السبت، 20 أكتوبر 2012

18أكتوبر 2012م

اقتراح مهم للصحف
جميل أن يكون لصحفنا مواقع إلكترونية على الشبكة العالمية (الإنترنت) لكن موقع كل صحيفة لا يحوى كل ما جاء بالصحيفة لأنه لو ضم كل ما جاء بالصحيفة فلن يشترى الصحيفة الورقية إلا القليلون لكن موقع الصحيفة الإلكترونى يضم أهم ما جاء بها من مواد صحفية .
لدى اقتراح لو نفذ لزاد ربح الصحف وزادت منفعة القارئ ألا وهو أن ترفع كل صحيفة عددها الورقى كل يوم فى صورة ملف كتاب إلكترونى بصيغة pdf  ويوضع هذا الملف فى موقع الصحيفة ويكون للقارئ الحق فى أن يشترك اشتراكا ماليا معينا يدفعه على رقم حساب الصحيفة فى أحد البنوك ويعطيه المبلغ الذى دفعه عددا من النقاط واسم مستخدم وكلمة مرور يدخل بهما موقع الصحيفة ويستطيع تحميل عدد الصحيفة الورقى  اليومى بصيغة pdf ويخصم منه عدد من النقاط كلما حمل نسخة كل يوم إلى أن يفنى رصيده من النقاط ثم يعيد شحن رصيده من النقاط بدفع مبلغ من المال وهذا الاقتراح سيوفر كثيرا من أموال الطباعة والتوزيع وسيكون ما يدفعه المستهلك لشراء الصحيفة يوميا بصيغة pdf  أقل مما كان يدفعه لشراء الصحيفة الورقية وبذلك ستزداد منفعة القارئ و سيزداد عدد المشترين لرخص الثمن وبذلك تزداد أرباح الصحيفة ويزداد عدد قرائها فتزداد كمية الإعلانات وتزيد أرباح الصحيفة .
إنى لا أتمنى ولا أقترح أن تتحول الصحف الورقية إلى إلكترونية ولكنى أقترح إضافة هذه الخدمة إلى جانب وجود النسخ الورقية لمن يريدها.

محمود عبد القادر
نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 18أكتوبر 2012م على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/10/18/274521.html


هل الصحافة مهنة يعتمد عليها فى كسب القوت؟
      كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى تحت قناع التدريب المفرط فى طول المدى وتحت حقيقة الاستغلال موجود بالصحف الصغيرة والإقليمية فقط بعدما كانت لى تجارب شخصية فى هذا الأمر إضافة إلى تجارب زملائى لكنى اكتشفت أنه موجود فى الصحف الكبيرة أيضا بعما حدث نفس الأمر مع زملاء لى بأكبر الصحف القومية تدربوا بها لمدة عامين ولم يحصلوا منها على مليم واحد ولا على فرصة عمل ، كما كنت أعتقد أن ذلك الأمر قد يكون فى الصحافة فقط وأنه لن يكون فى القنوات الفضائية ولكن اتضح لى الأمر بعدما قدم صديق لى برنامجا من خمس حلقات بإحدى القنوات الفضائية دون مقابل مادى ، وكنت أعتقد أن ذلك قد يكون موجودا بمصر فقط دون باقى العالم لكنى وجدت أصدقاء لى بالدول العربية عانوا من نفس الأمر فلم أتوقع مطلقا أن يحدث ذلك فى الغرب لكن هيهات ؛ فقد قرأت خبرا عن حدوث ذلك بإحدى صحف الغرب.
انتقدنى كثير من أصدقائى على الفقرة السابقة بزعم أن التدريب أصله دون مقابل وهدفه الأساسى اكتساب الخبرة وأن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال وأرد على هؤلاء بالآتى:
علمتنى الحياة أن أنظر إلى الفوائد بنهاياتها ؛ فمثلا إذا اكتسب شخص شهرة فإن الشهرة ليست فائدة فى ذاتها وإنما الفائدة الحقيقية فيما سيكسبه من الشهرة والحقيقة أن زعم هؤلاء أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة فسيحصل على قدر جيد من المال زعم خاطئ لأنهم لم يبنوا زعمهم هذا على الواقع وإنما بنوه على الأفلام السينمائية المصرية التى أظهرت الصحفيين فى رغد تام ؛ فالسينما هى أقدر وسيلة على نشر الثقافة وبث الأفكار وقد بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام ولم ينظر أحد للواقع بتفحص لأن ذلك لم يك بإمكانه ؛ فمثلا عندنا فى صعيد مصر هناك مهن لا يعلم عنها أهل الصعيد شيئا كمهنة الطيار والملاح(القبطان) و المهن السينمائية والإعلامية  ولما بنى هؤلاء أفكارهم على الأفلام أحبوا الصحافة ورأوا فيها حرية الرأى والتأثير فى أذهان الناس والمسئولين وتمنوا العمل بها وسعوا لنشر موضوعاتهم بأية وسيلة واعتبروا النشر فى ذاته مكافأة وإنجازا لهم وجدير بالذكر أن رجلا  سأذكر اسما رمزيا له  " محمد السيد عبد الجليل" كانت لى تجربة شخصية معه فى العاشرة من عمرى وقد ذكرنى بها الصحفى أحمد عبد الهادى حينما تحدث عنه فى كتابه  "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " وما زال هذا الرجل مستمرا فى نشاطه الآتى ذكره حتى هذه اللحظة؛ لقد كان ذلك الرجل  يجند المئات من الشباب الذين يطمحون للعمل فى الصحافة ، فى سبيل الحصول على إعلانات مقابل نشر موضوعات صحفية لهم ، وبجزء من حصيلة هذه الإعلانات يقوم بطبع نسخ محدودة من الصحيفة التى يوزعها فقط على المعلنيين ، ويكفى الصحفيين نشر موضوعاتهم وأسماءهم .. ومن حصيلة الإعلانات ، أصبح عبدالجليل كبيرا ويقود عمليات نصب واسعة ضد الصحفيين والأدباء الشباب الذين يبحثون عن فرصة للنشر ..حيث قام بتأسيس جمعية زعم أنها لرعاية المواهب ، وفتح باب عضويتها للشباب الموهوبين ، ولأن مصر تزخر بالآلاف ممن لايجدون الفرصة لنشر إبداعاتهم ، فقد انهالت عليه آلاف الطلبات للانضمام لجمعيتة المزعومة ..ورسم الانضمام خمسة جنيهات فقط لاغير ، ولم يتردد آلاف الشباب فى الدفع خاصة وأنه أعلن عن نشر إبداعات الأعضاء فى كتب ودواوين شعر ، وفى صحيفتة الأزهار .. وبجزء من حصيلة رسوم الانضمام يطبع عددا آخر من الصحيفة التى لاتصدر الا فى المواسم والمناسبات ، تضم بين صفحاتها أشعارا وقصصا وموضوعات للأعضاء ويحرص على أن تكون الموضوعات المنشورة اجتماعية فقط لا دخل لها بالسياسة ولا أى شىء آخر حتى يبعد عن المشاكل ، ويرسل نسخه منها لكل عضو ، ويعلن عن نشر سلسله كتب تضم إبداعات الموهوبين ، وعلى الراغبين فى النشر فيها دفع مبلغ خمسين جنيها رسوم الاشتراك فى السلسلة ..وحتى يضمن اصطياد كل السمك  يعلن عن مسابقة أخرى لهواة الفن التشكيلى ..والرسوم عشرة جنيهات فقط ..والحقيقة أنه لامسابقة تمت ولا شىء ، ويكتفى عبد الجليل بإرسال رسالة لكل المشتركين تكتبها سكرتيرته الحسناء التى ينتقيها بعنايه فائقة لزوم مقابلة الموهوبين ، ويعتذر فى الرسالة عن عدم فوزه فى المسابقة ، ويأمل فوزه فى المسابقة الجديدة إن شاء الله .. ولأن الرجل الكبير حريص على دعم المواهب فهو لايمانع فى طبع ديوان شعر ، أورواية ركيكة لأحد الشباب الأثرياء كل عامين ذرا للرماد فى العيون ، ولزوم الدعاية ، ويعد الآخرين أن الدور قادم عليهم ..فقط عليهم التواصل مع سيادته ..وفى شارع الترعة البولاقية خصص عبدالجليل مقرا لجمعيتة وأمام الباب علق لوحات زجاجية ، وبداخلها أغلفة لعشرات الكتب التى صدرت عن الجمعية لشباب من مختلف أقاليم مصر ، بينما هى فى الحقيقة ، مجرد أغلفه فقط ، وهذه الأسماء لشباب غير موجودين فى الأصل .
 أيضا من أدلة خطأ زعم أن من وجد فرصة حقيقية للعمل بالصحافة سيحصل على قدر جيد من المال  ما ذكره الصحفى عبد الحليم قنديل من أنه كان راتبه ألفين جنيها مصريا فقط حين كان رئيسا لتحرير صحيفة العربى عام 2003م وهو طبعا مبلغ ضئيل للغاية .
كنت أعتقد أن العمل بالصحافة والإعلام دون مقابل مادى وأجور الصحفيين الضئيلة أمر جديد طرأ فى عصرنا الحالى لكنى بعدما قرأت كتاب "انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة " للأستاذ أحمد عبد الهادى اتضح لى أن هذا الأمر قديم جدا وطبيعى فى هذا المجال ؛ حيث ضم الكتاب قصصا ومآسى وحكايات شباب الصحفيين اختلطت بالعرق والدموع والدماء اعترفوا بها فوق أوراقهم التى لا يملكون زادا من الحياة سواها وقد أوضح الكتاب جيدا أن الصحافة كمهنة ليست كفيلة لكسب قوت العيش  لأن مكسبها يكمن فى الحصول على الإعلانات وهذا أمر متعلق بانتشار الصحيفة فالصحف قليلة الانتشار يصعب عليها الحصول على الإعلانات مهما بذل مندوبوها من مجهود فى محاولة إقناع المعلنين لأن المعلنين قد رسخ فى أذهانهم أن الصحف الأكثر انتشارا الجديرة بالإعلان لديها هى الصحف الثلاث الكبرى القومية  لذا فمن أراد مالا من الصحافة فعليه تقليد دور المحامى بنشر قضايا الناس مقابل المال بشرط أن يكون له وزنه فى الصحيفة ليستطيع تنفيذ ذلك وقد أوضح الكتاب ذلك بكل صراحة وبأمثلة واقعية بالأحداث والأماكن والأسماء وعلى سبيل المثال القصة التى سردها الكاتب عن صحفى أعد ملفا عن الفساد الإدارى فى محافظته وقدمه لرئيس التحرير لنشره فما كان من رئيس التحرير إلا أن اتصل بالمحافظ ليساومه على وقف النشر مقابل المال واستجاب المحافظ له ثم فصل رئيس التحرير ذلك الصحفى الذى أعد الملف وأتى بعشرات الخريجين أمثاله الذين يتمنون العمل بالصحافة ليجعلهم يعملون بلا مقابل مادى بحجة أنها فترة تدريب وبعد أن تطول فترة التدريب ويطالب أحدهم بمال يفصله رئيس التحرير كما أنه فى أثناء فترة التدريب تنشر الموضوعات دون اسم كاتبها حتى لا يكون له أى حق فى المطالبة بمال أمام النقابة أو أى جهة أخرى .
على غرار ما يفعله محمد السيد عبد الجليل وبنفس أفكاره توجد مؤسسات واتحادات وهيئات تمنح عضويتها مقابل تسديد الاشتراك السنوى دون وجود أى امتيازات تذكر غير الحصول على بطاقة العضوية ؛فالمقرر فى لوائح تلك المؤسسات أن مزايا العضوية تتمثل فى عقد المؤتمرات وعقد المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية  فى نظرى ليس ميزة حقيقية لأن أية جهة تعقد المؤتمرات وتسمح بحضوره لأى فرد وعقد الدورات التدريبية فإنه يكون بمقابل مادى مستقل عن رسوم العضوية وإن كان هناك تخفيض فى الرسوم للأعضاء فإنه ضئيل جدا لا يذكر ولا يضاهى رسوم العضوية ومن هذه المؤسسات اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين الإلكترونيين والمجلس العالمى للصحافة ونقابة المراسلين الأجانب ورغم ذلك تلقى عضوية هذه المؤسسات إقبالا كبيرا من الشباب بهدف الحصول على بطاقة العضوية ظنا منهم أنها فائدة فى ذاتها لكن هذا الزعم خاطئ وقد سبق شرح ذلك فى بداية المقال وجدير بالذكر أن مثل هذه المؤسسات موجودة فى كل المجالات لا الإعلام فقط ؛ فعندما كنت طالبا بكلية الطب البيطرى كانت هناك الجمعية العلمية لطلاب الطب البيطرى وكانت إعلاناتها تنص على أن أنشطتها هى التدريب العملى على أعمال الطب البيطرى والرحلات العلمية وكان اشتراكها قيمته خمسون جنيهاً لمدة عام وكان من يشترك يحصل على بطاقة عضوية ودورة تدريبية عن كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض فقط ولا ينفذ أى شىء مما نص عليه الإعلان وتقيم الجمعية رحلة علمية لبولندا قيمتها ستة الآف جنيه مصرى وهو مبلغ لا يملكه أى طالب بالكلية لأنه لو كان هناك طالب يملك هذا المبلغ لما التحق بكليتنا والتحق بأى جامعة خاصة.
جدير بالذكر أن الكتاب المذكور وغيره من الكتب التى تحدثت عن ذات الموضوع ذكرت المشكلة بتفاصيلها دون ذكر أى حل مقترح .


محمود عبد القادر
*نشر هذا المقال بموقع دنيا الرأى بتاريخ 18أكتوبر 2012م على الرابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/10/18/274483.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق