى العمل فيه بالروتين المعقد والشيكات يتأخر صرفها منه وأرد عليهم بأن المؤسسات الخيرية بإمكانها أن تخصص حسابا بذلك البنك لتلقى التبرعات وتسحب الرصيد منه دوريا وتودعها بحساب جار لها بالبنك الذى يحلو لها وتصدر عليه شيكات الإعانات.
قد يعارضنى البعض أيضا بأن الروتين المعقد فى بنك التنمية والائتمان الزراعى قد يعوق تلقى التبرعات ومعاملة العملاء بيسر وحينها سأرد عليهم بإمكانية أن تخصص المؤسسات الخيرية حساب تلقى التبرعات الخاصة بها بأحد البنوك المصرية واسعة الانتشار فى كل مدن مصر كبنك مصر وبنك القاهرة وبنك الإسكندرية والبنك الأهلى المصرى.
أدعو كل المؤسسات الخيرية إلى تنفيذ الأفكار سابقة الذكر لتسهيل تلقى التبرعات لا سيما المؤسسات الحكومية مثل المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعى.

محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms

*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 16أغسطس2012
على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/08/16/268480.html

إياك والاجتهاد الأعمى
إياك والاجتهاد الأعمى ؛ فمثلا أحياناً يدرس الطالب معلومة خاطئة مقررة فى منهجه الدراسى وهم يعلم خطأها ويعلم الصواب ولكنه لو كتب فى الامتحان المعلومة الصحيحة فلن يحصل على أية درجة لأنه لم يكتب ما جاء بالمقرر فى منهجه لذا احفظ المعلومة الصحيحة لنفسك والمعلومة الخاطئة المطلوب حفظها احفظها من أجل الامتحان فقط وانسها بعده ، ولا تتمسك برأيك مع من لا يفهم كى لا تكون مجتهداً أعمى فأحياناً لا يصح الصحيح وإنما يصح ما يجلب المكسب الصحيح .
لا تنس هدفك الأساسى وتضيعه من أجل المناضلة فى تحقيق أهداف فرعية تضيع هدفك الأساسى وتنسيك إياه ؛ فمثلاً فى الجامعة فى بلادنا يكون أمر الطالب بيد الأستاذ الجامعى دون وجود أى رقابة على الأخير من أية جهة لذا فإن حدثت مشادة كلامية فقط بين الطالب وأستاذه الجامعى قد يلحق بالطالب ضرر شديد جداً قد يؤدى إلى فصله نهائياً لذا يجب على الطالب الحرص على عدم الاحتكاك بأستاذه الجامعى وعدم مخالفته فى أى شىء وحتى قبول الإهانة منه فعلى الطالب أن يبذل فى ذلك كل جهده حتى يحقق هدفه الأساسى وهو التخرج ، وقد صدق القول " إن النصر مع الصبر ساعة " ، وأذكر أن صديقة لى دخلت فى نقاش فى إحدى المحاضرات مع أستاذ جامعى وخالفته فى الرأى وحدثت مشادة كلامية بينهما فحولها لمجلس التأديب لأنه عد ذلك تطاولاً منها عليه وفصلت من كليتها ثم رفعت دعوة قضائية على الكلية وصحيح أن القضاء أنصفها وكسبت الدعوى القضائية لكن ذلك حدث بعد زمن بعيد بعد بقاء الدعوى فى أروقة المحاكم سنين وبذلك خسرت ثلاث سنوات من عمرها وأضاعت هدفها الأساسى مقابل التمسك بهدف فرعى نتيجة قصر نظرها وقلة خبرتها .
قد يتفق بعض القراء مع رأيى ويختلف البعض الآخر معى فى هذا الأمر لكنى سأقنعهم بالآتى:
لابد أن يكون الإنسان بعيد النظر وألا ينسى هدفه الأساسى ويندمج فى السرحان فى تحقيق أهداف فرعية تلهيه عن هدفه الأساسى ولذلك أمثلة كثيرة فمثلاً لا تجعل ممارستك لهواياتك تلهيك عن دراستك وعملك الأساسى ، ومثلاً إن الله سبحانه وتعالى – أمرنا بالتركيز فى الصلاة لأنها هدف أساسى لكنه أباح لنا فعل أشياء أخرى فى أثناء الصلاة لكونها بسيطة لا تخرجنا عن تركيزنا فى الهدف الأساسى ( الصلاة ) فمثلاً أباح العمل اليسير كإصلاح الرداء وحك الجسد باليد والتنحنح عند الاضطرار لكنه – جل شأنه – جعل كثرة الحركة تبطل الصلاة لأنها تخرج من التركيز فى الهدف الأساسى (الصلاة)، وهذا دليل على أن الله – تعالى – نهانا عن الاجتهاد الأعمى وقدر ظروف كل حالة فمثلاً أجاز لنا النطق بكلمة الكفر عن الإكراه الملجىء ، وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم – " أنتم أعلم بأمر دنياكم " (رواه مسلم) ولهذا الحديث الشريف أهمية كبيرة فى حياتنا المعاصرة لأنه دعوة للبحث المستمر فى شئون الكون واستنباط ما هو نافع للبشرية وهذا دليل على أن العلم فى الإسلام غير محدد بحد معين أو وقت محدد فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأى والمشورة فى كل أمور الدنيا وهذا يؤدى إلى التقدم العلمى والانتفاع بالعلم .
ومن صور الخطأ السابق ذكره أيضا أنى رأيت طلاب كلية التجارة يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة المحاسبة وطلاب كلية الحقوق يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة علم المواريث على حساب المواد الأخرى التى لا يهتمون بها الاهتمام الكافى وفى النهاية تجدها مادة دراسية عادية تتساوى درجاتها مع درجات باقى المواد فلو اهتم طالب بها اهتماما زائدا على حساب اهتمامه بالمواد الأخرى فسيكون قد خسر هدفه الأساسى ونسيه في سبيل تحقيق هدف فرعى.
وتجدر الإشارة هنا إلى وجوب تجنب المشاجرات والمناقشات مع عامة الناس والجهلاء ؛ حيث قال تعالى : " وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ " ( الأعراف 199 ) ، ويقول الشاعر : " والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " ،.
كما علمتنى الحياة أنى طالما لا أملك سلطة الإصلاح فعلى فقط أن أنادى به ولكنى إذا تشددت فى المناداة به فى وجود سلطة جاهلة لا تقدره فستكون النتيجة تعسف السلطة وإبعادى نهائياً عن المجال وبذلك أكون قد ضيعت كل شىء وخسرت فرصة الاستمرار فى المجال لنيل السلطة وحين أنالها سأكون قادراً على تحقيق ما كنت أريد المنادة به ؛ وأمثلة ذلك كثيرة فمثلاً تجد طالباً جامعياً يتشدد فى المناداة بحقوق الطلاب فيؤدى ذلك لفصله من الدراسة ولكنه إذا نادى دون تشدد وصبر حتى التخرج وأنهى دراسته فحينها سيكون قادراً على التشدد فى المطالبة بحقوق الطلاب وفضح الأساتذة الظالمين لأنه حينها لن يكون لدية شىء يخشى عليه فحينها لن يكون طالباً تحت رحمة الأساتذة الظالمين وإنما سيكون قد تخرج وأنهى دراسته ولن يستطيعوا إيذاءه.
*وفضلاً عن أن تكون نتيجة التشدد فى الإصلاح دون وجود سلطة هى تعسف السلطة الجاهلة هناك نتائج أخرى سيئة أهمها نيل إيذاء جهال آخرين معارضين للإصلاح لأن من لا يملك سلطة لن يستطيع حماية نفسه من هؤلاء الجهال وتذكروا معى الفيلم المصرى " اغتيال مدرسة " بطولة الفنانة نبيلة عبيد والفنان هشام سليم فقد أوضح ذلك جيداً عندما حاولت نبيلة عبيد(المدرسة)التدخل بصورة شخصية لإصلاح خطأ هشام سليم(الطالب) الذى ارتكبه مع إحدى الفتيات دون أن تملك نبيلة عبيد(المدرسة) أى سلطة فى ذلك وكانت النتيجة أن آذى هشام سليم (الطالب) مدرسته (نبيلة عبيد) إيذاء شديدا أدى إلى يأسها وانتحارها .
ويقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه" للدلالة على قدر الاستطاعة.
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 16أغسطس2012
على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/08/16/268502.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق